مخاوف من تمدد الحرب إلى شرق السودان

تحذير أممي من خطر الانقسام


قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان خلال جولة في قاعدة فلامنغو البحرية في بورتسودان في أغسطس الماضي (أ.ف.ب)
قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان خلال جولة في قاعدة فلامنغو البحرية في بورتسودان في أغسطس الماضي (أ.ف.ب)
TT

مخاوف من تمدد الحرب إلى شرق السودان


قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان خلال جولة في قاعدة فلامنغو البحرية في بورتسودان في أغسطس الماضي (أ.ف.ب)
قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان خلال جولة في قاعدة فلامنغو البحرية في بورتسودان في أغسطس الماضي (أ.ف.ب)

تزداد المخاطر بين السودانيين من تمدد الحرب إلى مناطق جديدة، بينها شرق السودان المطل على البحر الأحمر، ويضم موانئ البلاد، ويعد شريانها التجاري مع العالم الخارجي. وظل الإقليم بعيداً عن المعارك الدائرة في العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور غرب البلاد، منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان)، إلا أن الاشتباكات التي وقعت أخيراً بين الجيش وجماعات قبلية مسلحة في ميناء بورتسودان زادت التوترات في الإقليم، خصوصاً في ظل تحذيرات أممية من حرب شاملة في البلاد وبوادر لتقسيمها.

ولا تزال تداعيات هذه الاشتباكات التي جرت، في وقت متأخر من مساء الاثنين، تثير التوتر من تجددها مرة أخرى، بعدما أصبحت المدينة عبارة عن عاصمة مؤقتة وغير رسمية للبلاد بعد لجوء كثير من الوزراء والمسؤولين إليها نزوحاً من الخرطوم التي تسيطر على أغلبها قوات «الدعم السريع». كما أن قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان أيضاً لجأ إليها بعد تمكنه من الخروج من حصاره لعدة أشهر داخل مقر قيادة الجيش في العاصمة.

وفي خطوة تصعيدية في الإقليم، أعلن شيبة ضرار، قائد تحالف أحزاب وحركات قبلية مسلحة في شرق السودان، أن قوات من الجيش أطلقت الرصاص بصورة مفاجئة على قواتهم أمام مباني رئاسة حزب «مؤتمر البجا القومي»، أحد أحزاب الإقليم، مضيفاً أن قواتهم تصدت للهجوم دفاعاً عن النفس، قبل أن تتم السيطرة على الأوضاع. وتعد هذه الاشتباكات الأولى التي يشهدها الإقليم منذ اندلاع الحرب.

وأوضح ضرار، في تصريحات إعلامية، أن قواته لم تبدأ بالاعتداء على الجيش الذي طوق مقرها بـ 50 سيارة دفع رباعي عسكرية، اعترضت حاجزاً تقيمه قواته لإجراء عمليات تفتيش لبعض الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية دون أوراق ثبوتية.

وكان قائد قوات «الدعم السريع»، الفريق محمد دقلو (حميدتي) قد هدّد الأسبوع الماضي بإعلان حكومة في الخرطوم إذا قرر البرهان إعلان حكومة في مدينة بورتسودان.


مقالات ذات صلة

​رئيس «أطباء بلا حدود» لـ«الشرق الأوسط»: حرب السودان تخلف صدمات نفسية سيئة

شمال افريقيا نساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)

​رئيس «أطباء بلا حدود» لـ«الشرق الأوسط»: حرب السودان تخلف صدمات نفسية سيئة

آلاف الأسر تفرقت حيث خرج أفرادها من دون أن يحملوا شيئاً أحياناً كانوا حفاة ويسيرون على أقدامهم ومن الصعوبة أن يتم توفير المساعدات لهم من الغذاء والمياه والأدوية

وجدان طلحة (بورتسودان)
شمال افريقيا إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» (غيتي)

المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودان

مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
شمال افريقيا شاحنة تحمل لاجئين سودانيين من مدينة رينك الحدودية في جنوب السودان (د.ب.أ)

الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم

أفاد تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الأحد، بأن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أعلن الجيش السوداني اليوم (السبت) «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)

«الجنائية الدولية»: ديسمبر للمرافعات الختامية في قضية «كوشيب»

حددت المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي 11 ديسمبر المقبل لبدء المرافعات الختامية في قضية السوداني علي كوشيب، المتهم بارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية بدارفور.

