«الصحة العالمية» تحذر من التأثير الدائم للجوع على جيل كامل بغزة

فلسطينيون يتدافعون للحصول على حصة طعام ساخن من مطبخ خيري في مدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتدافعون للحصول على حصة طعام ساخن من مطبخ خيري في مدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذر من التأثير الدائم للجوع على جيل كامل بغزة

فلسطينيون يتدافعون للحصول على حصة طعام ساخن من مطبخ خيري في مدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتدافعون للحصول على حصة طعام ساخن من مطبخ خيري في مدينة غزة (أ.ف.ب)

كشف ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، اليوم (الثلاثاء)، عن أن معدلات سوء التغذية في غزة ترتفع. وحذَّر من أن الجوع يمكن أن يؤثر بشكل دائم على «جيل كامل».

ومنعت إسرائيل دخول الإمدادات إلى القطاع منذ أوائل مارس (آذار)، عندما استأنفت حملتها العسكرية على حركة «حماس».

وكشف أحدث تقييم صادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع، أمس (الاثنين)، عن أن نصف مليون شخص في غزة يواجهون خطر الموت جوعاً.

وذكر بيبركورن أنه رأى أطفالاً في مراكز طبية يبدون أصغر من سنهم بسنوات، وزار أيضاً مستشفى في شمال غزة، تبيَّن أن 11 في المائة من الأطفال الذين جرى فحصهم به يعانون من سوء التغذية الحاد.

وقال في مؤتمر صحافي عبر رابط فيديو من دير البلح: «ما نراه هو ازدياد سوء التغذية الحاد بشكل عام. لقد رأيت طفلاً عمره 5 سنوات، ويمكن للمرء أن يقول إن عمره عامان ونصف العام».

وأضاف: «دون توفير التغذية والمياه النظيفة والرعاية الصحية سيتضرر جيل كامل بشكل دائم». وحذَّر من تدهور الأحوال الصحية والتقزم وضعف النمو الإدراكي.

واتهمت إسرائيل «حماس» مراراً بالوقوف وراء هذا الجوع عبر سرقة المساعدات المخصصة للمدنيين. وتنفي «حماس» هذا الاتهام.

وقال بيبركورن إن منظمة الصحة العالمية، وبسبب الحصار، ليس لديها إلا مخزونات تكفي لعلاج 500 طفل ممن يعانون من سوء التغذية الحاد، وهو جزء ضئيل فقط من الاحتياجات.

وأضاف، نقلاً عن إحصاءات وزارة الصحة في غزة، أن 55 طفلاً توفوا بالفعل بسبب سوء التغذية الحاد.

وأشار بيبركورن إلى أنه رأى كثيراً من الأطفال في المستشفيات مصابين بأمراض، مثل التهاب المعدة والأمعاء، والالتهاب الرئوي، التي قد تنهي حياتهم نظراً لانخفاض مناعتهم بسبب الجوع.

وتابع: «عادة لا يموت المرء من الجوع، بل يموت من الأمراض المرتبطة به».


مقالات ذات صلة

قاضٍ أميركي: مصالح السياسة الخارجية لا تبرر احتجاز الطالب محمود خليل

الولايات المتحدة​ محمود خليل يتحدث لوسائل الإعلام في جامعة كولومبيا (رويترز)

قاضٍ أميركي: مصالح السياسة الخارجية لا تبرر احتجاز الطالب محمود خليل

قرر قاضٍ أن إدارة ترمب لا يمكنها استخدام مصالح السياسة الخارجية الأميركية مبرراً لاحتجاز الطالب في جامعة كولومبيا، محمود خليل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي مركبات عسكرية تجري مناورات في غزة كما تظهر من الجانب الإسرائيلي للحدود (رويترز)

بعد استهداف خط «فايبر أوبتك»... انقطاع خدمات الإنترنت بالكامل عن كل غزة

أعلنت السلطة الفلسطينية، الخميس، انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات الثابتة في غزة بعد استهداف «فايبر أوبتك»؛ آخر خط للألياف الضوئية بالقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
تحليل إخباري نازحون فلسطينيون يتسلمون مساعدات إنسانية من مؤسسة تدعمها الولايات المتحدة في رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «هدنة غزة»... هل تعزز الضغوط على حكومة نتنياهو جهود التهدئة؟

