جوزيف عون الرئيس اللبناني الرابع عشر

الخامس بعد اتفاق الطائف

TT

جوزيف عون الرئيس اللبناني الرابع عشر

صندوق الاقتراع داخل البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس (رويترز)
صندوق الاقتراع داخل البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس (رويترز)

أصبح العماد جوزيف عون الرئيس الرابع عشر للبنان، منذ استقلال الجمهورية اللبنانية عام 1943، بعدما سبقه إليها 13 رئيساً؛ آخرهم الرئيس السابق ميشال عون، وهو الرئيس الخامس بعد اتفاق الطائف الذي أنهى سنوات الحرب الأهلية التي شهدها لبنان منذ منتصف السبعينات.

قائد الجيش اللواء جوزف عون (أ.ف.ب)

1-كان الرئيس بشارة الخوري الرئيس اللبناني الأول (محام) بعد الاستقلال، وامتدت ولايته من 21 سبتمبر (أيلول) 1943 حتى 18 سبتمبر 1952. وانتهت ولايته الأولى عام 1948، لكن في أواخر عهده عدل الدستور وجدد له سنة 1948 لولاية ثانية، لم يتمكن من إتمامها تحت ضغط الشارع واتهامات بالفساد، فاستقال في 18 سبتمبر 1952.

2-تولى الرئيس كميل شمعون (محام) رئاسة الجمهورية في الفترة الممتدة بين 23 سبتمبر 1952 و22 سبتمبر 1958، وكان نائباً عن محافظة جبل لبنان منذ عام 1943 واستمر بحكم التمديد للمجلس النيابي حتى وفاته. لكن انضمامه إلى «حلف بغداد» قضى على شعبيته الواسعة وإنجازاته على المستوى الاقتصادي، وأنهيت ولايته بثورة عام 1958.

الرئيس كميل شمعون تولى رئاسة الجمهورية بين 23 سبتمبر 1952 و22 سبتمبر 1958 (متداولة)

3- اللواء فؤاد شهاب (ضابط)، وكان أول قائد للجيش اللبناني في أغسطس (آب) 1945، خلف شمعون في رئاسة الجمهورية، ليكون بذلك العسكري الأول الذي بات رئيساً في لبنان، ويعود له الفضل في بناء المؤسسات وأجهزة الدولة. وامتدت ولايته من 23 سبتمبر 1958 حتى 22 سبتمبر 1964.

4- الرئيس شارل حلو، الرئيس اللبناني الرابع (محام وكاتب)، وشغل قبل وصوله إلى سدة الرئاسة منصب سفير لبنان لدى الفاتيكان (1946 - 1949).

5- الرئيس سليمان فرنجية، منذ عام 1970 حتى 22 سبتمبر 1976، وكان انتخب سنة 1960 نائباً عن قضاء زغرتا، وأعيد انتخابه عامي 1964 و1968. كما تولى قبل انتخابه حقائب وزارية عدة في حكومات الرؤساء صائب سلام وعبد الله اليافي ورشيد كرامي.

6-إلياس سركيس (محامٍ وقاضٍ) تولى رئاسة الجمهورية من فرنجية، وعلى الرغم من انتخابه في 8 مايو (أيار) 1976، فإنه باشر مهامه بتاريخ 23 سبتمبر 1976، أي تاريخ انتهاء ولاية فرنجية. وكان لبنان بعد دخول العامل الفلسطيني غارقاً في الفوضى. ولم ينجح سركيس خلال عهده الذي استمر حتى 22 سبتمبر 1982 في وقف الحرب على الرغم من تمكنه من توحيد الجيش.

7- بشير الجميل، القائد العسكري لحزب الكتائب اللبنانية ومؤسس حزب القوات اللبنانية، انتخب رئيساً للجمهورية في 21 أغسطس 1982، لكن أحد عناصر الحزب القومي اغتاله في 14 سبتمبر من العام ذاته، قبل تسلمه منصب الرئاسة رسمياً، ليخلفه شقيقه أمين الجميل.

8-أمين الجميل (محام)... امتد عهده منذ سبتمبر 1982 حتى 22 سبتمبر عام 1988. ترأس حزب الكتائب. لم يتمكن الجميل من وقف نزف الحرب لينهي عهده بتسليم الحكم إلى قائد الجيش آنذاك ميشال عون، ويشهد لبنان وجود حكومتين؛ عسكرية برئاسة عون، ومدنية برئاسة سليم الحص.

