منشورات إسرائيلية تدعو أهالي قرى لبنانية إلى إخلائها

عائلات تنقل أغراضها بمؤازرة الجيش خوفاً من توسع الحرب

عائلات سورية لاجئة تغادر بلدة الوزاني خوفاً من التهديدات الإسرائيلية في المنشورات التي طالبت السكان بالمغادرة (أ.ف.ب)
عائلات سورية لاجئة تغادر بلدة الوزاني خوفاً من التهديدات الإسرائيلية في المنشورات التي طالبت السكان بالمغادرة (أ.ف.ب)
TT

منشورات إسرائيلية تدعو أهالي قرى لبنانية إلى إخلائها

عائلات سورية لاجئة تغادر بلدة الوزاني خوفاً من التهديدات الإسرائيلية في المنشورات التي طالبت السكان بالمغادرة (أ.ف.ب)
عائلات سورية لاجئة تغادر بلدة الوزاني خوفاً من التهديدات الإسرائيلية في المنشورات التي طالبت السكان بالمغادرة (أ.ف.ب)

استفاق سكان بلدات لبنانية جنوبية قريبة من الحدود على منشورات إسرائيلية تطالبهم بإخلاء منازلهم، مما أثار الخوف في نفوسهم؛ مع التصعيد المتواصل الذي تشهده جبهة الجنوب بين إسرائيل و«حزب الله» في الأيام الأخيرة.

وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو لسيارات وحافلات محمّلة بالأغراض تخرج من عدد من البلدات؛ لا سيما العديسة و«رب ثلاثين» والطيبة.

وتشهد قرى وبلدات الجنوب حركة لافتة في الأيام الأخيرة، حيث تعمد العائلات إلى نقل ما أمكن من الأغراض والأثاث من المنازل إلى مناطق آمنة، وهي تستعين في ذلك بالجيش اللبناني.

وقالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» إن العائلات التي تريد نقل أغراضها من منازلها في الجنوب تبلغ الجيش وتطلب مؤازرة عناصره لتنفيذ المهمة خوفاً من استهدافهم، كما حدث أخيراً في بلدة العديسة حيث سقط جرحى.

في السياق نفسه، قالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن من صمد من السكان خلال الأشهر الماضية اتخذ قراره اليوم بالمغادرة في ظل التصعيد الذي تشهده جبهة الجنوب والمترافق مع تهديدات إسرائيلية بتوسعة الحرب. ولفتت إلى أن معظم العائلات النازحة تحاول نقل ما تبقى من أغراضها من منازلها في البلدات الجنوبية مع الشعور المتصاعد بأن الحرب ستطول وستتوسع، حيث بات بقاء هذه المنازل على حالها أمراً شبه مستحيل، خصوصاً أن قرى بأكملها باتت مدمّرة نتيجة القصف الإسرائيلي.

وصباح الأحد، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن «العدو الإسرائيلي ألقى منشورات فوق الوزاني تدعو الموجودين في هذه المنطقة وجوارها إلى إخلائها»؛ الأمر الذي أكده أيضاً رئيس بلدية الوزاني أحمد محمّد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

تضارب إسرائيلي

وتضاربت المعلومات بشأن هذه المنشورات التي تلقاها أهالي القرى الحدودية؛ إذ نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن الجيش الإسرائيلي قوله إن أحد ألويته بادر إلى هذه الخطوة دون الحصول على موافقة، مشيراً إلى أن «هذه الخطوة مبادرة من (اللواء 769)، ولم تجرِ الموافقة عليها من قبل قيادة الشمال»، وأنه فُتح تحقيق في الأمر.

وأُلقيت المنشورات باستخدام طائرة من دون طيار على مناطق في جنوب لبنان «أُطلقت منها صواريخ باتجاه شمال إسرائيل في الأسابيع الماضية»، وفق ما أوضح الجيش الإسرائيلي.

وجاء في المنشورات: «إلى جميع السكان والنازحين في منطقة مخيمات اللجوء: يطلق (حزب الله) النيران من منطقتكم. عليكم ترك منازلكم فوراً والتوجه إلى شمال منطقة الخيام حتى الساعة الرابعة مساء، وعدم الرجوع إلى هذه المنطقة حتى نهاية الحرب».

وأضافت المنشورات: «من وُجد في هذه المنطقة بعد هذه الساعة، فسيعدّ عنصراً إرهابياً وستستباح دماؤه. جيش الدفاع الإسرائيلي سيعمل بكل ما أوتي من قوة في منطقتكم ليتأكد من أن تكون خالية من السكان».

