مقتل 5 مدنيين بضربات نفّذتها «مسيّرات تركية» في شمال شرقي سوريا

المسيرة التركية «بيرقدار» (أرشيفية)
المسيرة التركية «بيرقدار» (أرشيفية)
TT
20

مقتل 5 مدنيين بضربات نفّذتها «مسيّرات تركية» في شمال شرقي سوريا

المسيرة التركية «بيرقدار» (أرشيفية)
المسيرة التركية «بيرقدار» (أرشيفية)

قُتل 5 مدنيين في ضربات نفّذتها «مسيّرات تركية» بشمال شرقي سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، غداة مقتل صحافيين كرديين في ظروف مماثلة.

ومنذ سقوط الرئيس السوري بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، تدعم أنقرة هجوماً لفصائل معارضة ضد قوات كردية تسيطر جزئياً على الشمال السوري.

وجاء في بيان للمرصد أن مدنيَّين؛ هما امرأة وعضو في حزب سياسي، قضيا متأثّرين بجروحهما، ما يرفع إلى 5 حصيلة قتلى السبت، بضربات المسيرات التركية قرب تل براك في محافظة الحسكة.

وأفادت وكالة أنباء «هاوار» الكردية نقلاً عن سلطات محلية، بأنه «في جريمة جديدة تُضاف إلى سلسلة انتهاكات دولة الاحتلال التركي بحق المدنيين، تعرضت سيارة مدنية من نوع (هيونداي) ظهر اليوم (السبت)، لاستهداف غادر عبر طائرة مسيّرة جنوب بلدة تل براك».

مقاتلون أكراد في شمال سوريا (أرشيف - رويترز)
مقاتلون أكراد في شمال سوريا (أرشيف - رويترز)

وتابع بيان السلطات المحلية الكردية أن الهجوم وقع «بالقرب من حاجز كازية الشهداء على الطريق الواصل بين مدينتي تل براك والهول، مما أسفر عن استشهاد 3 مدنيين».

وشدّدت السلطات على أن «هذه الجريمة تأتي ضمن سلسلة انتهاكات صارخة للقوانين الدولية وحقوق الإنسان التي تحظر استهداف المدنيين تحت أي ظرف».

وقتل مدنيان آخران بضربة نفّذت بواسطة مسيّرة تركية في القطاع نفسه، وفق المرصد الذي يتّخذ مقراً في بريطانيا، ويعتمد على شبكة واسعة من المصادر في سوريا.

إلى ذلك، استهدفت مسيّرة تركية صوامع قمح في جنوب غربي مدينة كوباني المعروفة أيضاً باسم عين العرب والقريبة من الحدود التركية، وفق ما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، ما أدى إلى تلف كمية كبيرة من المخزون.

واستفاد الأكراد الذين تعرضوا لتهميش على مدى عقود من الزمن، من ضعف السلطة المركزية خلال الحرب التي اندلعت في عام 2011 في سوريا، لإقامة «إدارة ذاتية» في الشمال.

وتعدّ أنقرة التي تدعم السلطات السورية الجديدة، أن قوات سوريا الديمقراطية تشكل امتداداً لحزب «العمال الكردستاني» الذي يخوض تمرداً مسلحاً ضدها منذ الثمانينات.

مقاتلون أكراد في سوريا (أرشيفية)
مقاتلون أكراد في سوريا (أرشيفية)

وتقول أنقرة إن جيشها مستعد لتنفيذ عملية محتملة في شرق الفرات ما لم «يُلقِ» المقاتلون الأكراد في شمال سوريا أسلحتهم.

لكن الجيش التركي يصر على أنه يستهدف حصراً «جماعات إرهابية»، ولا يستهدف أبداً المدنيين.

والجمعة، قُتل صحافيان كرديان تركيان في ضربات شنتها «مسيرة تركية» قرب كوباني في شمال سوريا، حيث كانا يغطيان المعارك الدائرة بين مقاتلين أكراد مدعومين من الولايات المتحدة ومجموعات موالية لتركيا، على ما أفادت وسائل إعلام كردية ومنظمات غير حكومية.

والسبت، أفاد المرصد بمقتل 14 عنصراً من فصائل موالية للأتراك في «اشتباكات عنيفة» مع قوات سوريا الديمقراطية بمحيط سد تشرين بريف حلب الشرقي.


مقالات ذات صلة

حزب كردي يضغط على حكومة تركيا لإقرار تشريع لإطلاق سراح أوجلان

شؤون إقليمية خرج الآلاف إلى الشوارع في ديار بكر جنوب شرقي تركيا في 27 فبراير رافعين صور أوجلان ابتهاجاً بدعوته لحل حزب العمال الكردستاني (أ.ف.ب)

حزب كردي يضغط على حكومة تركيا لإقرار تشريع لإطلاق سراح أوجلان

كثف حزب كردي في تركيا ضغوطه لإقرار تشريع يسمح بإطلاق سراح عبد الله أوجلان.ودعا رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهشلي إلى الإسراع بمحاكمة أكرم إمام أوغلو.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي وزير التجارة التركي عمر بولاط خلال تفقده البوابات والمعابر الحدودية مع سوريا يناير الماضي (من حسابه في «إكس»)

تركيا لبحث ملفات النقل والاستثمار والطاقة في سوريا

يقوم وزير التجارة التركي عمر بولاط، بزيارة لسوريا، الأربعاء، على رأس وفد كبير من رجال الأعمال ورؤساء الغرف والاتحادات وممثلي شركات القطاعين العام والخاص.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية متظاهرون مؤيدون لإمام أوغلو احتشدوا حول سجن سيليفري الجمعة الماضي خلال نظر إحدى القضايا المتهم فيها (أ.ب)

تركيا: رفض طلب محامي إمام أوغلو لمحاكمته من خارج السجن

رفضت محكمة في إسطنبول الاعتراض المقدم من محامي رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو المحتجز منذ نحو الشهر على ذمة تحقيق في قضية فساد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الاجتماع الخامس لآلية التعاون الأمني رفيع المستوى بين تركيا والعراق على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي الأحد (الخارجية التركية)

تركيا والعراق لتعزيز التعاون في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب

أكد الاجتماع الخامس لآلية التعاون الأمني رفيع المستوى بين تركيا والعراق تطابق وجهتي نظر البلدين في التعامل مع تهديد حزب العمال الكردستاني.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الاجتماع سيناقش أمن البحر الأسود بعد الموافقة على وقف إطلاق نار محتمل بين أوكرانيا وروسيا (رويترز)

تركيا تستضيف غداً اجتماعاً لمسؤولين عسكريين لمناقشة أمن البحر الأسود

قالت وزارة الدفاع التركية، الأحد، إن مسؤولين عسكريين يمثلون تركيا ودولاً أجنبية سيجتمعون في تركيا يومي 15 و16 أبريل (نيسان) لمناقشة أمن البحر الأسود.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

«رحلة عذاب»... الطبيب حسام أبو صفية يعاني من «ترويع نفسي وجسدي» في سجن إسرائيلي

يتلقَّى حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان العلاج من قبل زملائه جراء إصابته في غارة إسرائيلية استهدفت المجمع الطبي في بيت لاهيا 23 نوفمبر2024 (أ.ف.ب)
يتلقَّى حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان العلاج من قبل زملائه جراء إصابته في غارة إسرائيلية استهدفت المجمع الطبي في بيت لاهيا 23 نوفمبر2024 (أ.ف.ب)
TT
20

«رحلة عذاب»... الطبيب حسام أبو صفية يعاني من «ترويع نفسي وجسدي» في سجن إسرائيلي

يتلقَّى حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان العلاج من قبل زملائه جراء إصابته في غارة إسرائيلية استهدفت المجمع الطبي في بيت لاهيا 23 نوفمبر2024 (أ.ف.ب)
يتلقَّى حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان العلاج من قبل زملائه جراء إصابته في غارة إسرائيلية استهدفت المجمع الطبي في بيت لاهيا 23 نوفمبر2024 (أ.ف.ب)

يقول الطبيب حسام أبو صفية، المعتقل في إسرائيل، إنه يتعرَّض لـ«ترويع جسدي ونفسي» في «ظروف غير إنسانية»، وفق رواية محاميته لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، متحدثةً عن «رحلة عذاب» مدير مستشفى كمال عدوان في غزة.

وأصبح أبو صفية، البالغ من العمر 52 عاماً، معروفاً على نطاق واسع منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في محيط المستشفى الواقع في بيت لاهيا في شمال قطاع غزة، إذ كان يظهر على مواقع التواصل الاجتماعي متحدثاً عن معاناة المرضى والجرحى والنازحين داخل المستشفى، ورافضاً الإنذارات الإسرائيلية المتكررة بإخلائه.

حسام أبو صفية خلال علاج مصاب فلسطيني في مستشفى كمال عدوان (أ.ف.ب)
حسام أبو صفية خلال علاج مصاب فلسطيني في مستشفى كمال عدوان (أ.ف.ب)

في 27 ديسمبر (كانون الأول)، اقتحمت القوات الإسرائيلية المستشفى الذي قالت إنه يُشكّل «مركزاً إرهابياً» لحركة «حماس»، وأجبرت نزلاءه على إخلائه، واعتقلت العشرات من العاملين في القطاع الطبي داخله، ومن بينهم أبو صفية.

تقول المحامية غيد قاسم، التي زارت أبو صفية في سجن «عوفر» في الضفة الغربية المحتلة في 19 مارس (آذار)، إنه «يعاني كثيراً في الأسر، ومُنهك بشدة نتيجة التعذيب والتنكيل وتعرضه لضغوطات وإهانات كي يعترف بأفعال لم يرتكبها».

على مدى أسبوعين، احتجزت القوات الإسرائيلية أبو صفية في معسكر «سديه تيمان» الذي تحوَّل بعد الحرب إلى مركز اعتقال للفلسطينيين من قطاع غزة، ومن ثم نقلته إلى سجن «عوفر» قرب رام الله في الضفة الغربية. ومن هناك بدأت كما تقول غيد قاسم، «رحلة العذاب».

جنود إسرائيليون خارج سجن «عوفر» (رويترز)
جنود إسرائيليون خارج سجن «عوفر» (رويترز)

وتتابع أن فترة التحقيق كانت «قاسية جداً، وتخللها شتى أنواع الضرب والتنكيل والتعذيب»، مشيرة إلى أنه «خضع لأربعة تحقيقات في هذا المعسكر، كل واحد منها استمرّ 7 إلى 8 ساعات».

ومن هناك نُقل إلى سجن «عوفر»؛ حيث أمضى 25 يوماً في زنزانة لم تتعدَّ مساحتها المترين، كما تقول، وخضع إلى تحقيقات، «امتدَّ أحدها إلى 13 يوماً».

وتُفيد غيد قاسم بأن السلطات الإسرائيلية أبلغت محامي أبو صفية أنه صُنّف «مقاتلاً غير شرعي» لـ«فترة غير محددة». وكذلك، أبلغت النيابة العامة الإسرائيلية طاقم محاميه بأن ملفه «سرّي، ورفضت تسليمه لهم».

حملة دولية

وصدر قانون «المقاتلين غير الشرعيين» في عام 2002، في مسعى لوضع إطار قانوني لتصنيف المعتقلين من «قوى معادية» وفقاً لتعريف القانون الإسرائيلي، فلا يتم التعامل مع هؤلاء وفق قواعد احتجاز أسرى الحروب المتعارف عليها. وجرى إضفاء تعديلات على هذا القانون بعد اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، حسب المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل «عدالة».

ولم تتلقَّ «وكالة الصحافة الفرنسية» ردّاً من الجيش الإسرائيلي عن ظروف اعتقال الطبيب حسام أبو صفية حتى الآن.

في يناير (كانون الثاني)، طالبت منظمة العفو الدولية غير الحكومية بالإفراج عن أبو صفية، مؤكدة أنها «جمعت شهادات عن الواقع المروّع داخل السجون ومراكز الاحتجاز الإسرائيلية؛ حيث يواجه المعتقلون الفلسطينيون، بمن فيهم العاملون في مجال الصحة، التعذيب المنهجي وغيره من ضروب سوء المعاملة».

وعبَّرت المنظمة في الرسالة عن «قلقها البالغ» على حياته.

وضمن حملة دولية عبر مواقع التواصل، طالبت شخصيات ومنظمات دولية وأممية وعاملون بمجال الصحة بالإفراج عنه، من خلال التفاعل مع وَسْمَي «#الحرية للدكتور حسام أبو صفية» و«#إنهاء الإبادة الجماعية بغزة».

ومن أبرز هؤلاء، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الذي طالب في منشور عبر منصة «إكس» بالإفراج الفوري عنه.

مشكلات صحية

وتقول غيد قاسم إن حالة موكلها الصحية تدهورت كثيراً، فهو «يعاني من مشكلات في ضغط الدم، وعدم انتظام في دقات القلب، ومشكلات في العين وضعف في النظر»، مشيرة إلى أنه خسر «أكثر من 20 كيلوغراماً خلال شهرين، وكُسرت أربعة أضلاع في قفصه الصدري خلال فترة التحقيق، ولم يحصل على العلاج».

إلا أن غيد قاسم تؤكد أن أبو صفية يتمسّك برباطة جأشه، رغم كل شيء، مع أنه لا يعرف شيئاً عن مسألة الإفراج عنه التي تبقى، وفق قولها، «مبهمة وضبابية».

وقالت إنه «يتساءل عن حقيقة الجرم الذي ارتكبه لكي يخضع للاعتقال القاسي والسَّجن بظروف غير إنسانية».

وتشير إلى أن القوات الإسرائيلية تريد منه أن يعترف «بأنه أجرى عمليات جراحية لعناصر في (حماس) أو مخطوفين إسرائيليين، لكنه (لم يلن)، ويعد هذه التهم (عارية عن الصحة)». ويؤكد أنه طبيب أطفال و«كل ما فعله هو الثبات على موقفه الأخلاقي وواجبه المهني والإنساني تجاه مرضاه وجرحاه ورفض إخلاء المستشفى»، وفق ما تنقل عنه.

وتتحدّث غيد قاسم عن قيود على زيارات المحامين إلى المعتقلين الفلسطينيين.

وتقول إن المحامين «ممنوعون من نقل أي معلومة من العالم الخارجي إلى الداخل، مثل الوضع العام للحرب توقفت أم لا»، «كما يمنعون من إخبارهم باليوم والتاريخ والوقت، ومكان وجودهم الجغرافي».

واعتقلت السلطات الإسرائيلية ما يقارب 5000 شخص من قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، أفرج عن قسم منهم لاحقاً، بعضهم في صفقات التبادل. وتوجه إليهم تهمة «الانتماء إلى منظمة إرهابية»، أو «تشكيل تهديد على أمن دولة إسرائيل».

وتُندّد غيد قاسم باعتقالات حصلت «من دون توجيه تهم أو من دون محاكمة ومن دون تمكين المحامين من معرفة أماكن وجود المعتقلين خلال الشهور السبعة الأولى من الحرب».

ولم تتجاوز زيارة المحامية لموكلها 17 دقيقة، وتمت تحت «مراقبة الحرّاس».