سلام ينهي الاستشارات النيابية... ويدفع باتجاه «التفاهم» لتشكيل حكومة لبنانية جديدة

الرئيس المكلف نواف سلام (أ.ف.ب)
الرئيس المكلف نواف سلام (أ.ف.ب)
TT

سلام ينهي الاستشارات النيابية... ويدفع باتجاه «التفاهم» لتشكيل حكومة لبنانية جديدة

الرئيس المكلف نواف سلام (أ.ف.ب)
الرئيس المكلف نواف سلام (أ.ف.ب)

أبلغ الرئيس المُكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية، نواف سلام زواره، النواب في اليوم الثاني والأخير من الاستشارات النيابية غير الملزمة بأن «لا حل إلا التفاهم» لتأليف حكومة.

وأنهى الرئيس المُكلف الاستشارات النيابية غير الملزمة، الأربعاء، بلقائه نواب المستقلين، ومن كتلة «قوى التغيير»، في مقر المجلس النيابي؛ إذ أكّد النواب «الثقة» بالرئيس المكلف، وضرورة الإسراع بالتأليف.

جهاد الصمد

بعد لقائه سلام، قال النائب جهاد الصمد: «أنا مع حكومة (إكسترا برلمانية) من 14 وزيراً، مهمتها الانسحاب الإسرائيلي من أراضي الجنوب كافة، وإعادة الإعمار وعودة النازحين إلى بلداتهم». ونقل الصمد عن رئيس الحكومة المكلف، قوله: «أمام الخلاف القائم هناك حلّان فقط، إمّا التفاهم وإما التفاهم».

الضاهر وسكاف

إلى ذلك، دعا النائب ميشال ضاهر بعد اللقاء، إلى «خطة تُعيد الودائع إلى أصحابها»، مطالباً بـ«حكومة كفاءات وطنية، مع فصل النيابة عن الوزارة». أما النائب غسان سكاف، فأشار بعد لقائه سلام إلى أنه تمنّى على الرئيس المكلف أن يأتي البيان الوزاري نسخة تنفيذية عن خطاب القسم، مؤكداً أن سلام «بثقافته وحكمته قادر على تبديد هواجس كل الأفرقاء، خصوصاً موالي الأمس ومعارضي اليوم، ليضعوا أيديهم في أيدينا، للعبور بالبلد نحو بر الأمان».

جميل السيد

وقال النائب جميل السيد، عقب اللقاء: «في المجلس النيابي يكون التوازن والثقة مطلوبين، والحصص مرفوضة». ولفت إلى أنه طلب من سلام «ألا يكون الأمن والقضاء تحت سيطرة أي فريق».

كبارة

واستقبل سلام النائب عبد الكريم كبارة، الذي تمنّى أن يكون في الحكومة وجوه شبابية، مؤكداً «ضرورة تمثيل طرابلس وتخصيصها بعدد من المشروعات الإنمائية». وقالت النائبة بولا يعقوبيان بعد لقاء سلام: «طلبنا أن نتمكن من بناء دولة. وضغط الناس ضروري جدّاً على (الثنائي الشيعي). فنحن في فرحة، ويجب التفكير بإعمار الجنوب لا الحصص».

إبراهيم منيمنة

وحدّد النائب إبراهيم منيمنة بعد لقائه سلام، الأولوية بـ«تسليم الحقائب الوزارية الأساسية إلى أصحاب كفاءات، وأن يراعى الشق التمثيلي في الوزارات الأخرى»، وقال: «لنا كل الثقة بالرئيس المكلف».

ملحم خلف

وبعد لقاء سلام، قال النائب ملحم خلف: «من المفيد تسمية هذه الحكومة بحكومة (ترميم الشرعية الوطنية)، ولا يمكن أن نعود إلى زمن تعطيل المؤسسات والسلطات».

ثم التقى سلام النائب إلياس جرادي، الذي عدّ بعد اللقاء، أنه «من المستحسن مشاركة جميع اللبنانيين في الحكومة، والأهم هو ممارسة الحكم بالشفافية، وفصل السلطات التي تعطي الثقة للبنانيين».

وكان سلام قد بدأ صباح الأربعاء الاستشارات النيابية غير الملزمة، والتقى نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، بعد تغيّب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن موعده، الذي كان مقرراً في بداية الاستشارات، ثم التقى الكتل النيابية باستثناء كتلة «التنمية والتحرير» وكتلة «الوفاء للمقاومة» اللتين لم تشاركا في الاستشارات.

يُذكر أنه بعد تشكيل الحكومة يصدر رئيس الجمهورية بالاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء مرسوم تشكيل الحكومة.


