توصية أممية بمشاركة القادة المحليين في نزع السلاح بليبيا

سلطات طرابلس تُنقذ 147 مهاجراً من الغرق بـ«المتوسط»

اجتماع فريق العمل المعني بنزع السلاح (البعثة الأممية)
اجتماع فريق العمل المعني بنزع السلاح (البعثة الأممية)
TT

توصية أممية بمشاركة القادة المحليين في نزع السلاح بليبيا

اجتماع فريق العمل المعني بنزع السلاح (البعثة الأممية)
اجتماع فريق العمل المعني بنزع السلاح (البعثة الأممية)

دعت توصية أممية إلى مشاركة القادة المحليين الليبيين في الوساطة لفض النزاعات ونزع السلاح، وفي غضون ذلك، أنقذت سلطات طرابلس 147 مهاجراً من الغرق في البحر المتوسط.

وقالت بعثة الأمم المتحدة إن اجتماعاً عقده في تونس فريق العمل المعني بنزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج، بمشاركة فاعلة من مسؤولين ليبيين رئيسيين من الشرق والغرب، خلص إلى توصيات مهمة، من بينها «ضرورة إشراك قادة المجتمعات المحلية في منع الصراعات والوساطة، وتجريد المناطق المكتظة بالسكان من السلاح».

وأوضحت البعثة، في بيان مساء الجمعة، أن الاجتماع، الذي عُقد بحضور وكالات الأمم المتحدة العاملة في ليبيا، والدول الأعضاء، وبعض المنظمات غير الحكومية الدولية، شكّل منصة لصياغة مقاربة منسجمة للمجتمع الدولي في دعم دور المؤسسات الليبية ذات الصلة للمساهمة في عملية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج، وعلى نحو أشمل في تعزيز التماسك الاجتماعي والسلم والاستقرار في ليبيا، وفي المنطقة بشكل عام.

في المقابل، دعا محمد المزوغي، المرشح الرئاسي السابق والمرشح المحتمل لرئاسة حكومة موحدة جديدة في البلاد بدلاً من حكومتي «الاستقرار» و«الوحدة» المتنازعتين على السلطة، قادة ورؤساء المجموعات المسلحة والأجهزة الأمنية والعسكرية، لإجراء ما وصفه بـ«محادثات مباشرة، والمساهمة في وقف النزيف الحاصل في الدولة الليبية، والتعاون البناء للخروج من عنق الزجاجة». كما دعاهم لأن يكونوا أول من يسهم في التغيير، وأن يحموا شعبهم، كما حثّهم على الاندماج في عملية كبيرة، عنوانها «وقف السقوط الحر والانهيار الحاصل للدولة الليبية، وبداية قيام الدولة الليبية الحديثة».

المزوغي قال إنه يعول على دعم المشير خليفة حفتر للترشح لرئاسة الحكومة (الجيش)

وذكرت مصادر ليبية أن المزوغي يعد من «أكثر الوجوه المرشحة لرئاسة الحكومة الجديدة»، موضحة أنه يعول على دعم عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، للترشح لرئاسة الحكومة، التي يفترض أن تقود البلاد نحو إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة.

مهاجرون غير شرعيين ينتظرون ترحيلهم إلى بلدانهم داخل أحد مراكز الاحتجاز في طرابلس (أ.ف.ب)

إلى ذلك، قالت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة «المؤقتة»، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، إن زورقاً تابعاً للإدارة العامة لأمن السواحل أنقذ، مساء الجمعة، 147 مهاجراً غير شرعي من جنسيات مختلفة عربية وأفريقية، قبالة سواحل زوارة. وأشارت إلى أنه تم إنزالهم بنقطة الشعاب، التابعة لفرع الإدارة بميناء طرابلس البحري ليتم تسلمهم بعد ذلك من قبل جهاز مكافحة «الهجرة غير المشروعة»، قصد اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.

وزوارة بلدة ساحلية تطل على البحر المتوسط، يقطنها 40 ألف نسمة على بُعد نحو 120 كيلومتراً غربي العاصمة طرابلس. ومنذ مطلع العام الحالي حتى الآن، تم إنقاذ نحو 11736 مهاجراً غير شرعي وإعادتهم إلى ليبيا، بينما لقي 925 مهاجراً حتفهم، وما زال 1168 آخرون في عداد المفقودين قبالة سواحل ليبيا المطلة على البحر المتوسط.

