مصرف سوريا المركزي يخفِّض سعر الليرة ويوحِّد كل نشرات الصرف

بهدف تقليص الفجوة بين سعرَي الصرف في السوق الرسمية وغير الرسمية والحد من عمليات المضاربة

صرافة العملات في شوارع دمشق يحاربها «مركزي سوريا»... (أ.ف.ب)
صرافة العملات في شوارع دمشق يحاربها «مركزي سوريا»... (أ.ف.ب)
TT
20

مصرف سوريا المركزي يخفِّض سعر الليرة ويوحِّد كل نشرات الصرف

صرافة العملات في شوارع دمشق يحاربها «مركزي سوريا»... (أ.ف.ب)
صرافة العملات في شوارع دمشق يحاربها «مركزي سوريا»... (أ.ف.ب)

خفض مصرف سوريا المركزي سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي إلى 12 ألف ليرة. وحسب النشرة الرسمية الصادرة عن «المركزي»، اليوم، تم تحديد سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار بـ12 ألف ليرة ومقابل اليورو بـ12976.80 ليرة. وكان سعر صرف الليرة مقابل الدولار قد سجل يوم السبت 13200 ليرة للدولار الواحد، حسب الوكالة الرسمية (سانا).

ولتقليص الفجوة بين سعر صرف الدولار الرسمي، وسعر السوق السوداء التي نتجت عن عدم شح السيولة من الليرة السورية في المصارف السورية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وحَّد مصرف سوريا المركزي كل النشرات الصادرة عنه بالإضافة إلى تحديد سعر الصرف الوارد في النشرة الرسمية (الشراء والمبيع والوسطي)، بناءً على دراسة واقع التغيرات في أسعار الصرف والمتغيرات الاقتصادية المحددة لها.

وأوضح المكتب الإعلامي للمصرف، في بيان، الأحد، أنه في إطار السعي المستمر من مصرف سوريا المركزي إلى توحيد نشرات أسعار الصرف، وتلافي الفروقات في أسعار الصرف، والآثار السلبية الناتجة عن ذلك من جهة، والتقليص ما أمكن من الفجوة بين سعرَي الصرف في السوق الرسمية والسوق غير الرسمية، والحد من عمليات المضاربة من جهة أخرى، قام مصرف سورية المركزي بعدة إجراءات.

المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا ستيفان شنيك في لقاء أخير جمعه مع حاكمة مصرف سوريا «المركزي» د.ميساء صابرين (إكس)
المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا ستيفان شنيك في لقاء أخير جمعه مع حاكمة مصرف سوريا «المركزي» د.ميساء صابرين (إكس)

وكان المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا، ستيفان شنيك، قد نشر على حسابه في منصة «إكس»، يوم 17 الجاري، أن ألمانيا ترغب في مساعدة سوريا على تجاوز أزمة السيولة وإعادة ربطها بالنظام المصرفي الدولي. لافتاً إلى أنه ناقش مع حاكمة مصرف سوريا المركزي د. ميساء صابرين، سبل تحسين القطاع بالشراكة مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لبدء إعادة الإعمار من أجل مستقبل أفضل لجميع السوريين.

مواطنون يصطفون أمام المقر الرئيسي لمصرف سوريا المركزي في دمشق (أ.ف.ب)
مواطنون يصطفون أمام المقر الرئيسي لمصرف سوريا المركزي في دمشق (أ.ف.ب)

يشار إلى أن الهدف من الإجراءات التي أعلنها مصرف سوريا المركزي، الأحد، هو توحيد كل النشرات الصادرة عنه (الرسمية - المصارف والصرافة - الجمارك - الشهرية) في نشرةٍ واحدةٍ باسم «النشرة الرسمية»، حيث تطبّق على كل المعاملات التي تستخدم سعر صرف العملات الأجنبية مقابل الليرة السورية، بما فيها (بيع - شراء - تقييم) التي كانت تطبق عليها النشرات السابقة.

ويعطي المصرف المركزي السوري المصارف المرخص لها التعامل بالقطع الأجنبي ومؤسسات الصرافة، مرونةً في إصدار نشرات أسعار الصرف الصادرة عنها، والتي تتعامل بها مع الجمهور، وفقاً لهامش الحركة السعري المحدد بشكل يومي من مصرف سوريا المركزي، حيث يمثل هذا الهامش نسبةً مئويةً، فيمكن لهذه المصارف ومؤسسات الصرافة، التسعير أعلى أو أدنى من سعر الصرف الصادر عن مصرف سوريا المركزي ضمن هذا الهامش.

صرَّاف يتعامل مع زبائن في أحد شوارع دمشق (أ.ف.ب)
صرَّاف يتعامل مع زبائن في أحد شوارع دمشق (أ.ف.ب)

كان المصرف المركزي قد كشف في 19 الجاري، عن ضبط محال تجارية وأشخاصٍ يمارسون أعمال الصرافة والحوالات دون ترخيص، ومصادرة أموال مزورة بينها عملات أجنبية، بالتعاون مع شرطة محافظة دمشق، داعياً المواطنين إلى عدم التعامل مع أي جهة غير مرخصة، ضماناً لعدم تعرضهم للضرر.

وقال المكتب الإعلامي للمصرف، إن الضابطة العدلية للمصرف، بالتعاون مع قسم شرطة محافظة دمشق، ضبطت المحال التجارية والأشخاص الذين يمارسون أعمال الصرافة والحوالات دون ترخيص، وصادرت الأموال المزورة.


مقالات ذات صلة

أرباح البنوك الروسية تتراجع 17% في الربع الأول

الاقتصاد شعار بنك «في تي بي» يظهر عبر نافذة في موسكو (أرشيفية - رويترز)

أرباح البنوك الروسية تتراجع 17% في الربع الأول

تراجعت صافي أرباح البنوك الروسية بنسبة 17 في المائة خلال الربع الأول من عام 2025، لتبلغ 744 مليار روبل (9.17 مليار دولار)، وفقاً لبيانات صادرة عن البنك المركزي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد احتفظ «غولدمان ساكس» بتاج تداول الأسهم (رويترز)

​أفضل أداء لها منذ أكثر من عقد... بنوك «وول ستريت» تجني 37 مليار دولار بسبب ترمب

حققت أكبر بنوك «وول ستريت» ما يقرب من 37 مليار دولار من إيرادات التداول بالربع الأول من العام - وهو أفضل أداء لها منذ أكثر من عقد

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي وزير التجارة التركي عمر بولاط خلال تفقده البوابات والمعابر الحدودية مع سوريا يناير الماضي (من حسابه في «إكس»)

تركيا لبحث ملفات النقل والاستثمار والطاقة في سوريا

يقوم وزير التجارة التركي عمر بولاط، بزيارة لسوريا، الأربعاء، على رأس وفد كبير من رجال الأعمال ورؤساء الغرف والاتحادات وممثلي شركات القطاعين العام والخاص.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد مقر «سيتي غروب» في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

«سيتي غروب» تتجاوز تقديرات «وول ستريت» في الربع الأول

تجاوزت أرباح «سيتي غروب» تقديرات «وول ستريت» في الربع الأول، حيث حقّق متداولوه أرباحاً غير متوقعة من تقلبات الأسواق التي حفّزت نشاط العملاء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد أحد فروع «بنك أوف أميركا» في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

تقلبات السوق ترفع أرباح «بنك أوف أميركا» في الربع الأول

ارتفعت أرباح «بنك أوف أميركا» خلال الربع الأول من عام 2025، مدفوعة بزيادة رسوم التداول نتيجة تقلبات السوق، مما دفع سهم البنك إلى الارتفاع بنسبة 1.9 في المائة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«المنطقة الأمنية» أكثر من 50 % من مساحة غزة

موقع قصف إسرائيلي على مبنى سكني في حي الشجاعية بمدينة غزة (أ.ف.ب)
موقع قصف إسرائيلي على مبنى سكني في حي الشجاعية بمدينة غزة (أ.ف.ب)
TT
20

«المنطقة الأمنية» أكثر من 50 % من مساحة غزة

موقع قصف إسرائيلي على مبنى سكني في حي الشجاعية بمدينة غزة (أ.ف.ب)
موقع قصف إسرائيلي على مبنى سكني في حي الشجاعية بمدينة غزة (أ.ف.ب)

مع سيطرتها على أجزاء كاملة من غزة، تعيد إسرائيل رسم خريطة القطاع الضيق المكتظ بالسكان والمدمر بفعل حرب تهدد بجعله غير قابل للحياة. ويقول الجيش الإسرائيلي، الذي يحارب حركة «حماس» منذ 18 شهراً، إنه حوّل 30 في المائة تقريباً من أراضي القطاع إلى «منطقة أمنية عملياتية»، أي منطقة عازلة يُمنع الفلسطينيون من دخولها.

غير أن حسابات أجرتها «وكالة الصحافة الفرنسية»، مستندة إلى خرائط نشرها الجيش الإسرائيلي، أظهرت أن مساحة المنطقة المعنية تصل إلى 187 كيلومتراً مربعاً، أي أكثر بقليل من نصف مساحة القطاع الكلية البالغة 365 كيلومتراً مربعاً.

