طوفان من نار يستبق وقف النار

بايدن أكد وجود ضمانات أميركية وفرنسية لتنفيذ الاتفاق... ونتنياهو قال إنه يريد التركيز على إيران وعزل «حماس»

دمار في ضاحية بيروت الجنوبية حيث اغتيل الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله (أ.ف.ب)
دمار في ضاحية بيروت الجنوبية حيث اغتيل الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله (أ.ف.ب)
TT

طوفان من نار يستبق وقف النار

دمار في ضاحية بيروت الجنوبية حيث اغتيل الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله (أ.ف.ب)
دمار في ضاحية بيروت الجنوبية حيث اغتيل الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله (أ.ف.ب)

استبقت إسرائيل الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بينها وبين «حزب الله» الذي يبدأ سريانه الرابعة فجر اليوم (الأربعاء) بتوقيت بيروت وتل أبيب (الثانية بتوقت غرينتش)، بـ«طوفان من نار»، إذ شنت أعنف غاراتها وهجماتها على معظم المناطق اللبنانية، خصوصاً العاصمة بيروت، وصولاً إلى الداخل السوري. ورد «حزب الله» من جانبه بعشرات الصواريخ باتجاه شمال إسرايل ووسطها.

وفيما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أمس، موافقة إسرائيل ولبنان على بنود الاتفاق وأن بلاده «ستقدم الدعم لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار في لبنان بالتعاون مع فرنسا»، علمت «الشرق الأوسط» أن اللجنة الخماسية التي تقودها الولايات المتحدة، وتضم أيضاً فرنسا، بالإضافة إلى لبنان وإسرائيل و«يونيفيل»، ستشرف على تنفيذ عمليات إخلاء «حزب الله» من مناطق الجنوب «على 3 مراحل، تتألف كل منها من 20 يوماً، على أن تبدأ الأولى من القطاع الغربي»، وأن الاتفاق حظي بموافقة الرئيس المتنخب دونالد ترامب. وحدد بايدن الرابعة بتوقيت بيروت وتل أبيب موعداً لبدء سريان الاتفاق.

وتلقى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اتصالا من بايدن تشاورا خلاله في الوضع الراهن وقرار وقف إطلاق النار.

وقبيل ساعات من عرض اتفاق وقف النار على مجلس حكومته مساء أمس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه «سيرد بقوة على أي انتهاك». وأضاف، في خطاب تلفزيوني: «سننفذ الاتفاق ونردّ بقوة على أي انتهاك. وسنواصل العمل معاً حتى النصر». وتابع: «هناك 3 أسباب للسعي إلى وقف إطلاق النار، هي: التركيز على إيران، وتجديد إمدادات الأسلحة المستنفدة، مع منح الجيش قسطاً من الراحة، وأخيراً عزل حركة «حماس». وعاش اللبنانيون حالة من الرعب والخوف، أمس (الثلاثاء)، في يوم هو الأعنف منذ بدء التصعيد في 23 سبتمبر (أيلول) الماضي.

وامتدّت كرة النار الإسرائيلية إلى سوريا، حيث أفيد عن قصف طال جسوراً وطرقات في منطقة القصير بمحافظة حمص، حيث يعتقد أن «حزب الله» ينشط بشكل واسع.


مقالات ذات صلة

عائدون إلى بعلبك يخططون للإقامة في الخيام فوق ركام منازلهم

المشرق العربي عائدون إلى بعلبك يخططون للإقامة في الخيام فوق ركام منازلهم

عائدون إلى بعلبك يخططون للإقامة في الخيام فوق ركام منازلهم

أُجبرت مئات العائلات على النزوح من منازلها حين بدأ القصف المكثف يستهدف بعلبك (شرق لبنان) والقرى المحيطة بها.

