أعلنت «منظمة الهجرة الدولية» أن الحرب في السودان خلقت «أكبر أزمة نزوح يشهدها العالم الآن، بعدد نازحين يقارب 10 ملايين شخص، بينهم أكثر من مليوني طفل موزعين على أكثر من 7 آلاف موقع نزوح داخل البلاد»، وذلك بعد أيام من تصنيف مرصد أميركي للأزمة السودانية ضمن «أسوأ 10 أزمات عنف حول العالم». وقالت «منظمة الهجرة الدولية (IOM)» في أحدث تقرير لـ«مصفوفة تتبع النزوح» الصادر الأربعاء إن «عدد النازحين في السودان حتى نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي قارَب 10 ملايين شخص».
وذكر التقرير أن النازحين داخلياً يمثلون قرابة مليوني أسرة يعيشون في 7211 موقعاً في البلاد، وبينهم 2.199.478 طفلاً دون سن الخامسة. وتوقع تقرير «الهجرة الدولية» تفاقم المستويات المرتفعة لانعدام الأمن الغذائي الحاد في السودان. ودعا إلى «تدخلات عاجلة تتمثل في زراعة المحاصيل الشتوية، وابتدار أنشطة (مُدرة للدخل)، من أجل تخفيف تأثيرات الأوضاع في البلاد على الأمن الغذائي، وتعزيز قدرة المجتمع على الصمود، وطالب بتقديم الدعم النقدي للنازحين». وحذّرت المنظمة من «ضياع مستقبل ملايين الأطفال التعليمي»، وقالت إن ملايين الأطفال في السودان محرومون من حقهم في التعليم بسبب النزاع، ودعت لبذل الجهود الضرورية العاجلة لضمان سلامتهم وحمايتهم من العنف، وضمان حصولهم على التعليم.
وشددت المنظمة على «التحرك العاجل» لتوصيل المساعدات، والتغلب على تحديات استمرار الأعمال العدائية وانعدام الأمن، والهجمات على العاملين الإنسانيين، ومواجهة العقبات البيروقراطية. وقالت إن «الاحتياجات الملحَّة للسكان تتطلب تمكين الوصول الفوري للمساعدات الإنسانية دون عوائق». وكان «مشروع رصد بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة» الأميركي في تقريره عن «مصفوفة مراقبة النزاعات لعام 2024» الصادر (الاثنين) الماضي، صنّف السودان ضمن أسوأ 10 أزمات عنف حول العالم. وتوقع التقرير الأميركي استمرار الحرب في البلاد، وعدم انتهائها في وقت قريب، وقال: «لعدة عوامل، من غير المرجح أن تنتهي الحرب في السودان في وقت قريب؛ في ظل تمكن (قوات الدعم السريع) من الخرطوم ودارفور، وعدم وجود جهود دبلوماسية جادة تدفع الطرفين لوقف إطلاق النار».