لاجئون سوريون يحملون أمتعتهم ويغادرون بلدة الوزاني بعد المنشورات الاسرائيلية التي طلبت من السكان المغادرة (أ ف ب)

وأتت هذه التهديدات مترافقة مع قصف استهدف بلدات جنوبية عدة، حيث قصفت المدفعية الإسرائيلية بلدتَي كفركلا والعديسة؛ ما أدى إلى سقوط 4 جرحى في العديسة من المدنيين خلال إخلاء الأهالي منازلهم من الأثاث، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية بلدتَي مركبا ورب ثلاثين.

جرحى العديسة

وصدر عن «مركز عمليات طوارئ الصحة العامة»، التابع لوزارة الصحة العامة، بيان أُعلن فيه أن «قصف العدو الإسرائيلي بلدة العديسة أدى إلى إصابة 4 أشخاص بجروح، من بينهم شخصان احتاجا دخول المستشفى لإتمام العلاج، والاثنان الآخران عولجا في الطوارئ».

صورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر سيارات محمّلة بالأغراض تغادر بلدة العديسة الجنوبية

وكانت جبهة الجنوب قد شهدت توتراً مساء السبت استمر حتى الصباح؛ حيث أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بسقوط طائرة مُسيرة في مستوطنة المطلة الإسرائيلية المحاذية للحدود مع لبنان.

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الطائرة وصلت إلى المطلة آتية من لبنان، مشيرة إلى أن حادثة «سقوطها لم تُسفر عن إصابات، لكنها ألحقت أضراراً بالممتلكات».

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه جرى «إطلاق وابل من نحو 40 صاروخاً من لبنان على منطقة الجليل ومرتفعات الجولان، بعد انطلاق صافرات الإنذار في المنطقة».

وأشارت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، الأحد، إلى أنه جرى «اعتراض بعض الصواريخ من خلال دفاعات جوية، وسقطت الصواريخ الباقية في مناطق مفتوحة»، وفق الجيش الإسرائيلي، مضيفاً أن «بعض الصواريخ التي سقطت في مناطق مفتوحة تسببت في نشوب حرائق».

ومساءً قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته أغارت على منصات صاروخية تابعة لـ«حزب الله»؛ من بينها «منصة صاروخية جاهزة للإطلاق في منطقة رشيا الفخار في جنوب لبنان»، مشيراً إلى أنه «رُصدت انفجارات ثانوية تدل على وجود قذائف صاروخية داخل المنصة».

في المقابل، أعلن «حزب الله» عن استهدافه تجمعات ومواقع عسكرية، وقال في بيانات متفرقة إنه استهدف «مرابضَ العدو في الزاعورة بالأسلحة الصاروخية»، و«التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا بصاروخ موجّه»، إضافة إلى «تموضع لجنود العدو في موقع المطلة بمُحَلّقة انقضاضية، ومنظومةٍ فنيةٍ في موقع (المالكية) بمحلقة انقضاضية»، وأيضاً «مقر كتائب ‏المدرعات التابع لـ(اللواء 188) في ثكنة (راوية) بعشرات صواريخ الـ(كاتيوشا)».

ومساء السبت كان القصف الإسرائيلي استهدف بلدتَي الصرفند والهرمل، شمال البقاع، على بعد 140 كيلومتراً من الحدود الإسرائيلية؛ حيث أصيب 4 أشخاص؛ بينهم 3 أطفال. وقال مصدر قريب من «حزب الله» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «الضربة استهدفت مزرعة في المنطقة، وهي من معاقل الحزب، كما استهدفت ضربة ثانية في قرية سرعين قرب بعلبك (مستودعات مواد غذائية)»، وفق المصدر.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاحه الجوي قصف ما يشتبه في أنها مخازن أسلحة في موقعين بالبقاع (شرق)، و6 مواقع أخرى في الجنوب.

يأتي هذا التصعيد والدعوات الإسرائيلية غير المسبوقة في سياق توتر متصاعد بعد أيام من إعلان مسؤولين إسرائيليين عزمهم على إعادة الهدوء إلى الجبهة الشمالية التي نزح منها نحو 100 ألف إسرائيلي.

وقال نعيم قاسم، نائب الأمين العام لـ«حزب الله»، في خطاب ببيروت السبت: «ليست لدينا خطة للمبادرة بحرب؛ لأنَّنا لا نجدها ذات جدوى، ولكن إذا شنَّت إسرائيل الحرب فسنواجهها بالحرب».

