مُسيّرة لـ«حزب الله» تجتاز الحدود اللبنانية للمرّة الأولى منذ وقف النار

تصعيد غير مسبوق... وتوثيق 7 أسرى للحزب خلال الحرب مع إسرائيل

دبابة إسرائيلية في بلدة عيترون بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
دبابة إسرائيلية في بلدة عيترون بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT
20

مُسيّرة لـ«حزب الله» تجتاز الحدود اللبنانية للمرّة الأولى منذ وقف النار

دبابة إسرائيلية في بلدة عيترون بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
دبابة إسرائيلية في بلدة عيترون بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

في تطور أمني غير مسبوق، منذ وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل على طرفي حدود جنوب لبنان، أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، اعتراض مُسيّرة لجمع المعلومات أطلقها «حزب الله» من جنوب لبنان، وذلك على وقْع تفجيرات ونسف منازل قام بها الجيش الإسرائيلي في 11 بلدة وقرية لا يزال يحتلها ويرفض عودة السكان إليها.

وعلى الرغم من تكتّم «حزب الله»، وعدم تبنِّيه عملية إطلاق المسيّرة، أكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الجسم الجوي يعود للحزب، إذ قال: «اعترض سلاح الجو مُسيّرة جمع معلومات لـ(حزب الله) جرى إطلاقها نحو الأراضي الإسرائيلية، حيث لم يجرِ تفعيل إنذارات، وفق السياسة المتبَعة».

وفي حين كرّر أدرعي تهديداته للبنان بالإشارة إلى «التحرك لإزالة كل تهديد على دولة إسرائيل ومواطنيها»، واصل الجيش الإسرائيلي عملياته في تفجير وتجريف القرى التي لم يخرج منها.

وأفادت مصادر ميدانية، لـ«الشرق الأوسط»، بأن «القوات الإسرائيلة واصلت أعمال التجريف في حي المفيلحة بميس الجبل، وذلك مقابل نقطة تمركز مستحدَثة للجيش اللبناني». وفي سياق متصل، استهدفت مدفعية الاحتلال منطقة شعب القلب، في أطراف بلدة شبعا، بقذيفتين.

وقامت القوات الإسرائيلية بتدمير عدد من المحالّ التجارية والسيارات في بلدة برج الملوك، كما قامت بإحراق مزرعة لتربية الدواجن وتجميع البيض في منطقة تل النحاس، وأضرمت النيران في قصرٍ بأطراف بلدة طلوسة.

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، الثلاثاء، قد دعا الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، الذي يرأس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار إلى الضغط على إسرائيل لتطبيق الاتفاق وفقاً للقانون الدولي.

أطفال يسيرون في عرب العرامشة قرب آليات اسرائيلية بعد وقف اطلاق النار بين لبنان وإسرائيل (أ.ف.ب)
أطفال يسيرون في عرب العرامشة قرب آليات اسرائيلية بعد وقف اطلاق النار بين لبنان وإسرائيل (أ.ف.ب)

* محاولات دخول متكررة

ويواصل أهالي الجنوب اللبناني، لليوم الخامس على التوالي، محاولة دخول قراهم وبلداتهم التي لا يزال يحتلها الجيش الإسرائيلي، بعد انتهاء المهلة المحددة بـ60 يوماً للانسحاب، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، في حين تُواصل قوات العدو وجودها في بعض المناطق الحدودية بجنوب لبنان، في خرق صريح للاتفاق.

* قتلى وأسرى

إلى ذلك، تحدثت معلومات في وسائل إعلام محلية عن توثيق 7 أسرى لـ«حزب الله»، احتجزهم الجيش الإسرائيلي في معارك جنوب لبنان خلال الحرب، أحدهم جرى اقتياده من البترون في شمال لبنان، ضمن عملية كوماندوس بحرية، و6 آخرين في قريتين حدوديتين.