ضغوط داخلية وخارجية تواجه حكومة بنيامين نتنياهو، تزامناً مع عودة مسار المحادثات، وحديث من الوسطاء عن «اقتراب من تقدم حقيقي»

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا مقرّ جامعة الدول العربية في القاهرة (الجامعة العربية)

«الجامعة العربية» تدعو لإجراءات ضد المتورطين في استهداف الفلسطينيين

دعت جامعة الدول العربية إلى «اتخاذ إجراءات عملية نحو محاسبة المتورطين في العنف والتحريض على التطهير العرقي والإبادة ضد الفلسطينيين».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي أطفال فلسطينيون بانتظار الطعام عند نقطة توزيع في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle 00:27

غزة: 123 قتيلاً بينهم العشرات في مركز لتوزيع المساعدات جراء القصف الإسرائيلي

أعلن مسؤولو الصحة في قطاع غزة، الأربعاء، أن 123 قتيلاً و474 مصاباً وصلوا إلى المستشفيات خلال 24 ساعة جراء القصف الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (غزة)

لبنان يتمسك بالتجديد لـ«يونيفيل» لحماية المظلة الدولية في الجنوب

قوة مشتركة من «يونيفيل» والجيش اللبناني في الناقورة الحدودية (أرشيفية - أ.ف.ب)
قوة مشتركة من «يونيفيل» والجيش اللبناني في الناقورة الحدودية (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

لبنان يتمسك بالتجديد لـ«يونيفيل» لحماية المظلة الدولية في الجنوب

قوة مشتركة من «يونيفيل» والجيش اللبناني في الناقورة الحدودية (أرشيفية - أ.ف.ب)
قوة مشتركة من «يونيفيل» والجيش اللبناني في الناقورة الحدودية (أرشيفية - أ.ف.ب)

رفعت التصريحات والتسريبات الإسرائيلية عن توجّه أميركي – إسرائيلي إلى إنهاء عمل قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، منسوب القلق لدى لبنان من التداعيات الخطيرة التي قد تترتب عليه في حال تم اعتماد قرار كهذا في مجلس الأمن.

ومع أن لبنان الرسمي لم يتبلغ أي معلومات جدية بهذا الخصوص، فإنه كثّف وتيرة اتصالاته ومشاوراته مع الدول المعنية قبل موعد انتهاء التفويض الحالي المُعطى لهذه القوات من مجلس الأمن.

وقالت مصادر وزارية لبنانية لـ«الشرق الأوسط»، إن «الموقف الرسمي اللبناني المتمسك ببقاء (يونيفيل) ينطلق من رغبته التامة في ترسيخ الأمن والاستقرار في الجنوب، خصوصاً أن (يونيفيل) تُشكّل أحد أسس القرار الدولي 1701 وشريك للجيش اللبناني في فرض الأمن والاستقرار في المنطقة».

دورية لقوة «يونيفيل» قرب الخط الأزرق في بلدة العديسة بجنوب لبنان (صور الأمم المتحدة)

وأضافت المصادر: «ليس من مصلحة لبنان التخلي عن قوات (يونيفيل) بأي شكل من الأشكال، لأن عدم وجودها قد يخلق واقعاً مجهولاً في الجنوب؛ ما يفتح الأفق على مرحلة غير مستقرة من التفلت الأمني من دون أي سقف أو ضابط لردعها».

مظلة دولية للبنان

وفي السياق نفسه، لفت عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب ملحم الرياشي، إلى أن «(يونيفيل) ضرورة حتمية لحماية الحدود اللبنانية، وتأمين الاعتراف الدولي بهذه الحدود»، مشيراً إلى أنه «إضافة إلى ذلك، تلعب قوة (يونيفيل) دوراً استراتيجياً في تطبيق القرار الدولي 1701 وفي تنسيق الجهود الدولية لإخراج لبنان من حالة المراوحة للعودة إلى اتفاق الهدنة الموقَّع عام 1949».