وأضاف: «إذا كانوا يعتقدون أنَّ هذه الحرب تعيد المائة ألف نازح (إلى شمال إسرائيل)، فمن الآن نبشركم: أعدّوا العدة لاستقبال مئات الآلاف الإضافية من النازحين».


مقالات ذات صلة

تقرير: ترمب قد يفرض عقوبات على مدعي «الجنائية الدولية» رداً على مذكرة اعتقال نتنياهو

المشرق العربي مقر المحكمة الجنائية في لاهاي (أ.ف.ب)

تقرير: ترمب قد يفرض عقوبات على مدعي «الجنائية الدولية» رداً على مذكرة اعتقال نتنياهو

قالت صحيفة «تليغراف» البريطانية إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يفكر في فرض عقوبات على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية البريطاني كريم خان

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي تساؤلات حول نوع الضغوطات التي قد يمارسها ترمب على نتنياهو (أ.ف.ب)

تقرير: ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات بشأن أزمة غزة

قالت كارولين ليفيت، التي أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أنها ستكون متحدثةً باسم البيت الأبيض، لموقع «أكسيوس»، إن ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات

المشرق العربي مبنى مدمّر نتيجة القصف الإسرائيلي في جباليا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

«القسام»: مقتل أسيرة في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة

أعلن المتحدث باسم «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية، أبو عبيدة، اليوم (السبت)، مقتل أسيرة إسرائيلية في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أرشيفية لمُسيّرات تابعة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»

«جرس إنذار» في العراق من هجوم إسرائيلي واسع

ينشغل الفضاء السياسي والشعبي العراقي بصورة جدية هذه الأيام باحتمالات توسيع إسرائيل دائرة حربها؛ لتشمل أهدافاً كثيرة في عموم البلاد.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي فتاة فلسطينية نازحة تأكل كسرة خبز في مخيم برفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)

مقتل 3 فلسطينيات بسبب «ربطة خبز» في غزة

تقف يومياً ولساعات طوابير طويلة من الفلسطينيين أمام المخابز للحصول على «ربطة خبز» واحدة تتكون من نحو 22 رغيفاً.

«الشرق الأوسط» (غزة)

«وحدة الساحات»: شبه إجماع لبناني على رفضها وانتقاد دور إيران

صورة لأمين عام «حزب الله» السابق حسن نصر الله قرب موقع الاستهداف في الشياح (أ.ف.ب)
صورة لأمين عام «حزب الله» السابق حسن نصر الله قرب موقع الاستهداف في الشياح (أ.ف.ب)
TT

«وحدة الساحات»: شبه إجماع لبناني على رفضها وانتقاد دور إيران

صورة لأمين عام «حزب الله» السابق حسن نصر الله قرب موقع الاستهداف في الشياح (أ.ف.ب)
صورة لأمين عام «حزب الله» السابق حسن نصر الله قرب موقع الاستهداف في الشياح (أ.ف.ب)

حين قرر «حزب الله»، ومن خلفه إيران، في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تحويل جبهة جنوب لبنان إلى جبهة دعم وإسناد لغزة، التزاماً باستراتيجية «وحدة الساحات» التي تقول إن كل القوى المحسوبة على طهران تتحرك تلقائياً لتدعم أي هجوم على أي منها، لم يستشر أحداً، لا الحلفاء ولا الأخصام، ولم يعد لأي من المؤسسات الدستورية لتغطية قراره هذا، لعلمه بوقتها أن أحداً لن يغطيه.

اليوم وبعد ما يتردد عن قراره فصل مساري غزة ولبنان، بالموافقة على وقف النار، باتت القوى التي تجنبت طوال الفترة الماضية انتقاد هذه السياسة علناً، لا تتردد باعتبار التزام الحزب السابق بهذه الاستراتيجية «خطأ استراتيجياً».

تحسين شروط

ولفت مؤخراً ما قاله الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الذي كان قد ساند «حماس» و«حزب الله» بعد «طوفان الأقصى»، عن وجوب «فصل المسارات ووقف استخدام الجنوب ساحة صراع لدعم غزة أو الضفة»، منتقداً استخدام إيران للبنان في «ربط المسارات من أجل تحسين شروط المناقشات حول موضوع النووي الإيراني».

أما حركة «أمل»، الحليف الأقرب لـ«حزب الله»، التي انخرطت ولو بشكل رمزي بحرب الإسناد، فتشير المعلومات إلى أنها لم تكن تؤيد استراتيجية «وحدة الساحات» لكنها وبعد بدء المواجهات جنوباً انخرطت بالحرب «دفاعاً عن لبنان».