أحمد يونس (كمبالا)

المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودان

إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» (غيتي)
إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» (غيتي)
TT

المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودان

إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» (غيتي)
إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» (غيتي)

قال إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين»، إن الأزمة الإنسانية في السودان أسوأ من الأزمات في أوكرانيا وغزة والصومال مجتمعة.

وأوضح في حوار مع «وكالة الأنباء الألمانية» بعد زيارته لمنطقة دارفور بغرب السودان ومناطق أخرى: «حياة 24 مليون شخص على المحك في السودان».

وأضاف: «نحن ننظر لعد تنازلي قوي نحو المجاعة واليأس وانهيار حضارة بأكملها». وأكد أن الصراعات مثل الدائرة في أوكرانيا والشرق الأوسط، «يجب ألا تصرف الانتباه عن معاناة المواطنين في السودان».

صورة جوية لملاجئ مؤقتة للسودانيين الذين فرّوا من الصراع بدارفور بأدري في تشاد (رويترز)

وأضاف: «إذا اتفقنا أن حياة الإنسان ذات قيمة متساوية في أي مكان بالعالم، إذن فسيكون السودان على قمة قائمة الأمور المهمة الآن». وأوضح أنه شهد تداعيات الصراع المستمر منذ 600 يوم. ورأى في كثير من المناطق، ومن بينها مناطق كان يعمل بها المجلس سابقاً «دلالات واضحة للغاية على وقوع حرب مروعة. المنزل بعد المنزل والمنطقة بعد المنطقة، تعرضت للحرق والدمار والنهب».

وحذر إيغلاند من أن الوضع «على وشك الانفجار» مثلما حدث عام 2015، عندما عبر الملايين من اللاجئين من مناطق مزقتها الحرب، بما فيها سوريا، البحر المتوسط، ووصلوا إلى عتبات الدول الأوروبية. وقال: «لا أعتقد أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي والدول الإسكندنافية وفرنسا يرغبون في ذلك».

وأضاف: «أن الاستثمار في السودان لن يساعد فقط في ثني المواطنين عن السعي نحو فرص أفضل في أماكن أخرى، ولكن أيضاً هو الأمر الوحيد الذي يتوافق مع القيم والمصالح الأوروبية».

وإضافة إلى ذلك، أفاد تقرير لـ«مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية»، الأحد، بأن السودان «يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم»، مشيراً إلى أن أكثر من 3 ملايين طفل نزحوا داخل السودان وخارجه منذ بداية النزاع، وأضاف: «أن واحداً من كل 3 في السودان يعاني من نقص حاد في الأمن الغذائي».

نازحون في مخيم أقيم في القضارف (أ.ف.ب)

وبحسب التقرير الذي نشر على موقع «مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية»، «فقد أسفرت موجة العنف وانعدام الأمن الحالية عن ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين، وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية والمرافق الحيوية، فضلاً عن النزوح على نطاق واسع».

وجاء في التقرير: «أُجبر أكثر من 7.4 مليون شخص على مغادرة منازلهم بحثاً عن الأمان داخل السودان وخارجه، إلى جانب 3.8 مليون نازح داخلياً من الصراعات السابقة... يواجه السودان حالياً، أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم وأهم أزمة نزوح للأطفال».

وأشار «إلى أن النظام الصحي الهش بالفعل أصبح في حالة يرثى لها، مع تصاعد خطر تفشي الأمراض، بما في ذلك تفشي الكوليرا، فضلاً عن حمى الضنك والحصبة والملاريا».