رئيس «الاستقرار» الليبية يشكو «الوحدة» للنائب العام بتهمة «انتحال صفة»

المنفي ترأس اجتماعاً عسكرياً موسعاً في غياب الدبيبة

المنفي يعقد اجتماعاً عسكرياً في طرابلس ضم أعضاء اللجنة العسكرية «5+5» عن المنطقة الغربية (المجلس الرئاسي)
المنفي يعقد اجتماعاً عسكرياً في طرابلس ضم أعضاء اللجنة العسكرية «5+5» عن المنطقة الغربية (المجلس الرئاسي)
TT

رئيس «الاستقرار» الليبية يشكو «الوحدة» للنائب العام بتهمة «انتحال صفة»

المنفي يعقد اجتماعاً عسكرياً في طرابلس ضم أعضاء اللجنة العسكرية «5+5» عن المنطقة الغربية (المجلس الرئاسي)
المنفي يعقد اجتماعاً عسكرياً في طرابلس ضم أعضاء اللجنة العسكرية «5+5» عن المنطقة الغربية (المجلس الرئاسي)

طالب رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية الموازية أسامة حماد، النائب العام الصديق الصور، بتحريك دعوى جنائية لردع عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الوطنية، ووزير ماليته خالد المبروك، بسبب «انتحالهما صفة لا يمتلكانها»، كما طالبه برد الاعتبار لهيبة الدولة وموظفيها، على خلفية واقعة إساءة وزير المالية لمدير عام مصلحة الجمارك الجديد.

وقال حماد في خطاب موجه إلى النائب العام مساء (الاثنين) إن هذا القرار «صادر عن حكومة شرعية، تمتلك المشروعية الإدارية والولاية الكاملة»، بعد أن منحها مجلس النواب الثقة وأقر بتشكيلها، لتمارس اختصاصاتها. وعدّ أن ما صدر عن وزير مالية حكومة «الوحدة»، التي وصفها بـ«منتهية الولاية»، «تدخل سافر من منتحل لصفة زالت، ما يستوجب مساءلته عن أفعاله المجرمة، وتعطيل عمل الحكومة الشرعية عن ممارسة مهامها».

حماد اتهم الدبيبة ووزير ماليته بـ«انتحال صفة» (الاستقرار)

وأعلنت حكومة حماد، بعد تفقده (الثلاثاء) لعدد من مشاريع الصيانة والتطوير القائمة في مدينة درنة، توقيع أول العقود في مجال إعادة إعمار درنة والمناطق المتضررة، وذلك بحضور المدير التنفيذي للصندوق بلقاسم، نجل المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني»، مع رئيس مجلس شركة «المقاولون العرب» المصرية، لإنشاء عدد من الجسور والكباري بالمدينة. كما استغل حماد اجتماعه (الثلاثاء) مع أعيان وحكماء ومشايخ منطقة رأس الهلال لتأكيد وضع حكومته للمنطقة في مقدمة أولوياتها، مشيراً إلى اعتزامه تفقد بقية المناطق للوقوف على احتياجاتها.

بلقاسم نجل حفتر يوقع أول اتفاقية لإعادة إعمار درنة مع شركة مصرية (حكومة «الاستقرار»)

في غضون ذلك، ووسط غياب لافت للانتباه للدبيبة، قال محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، إنه عقد (الثلاثاء)، ما وصفه باجتماع عسكري موسع، ضم رئيس أركان القوات الموالية للحكومة ورؤساء الأركان النوعية، وآمري المناطق العسكرية، بالإضافة إلى المدعي العام العسكري، ورئيس هيئة العمليات، وأعضاء اللجنة العسكرية «5+5» عن المنطقة الغربية.

ولم يفصح المنفي في البيان المقتضب، الذي أصدره مكتبه، عن فحوى الاجتماع، الذي ترأسه باعتباره القائد الأعلى للجيش الليبي، كما لم يوضح ملابسات تغيب الدبيبة عنه، على الرغم من أنه يتولى أيضاً منصب وزير الدفاع في الحكومة التي يترأسها.