مقالات ذات صلة

المشرق العربي لبنان يلجأ إلى مجلس الأمن بعد انسحاب إسرائيلي «ناقص» من أراضيه play-circle 01:01

لبنان يلجأ إلى مجلس الأمن بعد انسحاب إسرائيلي «ناقص» من أراضيه

عدَّ لبنان استمرار الوجود الإسرائيلي في أي شبر من الأراضي اللبنانية احتلالاً.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي لبنانيون يسيرون على طول طريق على الجانب اللبناني من الحدود مع إسرائيل وسط الدمار في قرية ميس الجبل بجنوب لبنان في 18 فبراير 2025 (إ.ب.أ)

بالصور: «دمار شامل» في قرى حدودية بجنوب لبنان بعد انسحاب إسرائيل

يعود أهالي جنوب لبنان إلى قراهم بعد انسحاب إسرائيل ليجدوا أمامهم دماراً شاملاً... بيوت ومعالم لم تعد موجودة بعد الحرب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مركبة عسكرية إسرائيلية على الحدود الإسرائيلية اللبنانية (أ.ف.ب) play-circle

الجيش اللبناني ينتشر في قرى جنوب لبنان بعد الانسحاب الإسرائيلي

قال مسؤول طالباً عدم كشف هويته: إن «القوات الإسرائيلية بدأت بالانسحاب من قرى حدودية بما في ذلك ميس الجبل وبليدا مع تقدّم الجيش اللبناني».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس الجمهورية جوزيف عون متوسطاً سفراء «اللجنة الخماسية» خلال استقبالهم في قصر بعبدا (رئاسة الجمهورية)

«الخماسية» تؤكد التزامها دعم لبنان والعمل على تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي وإعادة الإعمار

أكد سفراء «اللجنة الخماسية» الالتزام بدعم لبنان والعمل على دفع إسرائيل إلى الانسحاب في الموعد المحدّد يوم 18 فبراير (شباط) الحالي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

واشنطن تأخذ من لبنان ولا تعطيه جرعة لخروجه من أزماته

دبابة تقف على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان بعد انسحابها (رويترز)
دبابة تقف على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان بعد انسحابها (رويترز)
TT

واشنطن تأخذ من لبنان ولا تعطيه جرعة لخروجه من أزماته

دبابة تقف على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان بعد انسحابها (رويترز)
دبابة تقف على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان بعد انسحابها (رويترز)

يشكل احتفاظ إسرائيل بـ5 مواقع داخل الأراضي اللبنانية إحراجاً للولايات المتحدة الأميركية، بخلاف تعهدها بانسحاب إسرائيل الشامل من الجنوب التزاماً منها بتطبيق الاتفاق الذي وضعته بالشراكة مع فرنسا لتثبيت وقف إطلاق النار تمهيداً للشروع في تنفيذ القرار 1701، ويشكل نكسة لحكومة الرئيس نواف سلام وهي تستعد للمثول أمام البرلمان طلباً لنيل ثقته، وهذا ما قاله رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، لرئيس لجنة المراقبة لتطبيقه، الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، عندما التقاه عشية انتهاء مهلة التمديد الثاني للهدنة.

ومع أن فرنسا تدعو للانسحاب الإسرائيلي الشامل من الجنوب وتتمايز في موقفها عن الولايات المتحدة، فإن الأخيرة ما زالت تلوذ بالصمت ولا تحرك ساكناً لإلزام إسرائيل بالانسحاب الشامل من الجنوب، وتكتفي بالدعوة لإنهاء الأعمال العدائية، من دون أن تأتي على ذكر أن احتفاظ إسرائيل بهذه المواقع يشكل خرقاً «للخط الأزرق»، ولم يكن أمام رؤساء؛ الجمهورية جوزيف عون، والمجلس النيابي نبيه بري، والحكومة نواف سلام في اجتماعهم في بعبدا، سوى التأكيد على أن احتفاظ إسرائيل بهذه المواقع ما هو إلا احتلال لجزء من الأراضي اللبنانية.

فتاة تسير وسط الدمار في بلدة العديسة الحدودية بجنوب لبنان (أ.ب)

بطاقة حمراء أميركية؟

وعلى الرغم من أن الرؤساء الثلاثة أجمعوا على اعتماد الحل الدبلوماسي بالتوجه إلى مجلس الأمن الدولي لمطالبته بالضغط على إسرائيل لإلزامها الانسحاب من هذه المواقع امتثالاً للقرار 1701، فإن الحكومة لن تدعوه للانعقاد، في حال حسمت أمرها وقررت تقديم شكوى ضد إسرائيل، ما لم تضمن تأييد الولايات المتحدة بعدم رفعها «البطاقة الحمراء» لمنعه من التصويت بالإجماع تأييداً للشكوى اللبنانية، وبالتالي فإن تقديم الشكوى يبقى عالقاً على إعطاء فرصة للضغوط الدولية، بغطاء أميركي، تدفع باتجاه استكمال انسحابها من جنوب لبنان.

