دول تبدأ بإجلاء رعاياها من لبنان وأخرى تستعد

بدأت دول عدّة بإجلاء رعاياها من لبنان إثر إعلان إسرائيل البدء بعملية برية ضد «حزب الله» في جنوب لبنان.

من داخل «مطار رفيق الحريري الدولي» في بيروت (أرشيفية - رويترز)
من داخل «مطار رفيق الحريري الدولي» في بيروت (أرشيفية - رويترز)
TT

دول تبدأ بإجلاء رعاياها من لبنان وأخرى تستعد

من داخل «مطار رفيق الحريري الدولي» في بيروت (أرشيفية - رويترز)
من داخل «مطار رفيق الحريري الدولي» في بيروت (أرشيفية - رويترز)

بدأت دول عدّة بإجلاء رعاياها من لبنان إثر إعلان إسرائيل البدء بعملية برية ضد «حزب الله» في جنوب لبنان، وذلك بعدما كانت قد دعت مواطنيها مراراً إلى المغادرة، كما أوقفت معظم شركات الطيران رحلاتها إلى بيروت.

ويوم الثلاثاء أعلنت الخارجية التركية أن الاستعدادات جارية بالتنسيق مع نحو 20 دولة لإجلاء الرعايا الأجانب من لبنان عبر تركيا.

وكانت قد أبحرت سفينة للبحرية الفرنسية، الاثنين، من جنوب شرق فرنسا لتتوقف قبالة لبنان في إجراء «وقائي»، في حال تطلبت الحاجة إجلاء مواطنين فرنسيين، وفق ما أعلنت رئاسة أركان الجيوش. والسفينة هي حاملة مروحيات برمائية انطلقت من ميناء تولون على أن تصل إلى شرق المتوسط «خلال خمسة إلى ستة أيام». ويقيم نحو 23 ألفاً من الفرنسيين أو الفرنسيين اللبنانيين في لبنان.

أتى ذلك بعدما كانت ألمانيا قد أرسلت الاثنين طائرة عسكرية إلى بيروت بهدف إجلاء موظفين في السفارة الألمانية في لبنان وعائلاتهم. وأوضحت الحكومة أن العملية ستشمل أيضاً موظفين في منظمات ألمانية أخرى وعائلاتهم، إضافة إلى مواطنين مهددين لدواع طبية. ويبلغ عدد المواطنين الألمان المسجلين لدى خلية الأزمة التابعة للممثلية الدبلوماسية في لبنان نحو 1800 شخص.

كذلك، كانت المملكة المتحدة قد أعلنت مساء الاثنين أنها استأجرت طائرة تجارية مخصصة لمواطنيها الراغبين في مغادرة لبنان. وستغادر هذه الطائرة مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت الأربعاء. وأعلنت لندن الأسبوع الفائت نشر 700 جندي في قبرص بهدف التحضير لإجلاء محتمل لرعاياها من لبنان.

بدورها أعلنت بولندا، الثلاثاء، نيتها خفض عدد أفراد طاقمها الدبلوماسي في لبنان «بالنظر إلى التوتر المتصاعد»، ومساعدة «بضع عشرات» من المواطنين البولنديين الراغبين في مغادرة البلد في رحلات تجارية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية البولندية بافيل فرونسكي إن بلاده ترغب في إبقاء الطاقم الأساسي في السفارة، لافتاً إلى أن «خمسة عشر» موظفاً سيغادرون لبنان «في مرحلة أولى».

كذلك تم إجلاء ما مجموعه 89 بلغارياً، خصوصاً عائلات تضم أطفالاً، من لبنان، وقد وصلوا إلى صوفيا عصر الاثنين، على أن تلحق بها طائرة أخرى.

ويقيم نحو 400 بلغاري في لبنان، وأبدى 160 منهم إلى الآن رغبتهم في مغادرة هذا البلد، بحسب نائبة وزير الخارجية إيلينا شيكرليتوفا.

والاثنين كانت كندا أعلنت أنها حجزت 800 مقعد على رحلات تجارية لمساعدة مواطنيها في مغادرة لبنان. وثمة 45 ألف كندي في لبنان، والرحلة المقبلة مقررة الثلاثاء. كذلك نشر الجيش الكندي موارد في قبرص للحالات الطارئة، في حال تعذر تسيير الرحلات التجارية. وقبل ذلك كانت قد نظمت البرتغال، مساء السبت، رحلة عسكرية لإجلاء 28 من مواطنيها وعائلاتهم من لبنان من طريق قبرص، أي ما مجموعه 44 شخصاً.

هذا في وقت لا تزال فيه عدد من الدول تكرر الدعوة لرعاياها لمغادرة لبنان. وحثّت وزارة الخارجية في بروكسل الثلاثاء في تعليقات لوكالة الأنباء البلجيكية (بلجا) المواطنين البلجيكيين على مغادرة لبنان في أقرب وقت ممكن، فيما ذكرت وكالة الأنباء الهولندية (إيه إن بي) أن هولندا ستعيد مواطنيها من لبنان في وقت بدأت فيه وحدات عسكرية إسرائيلية في تنفيذ توغلات.