وقالت أنييس لوفالوا، الأستاذة المحاضرة في مؤسسة «البحث الاستراتيجي»، إن «الاستراتيجية التي تعتمدها إسرائيل في قطاع غزة تقوم على جعل القطاع غير قابل للحياة».

وأنشأ الجيش الإسرائيلي منطقة عازلة واسعة تتماهى مع حدود قطاع غزة، بما يشمل الجنوب قرب الحدود مع مصر، كما فرض 3 ممرات عسكرية، هي فيلادلفيا وموراغ ونتساريم في عرض القطاع، ما يؤدي إلى تقسيمه عملياً إلى أجزاء.

تهجير قسري

غزّيون نازحون مع أمتعتهم أثناء عبورهم ممر نتساريم في وقت سابق (أ.ف.ب)
غزّيون نازحون مع أمتعتهم أثناء عبورهم ممر نتساريم في وقت سابق (أ.ف.ب)

وقالت رافينا شمدساني، الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إن «الجيش الإسرائيلي يلجأ بشكل متزايد إلى ما يسمى (أوامر إخلاء)، وهي في الواقع أوامر تهجير قسري». وأضافت: «أدّى ذلك إلى تهجير قسري لفلسطينيين في غزة إلى مناطق تتقلص مساحتها بشكل متزايد حيث الخدمات الحيوية قليلة أو معدومة».

والمساحة المتاحة للفلسطينيين باتت أصغر، فضلاً عن أنها حقل أنقاض. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، دمّر 80 في المائة من المنشآت المدنية في قطاع غزة، كلياً أو جزئياً. وقبل بدء الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، كان عدد سكان القطاع 2.4 مليون نسمة مع كثافة سكانية تعدّ من الأعلى في العالم.

وتضررت غالبية المستشفيات، أو أصبحت خارج الخدمة، فيما استحالت المدارس مراكز نزوح، ويضطر جزء كبير من السكان إلى الإقامة في خيم.

ويصعب في ظل هذه الظروف أن يكون القطاع جزءاً من دولة فلسطينية قابلة للحياة، في وقت تدعو فيه دول مثل فرنسا إلى الاعتراف بدولة فلسطينية.

ورأت لوفالوا أن إسرائيل قد لا تلجأ إلى توسيع سيطرتها، على أن «تُبقي بقية القطاع مهملاً عبر سماحها بدخول الحدّ الأدنى من المساعدات الإنسانية» فقط. وأضافت أنه «قد يكون ذلك سيناريو شبيهاً بما يحصل في الصومال، أي من دون سلطة قادرة على الخروج من حقل الدمار هذا».

في المنطقة العازلة التي يسيطر عليها، دمّر الجيش الإسرائيلي بشكل منهجي المباني المدنية، وفق ما أفاد جنود طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم في شهادات جمعتها المنظمة غير الحكومية الإسرائيلية المناهضة للاحتلال «كسر الصمت» ووسائل إعلام دولية.

وقال جندي إسرائيلي، وصفته محطة «سي إن إن» التلفزيونية الإخبارية الأميركية بأنه مبلّغ: «لقد دمرناها بشكل منهجي الواحد تلو الآخر».

«ريفييرا الشرق الأوسط»

جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في قطاع غزة مارس 2024 (رويترز)
جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في قطاع غزة مارس 2024 (رويترز)

وداخل حكومة نتنياهو، وهي من الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، لا يخفي البعض رغبتهم في «السيطرة» على قطاع غزة. ففي نوفمبر (تشرين الثاني)، تحدث وزير المال اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، عن إمكان «خفض عدد السكان الفلسطينيين بالنصف» من خلال «الهجرة الطوعية».

كما رحّبت الحكومة الإسرائيلية بفكرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب جعل غزة «ريفييرا الشرق الأوسط» بعد طرد سكانها. وتقول شخصيات إسرائيلية، تسعى من أجل عودة المستوطنات إلى قطاع غزة، التي أخليت في 2005، إن لديها مشاريع ملموسة جداً، وهم يقومون بانتظام بزيارات إلى حدود القطاع. لكن حتى الآن لم يلتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بشيء.

وفي غياب خريطة طريق واضحة لمرحلة ما بعد الحرب، يبقى عدم اليقين يلف مصير القطاع. ورأى مايكل ميلشتاين، الخبير في الشؤون الفلسطينية في مركز موشيه دايان بجامعة تل أبيب، أنه «لا توجد استراتيحية، أو أن الاستراتيجية الوحيدة هي في اعتماد رؤية ترمب التي تقوم على دفع الفلسطينيين إلى مغادرة غزة». وأضاف: «هذا أمر عبثي، وغالبية الناس في إٍسرائيل تعرف أن هذا وهم، ويبدو أن ترمب نفسه لم يعد مهتماً فعلاً بهذه الفكرة».