«قمة جوار» مرتقبة تبحث وقف الصراع في السودان

بهدف التشاور حول الجهود الرامية لتسوية الأزمة

 الرئيس المصري  يلتقي المستشار الأمني لرئيس جنوب السودان (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري يلتقي المستشار الأمني لرئيس جنوب السودان (الرئاسة المصرية)
TT
20

«قمة جوار» مرتقبة تبحث وقف الصراع في السودان

 الرئيس المصري  يلتقي المستشار الأمني لرئيس جنوب السودان (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري يلتقي المستشار الأمني لرئيس جنوب السودان (الرئاسة المصرية)

تعتزم القاهرة قريباً استضافة قمة لرؤساء دول جوار السودان، للتباحث حول كيفية إحلال الأمن والسلام، ووقف القتال الدائر بين الطرفين في السودان، بحسب توت جلواك، المستشار الأمني لرئيس جنوب السودان.

ويزور جلواك العاصمة المصرية حالياً، حيث سلم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رسالة من نظيره سلفا كير، تناولت وفق المتحدث الرئاسي المصري «التشاور حول الجهود الرامية لتسوية الأزمة حفاظاً على سلامة وأمن الشعب السوداني»، والتأكيد على «أهمية تشجيع الأطراف السودانية على تثبيت الهدنة والانتقال إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار، بما يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية وتقديم الإغاثة، وإفساح المجال لإطلاق حوار بناء لحل الخلافات وتسوية الأزمة، ومن ثم استكمال المسار الانتقالي والعملية السياسية».

وقال جلواك، في تصريحات لـ«القاهرة الإخبارية»، الخميس، إن «رؤساء دول جوار السودان سيعقدون قمة في مصر، لبحث الأزمة السودانية»، دون أن يحدد موعدا لذلك. وأوضح المستشار الأمني أن «كل دولة من دول الجوار لها خطتها وأفكارها فيما يخص السودان... لا بد من وجود جلسة قريبة بين الرؤساء لوضع خطة مشتركة، لتخرج بتوصيات محددة وستكون في مصر».

وبشأن أطراف القمة، توقع حضور كل من (جنوب السودان وتشاد) باعتبارها أكثر الدول المتأثرة بهذه الأزمة في المقام الأول. وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري، أجرى جولة منتصف الأسبوع شملت دولتي تشاد وجنوب السودان لـ«التنسيق والتشاور مع دول جوار السودان حول تطورات الأزمة وتأثيراتها الإقليمية والدولية وسبل تنسيق الجهود من أجل حلها»، وفق تصريحات رسمية.

دخان يتصاعد فوق أحد أحياء أمدرمان جراء القصف أمس (رويترز)
دخان يتصاعد فوق أحد أحياء أمدرمان جراء القصف أمس (رويترز)

واتفق شكري، خلال لقائه بمسؤولي البلدين على «التواصل عن قرب على مختلف المستويات خلال المرحلة القادمة، وتنسيق المواقف على المستويين الإقليمي والدولي، بهدف وقف الحرب الدائرة والحفاظ على سلامة السودان ووحدته وسيادته». وتعمل مصر منذ بداية الأزمة على عدة مسارات إقليمية ودولية لضمان حل سياسي يجنب السودان مزيدا من التدهور الأمني والسياسي والإنساني، كما تشير الدكتورة سماء سليمان وكيل لجنة الشؤون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ المصري.

تقول سليمان لـ«الشرق الأوسط»، إن «السودان يمثل أمنا قوميا بالنسبة إلى مصر، ويهمها الحفاظ على استقراره وأمنه دون فرض أي حلول على شعبه، ولذلك تسعى عبر اتصالات وتحركات سياسية واسعة مع القوى الكبرى وكذلك دول الجوار التي لديها علاقات وثيقة مع مصر، إلى تشجيع كافة الأطراف المتناحرة على الالتزام بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية، والعمل على إطلاق مسار حوار دائم لحل الخلافات بشكل جذري بين جميع الأطراف».

ولفتت البرلمانية المصرية إلى «الإجراءات التي اتخذتها مصر في المنافذ الحدودية وسماحها بدخول الأشقاء السودانيين والمساعدة في إجلاء عدد كبير من الأجانب، الأمر الذي يؤكد أهمية الدور المصري في الحل». ووفق وزارة الخارجية فإن مصر استقبلت ما يزيد عن 60 ألف شخص نازحين من المواجهات في السودان.


