حصر الدمار يتواصل... وأمن «حماس» يوسّع انتشاره في قطاع غزة

بدأت الحركة بملاحقة مجموعات مسلحة وعشائر ساعدت إسرائيل

فلسطينيون حول شاحنات تحمل مساعدات إنسانية لدى وصولها إلى خان يونس بجنوب قطاع غزة السبت (إ.ب.أ)
فلسطينيون حول شاحنات تحمل مساعدات إنسانية لدى وصولها إلى خان يونس بجنوب قطاع غزة السبت (إ.ب.أ)
TT

حصر الدمار يتواصل... وأمن «حماس» يوسّع انتشاره في قطاع غزة

فلسطينيون حول شاحنات تحمل مساعدات إنسانية لدى وصولها إلى خان يونس بجنوب قطاع غزة السبت (إ.ب.أ)
فلسطينيون حول شاحنات تحمل مساعدات إنسانية لدى وصولها إلى خان يونس بجنوب قطاع غزة السبت (إ.ب.أ)

تواصل الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة «حماس» في قطاع غزة، انتشارها في مناطق جديدة داخل القطاع؛ بهدف بسط سيطرتها الأمنية ومحاولة استعادة الأمن وحضورها، في أعقاب الملاحقة الإسرائيلية التي طاولت عناصرها عند محاولاتهم ضبط الأمن خلال الحرب التي أُعلن توقفها بدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ظهر الجمعة.

 

انتشار أمني

 

ومنذ اللحظات الأولى لدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، انتشرت عناصر محدودة من الأجهزة الأمنية في الشوارع، قبل أن تتسع هذه الظاهرة، خصوصاً صباح السبت، الأمر الذي كان ظاهراً للعيان سواء في مدينة غزة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منها، أو مناطق أخرى من وسط وجنوب القطاع.

عناصر من شرطة «حماس» في أحد شوارع مدينة غزة السبت (رويترز)

 

 

ولوحظ، صباح السبت، انتشار تلك العناصر في مفترقات وشوارع رئيسية، والقيام بتفتيش بعض المركبات، خصوصاً في المناطق الشرقية من مدينة غزة، التي توجد في أجزاء منها قوات إسرائيلية، وكذلك مجموعات مسلحة.

 

ملاحقة المسلحين

 

ووفقاً لمصادر ميدانية، فإن عناصر أمنية من مختلف الأجهزة التابعة لحكومة «حماس»، خصوصاً الأمن الداخلي، وبعض عناصر استخبارات جهاز «كتائب القسام» الجناح المسلح لحركة «حماس»، انتشروا بشكل ملحوظ في منطقة شمال قطاع غزة، وتحديداً جباليا البلد، وبعض مناطق مخيم جباليا.

 

 

وأشارت المصادر في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن تلك العناصر بدأت بملاحقة عناصر مسلحة من المجموعات التي تشكَّلت في الأشهر الأخيرة، على غرار مجموعات «ياسر أبو شباب» أو ما يُطلق عليها «القوات الشعبية»، ونجحت في قتل بعضهم، كما اعتقلت آخرين بعد ملاحقتهم في مناطق مختلفة من جباليا وبعض أطراف بيت لاهيا شمال القطاع.

دبابات في جنوب إسرائيل متمركزة عند الحدود مع قطاع غزة السبت (أ.ف.ب)

كما هاجم مسلحون من «حماس» مجموعةً مسلحةً بالقرب من حي الزيتون جنوب مدينة غزة، بينما تم إطلاق النار على مجموعة مسلحة أخرى في جنوب خان يونس جنوب قطاع غزة.

 

 

ومساء الجمعة، هاجم عناصر من «حماس» أفراداً مسلحين من عشيرة معروفة في جنوب مدينة غزة، وقتلوا وأصابوا عدداً منها، وذلك بعد أن قام أولئك بقتل نجل قيادي كبير في «كتائب القسام» بإعدامه عمداً في محيط أماكن سكنهم بعد أن اختطفوه لدى مروره بالقرب من المنطقة.

 

 

وكانت «حماس» توعّدت تلك المجموعات المسلحة بمحاسبتها وملاحقتها بعد توقف الحرب، كما أنها وجَّهت لها كثيراً من الضربات خلال الحرب نفسها، كما أنها هاجمت عشائر حاولت التمرد عليها، أو تعاونت مع إسرائيل في قضايا تشكيل عصابات أو إدارة هيئات محلية.

