«حماس» تؤكد نجاة قادتها وتنعى 5 من عناصرها

المسؤول في «حماس» خليل الحية يظهر خلال مراسم عزاء رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في الدوحة (رويترز)
المسؤول في «حماس» خليل الحية يظهر خلال مراسم عزاء رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في الدوحة (رويترز)
TT

«حماس» تؤكد نجاة قادتها وتنعى 5 من عناصرها

المسؤول في «حماس» خليل الحية يظهر خلال مراسم عزاء رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في الدوحة (رويترز)
المسؤول في «حماس» خليل الحية يظهر خلال مراسم عزاء رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في الدوحة (رويترز)

أكدت حركة «حماس» نجاة قادتها ووفدها المفاوض من الضربة الإسرائيلية في الدوحة، ونعت في الوقت نفسه 5 من عناصرها، بينهم همام الحية، نجل عضو مكتبها السياسي خليل الحية، ومدير مكتبه جهاد لبد.

وقالت «حماس» في بيان إن «محاولة الاحتلال الصهيوني الغادرة اغتيال وفد الحركة المفاوض في الدوحة اليوم جريمة بشعة وعدوان سافر، وانتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية».

وأضافت أن «هذه الجريمة عدوان على سيادة دولة قطر الشقيقة، التي تضطلع مع الشقيقة مصر بدورٍ مهم ومسؤول في رعاية الوساطة والجهود الرامية إلى وقف العدوان والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ما يكشف مجدداً الطبيعة الإجرامية للاحتلال ورغبته في تقويض أي فرص للتوصل إلى اتفاق».

وأشارت إلى «فشل العدو في اغتيال الإخوة في الوفد المفاوض»، فيما نعت خمسة هم نجل خليل الحية ومدير مكتبه وثلاثة مرافقين هم عبد الله عبد الواحد (أبو خليل) ومؤمن حسونة (أبو عمر) وأحمد المملوك (أبو مالك). ونعت الوكيل عريف بدر سعد محمد الحميدي من منتسبي الأمن الداخلي القطري.

واعتبرت الحركة أن «استهداف الوفد المفاوض، في لحظة يناقش فيها مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأخير، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن نتنياهو وحكومته لا يريدون التوصل إلى أي اتفاق، وأنهم يسعون بشكل متعمد لإجهاض كل الفرص وإفشال المساعي الدولية، غير آبهين بحياة أسراهم لدى المقاومة، ولا بسيادة الدول، ولا بأمن المنطقة واستقرارها».

وحمّلت الإدارة الأميركية «المسؤولية المشتركة مع الاحتلال عن هذه الجريمة، بسبب دعمها الدائم للعدوان وجرائم الاحتلال على شعبنا». ودعت المجتمع الدولي إلى «إدانة هذا العدوان الإجرامي على دولة قطر الشقيقة، والتحرك العاجل للضغط على الاحتلال من أجل وقف حرب الإبادة والتطهير العرقي».

وشددت على أن «محاولة الاغتيال الجبانة لن تغيّر مواقفنا ومطالبنا الواضحة، والمتمثلة في: الوقف الفوري للعدوان على شعبنا، والانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من قطاع غزة، وتبادل أسرى حقيقي، وإغاثة شعبنا والاعمار... ولن تنال من عزيمة حركتنا وقيادتنا».

وتابع بيان «حماس»: «لقد برهنت هذه الجريمة أن الاحتلال الصهيوني خطر داهم على المنطقة والعالم، وأن نتنياهو يحاول شطب قضيتنا الوطنية وحقوق شعبنا، ودفعه نحو التهجير القسري، مستمراً في مخططاته الإجرامية للإبادة والتطهير العرقي والتجويع والتهجير».

وأضافت الحركة «إننا في (حماس) ندعو دول العالم، والأمم المتحدة، وكل القوى الحية والضمائر الحرّة، إلى إدانة هذا العدوان الإجرامي على دولة قطر الشقيقة، والتحرك العاجل للضغط على الاحتلال من أجل وقف حرب الإبادة والتطهير العرقي، وإنصاف شعبنا الفلسطيني، ودعم حقه المشروع في الحرية وتقرير المصير».


