بينهم أميركي... «حماس» تسلّم الصليب الأحمر 3 رهائن في غزة

ضمن عملية التبادل الرابعة

الأسير الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية كيث شمونسل سيغال خلال عملية التسليم من حركة «حماس» لأفراد من الصليب الأحمر (رويترز)
الأسير الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية كيث شمونسل سيغال خلال عملية التسليم من حركة «حماس» لأفراد من الصليب الأحمر (رويترز)
TT
20

بينهم أميركي... «حماس» تسلّم الصليب الأحمر 3 رهائن في غزة

الأسير الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية كيث شمونسل سيغال خلال عملية التسليم من حركة «حماس» لأفراد من الصليب الأحمر (رويترز)
الأسير الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية كيث شمونسل سيغال خلال عملية التسليم من حركة «حماس» لأفراد من الصليب الأحمر (رويترز)

أفرجت حركة «حماس» اليوم (السبت) عن ثلاثة رهائن إسرائيليين في عملية التبادل الرابعة التي تجري في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين الحركة الفلسطينية وإسرائيل التي يفترض أن تطلق لاحقاً 183 معتقلاً فلسطينياً من سجونها.

وسلّمت «حماس» الرهينة الفرنسي - الإسرائيلي عوفر كالديرون، والإسرائيلي ياردين بيباس، والأميركي - الإسرائيلي كيث سيغال، في عمليتين منفصلتين.

وأظهر بث مباشر تسليم حركة «حماس» الإسرائيلي سيغال، آخر الرهائن الثلاثة الذين أفرجت عنهم الحركة اليوم، للصليب الأحمر في ميناء غزة، في أحدث مرحلة من الهدنة التي تهدف إلى إنهاء الحرب التي استمرت 15 شهراً في غزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم (السبت) في بيان تسلم الرهينة سيغال، في حين قالت «حماس» إن تسليم الرهائن سيكون مقابل 183 سجيناً ومعتقلاً فلسطينياً.

وفي وقت سابق صباح اليوم سلّمت حركة «حماس» رهينتين إسرائيليين إلى الصليب الأحمر؛ إذ أُطلق سراح الإسرائيلي ياردين بيباس، والفرنسي - الإسرائيلي عوفر كالديرون، في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، في احتفال سريع ومنظّم بحضور عدد قليل من المتفرّجين.

وتم نقل الرهينتين إلى الصليب الأحمر جنوب غزة بعد وقوفهما على منصة والتلويح بأيديهم.

ياردين بيباس على خشبة المسرح قبل تسليمه إلى فريق الصليب الأحمر (أ.ف.ب)
ياردين بيباس على خشبة المسرح قبل تسليمه إلى فريق الصليب الأحمر (أ.ف.ب)

ووصلت سيارات تابعة للصليب الأحمر إلى خان يونس بقطاع غزة قبل تسليم حركة «حماس» الرهائن، وقال أبو عبيدة المتحدث باسم «كتائب القسام» الجناح العسكري للحركة، عبر «تلغرام»، إن الرهائن هم: كيث شمونسل سيغال، وياردين بيباس، وعوفر كالديرون، وهو مواطن فرنسي يحمل أيضاً الجنسية الإسرائيلية.

عوفر كالديرون يسير مع مقاتلين من «حماس» خلال العملية الرابعة لإطلاق سراح الأسرى بين «حماس» وإسرائيل (رويترز)
عوفر كالديرون يسير مع مقاتلين من «حماس» خلال العملية الرابعة لإطلاق سراح الأسرى بين «حماس» وإسرائيل (رويترز)

وصول الرهائن لإسرائيل... ولا مشاهد فوضوية

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن الرهائن كالديرون وبيباس وسيغال وصلوا إلى إسرائيل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أن الصليب الأحمر سلّم أسيرين إلى قوة من الجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) تمهيداً لنقلهما إلى داخل إسرائيل، حيث سيخضعان لفحص طبي أولي.