وأوضح الرياشي أن «لبنان من دون (يونيفيل) يعني لبنان من دون مظلة دولية ومن دون مهمة أممية قابلة للتوسع لترعى حدوده كافة بناءً على طلب حكومة لبنان، كما ينص القرار 1701».

«عدَّاد للخروق»

لكن الخبير العسكري العميد سعيد القزح يقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «وجود قوات الطوارئ في الجنوب، ليس له أي إفادة عملية إلا إذا تم إدراجها تحت الفصل السابع، فدورها في حفظ الأمن والاستقرار في الجنوب كان محدوداً، وجُل ما كانت تقوم به هو المراقبة والإفادة عن أي خرق أو عمل عسكري ما حولها عدَّاداً للخروق لا أكثر ولا أقل».

ويوضح القزح: «لم تتمكن (يونيفيل) ولو لمرة واحدة من استعمال السلاح للدفاع عن نفسها حتى، سواء عندما تعرضت لقصف إسرائيلي مثلما حصل عام 1996 في قانا أو عندما تتعرض لاعتداءات من قِبل الأهالي في الجنوب كما نشهد أخيراً»، مشيراً إلى أن تفويضها «أتى تحت الفصل السادس الذي ينصّ على إحلال السلام بالطرق الدبلوماسية وليس تحت الفصل السابع الذي يقضي بفرض السلام ولو بالقوة».

وعن إمكانية إنهاء دورها في الجنوب، يقول القزح: «شكَّلت (يونيفيل) منذ إنشائها عام 1978 صلة الوصل الأساسية بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي، وكانت الراعية للاجتماعات الثلاثية التي تعقد في مقر الأمم المتحدة في الناقورة لتجنب التصعيد والعنف وحل الإشكاليات على الأرض، كما ساهمت بترسيم الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل بعد حرب يوليو (تموز) عام 2006، وفي حال انسحابها من الجنوب سيفقد لبنان صلة الوصل هذه، وسيترتب عليه البحث عن وسيلة تواصل أخرى تحت راية الأمم المتحدة».

شريان اقتصادي للجنوب

وعن التداعيات الاقتصادية لخروج «يونيفيل» من الجنوب، يقول القزح: «شكَّل وجود (يونيفيل) مصلحة اقتصادية كبيرة لمناطق الجنوب اللبناني من خلال وجود نحو 15 ألف جندي ضمن قواتها؛ ما حرَّك الدورة الاقتصادية والتنمية المحلية. فقد أطلقت (يونيفيل) ما كان يعرف بالتعاون العسكري المدني في مناطق تمركزها، مثل إنشاء الآبار الارتوازية وخزانات المياه لمساعدة المزارعين في عملية ري المزروعات، إضافة إلى النشاطات الاجتماعية على مختلف أشكالها والتعليم وتنمية المجتمعات المحلية».

جنود من الكتيبة الفرنسية في «يونيفيل» ببلدة عيتا الشعب جنوب لبنان (أرشيفية - إ.ب.أ)

ويشير البعض إلى أن خروج قوات «يونيفيل» من الجنوب، ستترتب عليه آثار اقتصادية سلبية على لبنان عموماً وعلى أهالي المنطقة خصوصاً، فإلى جانب دورها السياسي والأمني، كان لها تأثير إيجابي كبير على الاقتصاد المحلي من خلال تنشيط الحركة الاقتصادية في كثير من البلدات الجنوبية وخلق فرص عمل للسكان، والشراء من الأسواق.

ووفرت «يونيفيل»، على مدى أكثر من أربعين عاماً، فرص عمل للآلاف من سكان الجنوب (مترجمون، عمال فنيون، سائقون، تجار...)، وشكلت شرياناً اقتصادياً حيوياً أدى إلى إنعاش الاقتصادات المحلية، فضلاً عن أن وجودها يعطي شعوراً بالاستقرار، وهذا الأمر كان عاملا مهما في جذب الاستثمارات والمساعدات إلى المنطقة.