مقالات ذات صلة

«الدعم السريع» تسيطر على مدينة استراتيجية في غرب السودان

شمال افريقيا الأضرار التي لحقت بالقصر الجمهوري في الخرطوم  جراء المعارك (أ.ف.ب)

«الدعم السريع» تسيطر على مدينة استراتيجية في غرب السودان

أعلنت «قوات الدعم السريع»، الخميس، سيطرتها على مدينة النهود في ولاية غرب كردفان، بعد معارك عنيفة مع الجيش السوداني والقوات الموالية له.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري ونظيره السوداني الجديد (الخارجية المصرية)

مصر تجدد دعمها الكامل لاستقرار السودان ووحدته

جددت مصر دعمها استقرار السودان ووحدته، وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، حرص بلاده على التفاعل مع الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لإنهاء معاناة الشعب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا شاحنات محملة بمساعدات غذائية من برنامج الغذاء العالمي تصل إلى طويلة في شمال دارفور بالسودان في 27 أبريل 2025 (رويترز)

«الدعم السريع» تقصف القصر الجمهوري في الخرطوم بمدفعية بعيدة المدى

استهدفت «قوات الدعم السريع»، الخميس، القصر الجمهوري في وسط العاصمة السودانية الخرطوم بقصف مدفعي بعيد المدى، وفق مصدر عسكري.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
العالم العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يصف الوضع في دارفور بـ«الكارثي» (رويترز)

165 قتيلاً على الأقل بهجمات لـ«الدعم السريع» في دارفور خلال 10 أيام

قتل 165 مدنياً على الأقل في هجمات شنّتها «قوات الدعم السريع» في الأيام العشرة الأخيرة على مدينة الفاشر التي تحاصرها في إقليم دارفور غرب البلاد.

«الشرق الأوسط» (بورت سودان)
شمال افريقيا صورة تداولها سودانيون عبر المنصات رداً على البرهان

البرهان يثير غضب «ثوار السودان»

أثار تمسك القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، بالبندقية والقتال (ضد «قوات الدعم السريع») وإعلانه انتهاء عملية التغيير السلمي، موجة غضب عارمة.

أحمد يونس (كمبالا)

موريتانيا تعلن تفكيك عشرات الشبكات الإجرامية لتهريب المهاجرين

خفر السواحل الموريتاني خلال نقل ناجين من غرق قارب نحو شواطئ نواكشوط (متداولة)
خفر السواحل الموريتاني خلال نقل ناجين من غرق قارب نحو شواطئ نواكشوط (متداولة)
TT
20

موريتانيا تعلن تفكيك عشرات الشبكات الإجرامية لتهريب المهاجرين

خفر السواحل الموريتاني خلال نقل ناجين من غرق قارب نحو شواطئ نواكشوط (متداولة)
خفر السواحل الموريتاني خلال نقل ناجين من غرق قارب نحو شواطئ نواكشوط (متداولة)

أعلنت موريتانيا أنها فككت عشرات الشبكات العالمية لتهريب المهاجرين غير النظاميين على أراضيها، موضحة أن العام الحالي سيكون أكثر فتكاً بالمهاجرين الساعين للإبحار نحو القارة الأوروبية عبر السواحل الموريتانية. وقال وزير الداخلية الموريتاني، محمد أحمد ولد محمد الأمين، في ردوده، الجمعة، على نواب البرلمان حول ترحيل موريتانيا آلاف المهاجرين الأفارقة، إن سلطات بلاده قامت منذ مطلع 2025 بتفكيك 88 شبكة تهريب، وتوقيف 80 متهماً في العاصمة نواكشوط، و39 في مدينة نواذيبو، المتاخمة لأرخبيل الكناري في إسبانيا، وهم من جنسيات مختلفة، منها أفريقيا الوسطى وموريتانيا، والسنغال وغينيا ومالي، وبنغلاديش وساحل العاج. موضحاً أن هذا «يثبت أن ما يحدث يتجاوز الهجرة الفردية إلى نشاط منظم عابر للحدود».

كما حذر الوزير الموريتاني من أن «عام 2025 سيكون أكثر فتكاً بالمهاجرين غير الشرعيين، إذا لم تكثف الحكومة جهودها ضد شبكات التهريب، وتتخذ الإجراءات الحازمة للحد من هذه المأساة».

في سياق ذلك، أكد وزير الداخلية في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الألمانية، الجمعة، أن العديد من الضحايا عُثر على جثثهم وقد قذف بها البحر في سواحل البلاد. موضحاً أن بلاده قامت بتسوية أوضاع أكثر من 136 ألف أجنبي مجاناً خلال أكبر عملية تقوم بها موريتانيا لتسوية أوضاع الأجانب والمهاجرين القانونيين، لكن الوزير قال إن الكثيرين «لم يستجيبوا للعملية لأسباب مشبوهة». موضحاً أن التحريات أثبتت مؤخراً تزايداً غير مسبوق لأعداد المهاجرين غير النظاميين، الذين دخلوا البلاد بطريقة غير قانونية، ومن دون تأشيرات وعبر منافذ حدودية غير رسمية، ومن دون بطاقات إقامة أو بطاقة لاجئ.

وتواصل السلطات الموريتانية منذ مارس (آذار) الماضي حملة توقيفات واسعة، وترحيل قسري لمهاجرين أفارقة من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، من مالي والسنغال وغامبيا وساحل العاج، تقول إنهم في وضع غير قانوني، ضمن خطة أشمل لمحاربة الهجرة غير النظامية نحو أوروبا، بعد توقيع اتفاق موريتاني - أوروبي - إسباني لمحاربة تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا.