لبنان يلجأ إلى مجلس الأمن و«المراقبة الدولية» لوقف الخروق الإسرائيلية

ميقاتي يطالب بالضغط لانسحاب إسرائيل من المناطق الحدودية... وخبير عسكري: اتفاق وقف النار بخطر

رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مترئساً اجتماع اللجنة الخماسية في السراي الحكومي (رئاسة الحكومة)
رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مترئساً اجتماع اللجنة الخماسية في السراي الحكومي (رئاسة الحكومة)
TT
20

لبنان يلجأ إلى مجلس الأمن و«المراقبة الدولية» لوقف الخروق الإسرائيلية

رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مترئساً اجتماع اللجنة الخماسية في السراي الحكومي (رئاسة الحكومة)
رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مترئساً اجتماع اللجنة الخماسية في السراي الحكومي (رئاسة الحكومة)

لجأ لبنان إلى مجلس الأمن الدولي، وإلى لجنة مراقبة وقف النار الدولية في محاولة للضغط على إسرائيل لوقف خروجاتها المتكررة لوقف إطلاق النار، في حين تثور شكوك في «النوايا الإسرائيلية» مع انقضاء الثلث الأول من فترة الهدنة التي يفترض أن تنسحب في نهايتها القوات الإسرائيلية من القرى الحدودية اللبنانية، التي كان يفترض خلالها أن تنسحب من القطاع الغربي الساحلي.

وطالب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي وقف الخروق الإسرائيلية والانسحاب الفوري من المناطق الحدودية التي توغلت فيها، داعياً اللجنة الخماسية المكلفة متابعة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل إلى «الضغط على إسرائيل لتنفيذ بنود التفاهم وأبرزها الانسحاب من المناطق المحتلة ووقف الخروق».

وترأس ميقاتي، الثلاثاء، اجتماعاً في السراي الحكومي ضم اللجنة التقنية لمراقبة وقف إطلاق النار في الجنوب، حضره إلى جانب قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون،رئيس اللجنة الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز والأعضاء الجنرال الفرنسي غيوم بونشان، قائد قطاع جنوب الليطاني في الجيش العميد الركن إدغار لاوندس وقائد القوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال ارالدو لاثارو.

جانب من اجتماع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع اللجنة الخماسية في السراي الحكومي (رئاسة الحكومة)
جانب من اجتماع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع اللجنة الخماسية في السراي الحكومي (رئاسة الحكومة)

وخلال الاجتماع، أكد ميقاتي التزام لبنان ببنود التفاهم «في حين إسرائيل تواصل خروقها، وهذا أمر غير مقبول»، مشدداً على أن جولته في الجنوب، الاثنين، «أظهرت مدى الحاجة إلى تعزيز الاستقرار لتمكين الجنوبيين من العودة إلى قراهم».

ومن المقرر أن تواصل اللجنة في اجتماعات متتالية مع الجيش للبحث في المسائل المطروحة على أن تعقد اجتماعها الدوري مطلع العام الجديد.

وتواصل إسرائيل انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وقال الجيش الإسرائيلي إنه يواصل «العمل ضد أنشطة (حزب الله) التي تشكل تهديداً. وتنتهك التفاهمات بين إسرائيل ولبنان»، وأضاف أنه «ملتزم بتفاهمات وقف إطلاق النار، ومنتشر في منطقة جنوب لبنان ويعمل ضد أي تهديد يعرض دولة إسرائيل للخطر».

وقف إطلاق النار «بخطر»

ويتخوف كثيرون من أن يكون وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل بخطر بسبب الخروق الإسرائيلية المتكررة، وفي هذا الإطار، يوضح المحلل العسكري اللبناني خليل الحلو لـ«الشرق الأوسط»، أن اتفاق وقف إطلاق النار «كان هشاً منذ البداية، والأطراف كانوا موافقين على الخروق من دون أن تكون مكتوبة»، في إشارة إلى شرط إسرائيل الاحتفاظ بحق أي أهداف لـ«حزب الله» تعتبر أنها تهدد أمنها.

ويشير الحلو إلى أنه كان من المفترض أن تبلغ إسرائيل اللجنة الخماسية بحال وجود أي أهداف لها في لبنان، وبالتالي اللجنة تبلغ قوات حفظ السلام في لبنان (يونيفيل) والجيش اللبناني، إلا أن إسرائيل تتجاوز كل ذلك وما زالت تنفذ خروق في الجنوب.

ويلفت الحلو إلى أن إسرائيل تعهدت بالانسحاب من الجنوب خلال مهلة الـ60 يوماً، ولم تنسحب إلا من بلدة الخيام الحدودية رغم مرور 30 يوماً على اتفاق وقف إطلاق النار، ويقول: «لا شيء يمنع الإسرائيلي من خرق الاتفاق، خصوصاً أن الأراضي التي احتلها في سوريا ضعف مساحة الجولان».