مقالات ذات صلة

شؤون إقليمية عناصر من «حماس» يحرسون منطقة يبحثون فيها عن جثث الرهائن بمساعدة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة (أ.ف.ب)

«قوات استقرار غزة»... هل تنجو من اختبار مجلس الأمن؟

واجه «البند 15» في اتفاق وقف إطلاق في غزة، المعني بتشكيل «قوات استقرار دولية»، محطات على مدار شهر من الغموض والنقاشات

محمد محمود (القاهرة)
المشرق العربي مُزارع فلسطيني (يسار) يحاول منع مستوطن إسرائيلي من الاقتراب من بستان زيتون يُجرى حصاده قرب قرية سلواد الفلسطينية شمال شرقي رام الله في الضفة الغربية (أ.ف.ب) play-circle

مستوطنون يحرقون مسجداً في الضفة... والقوات الإسرائيلية تهدم متنزهاً شمال غربي القدس

أفاد ناشط فلسطيني بأن «مستعمرين» أحرقوا، فجر اليوم الخميس، مسجداً وخطوا شعارات عنصرية على جدرانه، شمال غربي سلفيت وسط الضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر (رويترز) play-circle

تقرير: كوشنر وإسرائيل يعملان على «خطط طوارئ» لغزة في حال فشل خطة ترمب

أفادت صحيفة إسرائيلية بأن مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر والجيش الإسرائيلي يعملان معاً على وضع خطط طوارئ لغزة في حال تعثر خطة ترمب بخصوص القطاع.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ (رويترز) play-circle

الرئيس الإسرائيلي: عنف المستوطنين «المروع» ضد الفلسطينيين يجب أن يتوقف

أدان الرئيس الإسرائيلي، الأربعاء، ما وصفه بالهجوم «المروع والخطير» الذي نفذه مستوطنون يهود ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، ودعا إلى وضع حد لعنف المستوطنين.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

«يونيفيل» تدين بناء إسرائيل جداراً داخل الأراضي اللبنانية: انتهاك للسيادة

جنود من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) يقومون بدورية قرب قرية كفركلا الحدودية جنوب البلاد (أ.ف.ب)
جنود من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) يقومون بدورية قرب قرية كفركلا الحدودية جنوب البلاد (أ.ف.ب)
TT

«يونيفيل» تدين بناء إسرائيل جداراً داخل الأراضي اللبنانية: انتهاك للسيادة

جنود من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) يقومون بدورية قرب قرية كفركلا الحدودية جنوب البلاد (أ.ف.ب)
جنود من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) يقومون بدورية قرب قرية كفركلا الحدودية جنوب البلاد (أ.ف.ب)

ندّدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل)، في بيان اليوم (الجمعة)، بأعمال بناء ينفذها الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية، متخطياً الخط الحدودي الفاصل بين البلدين.

وأوردت القوة في بيان أن وحداتها أجرت مسحاً جغرافياً الشهر الماضي لجدار خرساني «أقامه الجيش الإسرائيلي جنوب غرب بلدة يارون»، وتبين أنه «جعل أكثر من 4 آلاف متر مربع من الأراضي اللبنانية غير متاحة للشعب اللبناني».

وخلال الشهر الحالي، لاحظت قوات حفظ السلام «أعمال بناء إضافية لجدار» في المنطقة، «تجاوز» جزء منه «الخط الأزرق» الفاصل بين البلدين، وفق القوة الدولية التي دعت إسرائيل للانسحاب من لبنان، مؤكدة أن أعمال البناء تشكل «انتهاكاً» لسيادة لبنان.