وربطت مصادر محلية بين غياب الدبيبة والحضور المفاجئ لأسامة الجويلي للاجتماع للمرة الأولى منذ سنوات، بصفة آمر المنطقة العسكرية الغربية، علماً أن الدبيبة أقاله من منصبه كرئيس لجهاز الاستخبارات العسكرية، على خلفية اتهامه بالتورط في تسهيل دخول فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار»، المُقال، إلى العاصمة طرابلس.

وبدوره، دعا عبد الله اللافي، نائب المنفي، في تصريحات تلفزيونية، الأطراف المشاركة في مبادرة المبعوث الأممي، عبد الله باتيلي، لإرسال أسماء ممثليها دون قيد أو شرط، متوقعاً أن يكون الاجتماع التحضيري للمبادرة في غضون شهر، ونفى علمه بالمكان أو الزمان أو جدول الأعمال.

وعدّ اللافي أنه «لا وصول للانتخابات دون استرجاع الثقة بين الأطراف الليبية»، مشيراً إلى أنه «سيدعم تشكيل حكومة جديدة في حال اتفاق الأطراف عليها»، وقال إن «الاتفاق السياسي حدد أن يكون (الرئاسي) شريكاً للحكومة في تعيين وزيري الخارجية والدفاع».

من جهة ثانية، تحدثت وسائل إعلام محلية عن عقد اجتماع مفاجئ مساء (الاثنين) في منزل الصادق الغرياني، المفتي المقال من منصبه، بين الدبيبة ومحافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، ورئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك، ضمن ما وصفته بجهود الوساطة لإنهاء الخلافات المحتدمة والعلنية، بعد رفض الصديق طلب الدبيبة صرف الميزانية بأقصى سرعة. وكشفت النقاب عن أن الدبيبة أبدى استعداده للقبول بشروط الكبير، مقابل الصرف قبل احتفالات «17 فبراير/ شباط»، التي تستعد لها البلاد الشهر المقبل للاحتفال بمرور 13 عاماً على اندلاع «الثورة الشعبية»، التى أطاحت بنظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011.

ولم يصدر على الفور أي بيان رسمي بهذا الشأن من الدبيبة أو الكبير حول فحوى الاجتماع، الذي أكده «حراك شباب تاجوراء».

عقيلة صالح قدم إحاطة للأعضاء عن نتائج زيارته الخارجية لتركيا ومصر (مجلس النواب)

من جهة أخرى، قدم عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، خلال جلسته الرسمية مساء (الاثنين) بمقره في مدينة بنغازي (شرق)، إحاطة للأعضاء عن نتائج زيارته الخارجية لتركيا ومصر، وآخر المستجدات والتطورات السياسية. ونقل أعضاء في الجلسة عن صالح قوله إن زيارته لأنقرة والقاهرة، ولقاءه بعض المسؤولين فيهما، كانت لغرض الدفع بتشكيل حكومة جديدة.

إلى ذلك، أدى محمد صالح، رئيس الهيئة العُليا للحج والعمرة، اليمين القانونية أمام مجلس النواب ليباشر مهامه الموكلة إليه وفقاً للقانون، قبل إعلان تعليق جلسته التي استؤنفت (الثلاثاء).


مقالات ذات صلة

تحرك دبلوماسي فرنسي «نشط» في ليبيا... ماذا يستهدف؟

شمال افريقيا المبعوث الفرنسي بول سولير في لقاء مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي في طرابلس (السفارة الفرنسية)

تحرك دبلوماسي فرنسي «نشط» في ليبيا... ماذا يستهدف؟

تكثَّفت المساعي الدبلوماسية الفرنسية بين الأفرقاء الليبيين، على مدار شهر أكتوبر الحالي عبر سلسلة لقاءات أجراها بول سولير مبعوث الرئيس إيمانويل ماكرون إلى ليبيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا المشاركون في الاجتماع مع البعثة الأممية في صورة مشتركة (البعثة الأممية)

الدبيبة يتعهد مكافحة «الفساد» في قطاع الصحة

قال عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة، إن جهاز الإمداد الطبي في بلده كان لسنوات «محطةً استُغلت للفساد والاحتكار».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا صورة أرشيفية متداوَلة لعدد من الليبيين الذي كانوا قد نُفوا إلى جزر بجنوب إيطاليا عام 1911

