الجامعة العربية تُحذر من تفاقم «المجاعة المروعة» في غزة

قالت إن غالبية سكان القطاع يواجهون «انعداماً حاداً» بالأمن الغذائي

الجامعة العربية تُحذر من تدهور سريع للوضع الإنساني في قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)
الجامعة العربية تُحذر من تدهور سريع للوضع الإنساني في قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

الجامعة العربية تُحذر من تفاقم «المجاعة المروعة» في غزة

الجامعة العربية تُحذر من تدهور سريع للوضع الإنساني في قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)
الجامعة العربية تُحذر من تدهور سريع للوضع الإنساني في قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

حذَّرت جامعة الدول العربية، الأحد، من تفاقم «المجاعة المروعة» و«الكارثة الإنسانية» في قطاع غزة، جراء العدوان الإسرائيلي، مشيرةً إلى أن 96 في المائة من سكان القطاع يواجهونّ «انعداماً حاداً» في مستويات الأمن الغذائي.

وتنظم الأمانة العامة (قطاع شؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة)، مؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة، في مقر الجامعة، خلال الفترة من 15 إلى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، لمناقشة استمرار حرب «الإبادة الجماعية» التي تشنها إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة، وانعكاساتها الخطيرة على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين خاصة.

ويشارك في مؤتمر الدول المضيفة: الأردن وسوريا وفلسطين ولبنان ومصر، فضلاً عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا).

مؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة (الجامعة العربية)

إبادة 10% من السكان

كشف الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير سعيد أبو علي، عن أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي تجاوز العام، أسفر عن إبادة أكثر من 10 في المائة من سكان القطاع ما بين شهيد ومفقود وجريح وأسير، وجرى شطب نحو 1410 عائلات فلسطينية من السجل المدني، بلغ عدد أفرادها 5444 شهيداً، وتدمير نحو 80 في المائة من المباني السكنية.

وقال أبو علي إن «جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب أكثر من 9900 مجزرة مروعة، واستخدام نحو 90 ألف طن من المتفجرات». وأكد أن الوضع في قطاع غزة «يجتاز المرحلة الأخطر منذ بدء العدوان في ظل انتشار المجاعة بمستوى مروعة، وما يدخل للقطاع من مساعدات حالياً لا تكفي سوى 6 في المائة من أبناء القطاع».

وتوقع الأمين العام المساعد أن «تزداد حدة هذه المجاعة والكارثة الإنسانية تدهوراً خلال فصل الشتاء، حيث بات أكثر من 96 في المائة من سكان القطاع يواجهون انعداماً حاداً في مستويات الأمن الغذائي، كما أصبح كل سكان قطاع غزة يعانون الفقر مع بلوغ نسبته حاجز المائة في المائة».

وأضاف أن خطورةَ الوضعِ الحالي تُؤَكِّدُ الحاجةَ المُلحَّةَ لضمان وصولِ الموادِّ الغذائيةِ والإمداداتِ الأخرى إلى جميع سكانِ غزة، عبر تسريع عملية تقديم المساعدة وتبسيطها وتسريعها، وتحديد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية، وتحديد التدابير والإجراءات الموحدة الفعالة لتقديم جميع المساعدات اللازمة إلى غزة، وتحديد الاحتياجات التشغيلية واللوجيستية وأنواع الدعم اللازم في هذا الصدد، ومناقشة الاستعدادات للإنعاش المبكر وتحقيق الالتزام بعملية جماعية منسقة، في استجابة لمعالجة الوضع الإنساني في قطاع غزة.

الوضع في الضفة

كما أشار أبو علي إلى أن الوضع في الضفة الغربية المحتلة لا يقل خطورة وكارثية من حيث مواصلة سلطات الإسرائيلي التصعيد في تنفيذ سياساته العدوانية في مدينة القدس وكل المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، كما تواصل عصابات المستوطنين المسلحة وبدعم مباشر من جيش الاحتلال ممارسة الإرهاب والاعتداءات المتواصلة في إطار سياسة الاحتلال الرسمية الممنهجة في حرق واقتلاع وتدمير للممتلكات، وفرض العزل والإغلاقات، إلى تنفيذ الإعدامات الميدانية والتهويد وممارسة التمييز العنصري والتطهير العرقي والتهجير القسري، والتمدد الاستعماري.

وأضاف أبو علي أن «الاستهداف الممنهج لـ(أونروا) من سلطات الاحتلال على مدار السنوات الماضية، بدءاً من استهداف المنهاج التعليمي للوكالة واتهامه بالتحريض على العنف والكراهية، مروراً بمحاولات إنهاء تفويضها وحث الدول المانحة على منع التمويل للوكالة، وصل إلى مرحلة متقدمة تعصف بوجود الوكالة».

ورحب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية قرارين لدعم ولاية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، معرباً عن التقدير العميق للدول التي رعت ودعمت القرارين وصوّتت لصالحهما.

وأكد أهمية قرارات المحاكم الدولية وأهمها الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية الذي أكد عدم شرعية الاحتلال على الأرض الفلسطينية وقرارات المحكمة الجنائية الدولية في ملاحقة نتنياهو وشركائه بجرائم الحرب في قطاع غزة.

وطالب أبو علي بـ«وقف حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة»، مؤكداً أن كل تأخير في تحقيق وقفٍ لإطلاق النار يعني إفناءً متواصلاً للحياة.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط يطالب بوقف فوري لـ«المذبحة الإسرائيلية» في غزة

شمال افريقيا الأمين العام لـ«الجامعة العربية» أحمد أبو الغيط (أ.ف.ب - غيتي)

أبو الغيط يطالب بوقف فوري لـ«المذبحة الإسرائيلية» في غزة

أدان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بـ«أشد العبارات»، «الغارات الوحشية» التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، والتي أسقطت مئات الشهداء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي من موقع قصف إسرائيلي في حي الشجاعية شرق مدينة غزة في 18 مارس 2025 بعد غارات إسرائيلية ليلية (أ.ف.ب)

السلطة الفلسطينية تطلب عقد اجتماع غير عادي للجامعة العربية بعد استئناف الحرب على غزة

قال المندوب الفلسطيني الدائم لدى جامعة الدول العربية، الثلاثاء، إن السلطة الفلسطينية تقدمت للأمانة العامة بطلب عقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس تحضر اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل ببلجيكا 17 مارس 2025 (رويترز)

الاتحاد الأوروبي يرحّب بخطة إعادة إعمار غزة شرط عدم مشاركة «حماس» في مستقبل القطاع

قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي الاثنين إن الاتحاد يرحّب بالخطة العربية لإعادة إعمار غزة بشرط ألا يكون لـ«حركة حماس» مستقبل في القطاع.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
المشرق العربي مركبات تابعة للجيش الإسرائيلي تغلق طريقاً خلال عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية (إ.ب.أ) play-circle

الجامعة العربية: الفلسطينيون فقدوا كل سبل العيش الطبيعي بسبب الحرب الإسرائيلية

قالت جامعة الدول العربية، اليوم (الأحد)، إن الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة فقدوا كل سبل العيش الطبيعي؛ بسبب الحرب الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التقى الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد على هامش أعمال القمة العربية غير العادية التي استضافتها مصر الثلاثاء الماضي (الرئاسة المصرية)

ملفات الأمن والتعاون الاقتصادي على أجندة القمة العربية في بغداد

تعكف جامعة الدول العربية ودولة العراق على إعداد أجندة اجتماع الدورة العادية الـ34 لمجلس الجامعة على مستوى القمة، المقرر عقدها في بغداد 17 مايو (أيار) المقبل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

عشرات القتلى والجرحى فجراً في سلسلة غارات إسرائيلية على قطاع غزة

شاب فلسطيني يحمل طفلا أصيب بغارة إسرائيلية في بين لاهيا شمال قطاع غزة (رويترز)
شاب فلسطيني يحمل طفلا أصيب بغارة إسرائيلية في بين لاهيا شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

عشرات القتلى والجرحى فجراً في سلسلة غارات إسرائيلية على قطاع غزة

شاب فلسطيني يحمل طفلا أصيب بغارة إسرائيلية في بين لاهيا شمال قطاع غزة (رويترز)
شاب فلسطيني يحمل طفلا أصيب بغارة إسرائيلية في بين لاهيا شمال قطاع غزة (رويترز)

أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 44 فلسطينيا على الأقل وإصابة عشرات آخرين بجروح في غارات إسرائيلية استهدفت منازل في جنوب وشمال القطاع فجر الخميس.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل «استُشهد 20 مدنيا على الأقلّ وأصيب عشرات آخرون بجروح في غارات جوية إسرائيلية استهدفت ستة منازل شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة فجر الخميس». وأفادت مصادر محلية بأن هناك عددا من المفقودين تحت ركام المنازل التي استهدفها القصف في خان يونس.

كما شن الطيران الإسرائيلي غارات على منطقة بيت لاهيا شمال القطاع، حيث أفادت وزارة الصحة في غزة عن «سقوط 24 شهيداً وعشرات الجرحى في قصف الاحتلال بيت عزاء في منطقة السلاطين في بيت لاهيا». وهربا من القصف الإسرائيلي الدامي في شمال القطاع الفلسطيني، استأنفت عائلات رحلة النزوح التي تكررت عدة مرات أثناء الحرب، حاملة معها بعض الأغراض.

وقبل الغارات الإسرائيلية الأخيرة، أكدت حماس أنها «لم تغلق باب التفاوض ولا حاجة إلى اتفاقات جديدة في ظل وجود اتفاق موقّع من كل الأطراف»، وفق ما قال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي للحركة الفلسطينية طاهر النونو الأربعاء. وأضاف «لا شروط لدينا، لكننا نطالب بالزام الاحتلال وقف العدوان وحرب الإبادة فورا، وبدء مفاوضات المرحلة الثانية وهذا جزء من الاتفاق الموقع».

وتابع النونو «أكدنا مرارا أننا جاهزون للتوصل لاتفاق والتزمنا بتنفيذ كافة بنوده لكن الاحتلال هو الذي يماطل ويعطّل ولديه نوايا مبيتة لاستئناف العدوان والحرب». لكنّ تصريحات حماس جبهت برفض من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي حذّر من أن المفاوضات حول الافراج عن الرهائن الذين لا يزالون في غزة «لن تجرى من الآن فصاعدا إلا تحت النار».