9-رينيه معوض (محامٍ) انتخب بعد توقيع اتفاق الطائف عام 1989. وهو أول رئيس للبنان بعد هذه الاتفاقية... وبدأت ولايته في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) 1989، ليجري اغتياله في الثاني والعشرين من الشهر نفسه بانفجار استهدف موكبه.

رينيه معوض انتخب بعد توقيع اتفاق الطائف عام 1989 (متداولة)

10-الرئيس إلياس الهراوي (رجل أعمال ومزارع)، استمر رئيساً لمدة 10 أعوام (1989 - 1998)، بعد أن مددت ولايته لثلاث سنوات بعد تعديل الدستور بضغط سوري خلال فترة الوصاية السورية على لبنان.

11-إميل لحود (ضابط)، تولى الرئاسة منذ 24 أكتوبر (تشرين الأول) 1998 حتى 23 نوفمبر 2007، علماً بأنه، وبضغط سوري أيضاً، مدد المجلس النيابي ولايته ثلاث سنوات. وانتهى عهد لحود بفراغ في سدة الرئاسة بعد مقاطعة واسعة له إثر مقتل رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري.

12-الرئيس ميشال سليمان وقائد الجيش السابق... انتخب خلال اجتماع المصالحة بالدوحة في مايو (أيار) 2008.

وكان قائداً للجيش انتخب بعد تفاهم عليه في اتفاق الدوحة عام 2008، وشهدت نهاية عهده خلافات حادة أدت إلى فراغ رئاسي جديد.

13- ميشال عون، قائد سابق للجيش، انتخب في عام 2013 بعد فراغ رئاسي طويل. طبعت فترة حكمه خلافات سياسية حادة وانهيار اقتصادي غير مسبوق. انتهت ولايته في الأول من نوفمبر 2022 من دون انتخاب خلف له.


مقالات ذات صلة

نعمت عون حملت مسؤوليات «بحجم جبال»... ما نعرفه عن السيدة اللبنانية الأولى

المشرق العربي السيدة الأولى نعمت عون إلى جانب زوجها الرئيس جوزيف عون في بعبدا (رويترز)

نعمت عون حملت مسؤوليات «بحجم جبال»... ما نعرفه عن السيدة اللبنانية الأولى

مع فوز قائد الجيش جوزيف عون بالرئاسة، برز اسم زوجته السيدة الأولى نعمت عون، التي لعبت دوراً في دعم زوجها خلال مسيرته المهنية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي قائد الجيش اللبناني جوزيف عون يسير في القصر الرئاسي بعد انتخابه رئيساً (رويترز) play-circle 01:12

البرلمان اللبناني ينتخب عون رئيساً... و«تعديل ضمني» للدستور

انتخب البرلمان اللبناني قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً بـ99 صوتاً، وذلك بعد أكثر من عامين من الفراغ في سدة الرئاسة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون يسير أمام حرس الشرف بعد أدائه اليمين الدستورية في البرلمان اللبناني (رويترز) play-circle 01:32

خطاب القسم لرئيس لبنان الجديد: حياد إيجابي... وحق الدولة باحتكار السلاح

تعهّد الرئيس اللبناني جوزيف عون بأن تبدأ مع انتخابه «مرحلة جديدة من تاريخ لبنان»، والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للبنان

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون في قصر بعبدا (أ.ف.ب)

ردود فعل دولية «مرحّبة» بانتخاب جوزيف عون رئيساً للبنان

توالت ردود الفعل الدولية المرحّبة بانتخاب قائد الجيش اللبناني جوزيف عون رئيساً جديداً للجمهورية بـ99 صوتاً.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
تحليل إخباري الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون (أ.ف.ب)

تحليل إخباري كيف يتسلّم الرئيس عون السلطة؟ ومتى يكلف رئيس حكومة؟

فتح قصر بعبدا الجمهوري أبوابه لاستقبال الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون وتزينت باحاته بأبهى حلة ونفض عنه غبار الشغور.

