«أشبه بالقبر»... غزاوي يحفر ملجأ لعائلته للاحتماء من البرد والقصف (صور)

الأب الفلسطيني تيسير عبيد وأسرته داخل الحفرة في دير البلح (أ.ف.ب)
الأب الفلسطيني تيسير عبيد وأسرته داخل الحفرة في دير البلح (أ.ف.ب)
TT
20

«أشبه بالقبر»... غزاوي يحفر ملجأ لعائلته للاحتماء من البرد والقصف (صور)

الأب الفلسطيني تيسير عبيد وأسرته داخل الحفرة في دير البلح (أ.ف.ب)
الأب الفلسطيني تيسير عبيد وأسرته داخل الحفرة في دير البلح (أ.ف.ب)

في مواجهة البرد والمطر في الشتاء، خطرت لرب العائلة، الفلسطيني تيسير عبيد، الذي لجأ مع أسرته إلى دير البلح وسط قطاع غزة، فكرة الحفر في الأرض.

حفر الرجل في التربة الطينية في المخيم الذي نزحت إليه عائلته؛ بسبب الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس»، حفرةً مربعةً بعمق مترين تقريباً، غطَّاها بقماش مشمع مشدود فوق إطار خشبي.

الأب الفلسطيني تيسير عبيد (أ.ف.ب)
الأب الفلسطيني تيسير عبيد (أ.ف.ب)

يقول رب الأسرة: «من الضيق فكرت أن أحفر في التراب حتى أتوسَّع»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويضيف تيسير من داخل الملجأ المرتجل، في حين أطفاله يلعبون على أرجوحة صغيرة ثبَّتها على لوح يشكِّل إطاراً للقماش المشمع: «بالفعل حفرت 90 سنتيمتراً، وشعرت بتوسع نوعاً ما».

وتابع: «ثم فكرت أن أعمِّق الحفرة، وبالفعل عمَّقت الحفرة ونزلت إلى متر و80 سنتيمتراً، وكانت الأمور نوعاً ما مريحة».

صنع تيسير أرجوحة صغيرة لأطفاله (أ.ف.ب)
صنع تيسير أرجوحة صغيرة لأطفاله (أ.ف.ب)

وأضاف: «لو كانت لديّ خيارات غير ذلك لما كنت أعيش في حفرة أو جورة أشبه بالقبر».

وملأ أكياس طحين قديمة بالرمل وكدّسها على المدخل لمنع تسرب الوحل إلى الداخل.

وقال: «غير ما تَطلَّبه مني الأمر، من التعب والوقت والجهد، وأنا أحفر، قضيت فترة أحاول إقناع أولادي وعائلتي بأن يتعايشوا فيه. طبعاً ليس لدينا خيار أفضل من ذلك».

نزح تقريباً جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة بسبب الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)
نزح تقريباً جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة بسبب الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)

الموت برداً

حفر رب الأسرة بعض الدرجات في الأرض للنزول إلى الملجأ، وأقام ما يشبه مدخنة يحرق فيها بعض الأوراق أو الكرتون على أمل تدفئة الجو قليلاً، دون أن ينجح في ذلك حقاً.

أمام الموقد، يفرك الأطفال أيديهم، محاولين إيجاد بعض الدفء.

أمام الموقد يفرك الأطفال أيديهم محاولين إيجاد بعض الدفء (أ.ف.ب)
أمام الموقد يفرك الأطفال أيديهم محاولين إيجاد بعض الدفء (أ.ف.ب)

ويأمل عبيد أيضاً في توفير حماية أفضل من الغارات الإسرائيلية لعائلته التي فرَّت من القتال في شمال قطاع غزة، لكنه يخشى ألا يصمد الملجأ أمام غارة قريبة، ويقول: «لو وقع انفجار حولنا وانهالت التربة، بدل أن يصير مأوى لي، سيصبح قبراً لي».