وإذ ينبّه: «تمركز القوات الإسرائيلية هذا يثير القلق لأن منطقة البقاع أصبحت مطوقة»، يوضح الحلو أن «حزب الله» لم ينسحب من الجنوب اللبناني، ويضيف: «وقف إطلاق النار بخطر ليس فقط جراء الخروق الإسرائيلية بل نتيجة كل الظروف المذكورة».

إلى ذلك، يؤكد الحلو أن «ميقاتي يدفع بكل قواه للحفاظ على الاتفاق رغم أن اللجنة الخماسية قد لا يكون لديها قوة ضغط كافية مع إسرائيل... لكن ميقاتي يتأمل خيراً».

لبنان يشتكي لمجلس الأمن

ومن ضمن سعي لبنان لوقف الخروق الإسرائيلية، قدّمت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، تتضمن احتجاجاً شديداً على الخروق المتكررة التي ترتكبها إسرائيل لإعلان وقف الأعمال العدائية.

وأعلنت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيان، أنها قدّمت «بواسطة بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، تتضمن احتجاجاً شديداً على الخروق المتكررة التي ترتكبها إسرائيل لإعلان وقف الأعمال العدائية».

وأشار لبنان في الشكوى إلى أن «الخروق الإسرائيلية من قصفٍ للقرى الحدودية اللبنانية، وتفخيخ للمنازل، وتدمير للأحياء السكنية، وقطع للطرق تقوّض مساعي التهدئة، وتُجنب التصعيد العسكري، وتُمثل تهديداً خطيراً للجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، كما أنها تُعقد جهود لبنان في تنفيذ بنود القرار (1701)، وتضع العراقيل أمام انتشار الجيش اللبناني في الجنوب».

ودعا لبنان في شكواه «مجلس الأمن، لا سيما الدول الراعية لهذه الترتيبات، إلى اتخاذ موقف حازم وواضح إزاء خروق إسرائيل، والعمل على إلزامها باحترام التزاماتها بموجب إعلان وقف الأعمال العدائية، والقرارات الدولية ذات الصلة».

وطالب «بتعزيز الدعم لقوات (يونيفيل) والجيش اللبناني، لضمان حماية سيادته، وتوفير الظروف الأمنية التي تتيح له استعادة استقراره وعودة الحياة الطبيعية إلى جنوبه».


مقالات ذات صلة

الجيش اللبناني يتصدى لقوة إسرائيلية عبرت الخط الأزرق ويجبرها على الانسحاب

المشرق العربي مركبة للجيش اللبناني تسير في بلدة الخيام بالقرب من الحدود مع إسرائيل جنوب لبنان 12 يوليو 2023 (رويترز)

الجيش اللبناني يتصدى لقوة إسرائيلية عبرت الخط الأزرق ويجبرها على الانسحاب

تصدى الجيش اللبناني لقوة إسرائيلية عبرت الخط الأزرق عند الأطراف الحدودية لبلدة علما الشعب في جنوب لبنان، وأجبرها على الانسحاب باتجاه إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
تحليل إخباري لبنانيون يقفون في مدخل مبنى تعرَّض لاستهداف إسرائيلي في ضاحية بيروت الجنوبية يوم 1 أبريل الجاري (أ.ف.ب)

تحليل إخباري إعادة البناء وتجاوز الفساد... تحديان أمام «مجلس الإنماء والإعمار» في لبنان

يندرج إتمام التعيينات في «مجلس الإنماء والإعمار» ضمن الشروط التي يضعها البنك الدولي لدفع قرض بـ250 مليون دولار مخصَّص لإعادة الإعمار في لبنان.

كارولين عاكوم (بيروت)
المشرق العربي دورية لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) تمر أمام مبانٍ مدمرة في قرية كفركلا جنوب لبنان بالقرب من الحدود مع إسرائيل في 6 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

«يونيفيل»: نرصد الوجود والضربات الإسرائيلية... ونعثر على أسلحة غير مصرَّح بها في لبنان

قالت قوات حفظ السلام (يونيفيل) في لبنان إنها ترصد استمرار الوجود الإسرائيلي والضربات الجوية داخل الأراضي اللبنانية، وتواصل العثور على أسلحة غير مصرح بها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي تصاعد الدخان عقب غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية (أ.ب)

إصابة شخصين برصاص إسرائيلي في جنوب لبنان

أصيب شخصان جراء إطلاق القوات الإسرائيلية النار، اليوم (الثلاثاء)، على الأهالي في بلدة ميس الجبل في جنوب لبنان، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام».

