«أقصر زيارة لرئيس أميركي»: إسرائيل تستعد لاستقبال ترمب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (يسار) يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض (أرشيفية - د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (يسار) يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض (أرشيفية - د.ب.أ)
TT

«أقصر زيارة لرئيس أميركي»: إسرائيل تستعد لاستقبال ترمب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (يسار) يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض (أرشيفية - د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (يسار) يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض (أرشيفية - د.ب.أ)

من المقرر أن يصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إسرائيل يوم الاثنين، في زيارة قصيرة جداً لا تتعدى بضع ساعات ستجري بالتزامن مع وصول الرهائن المفرج عنهم من غزة أو بعدها مباشرة. في الوقت الحالي، ستستمر زيارته لإسرائيل 3 ساعات و40 دقيقة فقط، لتكون « الزيارة الأقصر لرئيس أميركي» إلى إسرائيل.

وفقاً للبرنامج الذي بدأ يتشكل، والذي لم يُحسم بعد وقد يتغير، ونشره موقع «واي نت»، ستهبط الطائرة الرئاسية «إير فورس ون» في مطار بن غوريون الساعة 9:20 صباحاً. بسبب قصر مدة الزيارة، سيكون هناك استقبال محدود جداً في «بن غوريون» دون خطابات أو عزف النشيد الوطني، فقط سجادة حمراء وحاملو الأعلام وتحيات شرفية ومصافحات.

من المقرر أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس إسحاق هرتسوغ، وسفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، وسفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة ومرافقيهم في استقبال ترمب.

عقب مغادرته مطار بن غوريون، سيتوجه ترمب فوراً إلى الكنيست بالسيارة الرئاسية «الوحش». ونقل الجيش الأميركي مسبقاً معدات ثقيلة بواسطة طائرة شحن عسكري، بما في ذلك ليموزين ترمب والمركبات التي سترافقه.

فرد السجادة الحمراء في مطار بن غوريون استعداداً لزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المرتقبة (وزارة الدفاع الإسرائيلية)

من المتوقع أن يصل الرئيس الأميركي إلى الكنيست في الساعة 10:10 صباحاً (بالتوقيت المحلي)، ويدخل عبر مدخل أعضاء الكنيست ويوقع كتاب الزوار في الردهة. سيلتقي ترمب كلا من نتنياهو وهرتسوغ في مكتب رئيس الوزراء بالكنيست، وبعد ذلك سيجتمع الثلاثة مع عائلات الرهائن في قاعة «شاغال» الحكومية في مجمع الكنيست، المجاورة لقاعة الجلسات العامة.

في الساعة 11:00 صباحاً (بالتوقيت المحلي)، من المقرر أن يلقي ترمب كلمة في جلسة الكنيست العامة، ومن هناك سيتوجه على الأرجح مباشرة إلى مطار بن غوريون. ومع ذلك، لا تزال التغييرات ممكنة، ولن يتم إقرار الجدول الزمني النهائي إلا يوم الأحد.

سيغادر ترمب من مطار بن غوريون في الساعة 1:00 ظهراً متجهاً مباشرة إلى مصر، حيث سيشارك في «قمة شرم الشيخ» بمشاركة قادة عرب وأوربيين لمناقشة مرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة.

ومن بين الرؤساء الأوروبيون المتوقع مشاركتهم في القمة: الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.

وتستعد سلطة المطارات الإسرائيلية لزيارة ترمب وتوصي المسافرين يوم الاثنين بالقدوم إلى مطار بن غوريون عبر السكك الحديدية. بسبب الترتيبات الأمنية، من المتوقع حدوث اضطرابات مرورية كبيرة على الطرق المؤدية إلى المطار، من الساعة 6:00 صباحاً حتى الساعة 2:00 ظهراً (بالتوقيت المحلي).