يقول تيسير: «لو وقع انفجار حولنا وانهالت التربة بدل أن يصير مأوى لي سيصبح قبراً لي» (أ.ف.ب)
يقول تيسير: «لو وقع انفجار حولنا وانهالت التربة بدل أن يصير مأوى لي سيصبح قبراً لي» (أ.ف.ب)

ونزح تقريباً جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة؛ بسبب الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إثر هجوم غير مسبوق شنَّته «حماس» على الأراضي الإسرائيلية.

وأشار مركز الأقمار الاصطناعية التابع للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) 2024 إلى أن 66 في المائة من مباني القطاع تضررت.

وهرباً من القتال والقصف الإسرائيلي، اضطر كثير من المدنيين للجوء إلى مخيمات مكتظة، معظمها في وسط غزة وجنوبها.

ملأ أكياس طحين قديمة بالرمل وكدّسها على المدخل لمنع تسرب الوحل إلى الداخل (أ.ف.ب)
ملأ أكياس طحين قديمة بالرمل وكدّسها على المدخل لمنع تسرب الوحل إلى الداخل (أ.ف.ب)

وفي القطاع الذي تفرض عليه إسرائيل حصاراً مطبقاً، باتت مواد البناء نادرة، ويضطر النازحون إلى استخدام ما يتاح لهم لارتجال ملاجئ مؤقتة وسط ظروف صحية كارثية.

وأشارت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الخميس، إلى أن 8 أطفال حديثي الولادة قضوا؛ بسبب انخفاض حرارة أجسامهم، في حين توفي 74 طفلاً منذ بداية هذا العام؛ بسبب «ظروف الشتاء القاسية».

وقالت المتحدثة باسم «الأونروا» لويز واتريدغ: «نبدأ هذا العام الجديد بأهوال العام الماضي نفسها. ليس هناك أي تقدم ولا أي عزاء. الأطفال يموتون برداً».

قُتل 46565 فلسطينياً، معظمهم مدنيون، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لـ«حماس»، التي تعدّها الأمم المتحدة موثوقة.

وفي الجانب الإسرائيلي أسفر هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 عن مقتل 1208 أشخاص، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.


مقالات ذات صلة

«العفو الدولية»: «العالم يشاهد مباشرة على الهواء إبادة» في غزة

المشرق العربي فلسطينية تبكي من الألم وهي تعانق أحد أحبائها الذي قُتل في هجمات إسرائيلية استهدفت منازل مؤقتة وخياماً في مستشفى الشفاء بمدينة غزة (د.ب.أ) play-circle

«العفو الدولية»: «العالم يشاهد مباشرة على الهواء إبادة» في غزة

أعربت منظّمة العفو الدولية «أمنستي» في تقرير اليوم الثلاثاء عن أسفها لأنّ «العالم يتفرّج مباشرة على الهواء على إبادة جماعية» ترتكبها القوات الإسرائيلية في غزة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي إسرائيل منعت دخول المساعدات إلى قطاع غزة في شهر رمضان (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تحذّر من أن أعمال النهب آخذة بالتزايد في غزة

حذّر متحدث باسم الأمم المتحدة الاثنين من أن أعمال النهب آخذة بالتزايد في قطاع غزة الذي يواجه وضعاً إنسانياً مزرياً، خصوصاً بسبب منع دخول المساعدات الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شؤون إقليمية فلسطينيون في خان يونس فوق مركبة عسكرية إسرائيلية جرى الاستيلاء عليها ضمن عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر الماضي (د.ب.أ)

برلمانية مُقربة من نتنياهو تدعو لـ«إعدام» القادة الأمنيين في 7 أكتوبر

اتهمت نائبة في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي مقربة من نتنياهو، رؤساء الأجهزة الأمنية إبان هجوم «7 أكتوبر»، بالتآمر، وطالبت باعتقالهم وإعدامهم.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي النيران تتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت 27 أبريل 2025 (أ.ب)

«حزب الله» يقول إن الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية «اعتداء سياسي»

