لقاء موسع بجنوب لبنان للتباحث في إطلاق خطط إعادة الإعمار

يجمع وزارات وهيئات محلية ودولية

دورية لـ«اليونيفيل» قرب مبانٍ مدمرة جراء الحرب الإسرائيلية في جنوب لبنان (إ.ب.أ)
دورية لـ«اليونيفيل» قرب مبانٍ مدمرة جراء الحرب الإسرائيلية في جنوب لبنان (إ.ب.أ)
TT

لقاء موسع بجنوب لبنان للتباحث في إطلاق خطط إعادة الإعمار

دورية لـ«اليونيفيل» قرب مبانٍ مدمرة جراء الحرب الإسرائيلية في جنوب لبنان (إ.ب.أ)
دورية لـ«اليونيفيل» قرب مبانٍ مدمرة جراء الحرب الإسرائيلية في جنوب لبنان (إ.ب.أ)

تبدأ وزارات لبنانية الثلاثاء مناقشة خطط إعادة الإعمار، والأولويات المتصلة بها، مع منظمات دولية، وهيئات ومؤسسات محلية، وذلك في لقاء موسع يعقد في «مجمع نبيه بري الثقافي» في الرادار بجنوب لبنان، ويحضره وزراء معنيون.

وينظر إلى هذا اللقاء على أنه المبادرة الأوسع منذ نهاية الحرب لتحضير الأرضية الملائمة تمهيداً لمرحلة إعادة إعمار ما هدمته الحرب الإسرائيلية في جنوب لبنان. ويكتسب اللقاء رمزية من كونه يُعقد على بعد عشرات الأمتار من موقع استهداف إسرائيلي لمنشآت مدنية، ومعارض للجرافات والآليات الثقيلة التي تستخدم في إعادة الإعمار.

رجال إطفاء يشاركون في إخماد حرائق نتجت عن غارات إسرائيلية استهدفت منطقة المصيلح الأسبوع الماضي (د.ب.أ)

وفي ظل إحجام الدول المانحة عن تقديم مساعدات وقروض دولية لإعادة الإعمار قبل تنفيذ حصرية السلاح، وإنهاء احتمالات تجدد الحرب مع إسرائيل، يبحث اللبنانيون عن بدائل محلية، ومساعدات أممية لإطلاق عجلة إعادة الإعمار، بما يمكن الناس من العودة إلى منازلهم. وتدور المقترحات حول المضي بتلك الخطوات على مراحل، على أن تصل إلى قرى الحافة الحدودية بعد تثبيت الاستقرار في المنطقة، وتوقف إسرائيل عن قصفها.

هيئات محلية ودولية

وقالت مصادر في «حركة أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري لـ«الشرق الأوسط» إن هذا اللقاء الذي تنظمه الحركة سيجمع ممثلين عن وزارات لبنانية معنية بإعادة الإعمار، مع هيئات محلية مثل «مجلس الجنوب»، و«مجلس الإنماء والإعمار»، واتحادات البلديات، وغيرها، بمشاركة ممثلين عن هيئات دولية، مثل «البنك الدولي»، ومؤسسات في الأمم المتحدة.

وقالت المصادر إن الهدف من اللقاء «وضع الخطط، ومناقشة الاستراتيجيات لإطلاق خطة إعادة إعمار ما هدمته الحرب»، إضافة إلى التباحث في «التكلفة المادية، ومصادر التمويل المتوقعة»، فضلاً عن مناقشة الأولويات لناحية تأمين الخدمات العامة، وإعادة مظاهر الحياة، وتأمين ظروف الترميم، وإعادة الإعمار، بهدف إعادة النازحين إلى قراهم، ومنازلهم، وأرزاقهم، وتمكينهم من العودة بعد أكثر من عام على نزوحهم من قراهم.

ويخصص البنك الدولي مبلغ 250 مليون دولار لتمويل إعادة إعمار المرافق العامة والبنى التحتية الخدماتية للمناطق المتضررة من الحرب في الجنوب، وكان ينتظر إقرار القرض في الجلسة العامة للبرلمان التي لم تعقد بعد فقدانها النصاب القانوني إثر مقاطعة قوى سياسية تطالب بإدراج مقترح قانون لتعديل قانون الانتخابات النيابية. وتتحدث معلومات وزارية عن نصائح دولية بأن تنفذ الخطة على مراحل، وتبدأ من المواقع الأكثر أماناً، والأقل عرضة للاستهدافات الإسرائيلية المتكررة.

استهدافات إسرائيلية متواصلة

ويأتي التباحث في إطلاق خطط إعادة الإعمار في ظل مواصلة إسرائيل استهدافاتها في الجنوب، والتي تسعى لمنع السكان من العودة إلى قرى الحافة الحدودية. ونفذت مسيرة إسرائيلية السبت غارة جوية بصاروخ موجه، مستهدفة سيارة في بلدة كفرصير في قضاء النبطية، وهو ما أدى إلى سقوط جريح بحسب بيان وزارة الصحة العامة.