وكانت تقارير إسرائيلية قد أشارت إلى أن القوات الإسرائيلية بدأت في بناء جدار ضخم جديد بعمق كيلومترين داخل الأراضي اللبنانية وتحديداً خلف الخط الأزرق عند الحدود مقابل بلدتي مارون الراس وعيترون.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن الجدار الخرساني يرتفع خلف الخط الأزرق، مواجهاً لقرية مارون الراس اللبنانية، ويرجح أن يكون جزءاً من خمسة «مواقع استراتيجية» تصر إسرائيل على احتلالها داخل لبنان بعد وقف إطلاق النار.


حرب غزة تتحول إلى منجم ذهب لصناعة السلاح الأميركية

طفل فلسطيني يجمع البلاستيك بالقرب من صاروخ لم ينفجر في مكب نفايات بمدينة غزة أمس (أرشيفية - أ.ف.ب)
طفل فلسطيني يجمع البلاستيك بالقرب من صاروخ لم ينفجر في مكب نفايات بمدينة غزة أمس (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

حرب غزة تتحول إلى منجم ذهب لصناعة السلاح الأميركية

طفل فلسطيني يجمع البلاستيك بالقرب من صاروخ لم ينفجر في مكب نفايات بمدينة غزة أمس (أرشيفية - أ.ف.ب)
طفل فلسطيني يجمع البلاستيك بالقرب من صاروخ لم ينفجر في مكب نفايات بمدينة غزة أمس (أرشيفية - أ.ف.ب)

تحوّلت الحرب الإسرائيلية في غزة، منذ اندلاعها في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إلى أحد أكثر النزاعات ربحاً لشركات السلاح الأميركية الكبرى. فبينما كانت غزة تُدمَّر ومئات آلاف المدنيين يواجهون الموت والجوع، كانت مصانع الأسلحة في ولايات أميركية عدة تعمل بطاقتها القصوى لتلبية طلبات إسرائيل العسكرية المتزايدة، في موجة مبيعات تجاوزت 32 مليار دولار خلال عامين فقط، بحسب تحليل لصحيفة «وول ستريت جورنال» استند إلى بيانات وزارة الخارجية الأميركية.

منذ الهجوم الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وما تبعه من عملية عسكرية إسرائيلية واسعة ضد غزة، سارعت واشنطن إلى فتح جسر تسليحي غير مسبوق، شمل ذخائر دقيقة التوجيه وصواريخ بعيدة المدى وطائرات مقاتلة ومعدات ميدانية.

وفي حين تبلغ المساعدات العسكرية السنوية المعتادة لإسرائيل نحو 3.3 مليار دولار، تضاعف هذا الرقم في عام 2024 ليصل إلى 6.8 مليار دولار من التمويل المباشر، من دون احتساب أشكال الدعم غير النقدي الأخرى، كالإمداد اللوجستي أو التدريب والتنسيق الاستخباراتي.

طائرة إسرائيلية من طراز «إف 16» تحمل صواريخ جو - جو، وخزانات وقود إضافية، خلال إقلاعها من إحدى القواعد الجوية (الجيش الإسرائيلي)

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن «إدارة ترمب ما زالت ملتزمة بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، مشيراً إلى أن واشنطن «تقود حالياً جهداً إقليمياً لإنهاء الحرب عبر ترتيبات أمنية دائمة».

لكن رغم الحديث عن «نهاية محتملة» للصراع، تشير بيانات «البنتاغون» إلى أن خطوط الإنتاج في مصانع الأسلحة الأميركية لم تهدأ، وأن عقود التوريد تمتد حتى عام 2029. ما يعني أن تدفق السلاح إلى إسرائيل سيستمر حتى بعد توقف المعارك.

مَن المستفيد الأكبر؟

تتربع شركة «بوينغ» على رأس قائمة المستفيدين من الحرب، بعد أن حصلت على صفقة تاريخية بقيمة 18.8 مليار دولار لبيع طائرات «F - 15» مطوّرة لإسرائيل، يُتوقَّع تسليمها بعد أربع سنوات. كما نالت الشركة عقوداً إضافية بقيمة 7.9 مليار دولار لتزويد تل أبيب بقنابل موجهة وأنظمة تسليح مرتبطة بها. هذه الصفقات وحدها تمثل قفزة هائلة مقارنة بالتزامات إسرائيل السابقة مع «بوينغ» التي لم تتجاوز 10 مليارات دولار خلال عقد كامل.

