تونس... احتفالات مشتتة بالذكرى 13 لتنحي بن علي

سعيد: عيد الثورة الحقيقي هو يوم 17 ديسمبر 2010 وليس 14 يناير 2011

جانب من مظاهرة الأحد في تونس (إ.ب.أ)
جانب من مظاهرة الأحد في تونس (إ.ب.أ)
TT

تونس... احتفالات مشتتة بالذكرى 13 لتنحي بن علي

جانب من مظاهرة الأحد في تونس (إ.ب.أ)
جانب من مظاهرة الأحد في تونس (إ.ب.أ)

أحيت أطياف متعددة من المعارضة التونسية احتفالاتها بالذكرى 13 لـ«ثورة2011» في الشارع الرئيسي للعاصمة، مطالبة بـ«إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وعودة الديمقراطية والشرعية الدستورية في تونس».

وجابت قيادات «جبهة الخلاص الوطني» المعارضة، المدعومة من قبل «حركة النهضة»، التي يتزعمها أحمد نجيب الشابي، شوارع في العاصمة، منطلقة من ساحة الجمهورية (الباساج) في اتجاه «شارع بورقيبة»، فيما أحيا «منتدى القوى الديمقراطية»، الذي يتزعمه «ائتلاف صمود» اليساري المعارض، و«تنسيقية القوى الديمقراطية التقدمية» التي تجمع عدداً من الأحزاب اليسارية، هذه المناسبة، بتنظيم وقفة أمام المسرح البلدي، احتجاجاً على تردي الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وتنديداً بتدهور مناخ الحريات في تونس.

من مظاهرة تونس الأحد (أ.ف.ب)

ولم تجد دعوات الأطياف المعارضة للخروج إلى الشارع، الكثير من التجاوب، بعد أن شقت صفوفها من قبل أنصار المسار السياسي للرئيس التونسي قيس سعيد من خلال التأكيد، على أن «عيد الثورة التونسي الحقيقي، هو يوم 17 ديسمبر (كانون الأول) 2010، وليس 14يناير (كانون الثاني) 2011 تاريخ هروب الرئيس السابق زين العابدين بن علي»، إذ اعتبر سعيد أن هذا التاريخ الأخير يعدّ «إجهاضاً للثورة» وليس نجاحاً لها كما روجت له منظومة الحكم السابقة بزعامة «حركة النهضة».

ويرى مراقبون، أن هذا الخلاف جعل التونسيين «يتغافلون عن إحياء الموعدين». وفي هذا السياق، قالت ليلى الحداد القيادية في «حركة الشعب» الداعمة للمسار السياسي الرئاسي في تصريح إعلامي، «إن تشتت التواريخ، شتت الاحتفال بذكرى الثورة». وأضافت «أن تغيير ذلك التاريخ، أثر بشكل كبير على إحياء تلك الذكرى. واختفت التجمعات السياسية، بعد أن غرق المجتمع في واقعه الاقتصادي والاجتماعي الصعب... وهذا ما حولها إلى ذكرى باهتة».

جانب من مظاهرة الأحد في تونس (إ.ب.أ)

ومن ناحيته، قال حزب «الوطنيين الديمقراطيين الموحّد» (الوطد) الذي أسسه القيادي اليساري شكري بلعيد قبل اغتياله سنة 2013، «إن خيارات السلطة الحالية لن تزيد الأزمة التي تعيشها تونس الآن إلا استفحالاً».

واعتبر الحزب، أن الأوضاع الحالية، «تتطلب من كل المتمسكين بمطالب المسار الثوري، العمل من أجل بناء قطب شعبيّ وطنيّ وتقدميّ يكون قادراً على إحداث تحوّل في موازين القوى لصالح الفئات الضعيفة».

وأكد وقوفه «ضد كل من تآمروا على شعب تونس وثورته، من أحزاب حاكمة وهيئات وأجهزة وأفراد ومراكز نفوذ ماليّ وعائليّ ومحاور إقليمية ودوليّة».

متظاهرون تونسيون يرفعون علماً فلسطينياً ضخماً (أ.ف.ب)

ولم يمنع «الفتور»، وهذا التشتت الذي بات يصاحب الاحتفالات بالثورة التونسية، مجموعة من «عائلات الشهداء وجرحى الثورة» تطلق على نفسها «مجموعة فك الارتباط»، من تنظيم تحركات تزامناً مع إحياء الذكرى 13 للثورة، وطالبت بقانون خاص بعيد عن أحكام المرسوم الرئاسي عدد 20، لسنة 2022 المحدث لمؤسسة «فداء»، الذي جمع بين «جرحى الثورة وشهدائها»، وضحايا العمليات الإرهابية من أمنيين وعسكريين. كما طالبوا باستكمال «مسار العدالة الانتقالية، ومحاسبة المذنبين حتى لا يفلتوا من العقاب».

