واشنطن تحبط مشروعاً لوقف النار في غزةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5083803-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D8%AA%D8%AD%D8%A8%D8%B7-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9%D8%A7%D9%8B-%D9%84%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%B2%D8%A9
المندوب الأميركي البديل لدى الأمم المتحدة روبرت وود يرفع يده لنقض مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال اجتماع لمجلس الأمن (أ.ف.ب)
خرجت الولايات المتحدة عن إجماع بقية أعضاء مجلس الأمن، مستخدمة حق «الفيتو» لإبطال مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، فضلاً عن رفض تجويع الفلسطينيين وتوصيل المساعدات إلى كل أنحاء القطاع.
وباستثناء الولايات المتحدة، صوتت بقية الدول الـ14 لصالح القرار بعدما راهن دبلوماسيون على امتناع إدارة الرئيس جو بايدن عن التصويت، مما يسمح بتمرير قرار جديد ذي مغزى على غرار ما فعلته إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما عندما امتنعت واشنطن عن التصويت عام 2016 لتمرير القرار «2234» الذي يطالب إسرائيل بوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية منذ حرب يونيو (حزيران) 1967، ووصفها بغير شرعية بموجب القانون الدولي.
وفي غزة، يبدو أن إسرائيل بدأت في تنفيذ خطتها لاحتلال يمتد سنوات، إذ جرت اتصالات مع شركة أمنية أميركية لتولي أمر توزيع المساعدات الإغاثية في القطاع أثناء السيطرة الإسرائيلية. وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش: «ستكون بمثابة سيطرة عملياتية طويلة المدى على قطاع غزة». وأردف: «(حماس) لديها ذراع عسكرية وهناك ذراع مدنية. هاتان الذراعان يجب أن تختفيا عن وجه الأرض».
وسط محادثات واتصالات وجولات للوسطاء، دخلت مفاوضات الهدنة في قطاع غزة مرحلة «حاسمة» عبر اجتماعات فنية، وسط حديث عن «جهود مكثفة» من القاهرة والدوحة مع جميع.
تخوض قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية معارك مع مقاتلين إسلاميين في مدينة جنين منذ أيام، في محاولة لفرض سيطرتها على أحد المعاقل التاريخية للفصائل المسلحة.
أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تناولت العلاقات بين البلدين والقضايا الإقليمية، وفي مقدمتها التطورات في سوريا.
مصدر في «حماس» أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الاتفاق متوقع خلال أيام، يشمل عودة النساء والأطفال إلى شمال غزة، وتسليم معبر رفح للسلطة، ولا يتضمن انسحاباً كاملاً.
كفاح زبون (رام الله)
«يريدون طردنا»... حي فلسطيني في القدس الشرقية مهدد بالهدمhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5092735-%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%B7%D8%B1%D8%AF%D9%86%D8%A7-%D8%AD%D9%8A-%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%87%D8%AF%D8%AF-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AF%D9%85
فلسطينيون من عائلة أبو دياب يتفقدون أنقاض منزلهم بعد هدمه من قبل القوات الإسرائيلية في حي البستان بالقدس الشرقية (أ.ف.ب)
القدس:«الشرق الأوسط»
TT
القدس:«الشرق الأوسط»
TT
«يريدون طردنا»... حي فلسطيني في القدس الشرقية مهدد بالهدم
فلسطينيون من عائلة أبو دياب يتفقدون أنقاض منزلهم بعد هدمه من قبل القوات الإسرائيلية في حي البستان بالقدس الشرقية (أ.ف.ب)
ينحني فخري أبو دياب على الأرض ويلتقط حجراً من بين أنقاض منزله الذي هدمته بلدية القدس الإسرائيلية في حي البستان بالقدس الشرقية المحتلة بحجة بنائه من دون رخصة، ويقول: «يريدون طردنا من المنطقة».
في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) وبينما كان الأميركيون ينتخبون رئيساً، قامت جرافات بلدية القدس بهدم 7 منازل في الجزء الشرقي من الحي، بينهم منزل الناشط أبو دياب الذي هُدم للمرة الثانية.
ويقول أبو دياب، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن الإسرائيليين «يريدون تصفية وجودنا وطردنا من المنطقة... إنه تطهير عرقي. لكن سنبقى في أراضينا في البستان، في خيمة أو تحت شجرة».
«مناطق خضراء»
وتُعدّ هذه المنازل بين نحو 115 مسكناً آخر يقطنها نحو 1500 فلسطيني مدرجة على لائحة للهدم ضمن مخطط لبلدية القدس «يوفّر حلاً لمشكلة البناء غير القانوني، ويسمح ببناء البنية التحتية المناسبة والمباني العامة الجديدة لسكان الحي، كما تعيد معظم المنطقة إلى هدفها الأصلي، منطقة خضراء لرفاهية الجمهور في الحي».
ويقع حي البستان وسط بلدة سلوان جنوب البلدة القديمة، أزقته متلاصقة فيها أشجار وأسوار خُطّت عليها رسوم غرافيتي بعضها تطالب بـ«إنقاذ سلوان».
وتشير جمعية «عير عميم» الحقوقية الإسرائيلية المناهضة للاستيطان إلى أن تصنيف المناطق الخضراء التي لا تمنح فيها تراخيص بناء أمر «شائع» في القدس الشرقية، وهدفه «قمع التنمية السكنية بين الفلسطينيين مع تمكين الاستيلاء على أراضيهم لصالح المصالح الإسرائيلية».