دبابة إسرائيلية على حدود قطاع غزة (أرشيفية - رويترز)

أما شركات «نورثروب غرومان» و«لوكهيد مارتن» و«جنرال دايناميكس»، فقد نالت عقوداً متخصصة في قطع غيار الطائرات المقاتلة، والصواريخ الدقيقة، وقذائف الدبابات من عيار 120 ملم المستخدمة في دبابات «ميركافا». في حين استفادت «كاتربيلر» من الطلب الكبير على الجرافات المدرعة «دي 9» التي استخدمها الجيش الإسرائيلي على نطاق واسع لتدمير المنازل والبنية التحتية في القطاع.

وتشير بيانات «هيئة التعاون الأمني الدفاعي» الأميركية إلى أن الجزء الأكبر من الصفقات يتركز على الذخائر الجوية والمقاتلات الهجومية، فيما تمثل المعدات البرية، كالدبابات والعربات المدرعة، نسبة أقل بكثير من إجمالي المبيعات.

الحرب كفرصة اقتصادية

الحرب لم تكن مجرد معركة عسكرية، بل مثّلت أيضاً رافعة اقتصادية لقطاع الصناعات الدفاعية الأميركي، الذي واجه في السنوات الأخيرة تحديات تتعلق بسلاسل التوريد والإضرابات العمالية. فقد أكدت «بوينغ»، في تقريرها السنوي لعام 2024، أن قسمها الدفاعي شهد «طلباً قوياً من الحكومات التي تعطي الأولوية للأمن والتكنولوجيا الدفاعية في ظل التهديدات المتزايدة»، في حين سجّلت «لوكهيد مارتن» ارتفاعاً بنسبة 13 في المائة في إيرادات قسم الصواريخ، لتبلغ 12.7 مليار دولار خلال عام واحد فقط.

حتى شركة «أوشكوش»، المنتجة للمركبات العسكرية التكتيكية، قالت إن طلبيات إسرائيل أنقذت خط إنتاج كان على وشك الإغلاق العام الماضي. أما مجموعة «ليوناردو» الإيطالية التي تعمل وحدتها الأميركية في بيع مقطورات عسكرية لإسرائيل، فأكدت في تقريرها المالي الأخير أن «استمرار النزاعين في أوكرانيا وإسرائيل» يضمن استقرار مبيعاتها الدولية لعام 2025.

جثامين 40 فلسطينياً قُتلوا على يد الجيش الإسرائيلي وُضعت أمام مستشفى ناصر تمهيداً لدفنها في خان يونس جنوب قطاع غزة (أرشيفية - د.ب.أ)

تكاليف الحرب ومن يدفع الثمن؟

ورغم أن مليارات الدولارات المتدفقة عبر عقود التسليح تُظهر جانباً من الانتعاش الصناعي الأميركي، فإن الجانب الإنساني والسياسي من المعادلة يثير جدلاً واسعاً داخل الولايات المتحدة وخارجها. فقد أسفرت الحرب، بحسب وزارة الصحة في غزة، عن مقتل أكثر من 68 ألف شخص، بينهم نحو 18 ألف طفل، بينما لم تُفرج إسرائيل عن أي إحصاءات رسمية لعدد مقاتلي «حماس» الذين قُتلوا.

وفي الوقت الذي تموّل فيه واشنطن جزءاً كبيراً من هذه المبيعات من أموال دافعي الضرائب الأميركيين، بدأت بعض المؤسسات المالية الغربية باتخاذ خطوات احتجاجية؛ فقد سحبت ثلاثة صناديق نرويجية استثماراتها من شركات، مثل: «كاتربيلر» و«أوشكوش» و«بالانتير»، احتجاجاً على استخدام منتجاتها في العمليات داخل غزة. كما باع صندوق التقاعد الهولندي حصته التي بلغت 448 مليون دولار في «كاتربيلر» للأسباب نفسها.