لينا صالح (بيروت)

لبنان: عون تفهّم هواجس «الثنائي» فرجحت كفة انتخابه

رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون (رويترز)
رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون (رويترز)
TT

لبنان: عون تفهّم هواجس «الثنائي» فرجحت كفة انتخابه

رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون (رويترز)
رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون (رويترز)

يستعد لبنان مع انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية للدخول في مرحلة سياسية جديدة تواكب التحولات التي شهدتها المنطقة، والتي أدتْ إلى رفع يد الوصاية السورية عن لبنان بسقوط الرئيس بشار الأسد، التي استمرت أكثر من 3 عقود كانت وراء سوء تطبيق وثيقتي «الوفاق الوطني» و«اتفاق الطائف»، الذي حال دون قيام مشروع الدولة الحاضنة لجميع اللبنانيين، وبات يتطلب إعادة إنتاجهما بنسختهما الأصلية التي أقرت في اجتماع النواب اللبنانيين في المملكة العربية السعودية عام 1989، وهذا ما تعهد به الرئيس العتيد في خطاب القسم الذي ألقاه أمام النواب فور انتخابه، وقُوبل بارتياح غير مسبوق من الثنائي الشيعي، رغم أن «حزب الله»، كما علمت «الشرق الأوسط»، سجّل تحفّظه على حق الدولة في احتكار السلاح.

فـ«حزب الله» كان يفضّل، كما تقول مصادره لـ«الشرق الأوسط»، ألا يتطرق الرئيس عون في خطابه إلى هذا الموضوع، باعتبار أن سلاحه سيُدرج في سياق البحث في الاستراتيجية الدفاعية كجزء من استراتيجية الأمن الوطني، مع أن خصومه يرون أن لا ضرر من الإشارة إليه على مرأى من الحضور الدبلوماسي العربي والأجنبي لجلسة الانتخاب الذي يُجمع على أن الانتقال بلبنان إلى مرحلة جديدة يتطلب أولاً عزم الدولة على استرداد سيادتها بالكامل على كافة الأراضي اللبنانية، بدءاً بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضيه تمهيداً لتثبيت وقف النار في الجنوب وتطبيق القرار 1701.

وكشفت مصادر الحزب أن مرحلة ما بعد تثبيت وقف النار في الجنوب احتلت حيزاً من اللقاء الذي عُقد بين دورتي انتخاب الرئيس، بين العماد عون ورئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، والمعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري النائب علي حسن خليل، وقالت إنه عُقد في منتصف الطريق بين مبنى البرلمان ومقر عون في وزارة الدفاع في اليرزة.

وقالت إن اللقاء جاء استجابة من «الثنائي الشيعي» لنصيحة خليجية بضرورة التواصل مع عون قبل انتخابه رئيساً للجمهورية للبحث بما لديه من هواجس لا بد من تبديدها، لأن الدول العربية تنأى بنفسها عن التدخل في التفاصيل، وأن ما يهمها إخراج انتخاب الرئيس من المراوحة، وهي على استعداد لمساعدة اللبنانيين للتلاقي، شرط أن يساعدوا أنفسهم للانتقال ببلدهم إلى مرحلة التعافي. وأكدت أن النصيحة قوبلت بانفتاح عبّر عنه الرئيس بري أمام زواره فور انتخاب عون رئيساً للجمهورية.

ولفتت إلى أن عون استمع إلى هواجس الثنائي الشيعي، وأبدى انفتاحاً على بعض ما طرحه رعد وخليل على قاعدة أنهما مع إعطاء فرصة لتثبيت وقف النار تمهيداً لتطبيق القرار 1701. وقالت إنهما جددا التزامهما إخلاء منطقة جنوب الليطاني من أي سلاح غير شرعي لتسهيل انسحاب إسرائيل من البلدات التي تحتلها فور انتهاء فترة الهدنة وعدم توفير الذرائع لها للإطاحة بالاتفاق الذي ترعاه اللجنة «الخماسية».

وقالت المصادر نفسها إن رعد وخليل طرحا الفصل بين جنوب الليطاني وشماله باعتبار أن الأخير هو شأن لبناني لا بد من معالجته ضمن التفاهم على الإطار العام للاستراتيجية الدفاعية للبنان في التصدي للأطماع الإسرائيلية التي أوردها الرئيس عون في خطاب القسم، وأكدت أن أجواء اللقاء كانت مريحة من دون أن ينوبا عنه بالكشف عن موقفه، مع أنهما يدركان جيداً أن دخول لبنان في مرحلة جديدة يستدعي من الثنائي الشيعي التكيف معها وإنما بإيجابية.