 

 

وفعلياً لم تنجح إسرائيل في تشكيل أي خلايا خطيرة أو حتى مجموعات مسلحة من العشائر وغيرها، ولم تُشكِّل هذه المجموعات تحدياً كبيراً لـ«حماس» طوال الحرب، رغم أنها في بعض الأحيان نفَّذت أعمالاً خطيرة، لكنها لم تتوسَّع، ونجحت الحركة في قتل وأسر بعض أفرادها من خلال هجمات نفَّذتها أو كمائن نصبتها لهذه المجموعات بطرق مختلفة.

جنود إسرائيليون فوق دباباتهم في موقع على الحدود مع قطاع غزة السبت (أ.ب)

إزالة الركام

 

تأتي هذه التطورات الميدانية بعد توقف الحرب، مع استئناف البلديات في قطاع غزة عملها الميداني، رغم تدمير الاحتلال الإسرائيلي معداتها الثقيلة.

 

 

وشوهدت جرافات تتبع البلديات وجهات حكومية أخرى مثل وزارة الأشغال، وكذلك لما تُعرف بـ«الجبهة الداخلية»، وهي جهاز يتبع لحركة «حماس»، تقوم بإزالة الركام من الشوارع الرئيسية؛ بهدف محاولة فتحها أمام حركة المواطنين رغم الدمار الكبير.

 

 

وبدأت الجرافات أعمالها بشكل أساسي في محافظتَي غزة وخان يونس، بينما عملت البلديات على إزالة البسطات؛ بهدف تحسين حركة الأسواق في بعض مناطق وسط قطاع غزة.

 

 

ويأتي ذلك في وقت تستمر فيه موجة عودة سكان مدينة غزة وشمالها إلى المدينة، رغم الدمار الكبير الذي لحق بمنازلهم، إلا أنهم يحاولون استعادة حياتهم من خلال وضع خيام بالقرب من منازلهم المُدمَّرة والعيش فيها.

نازحون فلسطينيون يتفقدون منطقة وسط مبانٍ مُدمَّرة في خان يونس بحنوب قطاع غزة السبت (أ.ب)

وبدأت الجهات الحكومية والمحلية تجهيز آبار المياه لتزويد السكان بها، كما بدأت اتصالات مع كثير من أصحاب محطات تحلية المياه لتشغيلها مجدداً، ومحاولة إصلاح الضرر الذي لحق بها؛ نتيجة قصفها؛ بهدف تزويد السكان بمياه الشرب.

 

خان يونس

 

في خان يونس جنوب قطاع غزة، قال رئيس بلدية المحافظة علاء البطة، في مؤتمر صحافي، إن 85 في المائة من أرجاء المحافظة دُمِّر بفعل الحرب الإسرائيلية، وإن هناك 400 ألف طن من الركام في شوارعها الرئيسية والفرعية بفعل عملية التدمير التي نفَّذتها القوات الإسرائيلية.

 

 

وأشار إلى أن هناك 300 كيلومتر من شبكات المياه في المدينة مُدمَّر، بجانب دمار هائل طال 75 في المائة من شبكة الصرف الصحي، لافتاً إلى أن هناك حاجة للتعامل مع أكثر من 350 ألف طن من النفايات في المدينة.

 

خروق إسرائيلية

 

ورغم وقف إطلاق النار، فإن الخروق الإسرائيلية استمرّت، وقتلت طائرة مسيّرة صغيرة «كواد كابتر» مسناً بعدما أطلقت النار عليه لدى محاولته الوصول لمنزله في بلدة القرارة، شمال خان يونس في جنوب قطاع غزة.

 

 

في حين أُصيب 4 غزيين إثر إطلاق قذيفة مدفعية في اتجاههم بمنطقة شارع العجارمة شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وأُصيب آخرون؛ نتيجة إلقاء مسيّرة قنبلةً على مدرسة في أثناء تفقدهم إياها في بلدة جباليا البلد.