بدوره، تفقد محمد الحداد، رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الوحدة، مقر القوات الخاصة البحرية، رفقة مسؤولين عسكريين، حيث اطلع على جاهزية القوة، وشاهد جانباً من التدريبات التي تقوم بها القوات الخاصة البحرية، وأشاد بجهودها ومساهمتها في عمليات البحث والإنقاذ في مدينة درنة.


مقالات ذات صلة

لماذا تنتهي الاحتجاجات ضد «الوحدة» الليبية إلى «لا شيء»؟

تحليل إخباري جانب من احتجاجات مواطنين في طرابلس ضد حكومة الدبيبة بعد تصريحات المنقوش (أ.ف.ب)

لماذا تنتهي الاحتجاجات ضد «الوحدة» الليبية إلى «لا شيء»؟

شهدت بعض مناطق بغرب ليبيا مظاهرات متكررة بعضها جاء الأسبوع الماضي على خلفية اتهام حكومة «الوحدة» المؤقتة بـ«التطبيع مع إسرائيل».

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا  القائم بأعمال سفارة أميركا خلال لقائه مع مسؤول المنطقة الحرة بمصراتة (القائم بالأعمال)

البعثة الأممية تدعو لـ«تحقيق فوري» في تعذيب محتجزين شرق ليبيا

دعت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، اليوم الأربعاء، للتحقيق في «مقاطع فيديو متداولة، تُظهر تعذيب وسوء معاملة لعدد من المحتجزين في سجن قرنادة».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا إردوغان مستقبلاً الدبيبة بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

إردوغان يبحث مستجدات الأزمة الليبية مع رئيس «الوحدة»

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، تناولت المستجدات في ليبيا، والعلاقات التركية - الليبية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شمال افريقيا ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)

ليبيا تترقب مرحلة ثانية من انتخابات محلية «أكثر تعقيداً»

يرجع متابعون أهمية خاصة لهذه الجولة الانتخابية كونها تستهدف «البلديات الأكبر وذات الأوزان السياسية المهمة وفي طليعتها طرابلس وبنغازي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا تدشين أولى رحلات الخطوط التركية بعد غياب دام سنوات (حكومة شرق ليبيا)

تركيا تواصل انفتاحها على شرق ليبيا بتدشين رحلات إلى بنغازي

دشنت وزارة الطيران المدني بحكومة شرق ليبيا وأعضاء بمجلس النواب وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية مراسم عودة الرحلات الجوية بين تركيا وبنغازي بعد توقف دام سنوات

خالد محمود (القاهرة )

المتحدث باسم «الصليب الأحمر»: ظروف إنسانية مأساوية بسبب الحرب في السودان

المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان عدنان حزام (متداولة)
المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان عدنان حزام (متداولة)
TT

المتحدث باسم «الصليب الأحمر»: ظروف إنسانية مأساوية بسبب الحرب في السودان

المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان عدنان حزام (متداولة)
المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان عدنان حزام (متداولة)

قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان، عدنان حزام، إن «الحرب أفرزت واقعاً إنسانياً مريراً»، وإن حجم الاحتياجات كبير جداً، لكن المساعدات الإنسانية التي يتم تقديمها متواضعة بسبب تعقيدات الوصول إلى المناطق المتضررة من الحرب، وإدخال المساعدات وحركتها داخل البلاد».

وأضاف في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، أن الوضع الإنساني في السودان بات «مأساوياً»، إذ إن الملايين من السودانيين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، مشيراً إلى أن «عشرات الآلاف قتلوا وأصيبوا جراء الحرب التي تسببت أيضاً في نزوح أكثر من 11 مليون داخل وخارج السودان، وتأثرت البنى التحتية بشكل كبير خصوصاً خدمات المياه والصحة والكهرباء».

وأوضح حزام «أن ما يقدم من مساعدات للاستجابة الإنسانية للواقع المأساوي في السودان يهدف إلى التخفيف من هذه المعاناة بقدر المستطاع».