أما عن توثيق عدد القتلى منذ يوم الأحد الماضي، فقد ذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن القوات الإسرائيلية قتلت 24 شخصاً على الأقل، وأصابت 141 في جنوب لبنان، يومي الأحد والاثنين، في الوقت الذي كان آلاف الأشخاص فيه يحاولون العودة إلى منازلهم هناك، في تحدٍّ لأوامر الجيش الإسرائيلي.

ويواصل الجيش اللبناني الانتشار في منطقة جنوب الليطاني، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية، للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار. كما يتابع مواكبة المواطنين في البلدات الحدودية، كما يواصل العمل على تطبيق القرار 1701 وتنفيذ الإجراءات الميدانية الضرورية في عدة مواقع بمنطقة جنوب الليطاني. وقال، في بيان، الأربعاء، إن عملية الانتشار «تأتي وسط تمادي العدو الإسرائيلي في اعتداءاته، بما في ذلك إطلاق النار على الجيش والمواطنين أثناء الانتشار، إلى جانب الغارتين الأخيرتين على منطقة النبطية».


مقالات ذات صلة

إسرائيل تسعى لفرض «حرية حركة» في لبنان بالأمر الواقع

المشرق العربي آلية لقوات «اليونيفيل» تعبر وسط الركام الناتج عن التفجيرات الإسرائيلية في بلدة يارون بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

إسرائيل تسعى لفرض «حرية حركة» في لبنان بالأمر الواقع

لم ينهِ الانسحاب الإسرائيلي من القرى والبلدات الحدودية بجنوب لبنان الخروقات الإسرائيلية.

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي فتاة لبنانية تسير أمس بين الدمار الذي خلفته الهجمات الإسرائيلية في بلدة العديسة جنوب لبنان (أ.ب)

لبنان يستعيد قراه الحدودية «محروقة»

استعاد لبنان القرى والبلدات الحدودية من الجيش الإسرائيلي، أرضاً محروقة، حيث أمعن في تدمير المنازل والمنشآت، ودمر مراكز الجيش اللبناني، مما ألزم الجنود.

ثائر عباس (بيروت)
المشرق العربي دبابة تقف على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان بعد انسحابها (رويترز)

واشنطن تأخذ من لبنان ولا تعطيه جرعة لخروجه من أزماته

يشكل احتفاظ إسرائيل بـ5 مواقع داخل الأراضي اللبنانية إحراجاً للولايات المتحدة الأميركية ونكسة لحكومة الرئيس نواف سلام وهي تستعد لنيل الثقة من البرلمان.

محمد شقير (بيروت)
خاص لبنانيات يفترشن الأرض على ركام منازلهن المدمرة في ميس الجبل بجنوب لبنان (الشرق الأوسط) play-circle 01:55

خاص «الشرق الأوسط» ترصد عودة «الأرض المحروقة» إلى لبنان

استعاد لبنان القرى الحدودية المحتلة، وبات الجيش اللبناني لأول مرة من اندلاع الحرب الإسرائيلية نهاية العام الماضي على خط الحدود الدولية.

ثائر عباس (بيروت)
المشرق العربي عناصر من الجيش اللبناني ينتشرون بالقرب من طريق مسدود يؤدي إلى كفركلا بجنوب لبنان (إ.ب.أ) play-circle

الجيش اللبناني يستكمل الانتشار في البلدات الحدودية ويتهم إسرائيل بالتنصل من التزاماتها

أكد الجيش اللبناني الأربعاء أن الوحدات العسكرية تستكمل الانتشار في البلدات الحدودية بجنوب البلاد بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي

«الشرق الأوسط» (بيروت)

عباس: نطالب بضرورة التحرك الجاد لتنفيذ حل الدولتين وإنهاء الاحتلال

الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال ترؤسه اجتماعاً للّجنة المركزية لحركة «فتح» في رام الله 19 فبراير 2025 (أ.ف.ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال ترؤسه اجتماعاً للّجنة المركزية لحركة «فتح» في رام الله 19 فبراير 2025 (أ.ف.ب)
TT
20