بكلام آخر، فإن السلاح الموجود في شمال الليطاني امتداداً إلى المناطق الأخرى، وكما يرى الثنائي الشيعي، يجب أن يبقى ورقة ضغط بيد الدولة اللبنانية لضمان انسحاب إسرائيل إلى الحدود الدولية تمهيداً لإعادة ترسيم الحدود استناداً إلى ما نصت عليه اتفاقية الهدنة على نحو يضمن انسحابها من عدد من النقاط المتداخلة التي سبق للبنان أن تحفّظ عليها وطالب باستردادها كونها تخضع لسيادته.

إلا أن البحث في مرحلة ما بعد تثبيت وقف النار فتح الباب أمام التطرق للإطار السياسي العام، بدءاً من تشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب في ضوء تلويح رعد وخليل بتفضيل الثنائي التعاون مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وكان جواب الرئيس عون بأن القرار يبقى ملكاً للنواب بتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة بموجب الاستشارات الملزمة التي سيجريها قريباً.

وتردد أن الثنائي الشيعي طرح ما لديه من هواجس، وطالب بأن تُسند وزارة المال إلى وزير شيعي، وفي المقابل فإن البحث بذلك سابق لأوانه، لأنه من غير الجائز أن يتقدم تشكيل الحكومة على تكليف من يشكلها، الذي يعود له توزيع الحقائب بالتشاور مع رئيس الجمهورية.

أبناء بلدة القليعة التي يتحدر منها العماد جوزيف عون يحتفلون بانتخابه رئيساً للجمهورية (رويترز)

ونقلت المصادر نفسها عن عون قوله إنه ليس في وارد السماح بكسر أي فريق سياسي، وأنه ليس من الذين يسمحون بغلبة فريق على آخر، وأن ما يهمه تشكيل حكومة تكون على مستوى التحديات لإنقاذ البلد من أزماته المتراكمة، بالتالي اختيار الوزير المناسب في المكان المناسب. وأكدت أن ما يهمه الإطلالة على اللبنانيين على نحو يسمح باسترداد ثقتهم بالدولة، ويمهد الطريق لإعادة إدراج لبنان على لائحة الاهتمام الدولي والإفادة من الحاضنة العربية والدولية الداعمة للبنان لمواكبة التحولات في المنطقة.

وهكذا انتهى لقاء عون برعد وخليل إلى تعبيد الطريق أمام انتخاب عون في الدورة الثانية بعد أن أدار بري بمهارة، وكعادته، الدورة الأولى، ولم يفتح الباب أمام تمديد الجدل حول دستورية انتخابه قبل تعديل الدستور بما يسمح بتأهيله للترشح للرئاسة، خصوصاً وأنه كاد ينذر بأن يتحول إلى اشتباك سياسي ما لم يتدخل داعياً النواب للمباشرة بالاقتراع للرئيس.

أما لماذا مدد بري جلسة الانتخاب لدورة ثانية، وهل يتعلق تمديدها بإعطاء فرصة للقاء رعد وخليل بعون لطمأنة الثنائي الشيعي بتبديد هواجسه وتوفير التطمينات له.

وقد يكون اللقاء لترحيل حسم انتخابه إلى الدورة الثانية، وهذا ما أتاح للثنائي الشيعي تمرير رسالة إلى الخارج أمام أعين السلك الدبلوماسي بأنه هو من أمّن إيصاله إلى رئاسة الجمهورية، وأنه أحد الشركاء في حسم المعركة لصالحه بتأييده من كتلتي «التنمية والتحرير» و«الوفاء للمقاومة» وإلا لكان انتخابه دخل في أزمة مديدة.

فالرئيس بري بتأييده لعون أثبت للمجتمع الدولي أنه وحليفه ليسا في وارد الصدام معه، وشكلا الرافعة التي حسمت انتخابه، وبأن الثنائي الشيعي يقف إلى جانب إعادة الانتظام للمؤسسات الدستورية، وأن لا غنى عنه إلى جانب الحزب بترجيح كفته، إضافة إلى تمريره رسالة مماثلة للداخل بأن الرهان على كسر الثنائي وإضعافه ليس في محله، وأن الرد على المراهنين جاء من صندوق الاقتراع الذي أمّن ما يفوق التأييد النيابي المطلوب لتجاوز الطعن بدستورية انتخابه.