وقال إن اللجنة الدولية «تركز هذا العام على الأنشطة والاحتياجات الأساسية المنقذة للحياة في مجالي الصحة والحماية، وتقديم الإغاثة والمساعدات الغذائية والمالية للمجتمعات الأكثر تضرراً والقريبة من مناطق الحرب، بالإضافة إلى عملها في ملفات لم شمل الأسر التي تفرقت بسبب القتال، والبحث عن المفقودين».

وأضاف أن اللجنة تعمل بالتنسيق مع «الهلال الأحمر السوداني» في معظم مناطق البلاد، وتتعاون أيضاً مع السلطات الصحية الرسمية. وأشار إلى أن ملف المساعدات الإنسانية في السودان «شائك، وحجم الاحتياجات كبير جداً، وهذا التحدي يواجه المنظمات الإنسانية، ونحاول من خلال العمل المشترك التخفيف من المعاناة، ولا نستطيع أن نقول إنهاءها، لأن الصراع أفرز واقعاً إنسانياً مريراً».

أجزاء كبيرة من جنوب السودان تعاني من الحرب والمجاعة (أرشيفية - رويترز)

وأشار إلى أن اللجنة الدولية تتواصل مع جميع الأطراف في السودان لتسهيل عملها في الوصول للمحتاجين إلى المساعدات الإنسانية. وقال: «نحاول تذكير أطراف الصراع بالوفاء بالتزاماتهم الأخلاقية والقانونية، وفقاً لقواعد القانون الدولي الإنساني التي تحرم استهداف المدنيين والأعيان المدنية، وتسهيل الخروج الآمن للمواطنين أثناء عمليات النزوح، وعدم استهداف المرافق الصحية والخدمية التي توقفت 80 في المائة منها عن العمل».

ورأى المتحدث باسم «الصليب الأحمر» أن «سوء الواقع الصحي والبيئي في السودان انعكس سلباً على المواطنين، ما صعب حصول الكثيرين منهم على الرعاية الصحية، وفي ظل تفشي بعض الأوبئة والأمراض الموسمية تتضاعف جهود المؤسسات الصحية التي لا تزال تعمل».

وقال: «نأمل في أن تتوقف الاعتداءات على المرافق الصحية والطواقم الصحية، وأن يكون هناك مزيد من الاحترام لقواعد القانون الدولي الإنساني».

دور الوسيط

وبشأن إجلاء المدنيين العالقين في مناطق الحرب، أفاد حزام، بأن «اللجنة الدولية للصليب الأحمر في حوار دائم مع طرفي القتال: الجيش السوداني و(قوات الدعم السريع) في ملف الحماية، وحضّهما على فتح ممرات آمنه في مناطق الصراع، وهذا التزام قانوني وأخلاقي يجب الوفاء به».

مخيم في مدينة القضارف بشرق السودان لنازحين فروا من ولاية الجزيرة وسط البلاد (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال إن اللجنة الدولية «لعبت في الفترة الماضية دورها بوصفها وسيطاً محايداً في إخلاء وتسهيل خروج المحتجزين من الطرفين، لكن هذا يتم بتنسيق وطلب مباشر منهما، مع ضرورة وجود ضمانات أمنية». وأضاف: «مَن أراد البقاء من المدنيين يحظون بالحماية لكونهم لا يشاركون في العمليات العدائية والقتالية».

وعبَّرَ عن أمله في «أن يعم الأمن والسلام في السودان، لأن ذلك سيخفف بشكل كبير من المعاناة الإنسانية»، وقال: «إن الشعب السوداني يستحق أن يعيش في أمان». وأكد أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر «محايدة وتعمل باستقلالية وفق مبدأ عدم التحيز، وتحاول من خلال عملها الوصول إلى مَن هم بحاجة إلى المساعدات الإنسانية».

نساء وأطفال في مخيم للنازحين أقيم في مدينة ود مدني بالسودان (أ.ف.ب)

وقال إن اللجنة «منفتحة على الاستماع لأي انتقادات والرد عليها، ونأمل إنصاف ما تقدمه المنظمات من عمل، لأن الأزمة الإنسانية في السودان لا تحتمل الكثير من الجدل، الذي يؤثر بشكل كبير على عمليات الاستجابة الإنسانية»، مشيراً إلى مقتل وإصابة عدد من الموظفين في الحرب الدائرة.

ووفقاً لأحدث تقارير وكالات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 25.6 مليون شخص في السودان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، من بينهم 755 ألفاً في خطر المجاعة الحاد.