وفي هذا الشأن، طالب عبد الحميد الصغير منسق «مجموعة فك الارتباط» في مؤتمر صحافي عقده الأحد، «بحذف كل ما يتعلق بشهداء الثورة وجرحاها من المدنيين وإحالة ملفاتهم خلال شهر، من مؤسسة فداء، التي أقرها الرئيس التونسي قيس سعيد، إلى الهيئة العامة للمقاومين، ولشهداء وجرحى الثورة والعمليات الإرهابية» برئاسة الحكومة بعد تعديل تسميتها بحذف عبارة «العمليات الإرهابية».

شعارات سياسية وعلم فلسطين في تونس العاصمة الأحد (أ.ف.ب)

وبرر الصغير دعوته لفك الارتباط، بأن «شهداء الثورة كانوا مواطنين عاديين، خرجوا طوعاً ضد الظلم الاجتماعي والسياسي، في حين أن العسكريين والأمنيين هم موظفون لدى الدولة، استهدفهم الإرهاب وهم بصدد القيام بواجبهم المهني، ولديهم قوانين تضمن لهم حقوقهم».


مقالات ذات صلة

تونس: انتشال 6 جثث متحللة لمهاجرات من بينهن رضيعة

شمال افريقيا «الحرس الوطني التونسي» ينقذ قارباً يحمل مهاجرين غير نظاميين (صفحة الحرس الوطني التونسي على فيسبوك)

تونس: انتشال 6 جثث متحللة لمهاجرات من بينهن رضيعة

أعلن مصدر قضائي في تونس الخميس العثور على ست جثث متحللة لمهاجرات غرقى من بينهن رضيعة في أحدث مأساة تشهدها سواحل تونس.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا جانب من وقفة سابقة نظمها محامون وسط العاصمة التونسية للاحتجاج على «التضييق على الحريات» (أرشيفية - إ.ب.أ)

تونس: المحامون يحملون «الشارات الحمراء» احتجاجاً على «قيود مسلطة على مهامهم»

يتّهم المحامون، السلطةَ التنفيذية «بالهيمنة على جهاز القضاء» منذ إطاحة الرئيس قيس سعيد بالنظام السياسي في 2021، وتوسيع صلاحياته في دستور جديد، و«بإعاقة عملهم».

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي وعلم بلاده (د.ب.أ)

توقيف 4 أشخاص في تونس بسبب رفع علم تركيا خطأ على مبنى حكومي

فتحت وزارة النقل تحقيقاً في الواقعة «لتحميل المسؤوليات، واتخاذ الإجراءات الإدارية والترتيبية في الغرض».

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا العلم التونسي أمام البنك المركزي في العاصمة تونس 4 أكتوبر 2017 (رويترز)

توقيف 4 أشخاص في تونس بسبب رفع علم تركيا خطأ على مبنى حكومي

أوقف القضاء التونسي 4 أشخاص إثر رفع علم دولة تركيا من طريق الخطأ على مبنى حكومي بالعاصمة، على ما ذكرت وسائل إعلام محلية، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا إحدى الطائرات الأربع التي تسلمتها تونس (وكالة الأنباء التونسية)

4 طائرات استطلاع من أميركا إلى تونس

سلمت أميركا تونس 4 طائرات مخصصة للاستطلاع ومجهزة بأحدث المنظومات؛ «بما سيعزز القدرات العسكرية والعملياتية للجيش الوطني في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة».