عدَّ الأمين العام لـ«حزب الله»، نعيم قاسم، الاثنين، أن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت الأحد هي عبارة عن «اعتداء سياسي» ومن دون «مبرر».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شدد الوفد المصري خلال المرافعة على الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة للقانون الدولي الإنساني (أ.ف.ب)

مصر تترافع أمام «العدل الدولية» بشأن التزامات إسرائيل تجاه الأراضي الفلسطينية

تقدّمت مصر بمرافعة شفهية أمام محكمة العدل الدولية، وذلك اتصالاً بطلب الرأي الاستشاري المقدم من الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى المحكمة بشأن التزامات إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«العفو الدولية»: «العالم يشاهد مباشرة على الهواء إبادة» ترتكبها إسرائيل في غزة

فلسطينية تبكي من الألم وهي تعانق أحد أحبائها الذي قُتل في هجمات إسرائيلية استهدفت منازل مؤقتة وخياماً في مستشفى الشفاء بمدينة غزة (د.ب.أ)
فلسطينية تبكي من الألم وهي تعانق أحد أحبائها الذي قُتل في هجمات إسرائيلية استهدفت منازل مؤقتة وخياماً في مستشفى الشفاء بمدينة غزة (د.ب.أ)
TT
20

«العفو الدولية»: «العالم يشاهد مباشرة على الهواء إبادة» ترتكبها إسرائيل في غزة

فلسطينية تبكي من الألم وهي تعانق أحد أحبائها الذي قُتل في هجمات إسرائيلية استهدفت منازل مؤقتة وخياماً في مستشفى الشفاء بمدينة غزة (د.ب.أ)
فلسطينية تبكي من الألم وهي تعانق أحد أحبائها الذي قُتل في هجمات إسرائيلية استهدفت منازل مؤقتة وخياماً في مستشفى الشفاء بمدينة غزة (د.ب.أ)

أعربت منظّمة العفو الدولية «أمنستي» في تقرير اليوم (الثلاثاء)، عن أسفها لأنّ «العالم يتفرّج مباشرة على الهواء على إبادة جماعية» ترتكبها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة.

وقالت أغنيس كالامار، الأمينة العامة لـ«أمنستي»، في مقدمة تقرير المنظمة السنوي حول حقوق الإنسان في العالم، إنّه «منذ 7 أكتوبر 2023، عندما ارتكبت (حماس) جرائم مروّعة ضدّ مواطنين إسرائيليين وآخرين، واحتجزت أكثر من 250 شخصاً رهائن، يتفرّج العالم على شاشاته مباشرة على الهواء على إبادة جماعية»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأضافت: «لقد شاهدت الدول، كما لو أنّها عاجزة تماماً، إسرائيل وهي تقتل آلاف الفلسطينيات والفلسطينيين، وترتكب مجازر بحقّ عائلات بأكملها تضمّ أجيالاً عدّة، وتدمّر منازل وسبل بقاء ومستشفيات ومؤسسات تعليمية».

وفي القسم المخصّص لمنطقة الشرق الأوسط من تقريرها السنوي، جدّدت «أمنستي» اتهاماتها لإسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية» بحق الفلسطينيين في غزة.

وسبق للمنظمة أن وجّهت في نهاية 2024، الاتّهام نفسه للدولة العبرية التي نفته يومها نفياً قاطعاً.

وفي تقريرها، قالت «أمنستي» إنّ «أبحاث منظمة العفو الدولية أظهرت أنّ إسرائيل ارتكبت أفعالاً محظورة بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، وذلك بقصد محدّد يتمثّل بتدمير السكّان الفلسطينيين في غزة، مرتكبة بالتالي إبادة جماعية»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ولفت التقرير على وجه الخصوص، إلى «جرائم قتل»، و«هجمات خطرة على السلامة الجسدية أو العقلية لمدنيّين»، وعمليات «تهجير وإخفاء قسري»، و«فرض متعمّد لظروف معيشية تهدف للتسبّب في التدمير الجسدي لهؤلاء الأشخاص».