مقاتلون من «حماس» يرافقون الرهينة الإسرائيلي ياردين بيباس قبل تسليمه لفريق الصليب الأحمر في خان يونس (أ.ف.ب)
مقاتلون من «حماس» يرافقون الرهينة الإسرائيلي ياردين بيباس قبل تسليمه لفريق الصليب الأحمر في خان يونس (أ.ف.ب)

ولم تشهد عملية التسليم اليوم أياً من المشاهد الفوضوية التي طغت على عملية التسليم السابقة يوم الخميس، عندما واجه حراس «حماس» صعوبات في حماية الرهائن من حشود تجمعت حولهم في غزة، وفق ما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

ورغم ذلك، كانت عملية التسليم مناسبة أخرى لعناصر من حركة «حماس» لاستعراض القوة؛ إذ انتشروا مرتدين زيهم العسكري في موقعَي تسليم الرهائن، في إشارة إلى استعادة سيطرتهم على غزة رغم الخسائر الفادحة التي مُنيت بها الحركة خلال الحرب.

من هم الرهائن المفرج عنهم اليوم؟

وشملت العملية الأولى التي جرت في وقت مبكر من صباح اليوم (السبت)، الفرنسي - الإسرائيلي عوفر كالديرون، والإسرائيلي ياردين بيباس، والأميركي - الإسرائيلي كيث سيغال، في عمليتين منفصلتين.

الرهينة الإسرائيلي ياردين بيباس خلال لقاء أهله بعد الإفراج عنه اليوم من قبل «حماس» (وزارة الدفاع الإسرائيلية - رويترز)
الرهينة الإسرائيلي ياردين بيباس خلال لقاء أهله بعد الإفراج عنه اليوم من قبل «حماس» (وزارة الدفاع الإسرائيلية - رويترز)

وضمت قائمة المفرج عنهم اليوم (السبت) في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، الرهينة ياردين بيباس الذي سلط الضوء مجدداً على مصير زوجته شيري وابنيهما الصغيرين الذين تم خطفهم من كيبوتس نير عوز؛ إذ أظهر مقطع فيديو لعملية اختطافهم على أيدي رجال مسلحين، شيري وهي تلف طفليها أربيل وكفير في بطانية، وكان كفير هو الأصغر بين نحو 250 شخصاً تم خطفهم في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وأثارت محنته شعوراً بالعجز والغضب في إسرائيل، حيث أصبحت عائلة بيباس اسماً مألوفاً. وقالت «حماس» إن شيري وابنيها قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية في الأشهر الأولى من حرب غزة.

ناشطون يحتجون أسبوعياً من أجل إطلاق سراح الرهائن في غزة يحتفلون بإطلاق سراح الرهينة الفرنسي-الإسرائيلي عوفر كالديرون في تل أبيب (رويترز)
ناشطون يحتجون أسبوعياً من أجل إطلاق سراح الرهائن في غزة يحتفلون بإطلاق سراح الرهينة الفرنسي-الإسرائيلي عوفر كالديرون في تل أبيب (رويترز)

أما الرهينة الثاني الذي تم الإفراج عنه اليوم فهو عوفر كالديرون الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية، وقالت عائلة كالديرون إنها تنتظر «بسعادة غامرة ممزوجة بألم شديد» إطلاق سراحه.

وكان كالديرون (54 عاماً) الذي احتُجز مع ابنه إيريز (12 عاماً) وابنته سحر (16 عاماً) اللذين أُطلق سراحهما خلال الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2023، يرتدي ملابس رياضية عسكرية خضراء عندما صعد إلى المنصة التي رُفعت عليها صور لقادة من «حماس» قُتلوا في الحرب مع إسرائيل، وفق ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي السياق، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان: «عوفر كالديرون حر! نشارك أحبّاءه الارتياح الكبير والفرحة الغامرة بعد الجحيم الذي لا يمكن تصوره على مدى 483 يوماً».