مقالات ذات صلة

مستشفيات جنوب لبنان تنفض عنها آثار الحرب... وتحاول النهوض مجدداً

المشرق العربي عامل رعاية صحية يسير في مستشفى نبيه بري الحكومي في النبطية بجنوب لبنان (رويترز)

مستشفيات جنوب لبنان تنفض عنها آثار الحرب... وتحاول النهوض مجدداً

تحاول المستشفيات في جنوب لبنان، النهوض مجدداً رغم الصعوبات، بعد انتهاء الحرب، بينما لا تزال مجموعة منها، لا سيّما الواقعة في القرى الحدودية، متوقفة عن العمل.

حنان حمدان (بيروت)
شؤون إقليمية جنود من قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يُسلّم «اليونيفيل» 7 لبنانيين كان يحتجزهم

سلّم الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأحد)، قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) 7 لبنانيين كان يحتجزهم.

«الشرق الأوسط» (بيروت )
المشرق العربي رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط ونجله تيمور خلال اللقاء مع الشرع (أ.ف.ب)

جنبلاط يلتقي الشرع في «قصر الشعب»: عاشت سوريا حرة أبية

في زيارة هي الأولى لزعيم ومسؤول لبناني إلى دمشق بعد سقوط النظام، التقى رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط القائد العام للإدارة الجديدة أحمد الشرع.

«الشرق الأوسط» (بيروت - دمشق)
المشرق العربي البطريرك الماروني بشارة الراعي (الوكالة الوطنية)

«كباش» بين جعجع وباسيل على المرجعية المسيحية رئاسياً

لا تزال الحركة الناشطة على صعيد الملف الرئاسي «من دون بركة»، كما يؤكد مصدر معني بالمشاورات الحاصلة.

بولا أسطيح (بيروت)
يوميات الشرق يستيقظ ريكاردو كرم يومياً مع أفكار جديدة لا يهدأ قبل أن تتحقّق (من حفل عام 2023)

«النجوم تلمع أملاً» من أجل فنان لبنان المُلقى في النسيان

3 عقود في الإعلام والحوارات، جعلت اسم ريكاردو كرم اختزالاً للصدقية والشفافية. وبالتحاق الشغف والمحبة بالفضيلتَيْن المتراكمتَيْن، يضمن التجاوب وحماسة الخيِّرين.

فاطمة عبد الله (بيروت)

«مجلس سوريا الديمقراطية» يعول على وساطة واشنطن وباريس أمام حشد أنقرة

مسؤولون من الإدارة الذاتية الكردية أمام مقرها في مدينة الرقة شمال سوريا (الشرق الأوسط)
مسؤولون من الإدارة الذاتية الكردية أمام مقرها في مدينة الرقة شمال سوريا (الشرق الأوسط)
TT

«مجلس سوريا الديمقراطية» يعول على وساطة واشنطن وباريس أمام حشد أنقرة

مسؤولون من الإدارة الذاتية الكردية أمام مقرها في مدينة الرقة شمال سوريا (الشرق الأوسط)
مسؤولون من الإدارة الذاتية الكردية أمام مقرها في مدينة الرقة شمال سوريا (الشرق الأوسط)

أعلن «مجلس سوريا الديمقراطية» الجناح السياسي للإدارة الذاتية وقوات «قسد»، الاستعداد للحوار مع تركيا بعدما أظهر الصراع الذي يدور في الشمال السوري ما قال مسؤوله إنه «نيات تركيا السيئة»، وأن «قوات سوريا الديمقراطية» ستُدمج في الجيش السوري.

وفي مقابل الحشد والتوعد التركي ضد المسلحين الأكراد، كشف رياض درار رئيس المكتب الاستشاري لمجلس «مسد» في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن المبعوثين الأميركي سكوت بولز ونظيره الفرنسي فابريس ديبليشان، يعملان على نزع فتيل الحرب مع تركيا وقال: «لأننا نريد فعلاً الوصول إلى استقرار، بالنسبة لتركيا وفصائلها فإنها تهدد بقتال الكرد وقوات (قسد)، حيث إن فصائل (فجر الحرية) لم تشارك في حملة دمشق، واكتفت باحتلال تل رفعت بريف حلب، وحيي الأشرفية وشيخ مقصود بحلب، حيث الغالبية الكردية».

ويرى هذا المسؤول البارز أن «أفضل طريق للسلام مع تركيا هو نزع السلاح من المناطق المهددة، والدخول في حوارات سياسية مباشرة» في إشارة إلى مدينة عين العرب الواقعة بالريف الشرقي لمحافظة حلب شمالاً.