كما أطلقت مسيرة إسرائيلية بعض الرشقات النارية تجاه عدد من الشبان عند حي الرندا في بلدة عيتا الشعب، دون وقوع إصابات. كذلك ألقت محلقة إسرائيلية قنبلة صوتية على شاطئ رأس الناقورة.


مقالات ذات صلة

جنرالات هاربون يخططون لتمرد في سوريا من المنافي

المشرق العربي ‏العميد الركن غياث دلا قائد قوات الغيث (الثالث إلى من اليمين) من بين الحضور في أداء القسم الرئاسي صيف 2021

جنرالات هاربون يخططون لتمرد في سوريا من المنافي

تعكف بعض هذه القيادات السابقة على بناء حركة تمرد مسلح من المنفى، ويدعم أحدهم مجموعة تقف وراء حملة ضغط (لوبي) في واشنطن، تقدر تكلفتها بملايين الدولارات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك - واشنطن)
المشرق العربي سيارة استهدفتها غارة إسرائيلية في منطقة حوش السيد علي الحدودية مع سوريا بشمال شرقي لبنان مما أدى لمقتل شخصين (متداول)

الجيش الإسرائيلي: استهدفنا عنصراً في «الحرس الثوري» بشمال شرقي لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أنه قتل عنصراً مرتبطاً بـ«فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني» في ضربة نفذها في لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
خاص لقطة عامة تظهر الدمار اللاحق بكنيسة سان جورج في بلدة يارون الحدودية مع إسرائيل بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

خاص كيف ترهب إسرائيل العائدين إلى القرى الحدودية اللبنانية؟

يقول أبناء المنطقة الحدودية اللبنانية إن القصف العشوائي الإسرائيلي يُدار بمنطق تكريس بيئة خوف تهدف إلى تعطيل الحياة اليومية ومنع تثبيت أي عودة طبيعية للسكان

«الشرق الأوسط» (بيروت)
خاص ناخبة تدلي بصوتها في منطقة الشوف في الانتخابات المحلية الأخيرة في مايو 2024 (أرشيفية - إ.ب.أ)

خاص الانتخابات النيابية اللبنانية قائمة... وتأجيلها تقني «إن حصل»

الترويج للتمديد بدأ يأخذ طريقه إلى العلن، بتبادل الاتهامات بين بري وخصومه، مع أن مصادر محسوبة على «الثنائي الشيعي» تستغرب إلصاق تهمة التمديد برئيس البرلمان.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون والبطريرك الماروني بشارة الراعي (الرئاسة اللبنانية)

الرئيس اللبناني: شبح الحرب ابتعد... وماضون في استكمال «حصرية السلاح»

أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون أن شبح الحرب ابتعد، مشيراً إلى أن «اتصالاتنا الدبلوماسية لم تتوقف لإبعاد شبح الحرب».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الجيش الإسرائيلي يقتل فلسطينيين اثنين في غزة

الدخان يتصاعد بعد انفجارات نفذها الجيش الإسرائيلي داخل الخط الأخضر شمال شرقي بيت لاهيا بغزة (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد بعد انفجارات نفذها الجيش الإسرائيلي داخل الخط الأخضر شمال شرقي بيت لاهيا بغزة (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يقتل فلسطينيين اثنين في غزة

الدخان يتصاعد بعد انفجارات نفذها الجيش الإسرائيلي داخل الخط الأخضر شمال شرقي بيت لاهيا بغزة (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد بعد انفجارات نفذها الجيش الإسرائيلي داخل الخط الأخضر شمال شرقي بيت لاهيا بغزة (أ.ف.ب)

كشف الجيش الإسرائيلي اليوم (الجمعة) أنه قتل فلسطينيين اثنين في قطاع غزة.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن «إرهابيين اثنين» عبرا ما يسمى الخط الأصفر في جنوب غزة، واقتربا من القوات الإسرائيلية.

وتابع البيان أن الرجلين شكلا «تهديداً فورياً» وتم «القضاء عليهما» بعد التعرف عليهما.

وتراجعت القوات الإسرائيلية خلف الخط الأصفر في قطاع غزة عقب وقف إطلاق النار مع حركة «حماس» الفلسطينية، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ويمثل الخط، المحدد بكتل خرسانية وعلامات صفراء، تقسيماً جديداً للأراضي في قطاع غزة، ويمتد ما بين 1.5 و6.5 كيلومتر داخل القطاع الساحلي. وبذلك تسيطر إسرائيل على أكثر من نصف مساحة غزة بقليل.

وكان رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، قد أعلن مؤخراً أن الخط الأصفر هو الحدود الجديدة مع قطاع غزة.

وعلى الرغم من وقف إطلاق النار، استمرت حوادث متفرقة في التسبب في وقوع قتلى بغزة، مع استمرار الجيش الإسرائيلي في استهداف قادة ومواقع «حماس».