«الشرق الأوسط» (تونس)

الصومال: مقتل 6 على الأقل في انفجارين بمقديشو

قوات الأمن تحيط بالمكان الذي شهد الانفجار وسط مقديشو (رويترز)
قوات الأمن تحيط بالمكان الذي شهد الانفجار وسط مقديشو (رويترز)
TT

الصومال: مقتل 6 على الأقل في انفجارين بمقديشو

قوات الأمن تحيط بالمكان الذي شهد الانفجار وسط مقديشو (رويترز)
قوات الأمن تحيط بالمكان الذي شهد الانفجار وسط مقديشو (رويترز)

قالت الشرطة الصومالية وشهود عيان إن 6 أشخاص قتلوا، وأصيب 10، اليوم (السبت)، في انفجارين بالعاصمة الصومالية مقديشو، وبلدة في منطقة شبيلي الوسطى. ولم يتضح بعد الجهة التي تقف وراء تنفيذ هذين الهجومين، رغم أن حركة «الشباب» المتشددة كثيراً ما تنفذ تفجيرات وهجمات مسلحة في مقديشو، وأماكن أخرى في الدولة الواقعة بالقرن الأفريقي.

بقايا السيارة المفخخة بعد تفجيرها في العاصمة مقديشو (إ.ب.أ)

ووقع الانفجار الأول في مقديشو بسيارة مفخخة، كانت متوقفة على طريق بالقرب من المسرح الوطني بمقديشو، على بعد كيلومتر واحد من مكتب الرئيس. وأسفر انفجار السيارة المفخخة، التي كانت مركونة قرب المسرح الوطني الصومالي في العاصمة مقديشو، عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 5 آخرين.

واستهدف الانفجار مطعماً شعبياً في مديرية حمروين، مما أدى إلى احتراق كثير من عربات «التوك توك»، وتسبب في أضرار كبيرة بالمناطق التجارية المحيطة.

سكان يفرون من المكان الذي شهد الانفجار في مقديشو (رويترز)

وهرعت قوات الأمن إلى موقع الانفجار على الفور، لكن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها حتى الآن.

وقال شرطي في مكان الواقعة، طلب عدم ذكر اسمه، لأنه غير مخول بالحديث إلى الصحافة، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن السيارة انفجرت، مما تسبب في مقتل 5 أشخاص وإصابة 7. بينما أكد شرطي آخر في المنطقة أعداد الضحايا. ولم يرد متحدث باسم الشرطة على اتصال من «رويترز» طلباً للتعليق.

وفي واقعة منفصلة، قال بشير حسن، قائد شرطة جوهر في شبيلي الوسطى بالصومال، خلال مؤتمر صحافي، إن قنبلة زرعت في سوق للماشية بمدينة جوهر أدت إلى مقتل شخص وإصابة 3 مدنيين آخرين.

وتخوض حركة «الشباب» معارك منذ سنوات للإطاحة بالحكومة المركزية في الصومال، وإقامة حكمها الخاص على أساس تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية.

صورة تظهر حجم الدمار الذي لحق بالمكان الذي شهد الانفجار (رويترز)

وجاء هذان الانفجاران بعد أن نجحت قوات الأمن الصومالية، أمس (الجمعة)، في التصدي لهجوم شنته حركة «الشباب» على نقطة تفتيش أمنية في مديرية كحدا بالعاصمة مقديشو، وفقاً لما أفاد به سكان محليون.

وبدأ الهجوم بانفجارين، تلتهما نحو ساعة من الاشتباكات العنيفة، ولا تزال أعداد الضحايا غير معروفة، حيث لم يصدر عن مسؤولي المنطقة أي تحديثات حتى الآن.

ورداً على الهجوم، نفذت القوات الأمنية الصومالية عمليات في عدة أحياء من المديرية، صباح اليوم (السبت). وذكر عدد من السكان أنهم استيقظوا مذعورين من الانفجارات الأولية التي أشعلت المواجهات بين مسلحي حركة «الشباب» وقوات الأمن.

وفي شهر أغسطس (آب) الماضي، نفذت حركة «الشباب» الإسلامية المتطرفة المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، هجوماً أسفر عن مقتل 37 شخصاً على الأقل، بينما أصيب 64 آخرون جراء تفجير انتحاري نفسه في شاطئ بالعاصمة مقديشو.

قوات الأمن الصومالي أخلت المكان الذي شهد الانفجار من السكان (رويترز)

وحسب مصدر أمني، فقد قتلت قوات الأمن الصومالية 5 من عناصر حركة «الشباب» المتطرفة، والتي سبق أن نفذت في الماضي كثيراً من التفجيرات والهجمات في مقديشو ومناطق عدة في البلد غير المستقر بالقرن الأفريقي. ورغم إخراجهم من العاصمة بعد تدخل قوات الاتحاد الأفريقي في عام 2011، ما زالوا منتشرين في المناطق الريفية. لكن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود وعد بشن حرب «شاملة» ضدهم.