مقالات ذات صلة

ويتكوف: أميركا تضغط على إسرائيل لمنح ممر آمن لعناصر «حماس» العالقين في رفح

الولايات المتحدة​ قوات من لواء «ناحال» الإسرائيلي تعمل في رفح جنوب قطاع غزة في صورة منشورة بتاريخ 1 نوفمبر 2025 (الجيش الإسرائيلي)

ويتكوف: أميركا تضغط على إسرائيل لمنح ممر آمن لعناصر «حماس» العالقين في رفح

أكد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، اليوم الخميس، أن واشنطن تضغط على إسرائيل لمنح ممر آمن لما بين 100 و200 من عناصر «حماس» مقابل تسليم أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية جنود إسرائيليون يدخلون قطاع غزة في مركبة عسكرية (رويترز)

رئيس الأركان الإسرائيلي يبحث تهديد المسيرات على الحدود الغربية

كشفت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء أن رئيس الأركان إيال زامير بحث تهديدات الطائرات المسيرة على الحدود الغربية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي دورية لـ«اليونيفيل» على الحدود مع إسرائيل في منطقة الناقورة بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

لبنان يطرح مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل... تجنباً للتطبيع

يتمسّك لبنان اليوم بمبدأ التفاوض كخيارٍ ضروري لتثبيت وقف إطلاق النار وترسيم الحدود الجنوبية، لكنّه في الوقت نفسه يرفض الخروج عن قاعدةٍ المحادثات غير المباشرة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جنود من الجيش المصري عند معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة (د.ب.أ)

وزير إسرائيلي يدعو لجلسة طارئة حول «تعاظم القوة العسكرية لمصر»

طالب وزير في الحكومة الإسرائيلية وعضو المجلس الوزاري الأمني المصغّر (الكابينت)، بعقد جلسة طارئة لمناقشة «تعاظم القوة العسكرية للجيش المصري»

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي إليزابيث تسوركوف (نيويورك تايمز)

«علقوني في سقف وصعقوني»... تسوركوف تروي قصة اختطافها في العراق

قال المختطفة المحررة إليزابيث تسوركوف إنها تعرضت للتعذيب طيلة سنتين ونصف سنة، فيما كشفت عن استخدامها «شفرات» باللغة العبرية في أثناء تسجيل اعترافاتها في العراق.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أنفاق رفح ثمن محتمل لإجلاء مسلحي «حماس»

طفلة فلسطينية تلعب وسط أنقاض المباني المدمرة في جباليا بشمال قطاع غزة أمس (رويترز)
طفلة فلسطينية تلعب وسط أنقاض المباني المدمرة في جباليا بشمال قطاع غزة أمس (رويترز)
TT

أنفاق رفح ثمن محتمل لإجلاء مسلحي «حماس»

طفلة فلسطينية تلعب وسط أنقاض المباني المدمرة في جباليا بشمال قطاع غزة أمس (رويترز)
طفلة فلسطينية تلعب وسط أنقاض المباني المدمرة في جباليا بشمال قطاع غزة أمس (رويترز)

كشفت مصادر مطلعة عن المحادثات الجارية بشأن قطاع غزة، عن تقديم مقترح يقضي بأن يقدم مسلحو حركة «حماس» المتحصنون في منطقة رفح (جنوب غزة) التي تسيطر عليها إسرائيل، تفاصيل عن الأنفاق لتدميرها، وتسليم أسلحتهم. ونقلت وكالة «رويترز» عن المصادر أن هذه الخطوة ستكون مقابل إجلاء المسلحين إلى مناطق أخرى من القطاع، مؤكدين أن «حماس» وإسرائيل لم تردّا بعد على المقترح.

ويُنظر إلى استمرار وجود مقاتلي «حماس» في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية وفق اتفاق وقف إطلاق النار على أنه خطر على صمود الهدنة. وشهدت رفح هجومين على الأقل ضد القوات الإسرائيلية، وفي حين نفت «حماس» صلتها، ردت إسرائيل بهجمات أسفرت عن مقتل عشرات الفلسطينيين.

في غضون ذلك، قدّمت الولايات المتحدة لدول شريكة، مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يهدف إلى دعم خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام في غزة. وقال ناطق باسم البعثة، في بيان، إن السفير الأميركي مايك والتز عرض المقترح على الأعضاء العشرة المنتخبين في المجلس، إلى جانب العديد من الشركاء الإقليميين.