مبانٍ دمَّرها الجيش الإسرائيلي في حي الشجاعية بمدينة غزة (أرشيفية - أ.ب)

وفي أوروبا، أعلنت ألمانيا في أغسطس (آب) 2025 وقف جميع تراخيص تصدير السلاح إلى إسرائيل للاستخدام في غزة، بينما خضعت شركات التكنولوجيا الأميركية أيضاً لضغوط داخلية، دفعت «مايكروسوفت» إلى تقييد وصول وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى بعض خدماتها السحابية.

الذكاء الاصطناعي في الميدان

إلى جانب الأسلحة التقليدية، شكّلت الحرب مسرحاً لتوسع التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي والمراقبة الرقمية، فقد دخلت شركة «بالانتير» التي يملكها الملياردير المحافظ بيتر تيل، في شراكة مع وزارة الدفاع الإسرائيلية مطلع عام 2024. وعندما وُجّهت إليها انتقادات باستخدام تقنياتها في عمليات القصف، ردّ مديرها التنفيذي أليكس كارب قائلاً إن الذين قُتلوا «كانوا في الغالب إرهابيين»، بحسب وصفه.

كما أبرمت إسرائيل قبل الحرب اتفاقيات مع «غوغل» و«أمازون» و«مايكروسوفت» لتزويدها بخدمات حوسبة سحابية متقدمة، وواجهت تلك الشركات احتجاجات متزايدة من موظفيها المطالبين بوقف التعاون العسكري.

المفارقة أن بعض الشركات الأميركية نفسها التي تزوّد إسرائيل بالسلاح، تشارك أيضاً في برامج المساعدات الإنسانية لغزة؛ فقد خصصت وزارة الخارجية الأميركية 30 مليون دولار لمؤسسة «غزة هيومنيتاريان فاونديشن» التي يشرف عليها المستشار السابق في إدارة ترمب، جونّي مور، لتنسيق توزيع المساعدات داخل القطاع. وقد استعانت المؤسسة بشركات أمن أميركية لتأمين عملياتها وسط فوضى واتهامات بسوء التنظيم.


إسرائيل تنتقم بوحشية من آسري «رهائن 7 أكتوبر» وعائلاتهم

فلسطينيون في خان يونس فوق مركبة عسكرية إسرائيلية جرى الاستيلاء عليها ضمن عملية «طوفان الأقصى» - 7 أكتوبر 2023 (د.ب.أ)
فلسطينيون في خان يونس فوق مركبة عسكرية إسرائيلية جرى الاستيلاء عليها ضمن عملية «طوفان الأقصى» - 7 أكتوبر 2023 (د.ب.أ)
TT

إسرائيل تنتقم بوحشية من آسري «رهائن 7 أكتوبر» وعائلاتهم

فلسطينيون في خان يونس فوق مركبة عسكرية إسرائيلية جرى الاستيلاء عليها ضمن عملية «طوفان الأقصى» - 7 أكتوبر 2023 (د.ب.أ)
فلسطينيون في خان يونس فوق مركبة عسكرية إسرائيلية جرى الاستيلاء عليها ضمن عملية «طوفان الأقصى» - 7 أكتوبر 2023 (د.ب.أ)

في مساء 2 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، اغتال مسلحان مجهولان على دراجة نارية، داعية إسلامياً يدعى محمد أبو مصطفى، في منطقة مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، وفرّا باتجاه المناطق التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية جنوب المدينة، الأمر الذي أثار شكوكاً إزاء هذه العملية التي تأتي بعد حوادث شبه مماثلة قام بها مجهولون، وأقدموا خلالها على أسر طبيب ثم ابنته بعد نحو شهر.

وتبين أن أبو مصطفى ينشط في «كتائب المجاهدين»؛ وهو فصيل فلسطيني ينشط بشكل أساسي في قطاع غزة، وأن ما جرى معه عملية اغتيال مقصودة، بعدما تم إطلاق عدة رصاصات من مسدس كان يحمله أحد المسلحين، فيما كان الآخر يقود الدراجة النارية.