أفراد من الجيش يراقبون الرهينة الإسرائيلي عوفر كالديرون (غير مصور) وهو يصل على متن مروحية عسكرية إلى المركز الطبي شيبا في رامات جان بإسرائيل (إ.ب.أ)
أفراد من الجيش يراقبون الرهينة الإسرائيلي عوفر كالديرون (غير مصور) وهو يصل على متن مروحية عسكرية إلى المركز الطبي شيبا في رامات جان بإسرائيل (إ.ب.أ)

والرهينة الثالث هو الإسرائيلي - الأميركي كيث سيغال الذي اختُطف مع زوجته أفيفا، في مقطع فيديو نشرته «حماس» العام الماضي. وسلّمت حركة «حماس» سيغال إلى الصليب الأحمر بعد مروره على منصّة أُقيمت لهذا الغرض في ميناء الصيادين في غزة في شمال القطاع.

وأطلقت «حماس» الخميس سراح ثلاثة رهائن إسرائيليين وخمسة تايلانديين في غزة، في حين أفرجت إسرائيل عن 110 من المعتقلين الفلسطينيين بعد تأخيرها للعملية تعبيراً عن الغضب إزاء مشاهد الحشود الغفيرة في إحدى نقاط تسليم الرهائن.

18 أسيراً محكوماً بمؤبد

وتقول السلطات الفلسطينية إن إسرائيل وافقت على إطلاق سراح العشرات من السجناء، في الجولة الرابعة من عمليات التبادل. وقالت «حماس» إن تسليم الرهائن سيكون مقابل 183 سجيناً ومعتقلاً فلسطينياً.

وأعلن مكتب إعلام الأسرى وهيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير في فلسطين، عن القائمة الرابعة من أسماء الأسرى. وقال مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين في بيان، إنه «في إطار تنفيذ الدفعة الرابعة من صفقة (طوفان الأحرار)، وبعد تسليم المقاومة الفلسطينية أسماء الأسرى، سيتم يوم السبت الإفراج عن: 18 أسيراً من ذوي المؤبدات. 54 أسيراً من ذوي الأحكام العالية والمؤبدات. 111 أسيراً من أبناء قطاع غزة الذين تم اعتقالهم بعد 7 أكتوبر».

جولة منتظرة من المفاوضات

وبموجب اتفاق غزة الذي أنهى قتالاً استمر أكثر من 15 شهراً، سيتم إطلاق سراح 33 رهينة محتجزين لدى مسلحين فلسطينيين في غزة خلال الأسابيع الستة الأولى من وقف إطلاق النار، في مقابل المئات من المعتقلين الفلسطينيين الذين يقضي كثير منهم أحكاماً بالسجن المؤبد في إسرائيل.

وجرى حتى الآن إطلاق سراح 15 رهينة، بينهم خمسة عمال تايلانديين. وأبلغت «حماس» إسرائيل بأن ثمانية من بين الرهائن الثلاثة والثلاثين لقوا حتفهم. وسلّمت إسرائيل أكثر من 400 سجين ومعتقل فلسطيني. ومن المنتظر أن تبدأ المفاوضات بحلول يوم الثلاثاء بشأن التفاهمات الخاصة بإطلاق سراح الرهائن المتبقين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة في المرحلة الثانية من الاتفاق. ومن المقرر خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار إطلاق سراح 33 رهينة من الأطفال والنساء وكبار السن، بالإضافة إلى مرضى وجرحى. وتشمل مفاوضات المرحلة الثانية الإفراج عما يزيد على 60 رجلاً في سن الخدمة العسكرية. وظلت المرحلة الأولى الممتدة لستة أسابيع من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مع وسطاء مصريين وقطريين وبدعم من الولايات المتحدة، على المسار الصحيح حتى الآن على الرغم من عدة وقائع دفعت كل جانب إلى اتهام الآخر بانتهاك الاتفاق.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تحشد جيشها لـ«حرب لم تنته»

المشرق العربي سكان مخيم «نور شمس» في الضفة الغربية يُخلون منازلهم فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته بالمنطقة أمس (أ.ب)

إسرائيل تحشد جيشها لـ«حرب لم تنته»

حشدت إسرائيل جيشها لحرب رأت أنها «لم تنته» ضد حركة «حماس». وخلال مراسم تنصيبه، أمس، قال رئيس الأركان الجديد للجيش، إيال زامير، إن «حماس تلقت بالفعل ضربة قاسية.