من جهة أخرى، أعلنت إسرائيل رسمياً عن تجهيز منطقة عسكرية مغلقة على الحدود مع مصر لمنع «تهريب الأسلحة»، ما أثار مخاوف جديدة من تفاقم التوتر بين البلدين.


مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير الداخلية

TT

مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير الداخلية

الرئيس السوري أحمد الشرع في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر (أ.ف.ب)
الرئيس السوري أحمد الشرع في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر (أ.ف.ب)

رفع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة العقوبات المفروضة على الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي من المقرر أن يلتقي بالرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض، يوم الاثنين.

ونص قرار صاغته الولايات المتحدة، اليوم الخميس، على رفع العقوبات عن وزير الداخلية السوري أنس خطاب.

وحظي القرار بتأييد 14 دولة، في حين امتنعت الصين عن التصويت.

وجدد مجلس الأمن التزامه «بالاحترام الكامل لسيادة سوريا واستقلالها وسلامتها الإقليمية ووحدتها الوطنية»، كما رحب بالتزام سوريا بضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن وسريع ودون عوائق ومكافحة الإرهاب.وأشار قرار مجلس الأمن إلى أنه يتوقع من سوريا التصدي للتهديد الذي يشكله «المقاتلون الإرهابيون الأجانب»، وحماية حقوق الإنسان لجميع السوريين، ومكافحة المخدرات، والنهوض بالعدالة الانتقالية، والقضاء على أي بقايا للأسلحة الكيماوية، وإقامة عملية سياسية شاملة يقودها السوريون.

ورحّب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة مايك والتز بالقرار قائلاً إنه «مع تبني هذا النص، وجه المجلس رسالة سياسية قوية مفادها أن سوريا دخلت حقبة جديدة».من جهتها، امتنعت الصين عن التصويت، وأعرب سفيرها فو كونغ عن قلقه خصوصاً من وجود «مقاتلين إرهابيين أجانب» في سوريا قادرين على «استغلال» «الوضع الأمني الهش»، معرباً عن أسفه لأن المجلس لم يقيم الوضع بشكل كامل.

ترحيب سوري

من جهتها، أعربت الخارجية السورية عن «تقديرها» للولايات المتحدة على دعمها سوريا وشعبها، بعد تصويت مجلس الأمن.وقال وزير الخارجية أسعد الشيباني في منشور على منصة «أكس»: «تعرب سوريا عن تقديرها للولايات المتحدة والدول الصديقة على دعمها سوريا وشعبها»، معتبراً أن الدبلوماسية السورية تؤكد مجدداً «حضورها الفاعل وقدرتها على تحقيق التقدم بخطى ثابتة، في إزالة العقبات وتهيئة الطريق نحو مستقبل سوري أكثر انفتاحاً واستقراراً».

ويُعدّ رفع العقوبات رسمياً عن الشرع إجراءً رمزياً إلى حد كبير إذ كانت تتخذ خطوات مماثلة كلما اضطر للسفر خارج سوريا بصفته رئيسا للبلاد. كما سيرفع تجميد الأصول وحظر الأسلحة.ومن المقرر أن يستضيف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الرئيس السوري في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) لإجراء محادثات، بعدما قال الشرع إنه حقق «تقدماً جيداً» نحو إحلال السلام في بلاده التي دمّرتها الحرب.

من لقاء ترمب والشرع بالرياض في مايو الماضي (أ.ب)

ورغم أن هذه ستكون الزيارة الأولى التي يقوم بها الشرع لواشنطن، ستكون الثانية له إلى الولايات المتحدة بعد رحلة تاريخية إلى الأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) حين أصبح الشرع أول رئيس سوري منذ عقود يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.وفي مايو (أيار)، التقى الشرع الذي أطاحت قواته الرئيس بشار الأسد أواخر العام الماضي، ترمب لأول مرة في الرياض خلال جولة إقليمية للرئيس الأميركي.وكانت واشنطن شطبت المجموعة المسلحة بقيادة الشرع، «هيئة تحرير الشام»، من قائمة الجماعات الإرهابية في يوليو (تموز) الماضي.وقالت دمشق الأحد إن الرئيس السوري سيناقش في واشنطن قضايا تشمل رفع العقوبات المتبقية وإعادة الإعمار ومكافحة الإرهاب.


