إجراءات سورية ــ روسية لتجنب فتح «جبهة الجولان»

موسكو تدفع لاجتماع «أستانا» قبل نهاية العام

أحد أفراد الشرطة العسكرية الروسية قرب الجولان السوري المحتل (أرشيفية - أ.ف.ب)
أحد أفراد الشرطة العسكرية الروسية قرب الجولان السوري المحتل (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

إجراءات سورية ــ روسية لتجنب فتح «جبهة الجولان»

أحد أفراد الشرطة العسكرية الروسية قرب الجولان السوري المحتل (أرشيفية - أ.ف.ب)
أحد أفراد الشرطة العسكرية الروسية قرب الجولان السوري المحتل (أرشيفية - أ.ف.ب)

قيّدت دمشق تحركات «أصدقائها» من الميليشيات الإيرانية و«حزب الله» اللبناني خشية جرها إلى حرب مع إسرائيل في الجولان المحتل، وذلك عبر إصدار أوامر عسكرية صارمة بالاتفاق مع الروس.

وبعد إقدام دمشق على الحدّ من التحركات في المنطقة المحاذية للجولان، وسّعتها لتشمل محافظات ريف دمشق وحمص وبادية حمص، التي يحتمل أن تنطلق منها طائرات مسيّرة نحو الجولان المحتل والعمق الإسرائيلي، وذلك حسب تقرير لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان».

ومع تزايد احتمالات توسع الحرب التي تشنها إسرائيل ضد «حزب الله» في لبنان لتشمل سوريا، ومحاولة دمشق تجنب هذه الحرب، عادت موسكو للحديث عن دفع «مسار أستانا» المتعلق بإيجاد حل سياسي للوضع السوري، والدفع باتجاه عقد اجتماع جديد.


مقالات ذات صلة

عائلات المحتجزين الإسرائيليين تطالب الحكومة بصفقة تبادل «فوراً»

شؤون إقليمية عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تشكو من أن الحكومة تتجاهل مصيرهم (أ.ف.ب)

عائلات المحتجزين الإسرائيليين تطالب الحكومة بصفقة تبادل «فوراً»

طالب منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين، الخميس، الحكومة بالاستفادة من مقتل زعيم حركة «حماس» يحيى السنوار المحتمل لضمان صفقة رهائن فورية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي أشخاص يحاولون انتشال رجل من تحت الأنقاض بعد القصف الإسرائيلي على جباليا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

بينهم أطفال... قتلى جراء غارة إسرائيلية على مدرسة بجباليا في غزة

كشف مدحت عباس المسؤول بوزارة الصحة في غزة لوكالة «رويترز» أن 19 فلسطينياً على الأقل بينهم أطفال قتلوا اليوم (الخميس) بعد أن أصابت غارة إسرائيلية مدرسة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي أطفال نازحون بسبب الحرب يلعبون في ساحة مُجمّع تحول مركز إيواء وسط بيروت (أ.ف.ب)

بين الكوليرا والجـرَب... أمراض عدة تهدّد النازحين اللبنانيين في مراكز الإيواء المكتظة

تعجّ المدارس التي فتحت أبوابها لتصبح مراكز إيواء بأعداد ضخمة من النازحين، حيث يكثُر الحديث عن إمكانية تحولها بؤراً للأوبئة والأمراض حال غياب خطة حكومية.

تمارا جمال الدين (بيروت)
شؤون إقليمية صورة وزّعها مكتب نتنياهو خلال المكالمة التي أُجريت مع الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء

نتنياهو وافق على «قائمة أهداف» لضربها داخل إيران

وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مجموعة من الأهداف لتوجيه ضربة إلى إيران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي عناصر من الدفاع المدني ينقلون جثة مواطن قُتل بغارة إسرائيلية في قانا (أ.ف.ب)

إسرائيل تتمسك بـ«التفاوض تحت النار»

أبدت إسرائيل تمسكها بإجراء مفاوضات حول الحرب في لبنان، «تحت النار»، على وقع غارات جوية، وتوغلات برية واشتباكات عنيفة في المنطقة الحدودية في جنوب لبنان.

نذير رضا (بيروت)

ضغوط أميركية تلجم مؤقتاً استباحة قتل المدنيين في لبنان

رجل يعبر سوق مدينة النبطية المدمّرة بالقصف الإسرائيلي (أ.ب)
رجل يعبر سوق مدينة النبطية المدمّرة بالقصف الإسرائيلي (أ.ب)
TT

ضغوط أميركية تلجم مؤقتاً استباحة قتل المدنيين في لبنان

رجل يعبر سوق مدينة النبطية المدمّرة بالقصف الإسرائيلي (أ.ب)
رجل يعبر سوق مدينة النبطية المدمّرة بالقصف الإسرائيلي (أ.ب)

بدّلت إسرائيل من سلوكها، ولو بشكل محدود، في تنفيذ أهدافها العسكرية في لبنان، وبدأت بتوجيه إنذارات وتحذيرات لسكان المباني التي تستعدّ لقصفها بضرورة إخلائها. وهذا ما فعلته قبل الغارات التي شنّتها على بلدات تمنين وسرعين والسفري في البقاع اللبناني، وقبلها على مبانٍ سكنية في أحياء حارة حريك وبرج البراجنة والليلكي، في ضاحية بيروت الجنوبية، وذلك تجنباً لسقوط ضحايا من المدنيين أو للحدّ من أعدادهم.