أما السكان الفلسطينيون فيعبّرون عن قناعة بأن البلدية تسعى إلى ربط الحي بمدينة داوود التي تقع فوقه، بالبؤر الاستيطانية في حي بطن الهوى على الطرف المقابل للحي.
بدأ الاستيطان في سلوان من ثمانينات القرن الماضي. ويعتبر المجتمع الدولي الاستيطان غير قانوني في المناطق التي تحتلها إسرائيل، وبينها القدس منذ عام 1967، وقد ضمتها في عام 1980.
ويقول المستوطنون إن علاقاتهم توراتية بالمكان، مؤكدين أن الملك داوود كان قد أقام مدينته فيه قبل 3 آلاف عام.
ويعيش مئات المستوطنين بين نحو 50 ألف فلسطيني في سلوان، ويمكن تمييز منازلهم من خلال الأعلام الإسرائيلية المرفوعة على الأسطح والنوافذ ومن خلال كاميرات المراقبة المزروعة عليها.
ويعاني الفلسطينيون في القدس الشرقية من أزمة سكن ولا تمنحهم البلدية الإسرائيلية أذونات بناء إلا بنسب قليلة جداً لا تتوافق مع الزيادة السكانية.
«خوفاً من الانتقام»
وكان منزل أبو دياب قد هُدم مرة أولى في فبراير (شباط) الماضي، فأعاد بناءه.
ويقول بأسى: «هذه المرة أتعبوني»، مضيفاً: «البيت القديم مبني منذ خمسينات القرن الماضي، ولدت وترعرعت وتزوجت وأنجبت أولادي هنا».
اليوم، يعيش أبو دياب في كرافان بجانب أنقاض منزله. ويقول «حتى الكرافان مهدّد بالهدم، أولادي استأجروا خارج سلوان».
ويوضح أن البلدية عرضت على السكان الفلسطينيين منحهم أراضي في حي بيت حنينا (شمالاً)، لكنهم رفضوا.
في الجوار، كان عمر الرويضي يجلس حول موقد نار مع ابنه بجانب أنقاض منزله ومنازل 4 من أشقائه هدمتها جرافات البلدية.
ويقول الرويضي متعباً: «نحو 30 شخصاً أصبحوا بلا مأوى بينهم 12 قاصراً».
ويتابع: «منذ عام 2004، نخوض المحاكم ودفعنا عشرات الآلاف، لكن دون جدوى».
وحاولت «وكالة الصحافة الفرنسية» التواصل مع عائلات تلقت قرارات هدم من بلدية القدس، لكنها رفضت «خوفاً من الانتقام»، على حدّ تعبيرها.
تقول «عير عميم» إنه منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وصلت عمليات هدم المنازل في جميع أنحاء القدس الشرقية إلى مستويات غير مسبوقة، وتم ما بين 1 يناير (كانون الثاني) ونوفمبر (تشرين الثاني) 2024، هدم 154 منزلاً.
«جريمة»
في 13 نوفمبر، هدمت الجرافات جمعية البستان التي ينتسب إليها 1500 فلسطيني من أعمار مختلفة معظمهم من المراهقين إلى جانب خيمة التضامن مع أهالي الحي التي تقع على سطحها وشقة سكنية.
ويقول مدير الجمعية، قتيبة عودة، إن الجمعية كانت تقدّم خدمات عدة لمنتسبيها، مثل بناء وتعزيز المهارات والقدرات والتدريبات الرياضية والثقافية وكانت منصة للفرص مع شراكة مع أكثر من 21 مدينة وبلدية فرنسية وغيرها من الخدمات.
ويضيف عودة أنها كانت «الملاذ الآمن والمتنفس الحضاري في ظل عدم وجود أي مركز خدماتي مجتمعي» في الحي.
ويعبّر عن حزنه على هدم الخيمة التي أقامها السكان في عام 2009 بهدف المطالبة بوقف الاستيطان، والتي «استقبلت وفوداً دبلوماسية ومتضامنة على مدار 20 عاماً وكانت مكاناً لأهالي البستان ليقولوا من خلاله لا لهدم منازلنا».
ويقول عودة: «هم لم يهدموا مبنى، هدموا ذكرياتنا، أحلامنا، تعبنا. حتى اليوم، يمرّ الأطفال أثناء عودتهم من المدرسة ويقفون قرب أنقاض» الجمعية التي كان من بين أنشطتها المسرح الخشبي والألعاب التعليمية.
ويرى عودة أن «ما يحصل هنا جريمة حرب ونقل قسري».
وفي أعقاب هدم الجمعية، طلبت فرنسا التي موّلت أنشطة للجمعية تفسيراً من السلطات الإسرائيلية.
وكانت كندة بركة (15 عاماً) من بين الذين يرتادون الجمعية. وتقول إنه بهدمها، فقدت «البيت الآمن».
وتضيف: «شعرت بعد هدم الجمعية بأنهم يمكن أن يهدموا منزلي. بكيت كثيراً».
وتواصل السير مع صديقاتها في أزقة حي البستان، قبل أن تشير كندة بركة إلى قناعتها بأن هدف الهدم هو أنهم «يريدون تقليص عدد السكان الفلسطينيين لصالح المستوطنين»، وجعل سلوان «ذات أغلبية يهودية».
أما عمر الرويضي فيؤكد: «نحن لن نخرج من المنزل، لن نخرج من سلوان، خارج سلوان نختنق».