الحكومة اللبنانية تدعم خطة الجيش لحصرية السلاح وترمي كرة «انتخاب المغتربين» إلى البرلمان

رئيس الجمهورية مترئساً جلسة الحكومة (الوكالة الوطنية)
رئيس الجمهورية مترئساً جلسة الحكومة (الوكالة الوطنية)
TT

الحكومة اللبنانية تدعم خطة الجيش لحصرية السلاح وترمي كرة «انتخاب المغتربين» إلى البرلمان

رئيس الجمهورية مترئساً جلسة الحكومة (الوكالة الوطنية)
رئيس الجمهورية مترئساً جلسة الحكومة (الوكالة الوطنية)

أكّد مجلس الوزراء دعمه خطة الجيش لحصرية السلاح، وأقرّ في جلسته، التي عقدت الخميس، مشروع قانون معجل مكرّر يقضي بتعليق المادة 112 من قانون الانتخاب، والعمل وفق الصيغة المعتمدة في عام 2022، بحيث يصوّت المغتربون للنواب الـ128 في انتخابات عام 2026 من دون إلغاء المادة بشكل كامل.

ورمت الحكومة بذلك «كرة الجدل» إلى البرلمان مرة جديدة، متخذة القرار بعد التصويت على الاقتراح الذي أيّدته أكثرية الوزراء، وخالفه الوزراء الشيعة.

الرئيس اللبناني جوزيف عون (رويترز)

وخلال تلاوته مقررات الجلسة، أوضح وزير الإعلام بول مرقص أنّ رئيس الجمهورية جوزيف عون شدّد على أنّ «طرح خيار التفاوض يرتكز إلى القناعة بضرورة إعادة الاستقرار إلى الجنوب، وأنّ خيار الحرب لن يؤدي إلى نتيجة»، مؤكداً أنّ هذا الخيار «نال تأييداً وطنياً ودولياً».

وأشار مرقص إلى أنّ مجلس الوزراء «أثنى على خطة الجيش لحصر السلاح، رغم العوائق التي تعترض التنفيذ، وفي مقدمها استمرار الاحتلال الإسرائيلي». وصفق الوزراء لقائد الجيش إثر الانتهاء من عرض الخطة، مؤكداً في الوقت نفسه «التمسّك بالعمل الدبلوماسي والسياسي لوقف الانتهاكات المتكررة لترتيبات وقف الأعمال العدائية».

العودة إلى قانون 2022

في موازاة الملف الأمني، أقرّ مجلس الوزراء مشروع قانون معجل مكرّر يقضي بتعليق العمل بالمادة 112 من قانون الانتخاب لمرّة واحدة فقط، وفق الصيغة المعتمدة في عام 2022، بحيث يصوّت المغتربون للنواب الـ128 في انتخابات عام 2026 من دون إلغاء المادة بشكل كامل.

وأوضح مرقص أنّ الحكومة أرسلت النص اللازم لإجراء الانتخابات في موعدها الدستوري، مؤكداً أنّ هذه الخطوة «تأتي لضمان الاستقرار التشريعي وتفادي الفراغ الانتخابي».

لبنانية ترفع إصبعها بعد اقتراعها بالانتخابات البلدية في بيروت مايو 2025 (أرشيفية - إ.ب.أ)

وبحسب ما أفادت معلومات صحافية، شهدت الجلسة نقاشاتٍ حادّة بين الوزراء المؤيدين لتعديل القانون والمعارضين للمساس به، ما دفع رئيس الجمهورية إلى طرح المسألة على التصويت كخيار حاسم بعد تعذر التوافق السياسي الكامل.

وقال وزير العدل، عادل نصّار، في تصريحٍ إعلامي: «وافق المجلس على اعتماد القانون الحالي كأساسٍ للعملية الانتخابية المقبلة، مع تعليق المادة 112 لمرة واحدة، وأحال المشروع إلى مجلس النواب لاستكمال المسار التشريعي وإقراره نهائياً».