 

 

بينما أعلنت وزارة الصحة بغزة، أنه وصل إلى مستشفيات القطاع 151 قتيلاً (منهم 116 انتشالاً)، و72 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرةً إلى ارتفاع الحصيلة الإجمالية للحرب إلى 67682 قتيلاً و170033 إصابة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

 

 


مقالات ذات صلة

تركيا: القوة الدولية في غزة يجب أن تُثبّت وقف النار

المشرق العربي فتاتان فلسطينيتان تجلسان أمام الخيمة التي تسكنها عائلتهما في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ب)

تركيا: القوة الدولية في غزة يجب أن تُثبّت وقف النار

قالت وزارة الدفاع التركية إن الأولوية التي تُركز عليها أنقرة بشأن قوة الاستقرار الدولية المزمع نشرها بغزة تتمثل في ضمان تثبيت وقف إطلاق النار ووصول المساعدات.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي  رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث في الهاتف خلال حضور جلسة في الكنيست (إ.ب.أ) play-circle

نتنياهو: سأحكم على الشرع وفقاً لما يحدث على الأرض

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه سيحكم على الرئيس السوري الجديد بناء على «ما يحدث على الأرض».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

إعلام إسرائيلي: نتنياهو ينفي تقرير «أكسيوس» عن اتفاق مساعدات عسكرية مع أميركا لـ20 عاماً

نقل موقع «أكسيوس» الإخباري، اليوم الخميس، عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين قولهم إن إسرائيل تسعى لإبرام اتفاقية جديدة مدتها 20 عاماً للحصول على مساعدات عسكرية.

«الشرق الأوسط» (القدس)
المشرق العربي مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر (رويترز) play-circle

تقرير: كوشنر وإسرائيل يعملان على «خطط طوارئ» لغزة في حال فشل خطة ترمب

أفادت صحيفة إسرائيلية بأن مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر والجيش الإسرائيلي يعملان معاً على وضع خطط طوارئ لغزة في حال تعثر خطة ترمب بخصوص القطاع.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)

وزيرَا خارجية مصر وتركيا يؤكدان أهمية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة تطورات الأوضاع بقطاع غزة، وشددا على أهمية تثبيت اتفاق السلام.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

إصابة عناصر أمن سوريين في السويداء بقصف لـ«العصابات المتمردة»

عناصر قوى الأمن الداخلي خلال حملات سابقة في مناطق الساحل غرب سوريا (الداخلية السورية)
عناصر قوى الأمن الداخلي خلال حملات سابقة في مناطق الساحل غرب سوريا (الداخلية السورية)
TT

إصابة عناصر أمن سوريين في السويداء بقصف لـ«العصابات المتمردة»

عناصر قوى الأمن الداخلي خلال حملات سابقة في مناطق الساحل غرب سوريا (الداخلية السورية)
عناصر قوى الأمن الداخلي خلال حملات سابقة في مناطق الساحل غرب سوريا (الداخلية السورية)

نقل التلفزيون السوري عن بيان لقوى الأمن الداخلي في محافظة السويداء القول، مساء الخميس، إن عدداً من أفراد الأمن أصيبوا نتيجة قصف «العصابات المتمردة» على ريف المحافظة.

وأضاف التلفزيون أن من وصفهم بـ«العصابات المتمردة» في السويداء جدّدت لليوم الثالث على التوالي انتهاكاتها لوقف إطلاق النار، وقصفت مواقع في ريف المحافظة، ما أدّى لوقوع مصابين من قوى الأمن.

وقالت قوى الأمن الداخلي، في البيان، إنّ «ما يجري من خرق متكرر لوقف النار في السويداء تتحمله العصابات المتمردة والجهات التي تعمل على زعزعة الاستقرار في المحافظة. قوى الأمن الداخلي أحبطت عدداً من محاولات التقدم التي شنّتها العصابات المتمردة من عدة محاور في المنطقة».

كان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني قد صرّح، في وقت سابق من يوم الخميس، بأن الحكومة حاولت التدخل لضبط الأمن في السويداء، مشدداً على أنه «لا مشكلة مع أبناء المكون الدرزي، ونتعامل بروية لاحتواء الأزمة».

وشدّد الشيباني مجدداً، خلال جلسة حوارية في معهد «تشاتام هاوس» في لندن، على الرفض التام لأي شكل من أشكال تقسيم سوريا، وعلى الرغبة في دمج جميع الأطراف والمكونات في النسيج الوطني السوري.