«كتائب المجاهدين»

تكشف تحقيقات تعقبتها «الشرق الأوسط»، مؤخراً، أن إسرائيل قادت عملية انتقامية بشكل خاص، ضد قيادات ونشطاء بارزين في «كتائب المجاهدين»، الذي كان أسر في هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عائلة بيباس، من كيبوتس نير عوز الواقع ضمن مجمع أشكول شرق خان يونس، في جنوب قطاع غزة.

«كتائب المجاهدين» فصيل أُسس عام 2003 بعد انشقاقه عن «كتائب الأقصى» الجناح المسلح لحركة «فتح»

وطالت الاغتيالات القيادة المركزية لـ«كتائب المجاهدين»، وهو فصيل تأسس بشكل أساسي عام 2003 بعد انشقاقه عن «كتائب الأقصى»، الجناح المسلح لحركة «فتح»، وأصبح أكثر حضوراً وقوةً في عام 2006.

ويضم هذا الفصيل العسكري المئات من المسلحين المنتشرين في أنحاء قطاع غزة، وغالبيتهم بالأساس من عشيرة أبو شريعة، في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، وأسس نشطاء بارزون من العشيرة، هذا الفصيل العسكري، الذي تلقى لسنوات دعماً كبيراً من إيران و«حزب الله» و«الجهاد الإسلامي».

وتقول مصادر مطلعة على تفاصيل الأحداث تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، إن أبو مصطفى كانت له علاقة بعملية أسر عائلة بيباس، وإن الترجيحات تشير إلى أن الإجراءات الأمنية التي كان يتخذها دفعت قوات إسرائيلية خاصة لاغتياله بإطلاق نار، كما أن العملية جرت بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وهي محاولة جديدة من إسرائيل، لتثبيت سيطرتها الأمنية بطرق مختلفة داخل القطاع.

وتوضح المصادر أن قيادات كبيرة وأخرى ميدانية، وكذلك نشطاء، كانت لهم علاقة بعملية أسر عائلة بيباس، تعرضوا لسلسلة من الاغتيالات المنتظمة، خصوصاً بعد تسليم جثة الأم «شيري» وطفليها «كفير» و «آرييل»، في 21 فبراير (شباط) 2025.

وطالت الاغتيالات 6 نشطاء، و8 قيادات بمستويات مختلفة من «كتائب المجاهدين»، في مدينتي خان يونس وغزة، بينهم الأمين العام للكتائب، أسعد أبو شريعة، الذي اغتيل في منزل بحي الصبرة مع أكثر من 30 فرداً من عائلته وأقاربه، وذلك في 7 يونيو (حزيران) الماضي، وكذلك إبراهيم أبو شريعة، قتل برفقة زوجته وأبنائه، كما قتلت طائرات إسرائيلية ابنته وزوجها في عملية وصفتها المصادر بـ«الانتقامية»، وقتلت بعض أقارب القيادات الذين اغتيلوا من أبناء وبنات في عمليات منفصلة مع أزواجهم، كما حصل مع القيادي الميداني محمد عوض، الذي اغتيل في أبريل (نيسان) الماضي، وكذلك محمود كحيل الذي اغتيل أيضاً في يونيو الماضي.

متظاهرة تحمل لافتات تطالب بالإفراج عن الرهائن شيري بيباس وطفليها كفير وآرييل (رويترز)

واتهمت إسرائيل، أسعد أبو شريعة، بأنه شارك بنفسه في اختطاف شيري وآرييل وكفير بيباس وقتلهم، كما شارك في اختطاف الزوجين غادي حجاي وجودي لين فاينشتاين، وناتبونغ بينتا ومواطن أجنبي آخر.

وتقول المصادر إن شيري بيباس وطفليها قتلوا في قصف جوي استهدف منزلاً كانوا بداخله في خان يونس جنوب قطاع غزة، وذلك في بدايات الحرب تحديداً نوفمبر 2023، مشيرةً إلى أن شيري أكدت خلال تحقيقات بسيطة أُجريت معها خلال أسرها، أنها كانت تعمل في مقر القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي ضمن «وحدة 8200» الاستخباراتية الشهيرة؛ وهو أمر لم تؤكده إسرائيل.