عصابات غزة تُمهّد لتوسيع المنطقة العازلة

فتاة فلسطينية تقف بين صفوف المنتظرين لتلقي طعام من مطبخ خيري في دير البلح وسط غزة يوم الخميس (أ.ب)
فتاة فلسطينية تقف بين صفوف المنتظرين لتلقي طعام من مطبخ خيري في دير البلح وسط غزة يوم الخميس (أ.ب)
TT

عصابات غزة تُمهّد لتوسيع المنطقة العازلة

فتاة فلسطينية تقف بين صفوف المنتظرين لتلقي طعام من مطبخ خيري في دير البلح وسط غزة يوم الخميس (أ.ب)
فتاة فلسطينية تقف بين صفوف المنتظرين لتلقي طعام من مطبخ خيري في دير البلح وسط غزة يوم الخميس (أ.ب)

في تمهيد لتوسيع إسرائيل للمنطقة العازلة التي تسيطر عليها في قطاع غزة، وفي حادث غير مسبوق منذ بدء الحرب، أجبرت عصابات مسلحة تنشط في الأحياء الشرقية لمدينة غزة، أمس، قاطني مربع سكني مجاور للخط الأصفر (الفاصل بين مناطق سيطرة إسرائيل و«حماس»)، بحي التفاح شرق المدينة، على إخلائه بالكامل.

وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، إن مجموعة تتبع لما تُعرف بـ«مجموعة رامي حلس»، اقتربت، فجر أمس (الخميس)، مما تبقى من منازل المواطنين في منطقتي الشعف والكيبوتس، وأطلقت النار في الهواء، قبل أن تغادر المكان، لكنها عادت من جديد، ظهر اليوم نفسه، وطالبت السكان بالإخلاء، وأمهلتهم حتى غروب الشمس، مهددة بإطلاق النار على كل من لا يلتزم ذلك.

ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن عناصر تلك المجموعة المسلحة كانوا يطالبون السكان، الذين يقدر عددهم بأكثر من مائتي شخص، من على بُعد مئات الأمتار عبر مكبر صوت صغير، بالإخلاء التام من المكان.

ونقل شهود أن المسلحين أبلغوا السكان أن الإخلاء جاء وفق أوامر من الجيش الإسرائيلي الموجود شرق «الخط الأصفر»، وعلى بعد أكثر من 150 متراً عن مكان سكن تلك العائلات، التي اضطرت إلى النزوح باتجاه غرب مدينة غزة.

ووفقاً للمصادر الميدانية، فإن القوات الإسرائيلية ألقت مساء الثلاثاء والأربعاء، براميل صفراء اللون لا تحتوي على أي متفجرات في تلك المناطق، لكن من دون أن تطالب السكان بإخلائها.


موسكو تتوسط سراً بين دمشق وتل أبيب

أعضاء في الكشافة السورية يعزفون في شوارع مدينة دمشق القديمة احتفالاً بعيد الميلاد أمس (أ.ف.ب)
أعضاء في الكشافة السورية يعزفون في شوارع مدينة دمشق القديمة احتفالاً بعيد الميلاد أمس (أ.ف.ب)
TT

موسكو تتوسط سراً بين دمشق وتل أبيب

أعضاء في الكشافة السورية يعزفون في شوارع مدينة دمشق القديمة احتفالاً بعيد الميلاد أمس (أ.ف.ب)
أعضاء في الكشافة السورية يعزفون في شوارع مدينة دمشق القديمة احتفالاً بعيد الميلاد أمس (أ.ف.ب)

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب أنّ روسيا تتوسط سرّاً بين إسرائيل وسوريا للتوصّل إلى اتفاق أمني بينهما، وذلك بمعرفة وموافقة الإدارة الأميركية.

وقالت هيئة البثّ الإسرائيلية الرسمية «كان 11» إنّ أذربيجان تستضيف وتقود حالياً الاجتماعات والمحادثات التي يقوم بها مسؤولون رفيعو المستوى من الطرفين في العاصمة باكو.

ولفت مصدر أمني مطّلع إلى الفجوة القائمة بين إسرائيل وسوريا، رغم الوساطة الروسية، لكنه تحدث عن إحراز بعض التقدّم خلال الأسابيع الأخيرة. وأضاف المصدر أنّ إسرائيل تفضّل السماح بوجود روسي على حساب محاولة تركيا ترسيخ وجودها وتمركزها في الجنوب السوري أيضاً.

في سياق متصل، حددت سوريا مطلع يناير (كانون الثاني) 2026 موعداً لإطلاق عملتها الجديدة، وبدء إبدال العملة القديمة، وفق ما أعلن حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية، مؤكداً أن العملية ستكون سلسة، ومنظمة، وشفافة.

ووصف حاكم مصرف سوريا المركزي العملة السورية الجديدة بأنها «رمز للسيادة المالية بعد التحرير».