حسين درويش (بعلبك (شرق لبنان))
المشرق العربي عمليات ردم الحفر عند نقطة المصنع الحدودية (الشرق الأوسط)

استهداف المعابر مع سوريا يعرقل عودة النازحين

حال إقفال المعابر الشرعية اللبنانية مع سوريا، دون عودة كثيفة للنازحين اللبنانيين من سوريا

حسين درويش (شرق لبنان)
المشرق العربي ليلة الاستعداد للعودة في مراكز الإيواء: فرحة تنتظر الأمان المؤجل

ليلة الاستعداد للعودة في مراكز الإيواء: فرحة تنتظر الأمان المؤجل

في مراكز الإيواء، يتحضرون للعودة إلى منازلهم وقراهم بالجنوب والنبطية والضاحية الجنوبية لبيروت، منذ إعلان سريان وقف إطلاق النار في لبنان.

حنان حمدان (بيروت)
شؤون إقليمية جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب) play-circle 01:01

الجيش الإسرائيلي يحظر توجه السكان إلى جنوب نهر الليطاني ليلاً

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأربعاء)، حظر التجول على سكان جنوب لبنان المتوجهين إلى جنوب نهر الليطاني.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي الحكومة العراقية خلال اجتماع أقرت فيه بالتراجع عن استقطاع رواتب الموظفين (إعلام حكومي)

استقطاع الرواتب لـ«دعم لبنان» يثير غضباً في العراق

اضطرت الحكومة العراقية للتراجع عن قرارها باستقطاع 1 % من مرتبات الموظفين في القطاع العام والمتقاعدين لتقديم مساعدات مالية إلى غزة ولبنان

فاضل النشمي (بغداد)

«انتصار للبيت الأبيض»... صحف تحلل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

نازحون في أثناء عودتهم إلى قراهم بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» الذي دخل حيز التنفيذ يوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024... الصورة في أبلح شرقي لبنان (أ.ب)
نازحون في أثناء عودتهم إلى قراهم بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» الذي دخل حيز التنفيذ يوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024... الصورة في أبلح شرقي لبنان (أ.ب)
TT

«انتصار للبيت الأبيض»... صحف تحلل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

نازحون في أثناء عودتهم إلى قراهم بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» الذي دخل حيز التنفيذ يوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024... الصورة في أبلح شرقي لبنان (أ.ب)
نازحون في أثناء عودتهم إلى قراهم بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» الذي دخل حيز التنفيذ يوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024... الصورة في أبلح شرقي لبنان (أ.ب)

دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، الموقع مساء الثلاثاء، حيز التنفيذ، يوم الأربعاء، بعد أكثر من عام من القتال عبر الحدود، وشهرين من الحرب المفتوحة بين الدولة العبرية والميليشيا المدعومة من إيران. وبينما سارعت صحف حول العالم لعرض تحليلاتها بشأن الاتفاق، رأت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن التحدي الذي يواجه إسرائيل هو إثبات أن الاتفاق «ليس مجرّد وعد فارغ»، ورأى موقع «بوليتيكو» الأميركي أن الاتفاق «انتصار كبير للبيت الأبيض»، فيما تساءلت صحيفة «إل باييس» الإسبانية إذا كان وقف إطلاق النار هذا سيكون نهاية فعلية للحرب.

جنود لبنانيون على مركبات لدى وصولهم إلى صور بعد سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» في صور بلبنان 27 نوفمبر 2024 (رويترز)

«أفضّل أن نواصل القتال»

قالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية في افتتاحيتها، إنه «بالنسبة لسكان الشمال (في إسرائيل)، يبدو هذا الاتفاق مألوفاً للغاية. لقد رأوا اتفاقيات من هذا النوع من قبل، لكنهم رأوا (حزب الله) يزداد قوة... إن مطالبة سكان الشمال بالثقة بوعد دبلوماسي آخر يتطلب أكثر من مجرد كلمات. وهذا يتطلب إجراءات ملموسة والتزاماً ثابتاً بسلامتهم. التحدي الذي يواجه إسرائيل هو إثبات أن هذا الاتفاق ليس مجرد وعد فارغ آخر».

ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، صوت الإسرائيليين المنقسمين بشأن الاتفاق، من الذين أخلوا البلدات الحدودية مع لبنان جراء الحرب –وعددهم نحو 60 ألفاً. ويستعرض الموقع الإعلامي قصة ميرو فاكنين، صاحب صالون تجميل في نهاريا، نهاراً، وعضو فريق التدخل في الكيبوتس، ليلاً، والمعارض الشرس لوقف إطلاق النار. يقول للصحيفة: «على الرغم من الصعوبات في حياتي الشخصية، أفضّل أن نواصل القتال ونوافق على وقف إطلاق النار فقط عندما نسيطر حقاً على الوضع». وفي منطقة أخرى، أعلن زوجان أنهما يؤيدان وقف إطلاق النار لأنهما يعتقدان أن المشكلات يجب حلها بالاتفاق لا بالقوة.

الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث إلى وسائل الإعلام خلال صعوده إلى طائرة الرئاسة في قاعدة «أندروز» المشتركة بولاية ماريلاند الأميركية 26 نوفمبر 2024 (أ.ب)

«انتصار كبير للبيت الأبيض»

وينص الاتفاق المتفاوَض عليه بشكل خاص على فترة ستين يوماً يتعين خلالها على الجيش الإسرائيلي الانسحاب من جنوب لبنان، وانتشار الجيش اللبناني في المناطق الحدودية، ونقل «حزب الله» أسلحته الثقيلة شمال نهر الليطاني. وهذه الهدنة، كما يحللها الموقع الإعلامي الأميركي «بوليتيكو»، «انتصار كبير للبيت الأبيض الذي سعى إلى وضع اللمسات النهائية على التهدئة مع (حزب الله) خلال الأسابيع الأخيرة من رئاسة جو بايدن».

وتتساءل صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية: «السؤال هو: هل وقف إطلاق النار الذي أعلنه (الرئيس الأميركي) سيكون بمثابة ختام لجهوده الدبلوماسية في الشرق الأوسط أم نقطة انطلاق نحو اتفاقيات أكثر جذرية يمكن أن تُنهي الحرب في نهاية المطاف؟». وأشارت الصحيفة إلى أنه «وقبل 55 يوماً من نهاية ولايته، يدخل جو بايدن في سباق مع الزمن». وتابعت: «إنه (بايدن) يفضّل أن يتذكره الناس بوصفه الرئيس الذي وضع الشرق الأوسط على الطريق نحو تسوية دائمة للعداوات الطويلة الأمد بدلاً من كونه الشخص الذي ترك كارثة لخليفته».

وفي افتتاحيتها، تحث صحيفة «لوريان لو جور» اللبنانية التي تصدر بالفرنسية، «حزب الله» على «إثبات أنه لبناني أكثر من كونه فارسياً». وتضيف: «إنه مدين لنا جميعاً، وليس فقط للطائفة الشيعية، التي تأثرت بشكل خاص برهاناته الخاطئة...».

أشخاص يمشون أمام مبنى مدمَّر بعد سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» في صور بلبنان 27 نوفمبر 2024 (رويترز)

«نهاية فعلية للحرب؟»

وفي إسبانيا، تعتقد صحيفة «إل باييس» أن «وقف الأعمال العدائية هو دائماً خبر جيد، ولكن هل وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان هو نهاية الحرب؟»، تتساءل صحيفة مدريد اليومية.

وفي عددها الصادر يوم الأربعاء، أشارت صحيفة «التايمز» اليومية الإنجليزية إلى أن «الدبلوماسيين الغربيين ومعظم دول الشرق الأوسط يأملون في أن يكون (الاتفاق) بمثابة تهدئة للتوترات الإقليمية بعد أشهر من تصاعد العنف الذي شمل اغتيال قادة (حزب الله) و(حماس) ومواجهة (إسرائيلية) مباشرة مع إيران».