عباس: نطالب بضرورة التحرك الجاد لتنفيذ حل الدولتين وإنهاء الاحتلال

الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال ترؤسه اجتماعاً للّجنة المركزية لحركة «فتح» في رام الله 19 فبراير 2025 (أ.ف.ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال ترؤسه اجتماعاً للّجنة المركزية لحركة «فتح» في رام الله 19 فبراير 2025 (أ.ف.ب)

أعلنت الرئاسة الفلسطينية، الخميس، أن الرئيس محمود عباس سوف يقدم الرؤية الفلسطينية لمواجهة التحديات التي تتعرض لها قضية فلسطين، خلال اجتماع القمة العربية الطارئة في القاهرة، المقرر في الرابع من مارس (آذار) المقبل، مضيفة أنه دعا إلى «الاحتكام لصندوق الاقتراع»، بعد عام من الآن لاختيار من يمثل الشعب.

وأضافت الرئاسة، في بيان، أن الخطة تشتمل على عناصر من شأنها الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، «وضمان صموده وثباته على أرضه، ومنع محاولات التهجير، وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال في غزة والضفة، وصولاً إلى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتجسيد الدولة الفلسطينية على خطوط عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية».

وتتضمن الرؤية الفلسطينية «تمكين دولة فلسطين وحكومتها الشرعية من تولي مهامها ومسؤولياتها في قطاع غزة كما هو في الضفة الغربية، انطلاقاً من وحدة الأرض الفلسطينية»، وإعداد خطة لإعادة الإعمار مع بقاء سكان قطاع غزة داخله بالتعاون مع مصر والمنظمات الدولية. وتشمل أيضاً العمل على تحقيق هدنة طويلة المدى في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، مقابل وقف الأعمال الإسرائيلية أحادية الجانب».

وأكد الرئيس الفلسطيني أن تجسيد الدولة الفلسطينية ذات السيادة إلى جانب إسرائيل هو «الضمانة الوحيدة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة».

الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال قمة «البريكس» بقازان في روسيا 23 أكتوبر 2024 (د.ب.أ)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال قمة «البريكس» بقازان في روسيا 23 أكتوبر 2024 (د.ب.أ)

وعلى الصعيد الداخلي الفلسطيني، شدد عباس على أهمية تحقيق الوحدة الوطنية «على قاعدة الالتزام بمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وبرنامجها السياسي، والتزاماتها الدولية».

وقال الرئيس الفلسطيني: «الخيار الديمقراطي والاحتكام لصندوق الاقتراع، هما الطريق الوحيد لاحترام إرادة الشعب لاختيار من يمثله»، وذلك من خلال انتخابات عامة، رئاسية وتشريعية، في كل الأرض الفلسطينية، في غزة والضفة والقدس الشرقية، «وذلك بعد عام من الآن إذا توفرت الظروف الملائمة لذلك».

وفي وقت لاحق، طالب الرئيس الفلسطيني بضرورة التحرك الجاد لتنفيذ حل الدولتين وإنهاء الاحتلال على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وأضاف في كلمة أمام المجلس الثوري لحركة «فتح»، مساء الخميس: «نعمل في هذا الصدد في المحافل والمحاكم الدولية كافة، ومع التحالف العالمي واللجنة العربية الإسلامية من أجل حشد الدعم الدولي لتنفيذ حل الدولتين، والحفاظ على حقوق شعبنا المشروعة، والاعتراف الدولي بدولة فلسطين، والحصول على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، وعقد المؤتمر الدولي للسلام بمدينة نيويورك في شهر يونيو (حزيران) برئاسة مشتركة للسعودية وفرنسا».

ودعا عباس إلى دعم برنامج الإصلاح الذي تعمل عليه الحكومة الفلسطينية بوصفه «ضرورة ومصلحة وطنية»، لضمان تحسين أداء مؤسساتها الوطنية وتعزيز الثقة بها.