وقال درار: «حتى لا يبقى لدى تركيا حجج وذرائع لهجوم كوباني لأنها رمز للحرية والمقاومة، يريدون كسر إرادتها، وأنقرة تحرض هذه الفصائل على القتال، كما فعلوا في منبج عندما دخلوها ونهبوها».

أفراد من «قسد» خلال تشييع خمسة عناصر قُتلوا في منبج بمواجهات مع فصائل تدعمها تركيا (أ.ف.ب)

ولطالما هددت تركيا بسيطرة فصائل «فجر الحرية» الموالية لها على مدينة عين العرب «كوباني» الواقعة على بعد نحو 160 كيلومتراً شرق محافظة حلب، واستقطبت هذه المدينة الملاصقة للحدود السورية - التركية اهتماماً عالمياً بعد هجوم واسع نفذه «تنظيم داعش» في محاولته للسيطرة عليها في 2 يوليو (تموز) 2014، وباتت نقطة انطلاقة تعاون المقاتلين الأكراد مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي تشكل لقتال «داعش»، والذي نفذ أولى ضرباته على المدينة الكردية دعماً للمقاتلين، وتم إلحاق الهزيمة بالتنظيم المتشدّد بعد معارك عنيفة استمرت نحو 6 أشهر.

نزع فتيل الحرب

وأكد درار أن الوسيطين الأميركي والفرنسي «يعملان لنزع فتيل الحرب، لأننا نريد فعلاً الوصول إلى استقرار أولاً، ثم الذهاب إلى دمشق للتفاوض مع (هيئة تحرير الشام) للوصول إلى نوع من التفاهم لإدارة سوريا بشكل مشترك»، وأشار إلى أن تركيا تريد تقاسم الكعكة السورية «من خلال وجودها وتغييرها الديموغرافي للمناطق الشمالية، لكي تستطيع أن تسيطر على المشاركة، وتدير لعبة التدخل في سوريا من جديد».

وبعد عقود من التهميش، تصاعد نفوذ أكراد سوريا تدريجياً في شمال سوريا، خصوصاً بعد انسحاب قوات النظام السوري من مناطقهم نهاية عام 2012، وتمكنوا من إقامة إدارات ذاتية، وتأسيس قوات عسكرية وأمنية، فضلاً عن إنشاء مؤسسات عامة، وإعادة إحياء لغتهم وتراثهم، وافتتاح مدارس يتم فيها تدريس مناهج باللغة الكردية، غير أن المقاتلين الأكراد خسروا بلدات رئيسة منذ إطلاق عملية «ردع العدوان» في 8 من ديسمبر (كانون الأول)، بعد سيطرة فصائل «فجر الحرية» الموالية لتركيا على بلدة تل رفعت وقرى منطقة الشهباء ومدينة منبج بريف حلب الشرقي، وتتقدم نحو مدينة كوباني.

«غياب المجتمع الدولي»

ولفت رئيس المكتب الاستشاري لمجلس «مسد» إلى أن تركيا الوحيدة التي استفادت من هذه التغييرات المتسارعة في سوريا، وتابع درار: «تستطيع أنقرة أن تدخل بكل حرية عندما تكون ذاهبة باتجاه الجوار الحسن، لكنها الآن عبر أسلوب التحريض للفصائل السورية التي تقاتل معها، تفعل شيئاً غير مطلوب، وتغتنم الفرصة بغياب المجتمع الدولي لما يجري في سوريا».

وزير الدفاع التركي مع جنود من الوحدات العسكرية على الحدود التركية - السورية (الدفاع التركية)

ويعتقد المسؤول الكردي أن الولايات المتحدة «غير راضية عن السياسة التركية التصعيدية والعدائية تجاه أكراد سوريا»، ويقول إنه: «توجد إشارات خاصة من أميركا بأن هذا الفعل فاضح وغير مقبول، ولا يمكن أن يسمح به، لكن إردوغان استغل فرصة التشجيع من ترمب عندما مدح تركيا، كما مدح إردوغان بأنه ذكي ويفهم»، موضحاً أن الإدارة الذاتية، بجناحها السياسي «مسد»، شكلت وفداً للتواصل مع الحكومة الجديدة في دمشق.

وقال درار: «يمكننا أن نصل معها إلى نتائج عبر التفاوض، وتوحيد القرار السوري، ومشاركة كل السوريين في المرحلة الانتقالية والحكومة المقبلة»، ويعزو تأخر ذهاب الوفد إلى العاصمة السورية إلى «الحرب التي تجري الآن في مناطقنا، وتهديدات تركيا المتصاعدة، وعندما يتوقف هذا التهديد سيكون الوفد جاهزاً للذهاب إلى دمشق».

وأكد في ختام حديثه استعداد الإدارة الذاتية للاشتراك في الحكومة السورية المقبلة، وفي فعاليات المرحلة الانتقالية، وختم قائلاً: «قوات (قسد) سوف تكون جزءاً من الجيش السوري بعد التسوية، عندما يتشكل الجيش الوطني سنكون جزءاً منه».