نظير مجلي (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (د.ب.أ)

ترمب يوجه «التحذير الأخير» لحماس: أطلقوا الرهائن وإلا سيكون هناك «جحيم»

طالب الرئيس الأميركي دونالد ترمب مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة على الفور.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من «حماس» يحمون منطقة تسليم رهائن إسرائيليين لفريق الصليب الأحمر بخان يونس في جنوب قطاع غزة الشهر الماضي (أ.ف.ب)

دول أوروبية بالأمم المتحدة ترفض «أي دور» لـ«حماس» في غزة مستقبلاً

شدّدت دول أوروبية عدة في أعقاب اجتماع لمجلس الأمن الدولي الأربعاء، على أنّ حركة «حماس» يجب ألا تؤدي «أي دور» في قطاع غزة مستقبلاً، بموجب الخطة التي قدّمها…

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شؤون إقليمية رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد إيال زامير

زامير رئيساً لأركان الجيش الإسرائيلي بعد استقالة هاليفي

انتقلت رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي إلى إيال زامير بعد استقالة سلفه هيرتسي هاليفي على خلفية هجوم 7 أكتوبر 2023.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية فلسطينيون يتسوقون في إحدى الأسواق بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة (إ.ب.أ) play-circle

إسرائيل رداً على بيان أوروبي مشترك: لن نسمح بدخول مساعدات إنسانية إلى غزة

قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم (الأربعاء)، رداً على بيان أوروبي مشترك، إن إسرائيل لن تسمح بدخول مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

إسرائيل تحشد جيشها لـ«حرب لم تنته»

سكان مخيم «نور شمس» في الضفة الغربية يُخلون منازلهم فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته بالمنطقة أمس (أ.ب)
سكان مخيم «نور شمس» في الضفة الغربية يُخلون منازلهم فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته بالمنطقة أمس (أ.ب)
TT
20

إسرائيل تحشد جيشها لـ«حرب لم تنته»

سكان مخيم «نور شمس» في الضفة الغربية يُخلون منازلهم فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته بالمنطقة أمس (أ.ب)
سكان مخيم «نور شمس» في الضفة الغربية يُخلون منازلهم فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته بالمنطقة أمس (أ.ب)

حشدت إسرائيل جيشها لحرب رأت أنها «لم تنته» ضد حركة «حماس». وخلال مراسم تنصيبه، أمس، قال رئيس الأركان الجديد للجيش، إيال زامير، إن «حماس تلقت بالفعل ضربة قاسية لكنها لم تُهزَم»، مضيفاً أن «المهمة لم تنتهِ بعد». بدوره خاطب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القائد العسكري الجديد خلال الفعالية بالقول: «مسؤولية كبيرة جداً تقع على عاتقكم... نتائج الحرب سيكون لها تأثير على مدى أجيال، ونحن مصممون على تحقيق النصر».

وبعد يوم من اعتمادها عربياً، رفضت الولايات المتحدة وإسرائيل خطة إعادة إعمار قطاع غزة التي أقرت في قمة القاهرة.

وبينما جاء الرفض الإسرائيلي قاطعاً، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، براين هيوز، إن الخطة العربية لإعمار القطاع «تتجاهل واقعاً مدمراً، ولا تعالج حقيقة مفادها أن غزة غير صالحة للسكن حالياً».

وبعدما أكد أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب متمسك برؤيته لإعادة بناء «غزة خالية من (حماس)»، عاد وقال إنه يتطلع إلى مزيد من المحادثات «لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة».

في غضون ذلك، أفاد مصدران مطلعان على المناقشات لموقع «أكسيوس»، بأن إدارة ترمب تجري محادثات مباشرة مع «حماس» بشأن إطلاق سراح الرهائن الأميركيين المحتجزين في غزة وإمكانية التوصل إلى اتفاق أوسع لإنهاء الحرب.