وتعددت القراءات حيال التغيير في النهج الإسرائيلي الذي لم يحرص على أرواح المدنيين منذ بدء الحرب الواسعة على لبنان، بدليل الغارات العنيفة على مناطق النويري والبسطة والباشورة والكولا في قلب العاصمة بيروت، والتي أوقعت عشرات القتلى والجرحى، وكذلك الغارة التي استهدفت منزلاً يقطنه نازحون في بلدة أيطو في قضاء زغرتا (شمال لبنان)، والتي أوقعت 23 قتيلاً من المدنيين، غالبيتهم من النساء والأطفال، وأكثر من 120 جريحاً.

صورة متداولة لأحد التحذيرات التي تنشرها إسرائيل قبل الاستهداف

وبحسب المعطيات، فإن هذا التراجع مردّه إلى ضغوط أميركية كبيرة مورست على إسرائيل في الأيام القليلة الماضية. وأوضح مصدر وزاري لبناني أن «الاتصال المطوّل بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي أعقب الغارة الإسرائيلية على منطقتي النويري والبسطة في بيروت، ساهم في تغيير السلوك الإسرائيلي».

وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن الجانب الأميركي «قطع وعداً لرئيس الحكومة بتجنيب المدنيين الاستهدافات الإسرائيلية، والحفاظ على أرواحهم»، مشيراً إلى أن ميقاتي «عبّر باسم الدولة وكلّ الشعب اللبناني عن غضبه حيال استباحة إسرائيل أرواح المدنيين في بيروت وكلّ المناطق، وإمعانها في تدمير المباني السكنية فوق رؤوس ساكنيها وتحويلها إلى ركام».

الدخان يتصاعد جراء غارات جوية استهدفت مدينة النبطية جنوب لبنان (أ.ف.ب)

وشدد المصدر الوزاري على أن «الاتصال الذي جرى بين الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، تمحور في معظمه حول الضربة الإسرائيلية المزمعة ضدّ إيران، لكنّه تطرق إلى العمليات الإسرائيلية في لبنان وغزّة التي يذهب ضحيتها الأبرياء من دون مبرر، وركّز على ضرورة إبعاد المدنيين عن الأهداف العسكرية التابعة لـ(حزب الله)، لكن رغم ذلك ليس ثمة ضمانات حقيقية بأن يلتزم نتنياهو لوقت طويل بهذه المطالب، بدليل استهداف سرايا النبطية وتدمير المبنى البلدي للمدينة وقتل عشرات المدنيين داخله، بمن فيهم رئيس البلدية وأعضاء في المجلس البلدي».

وكان الجيش الإسرائيلي وجّه إنذارات عند ساعات الصباح الأولى من يوم الخميس، إلى أهالي بلدات تمنين وسرعين والسفري في البقاع اللبناني، ودعاهم إلى إخلاء عدد من المباني في البلدات المذكورة. ولم تمضِ بضع دقائق على هذه الإنذارات حتى نفّذ الطيران الإسرائيلي غارات عليها ودمرها بالكامل.

صورة متداولة لأحد التحذيرات التي تنشرها إسرائيل قبل الاستهداف

ورأى مصدر دبلوماسي أن العمليات الإسرائيلية في لبنان «بدأت تشكل قلقاً للأميركيين، جرّاء سقوط مئات القتلى والجرحى، ولا سيما أن أغلب الغارات كانت خالية من أي هدف عسكري». وأشار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «تراجع الغارات على الضاحية الجنوبية في الأسبوع الأخير، مردّه إلى الضغوط الأميركية الهائلة على تلّ أبيب، وخصوصاً أن إدارة الرئيس جو بايدن اكتشفت أن الضربات على الضاحية أضحت بلا هدف؛ أي إنه لم يعد هناك قادة لـ(حزب الله) في الضاحية يمكن اغتيالهم، ولا وجود لسلاح استراتيجي مثل الصواريخ الثقيلة والمسيّرات».

خشية دولية

وبعد أن فقدت تلّ أبيب الحجة التي تبرر إصرارها على قصف المناطق السكنية المأهولة وترويع الآمنين ومطاردة النازحين من منطقة لأخرى، يسود اعتقاد لدى جهات دولية بأن هذه الحرب بدأت تخرج عن أهدافها، وهو ما تُرجم بالسجال الذي دار بين نتنياهو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أيام.

وأكد المصدر الدبلوماسي أن «سقوط أعداد هائلة من القتلى والجرحى والتدمير الذي تنفذه إسرائيل، عمّم الخوف لدى الشارع المسيحي والشارع السنّي في لبنان، وهذا أمر بدأ يزعج الأميركيين إلى حدّ كبير»، مشيراً إلى أن «الإدارة الأميركية ينتابها القلق من موجة الاستياء التي تسود الرأي العام الدولي حيال تمادي إسرائيل في جرائمها».

رجل يعبر سوق مدينة النبطية المدمّرة بالقصف الإسرائيلي (أ.ب)

وأوضح أن «مسلسل قتل المدنيين في بيروت والبقاع والشمال، وآخره جريمة قتل رئيس بلدية النبطية وأعضاء المجلس خلال توزيع المساعدات على النازحين، بات عبئاً على الأميركيين لا يمكن تحمّله»، مشيراً إلى أن «تراجع العمليات في الضاحية الجنوبية وبيروت وإعطاء الإنذارات بإخلاء المباني قبل استهدافها، يؤشر إلى أن الضغوط الأميركية بدأت تؤتي أكلها، لكن لا ضمانات بالتزام إسرائيل بشكل دائم».