وفي هذا السياق يسأل مرجع سياسي، فضّل عدم ذكر اسمه، الولايات المتحدة عن الأسباب التي تملي عليها الانصياع على بياض لصالح إسرائيل بدلاً من الضغط عليها للانسحاب من هذه المواقع. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: أين هي من التزامها بتطبيق وقف إطلاق النار وتأييدها للبنان، وهو يدخل في مرحلة سياسية جديدة آخذاً بالتحولات التي شهدتها المنطقة وأرخت بظلالها على لبنان، لإخراجه من التأزم؟

كما يسأل المرجع السياسي كيف تدّعي الولايات المتحدة تأييدها للعهد الجديد بانتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، وهي تأخذ منه بدلاً من أن تعطيه بتزويده جرعة دعم تتيح له الانتقال بلبنان من التأزم إلى التعافي، وتعبّد الطريق أمام الحكومة العتيدة لبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها على قاعدة احتكارها وحدها للسلاح، كما تعهد عون في خطاب القسم والتزم بتطبيق القرار1701 بكل مندرجاته، مع أن تطبيقه لا يقتصر على لبنان بل يشمل إسرائيل المدعوة للانسحاب من أراضيه؟

آليات لـ«اليونيفيل» تعبر في منطقة العديسة الحدودية مع إسرائيل بجنوب لبنان (أ.ب)

ذرائع لـ«حزب الله»

ويؤكد أن احتفاظ إسرائيل بهذه المواقع يعطي الذرائع لـ«حزب الله» بدعوته لمقاومة الاحتلال، مع أن لا خيار له إلا بوقوفه خلف الدولة في تحركها الدبلوماسي الذي يلقى أوسع تأييد عربي ودولي للضغط على إسرائيل وإلزامها بالانسحاب، وهذا ما ركز عليه أمينه العام الشيخ نعيم قاسم في خطابه الأخير بتحميل الدولة مسؤولية تحرير ما تبقى من الأراضي المحتلة، ما يعني أن الحزب يتهيب الموقف ولن ينجر، كما في السابق، إلى مواجهة لم تكن متوازنة في سوء تقديره لرد إسرائيل على إسناده لغزة التي ترتب عليها أكلاف بشرية ومادية لم تكن في حسبانه.

ويلفت إلى أن الحزب لن يفتح على حسابه بدعوته منفرداً التصدي للاحتلال الإسرائيلي، وإن كان يحاول أن يحتفظ، وحتى إشعار آخر، بما تبقى لديه من سلاح خارج جنوب الليطاني بذريعة أنه من غير الجائز بأن تطالبه بنزعه بالكامل، بينما الاحتلال لا يزال جاثماً فوق أراضٍ لبنانية.

وفي المقابل، فإن مصادر دبلوماسية غربية تقلل من تذرع إسرائيل بعدم الانسحاب لطمأنة سكان المستوطنات الواقعة قبالة الحدود اللبنانية بأن عودتهم سالمة، وأن ما أصابهم في الماضي وأجبرهم على هجرتها لن يتكرر. وتقول لـ«الشرق الأوسط»، إنها ليست في حاجة أمنية إلى هذه المواقع ما دامت قادرة أن تسيطر أمنياً على الجنوب بما تملكه من إمكانات متطورة، وبالتالي فهي تربط الاحتفاظ بها إلى أن تتأكد بأن جنوب الليطاني أصبح منطقة منزوعة من سلاح «حزب الله»، وتخضع بالكامل لسيطرة الجيش اللبناني بمؤازرة قوات الطوارئ الدولية المؤقتة (يونيفيل).

اعتبارات سياسية

وتؤكد المصادر الدبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» أن احتفاظ إسرائيل بهذه المواقع يعود لاعتبارات سياسية بامتياز، وتهدف إلى أمرين: الأول يتعلق بالتخلص مما تبقى من البنية العسكرية للحزب في جنوب الليطاني، والثاني الدخول في مقايضة تقوم على نزع سلاح الحزب بالكامل في مقابل انسحابها من المواقع التي تحتلها.

وتعترف بأن قدرات الحزب العسكرية لم تعد كما كانت عندما قرر إسناده لغزة، وأن دخوله في حربه مع إسرائيل أدى إلى خفضها بنسبة كبيرة، خصوصاً أن الجيش الإسرائيلي، كما تقول تل أبيب، تمكن من تدمير ما لديه من مخزون صاروخي وسلاح ثقيل اختزنه في أنفاق تقع على تقاطع الحدود اللبنانية-السورية، وترى أن الضغوط الدولية تتوقف على استعداد الولايات المتحدة للانخراط فيها لتحديد موعد نهائي لإخلاء إسرائيل لهذه المواقع، وإن كانت تشترط أولاً نزع سلاحه لتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته التي تحصر السلاح بيد الدولة بلا شراكة مع أي طرف.