المشرق العربي من موقع غارة إسرائيلية بالقرب من بلدة مرجعيون في جنوب لبنان... 7 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

مقتل اثنين بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان

أسفرت غارة إسرائيلية جديدة على جنوب لبنان عن مقتل شخصين وإصابة آخر الاثنين، بحسب الإعلام اللبناني الرسمي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

غزة: مقتل 14 شخصاً بينهم أطفال بضربات إسرائيلية

فلسطينيون ينقلون أمتعتهم  في أعقاب أوامر الإخلاء الإسرائيلية بغزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون ينقلون أمتعتهم في أعقاب أوامر الإخلاء الإسرائيلية بغزة (أ.ف.ب)
TT
20

غزة: مقتل 14 شخصاً بينهم أطفال بضربات إسرائيلية

فلسطينيون ينقلون أمتعتهم  في أعقاب أوامر الإخلاء الإسرائيلية بغزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون ينقلون أمتعتهم في أعقاب أوامر الإخلاء الإسرائيلية بغزة (أ.ف.ب)

أعلن الدفاع المدني الفلسطيني مقتل 14 شخصاً، بينهم 10 أفراد من عائلة واحدة في قصف إسرائيلي أمس الجمعة على قطاع غزة، بينما أشارت الأمم المتحدة إلى أن ضحايا عشرات الغارات الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة هم من «النساء والأطفال حصراً».

وأوضح الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن ثمة سبعة أطفال من بين 10 قتلى فلسطينيين تتراوح أعمارهم بين 3 و58 عاماً قضوا في غارة وقعت نحو الساعة 03:30 (00:30 توقيت غرينتش) في خان يونس.

ورداً على استفسار حول الغارة، قال الجيش إنه يحقق في التقارير بشأنها.

وأعلن الجيش في بيان أنه ضرب نحو أربعين «هدفاً إرهابياً» في القطاع الفلسطيني خلال 24 ساعة.

في ساحة مستشفى ناصر في خان يونس، بكى أفراد عائلات أمام جثث أقاربهم الذين قتلوا في الغارة الإسرائيلية، والتي كانت مكفّنة، ومصفوفة، بحسب صور التقطها مصور «وكالة الصحافة الفرنسية» أظهرت امرأة باكية تلامس وجه رجل ميت.

ودمرت الغارة منزل عائلة الفرا بالكامل، وتناثر الحطام والمتعلقات الشخصية، مثل كرة قدم، وحذاء رياضي.

وأفاد شهود بأن دبابات إسرائيلية كانت تطلق نيرانها صباح الجمعة بشكل متواصل وكثيف في خان يونس.

وأكد الجيش في بيان مواصلة العمليات، وأوضح «خلال الليل، كثفت القوات عملياتها البرية في محور موراغ، مع مواصلة أنشطتها في المنطقة»، في إشارة إلى المنطقة العازلة التي أقامتها إسرائيل مؤخراً لفصل مدينتي خان يونس ورفح في جنوب قطاع غزة.

كما أفاد الدفاع المدني بمقتل أربعة فلسطينيين آخرين على الأقل في ضربات إسرائيلية على قطاع غزة.

من جهته، استنكر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان «همجية» إسرائيل الجمعة بعد الغارة على خان يونس.

وفي جنيف، ندّدت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامدساني بسلوك إسرائيل في غزة الذي يقوض القدرة المستقبلية للفلسطينيين على العيش في القطاع.

«نساء وأطفال حصراً»

وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في بيان إنه «بين 18 مارس (آذار) و9 أبريل (نيسان) 2025، أصابت 224 غارة إسرائيلية تقريباً مباني سكنية وخياماً للنازحين»، مشيرة إلى أنها تتحقق «من معلومات تتعلّق بنحو 36 غارة، مفادها بأنّ الضحايا الموثّقين حتى اللحظة هم من النساء والأطفال حصراً».

استأنفت إسرائيل ضرباتها وعملياتها العسكرية على غزة في 18 مارس، منهيةً بذلك هدنة هشة مع «حماس» صمدت شهرين. وحتى الآن، باءت الجهود المبذولة لاستئناف الهدنة بالفشل.

وأحصت وزارة الصحة مقتل 1542 فلسطينياً على الأقل منذ استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في 18 مارس، ما يرفع إلى 50 ألفاً و912، إجمالي عدد القتلى منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأسفر هجوم «حماس» عن مقتل 1218 شخصاً، وفقاً لإحصاء «وكالة الصحافة الفرنسية» استناداً إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أمس أن مصر وإسرائيل تبادلتا مسودة وثائق حول اتفاق لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن المقترح المصري ينص على الإفراج عن ثمانية رهائن أحياء، وثماني جثث مقابل هدنة تتراوح بين 40 و70 يوماً، وإطلاق سراح عدد كبير من السجناء الفلسطينيين.

وقال قيادي في «حماس» فضّل عدم كشف اسمه إن حركته «لم تتلقَّ أيّ عروض جديدة لوقف إطلاق النار»، لكنها «منفتحة على أيّ مقترحات جديدة» من شأنها تحقيق وقف للنار، والانسحاب الإسرائيلي من غزة.