وبعد أن تسلمت إسرائيل الجثث الثلاث، ذكرت أن شيري وطفليها قتلهم عناصر «كتائب المجاهدين»، بعد ضربهم أو محاولة خنقهم، وليس بفعل أي قصف أو إطلاق نار. وفق ادعائها، وهو أمر نفته «المجاهدين»، وكذلك «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس».

وتوضح مصادر مطلعة أنه على أثر مخاوف تعرُّض أفراد العائلة للقصف، كما جرى مع بعض المختطفين آنذاك، طلبت «كتائب القسام» من «كتائب المجاهدين»، نقلهم إليها لحمايتهم، لكن كان قد فات الأوان وقتلوا، فيما كان بالأساس والدهم ياردن بيباس أسيراً لدى «القسام»، وقد اختطف في 7 أكتوبر بشكل منفصل وظروف مختلفة، وأفرج عنه حياً في فبراير (شباط) من العام الحالي ضمن صفقات التبادل.

مقاتلون مسلحون من «حماس» بجوار 4 جثامين سلمتها الحركة في خان يونس جنوب بقطاع غزة - 20 فبراير 2025 (رويترز)

وحاولت إسرائيل استخدام ادعاءاتها إعلامياً حول العالم، واستخدمت صور الطفلين من عائلة بيباس وأمهما، لنشرها في العالم عبر ملصقات وضعت في عواصم أوروبية، لاتهام «حماس» بقتل الأطفال الإسرائيليين.

ولم تكن هذه العملية هي الوحيدة التي انتقمت فيها إسرائيل من نشطاء فلسطينيين اختطفوا بشكل خاص إسرائيليات بشكل أساسي، أو بعض الحالات التي لاقت تعاطفاً أكثر داخل إسرائيل وخارجها؛ مثل أربيل يهود، التي أصرت إسرائيل على الإفراج عنها مقابل عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله، في يناير (كانون الثاني) 2025، وادعى بعض المصادر الإسرائيلية حينها أنها تعرضت للتعذيب والاعتداء عليها من قبل آسريها، وهو أمر نفته فصائل فلسطينية.

وتقول مصادر من «ألوية الناصر صلاح الدين»؛ الجناح العسكري للجان المقاومة، لـ«الشرق الأوسط»، إن المخابرات الإسرائيلية لاحقت كثيراً من نشطائها الذين أشرفوا على عملية أسر أربيل يهود وآرييل كونيا، وكانت على مدار عامين من الحرب تحاول معرفة مصيرهما، وبعد الإفراج عن أربيل، زاد التركيز للبحث عن كونيا ومعرفة مصيره قبل أن يسلم مؤخراً في إطار صفقة التبادل الأخيرة.

واغتالت قوة إسرائيلية خاصة في 19 مايو (أيار) الماضي، أحمد سرحان، القيادي في الألوية، الذي كانت له يد في أسرهما، والاحتفاظ بهما، واختطفت زوجته وطفله، بعدما فشلت في اقتياده حياً إلى داخل إسرائيل، قبل أن يفرج عنها في صفقات التبادل الأخيرة، بعد إصرار من الوفد الفلسطيني المفاوض.

وتقول المصادر إن التحقيق مع زوجة سرحان كان يركز على مكان كونيا، وعن الأشخاص الذين كانوا برفقة زوجها طوال فترة احتجازهما، لكنها لم تكن تعرف أي معلومات عن ذلك، ولم تصل إلى أي نتائج عن كونيا، أو عن أي من المقاومين.

كما قتلت إسرائيل، بشكل انتقامي، كثيراً من عائلات مقاومين كانوا قد شاركوا في أسر إسرائيليين والاحتفاظ بهم، كما يؤكد كثير من المصادر الميدانية لـ«الشرق الأوسط».