رئيس وزراء لبنان يشكر السعودية على استعدادها لتعزيز العلاقات التجارية

رئيس الحكومة اللبناني نواف سلام (أ.ف.ب)
رئيس الحكومة اللبناني نواف سلام (أ.ف.ب)
TT

رئيس وزراء لبنان يشكر السعودية على استعدادها لتعزيز العلاقات التجارية

رئيس الحكومة اللبناني نواف سلام (أ.ف.ب)
رئيس الحكومة اللبناني نواف سلام (أ.ف.ب)

عبّر رئيس وزراء لبنان نواف سلام عن شكره للسعودية على مبادرتها تجاه لبنان بإعلان الاستعداد لاتخاذ خطوات لتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، ورفع العوائق أمام الصادرات اللبنانية.

وقال سلام في منشور على «إكس»، اليوم الخميس: «الشكر كل الشكر للمملكة العربية السعودية، وقيادتها الحريصة دوماً على استقرار لبنان وازدهاره، على مبادرتها الطيبة اليوم تجاهه بإعلان الاستعداد لاتخاذ خطوات وشيكة لتعزيز العلاقات التجارية بين بلدينا ولرفع العوائق أمام الصادرات اللبنانية».

وأضاف: «كما نثمن عالياً تقدير المملكة لجهود رئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية في منع استخدام لبنان لزعزعة أمن اشقائه العرب، ومكافحته لتهريب المخدرات».


باحثة: انبعاثات التدمير في غزة تتجاوز نظيرتها السنوية لـ135 دولة

جانب من الدمار نتيجة الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة (رويترز)
جانب من الدمار نتيجة الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة (رويترز)
TT

باحثة: انبعاثات التدمير في غزة تتجاوز نظيرتها السنوية لـ135 دولة

جانب من الدمار نتيجة الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة (رويترز)
جانب من الدمار نتيجة الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة (رويترز)

قالت باحثة بريطانية، اليوم الخميس، أمام مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في البرازيل، إن التسلح العالمي والحروب كما في غزة وأوكرانيا والسودان تؤثر على مناخ العالم، لكن ذلك لا يجري توثيقه بشكل كاف.

وأفادت الخبيرة إيلي كيني، من المرصد البريطاني للصراعات، أمام المؤتمر، بأن الصراعات العسكرية تسهم في أزمة المناخ، لكن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناتجة عن القطاع العسكري لا يشترط الإبلاغ عنها للأمم المتحدة وفق الوضع الحالي.

وطالبت كيني بتطبيق الإبلاغ الإلزامي للأمم المتحدة، قائلة: «لا يمكننا الاستمرار في تجاهل هذه النقطة العمياء في جهود مكافحة التغير المناخي». وأشارت إلى أن القطاع العسكري مسؤول عن نحو 5.5 في المائة من الانبعاثات السنوية للغازات المسببة للاحتباس الحراري على مستوى العالم.

دخان يتصاعد جراء غارة إسرائيلية على رفح جنوب قطاع غزة 10 أكتوبر الماضي (د.ب.أ)

وأوضحت أنه وفق تقديرات الباحثين فإن الانبعاثات الناتجة عن التدمير وإزالة الأنقاض وإعادة الإعمار في قطاع غزة وحده قد تصل إلى 31 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون. وأضافت أن هذا الرقم يتجاوز إجمالي الانبعاثات السنوية الصادرة عن 135 دولة حول العالم.

ووفقاً لتقديرات كيني، فإن الانبعاثات الناجمة عن ثلاث سنوات من الهجوم الروسي على أوكرانيا تُعادل الانبعاثات التي تُطلقها 120 مليون سيارة تعمل بالبنزين في الغلاف الجوي خلال عام واحد.

وانتقدت كيني أيضاً خطط الاتحاد الأوروبي ودول حلف شمال الأطلسي «الناتو» لزيادة إنفاقها العسكري بشكل كبير، مشيرة إلى أن ذلك يعني أن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، مثل تلك التي تطلقها الدبابات والطائرات الحربية، ستظل ثابتة لعقود مقبلة.