قصة نفي 5 آلاف ليبي إلى جنوب إيطاليا

أرجع مؤرخون عمليات نفي آلاف الليبيين إلى إيطاليا إلى اشتداد ضربات المقاومة الليبية للقوات الغازية، منذ معركة شارع «الشط - الهاني» في طرابلس عام 1911.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا من اجتماع سابق للمجلس الرئاسي مع وفد من الأمازيغ (أرشيفية)

أمازيغ ليبيا يطالبون «الرئاسي» بسحب التشكيلات العسكرية من مدنهم

وسط صمت رسمي من حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة»، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، حذر المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا من أي «تحركات لميليشيات قبلية داخل المدن التابعة له».

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة (حكومة الوحدة)

غموض وتساؤلات بعد تعهد الدبيبة بـ«خطوات حازمة» لإجراء الانتخابات الليبية

تعهد عبد الحميد الدبيبة خلال مشاركته في احتفالية أقيمت بمسقط رأسه بمدينة مصراتة باتخاذ «خطوات حازمة» للوصول إلى الانتخابات العامة.

جاكلين زاهر (القاهرة)

برنامج الأغذية العالمي يحذر من «مجاعة محدقة» في السودان

طفلان يحملان مساعدات بمدرسة تؤوي نازحين فروا من العنف في السودان 10 مارس 2024 (أ.ف.ب)
طفلان يحملان مساعدات بمدرسة تؤوي نازحين فروا من العنف في السودان 10 مارس 2024 (أ.ف.ب)
TT

برنامج الأغذية العالمي يحذر من «مجاعة محدقة» في السودان

طفلان يحملان مساعدات بمدرسة تؤوي نازحين فروا من العنف في السودان 10 مارس 2024 (أ.ف.ب)
طفلان يحملان مساعدات بمدرسة تؤوي نازحين فروا من العنف في السودان 10 مارس 2024 (أ.ف.ب)

طالبت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الأحد، بوصول كامل إلى السودان من مختلف المعابر لمواجهة «مجاعة محدقة» في البلد الذي تعصف به حرب قاتلة منذ أكثر من عام ونصف العام.

وتدور حرب منذ أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات «الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو، نائبه سابقاً. واتُّهم الطرفان بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك استهداف مدنيين، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، واستخدام أساليب التجويع في حق ملايين المدنيين.

وقالت المديرة التنفيذية للبرنامج سيندي ماكين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نريد الوصول الكامل، بالإضافة إلى القدرة على الدخول من خلال أكبر عدد ممكن من نقاط الدخول المختلفة إلى السودان، والتأكد من أنه يمكننا البدء على نطاق واسع».

وتابعت: «المجاعة محدقة الآن. هناك مجاعة في مخيم زمزم وبالتالي ستنتشر. لذا فالأمر مُلّح حقاً أن نتمكن من الدخول والقيام بذلك على نطاق واسع».

وقد نزح نحو 11.3 مليون شخص جراء الحرب، بينهم 3 ملايين تقريباً إلى خارج السودان، وفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين التي وصفت الوضع بأنه «كارثة» إنسانية.

ويواجه نحو 26 مليون شخص انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، وقد أُعلِنت المجاعة في مخيم «زمزم» في دارفور.

وأوضحت: «يتعلق الأمر بإدخال الطعام والشاحنات إلى هناك، لذا من المهم أن تظل المعابر مفتوحة. كذلك المعابر الأخرى في جميع أنحاء السودان من حدود جنوب السودان إلى الشمال. نحن بحاجة إلى فتح أكبر عدد ممكن منها».

وفي الأسبوع الماضي، دعت عشر دول بينها المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، الطرفين المتحاربين في السودان إلى ضمان وصول الإعانات الإنسانية إلى ملايين الأشخاص الذين يحتاجون إلى «مساعدة عاجلة».

وقالت هذه الدول، في بيان مشترك، إن «العرقلة الممنهجة من كلا المعسكرين» للجهود الإنسانية المحلية والدولية هي «أساس هذه المجاعة».

وأكدت ماكين التي قالت إنها التقت البرهان قائد الجيش: «نحاول التأكد من أننا سنتمكن من إطعام الناس على نطاق واسع في السودان».