البرلمان اللبناني في إحدى جلساته (إعلام مجلس النواب)

وبذلك، تكون الحكومة قد نقلت «كرة النار» إلى مجلس النواب، حيث من المنتظر أن يتسلّم رئيس المجلس نبيه بري المشروع خلال الأيام المقبلة، لتحديد موعد الجلسة التشريعية المخصصة لمناقشة الصيغة النهائية، في وقتٍ لا تزال الكتل النيابية منقسمة، بين من يرى في التعديل «ضماناً للمشاركة الشاملة للمغتربين»، ومن يعتبره «التفافاً على الإصلاحات المطلوبة».

التوقيت والدلالات

وبحسب مصادر سياسة، تؤشّر الجلسة إلى محاولة متوازنة بين التهدئة الميدانية والتثبيت السياسي، إذ حرصت رئاسة الجمهورية على التأكيد على «أن خيار التفاوض لا يُعدّ تنازلاً، بل أداة لإنهاء الاحتلال وفق المرجعيات الدولية»، فيما يقدّم الجيش اللبناني خطة متدرجة لحصر السلاح وتعزيز سلطته في الجنوب، وسط إشادات داخلية ودولية بانضباطه وقدرته على ضبط الميدان.

أما في الداخل، فيبدو أن الحكومة تسعى إلى إظهار تماسكٍ مؤسساتي قبيل الدخول في مرحلة التحضيرات الانتخابية، بعدما وضعت المسألة التشريعية في عهدة البرلمان، بانتظار ما ستؤول إليه مداولات الكتل السياسية حول الصيغة النهائية لقانون 2026.

وقبيل جلسة الحكومة، رأى وزير العدل عادل نصار أن التصويت «على طاولة مجلس الوزراء، إن حصل فهو أمر سليم»، معتبراً أن «ما يطرحه وزير العمل (المحسوب على حزب الله) محمد حيدر من تعليق المادة، وإلغاء اقتراع المغتربين، لا يدخل في قاموسي، ونحن طبعاً ضد هذا الطرح».

بدورها، قالت وزيرة السياحة لورا الخازن، قبيل الجلسة: «أنا شخصياً مع اقتراع المغتربين لـ128 نائباً في لبنان، وإذا أمكن الوصول إلى توافق فليكن. وإلّا فالتصويت ليس أمراً سلبياً، بل إنه عمل ديمقراطي سليم».

أما وزير المهجرين ووزير الدولة لشؤون التكنولوجيا (المحسوب على القوات) كمال شحادة، فقال: «نعمل جاهدين لإقناعهم لأنّ حجتنا قويّة، ولكن وزراء (القوات اللبنانية) مع التصويت، إذا تعذّر التوافق».

وأشارت معلومات «قناة الجديد» إلى أنه خلال الجلسة الحكومية، أوضح وزير الإعلام بول مرقص أن هاجس الحكومة الأول هو «اقتراع غير المقيمين، والثاني هو وحدة موقف الحكومة»، مؤكداً أنه لن يتردّد في طرح أي مخرج قانوني توافقي.

رئيس الحكومة اللبناني نواف سلام (أ.ف.ب)

وفي الإطار نفسه، استقبل رئيس الحكومة نواف سلام وفداً من المجلس التنفيذي للرابطة المارونية برئاسة مارون الحلو، الذي قال بعد اللقاء: «تحدثنا عن قانون الانتخاب، وجدّدنا موقف الرابطة المارونية الداعي إلى تمكين المنتشرين اللبنانيين من المشاركة في الحياة السياسية اللبنانية، ولهم الحق في اختيار ممثليهم، أي 128 نائباً، ونطلب من المجلس النيابي ومن مجلس الوزراء التنبه إلى هذا الموضوع وإعطاء أصحاب الحقّ حقّهم». وقال: «شدّدنا على ضرورة تطبيق القرارات الدولية، وحصر السلاح من قبل الفلسطينيين وكل المسلحين في لبنان، وتسليمه إلى الجيش اللبناني، الذي هو حصن الدولة وسيادتها».