ويتجنب نواب وقياديو الحركة الحديث بهذا الخصوص، إذ يصر «الثنائي الشيعي» على تظهير موقف واحد مرتبط بالحرب الراهنة.

لا مصلحة لبنانية فيها

وكان رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، حليف «حزب الله» منذ عام 2006، أول من خرج ليصف التزام «حزب الله» باستراتيجية «وحدة الساحات» بـ«الخطأ الاستراتيجي»، معتبراً أنها «تصب لصالح دول أخرى وليس لصالح لبنان».

ويشير عضو تكتل «لبنان القوي» جيمي جبور إلى أنه «تم العمل باستراتيجية وحدة الساحات حصراً عند تضامن (حزب الله) مع غزة، وفتحه لجبهة الإسناد التي رأينا منذ البداية ألا مصلحة لبنانية فيها، وإذ تبين لاحقاً أن موقفنا كان صائباً بتراجع الجميع عن هذا الإسناد عملياً، بما فيهم (حزب الله) الذي دفع وحيداً مع لبنان ثمن وحدة الساحات من غير أن نرى إيران، أم غيرها من الدول والقوى، تنضم تضامناً معه إلى هذه المعركة»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن كل ما حصل بات يُحتم «إعادة النظر الجذرية باستراتيجية السلاح فور انتهاء المعارك»، مضيفاً: «آن الأوان لحوار داخلي يجعل السلاح في خدمة لبنان فقط دون سواه من الدول ضمن استراتيجية دفاعية تكون الدولة ومؤسساتها صاحبة القرار، ويكون الجيش اللبناني العمود الفقري والأساس في الدفاع عن لبنان».

مقاتل من «حزب الله» يطلق صاروخاً موجهاً (أرشيفية)

بالتسوية أو بالقوة

ويُعدُّ حزب «القوات اللبنانية» أبرز المعارضين لـ«وحدة الساحات»، وبالأصل لوجود «حزب الله» حزباً مسلحاً. وترى عضو تكتل «الجمهورية القوية» غادة أيوب أن «إيران اعتمدت استراتيجية (وحدة الساحات)، لأنها أرادت بذلك أن تكون لاعباً قوياً يتدخل في 5 بلدان عربية عبر أذرعه بدءاً من (حزب الله) في لبنان، والحوثيين في اليمن، و(حماس) في غزة، و(الحشد الشعبي) في العراق، والنظام السوري بوجود (فيلق القدس) والحرس الثوري الإيراني»، مشيرة إلى أنه «غداة إعلان (طوفان الأقصى) في 8 أكتوبر (تشرين الأول) لم تتحرك سوى ساحتين لمساندة (حماس) في غزة انطلاقاً من لبنان واليمن، وبذلك تعطلت استراتيجية وحدة الساحات التي ابتدعتها إيران، وسقطت بمجرد أن رفض النظام السوري الدخول في هذه الحرب لاعتبارات تتعلق بالوجود الروسي على أراضيه واعتبارات أخرى، وكذلك العراق، مع العلم أن إيران، وبالرغم من هذه الاستراتيجية، فهي لم تسلم من الضربات المباشرة على أراضيها والتهديدات المباشرة إذا ما أكملت في سياستها».

وتعدُّ غادة أيوب، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه الاستراتيجية تنتهي إما عن طريق التسوية مع إيران أو بالقوة»، لافتة إلى أن محور الممانعة أصبح «محوراً صوتياً أو سياسياً لا عسكرياً» كممانع للعلاقة مع إسرائيل لحين تبلور صورة الشرق الأوسط.

مدماك حزام النار

أما مدير معهد «الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية» الدكتور سامي نادر، فيوضح أن «استراتيجية وحدة الساحات التي تم تفعيلها عند بدء الحرب على غزة، وشارك فيها اليمن وطبعاً (حزب الله) الذي أعلن جبهة جنوب لبنان جبهة دعم وإسناد، قررت إيران وقفها، وليس بشكل علني، لأنها واجهت ضربة عسكرية إسرائيلية كبيرة، وأصبح الاستمرار بهذه الاستراتيجية مكلفاً جداً، بخاصة على (حزب الله) الذي هو المدماك، أي الحجر الأساس في ما يُسمى حزام النار الذي أنشأته إيران لتطويق إسرائيل، الذي يُسمى سياسياً بـ(وحدة الساحات)».

ويلفت نادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «بدأ أخيراً تقليم أظافر (حزب الله) وصولاً لشبه إنهائه من خلال اقتلاع قدراته العسكرية، وهذا أمر مستمر»، موضحاً أن «إيران وأذرعها لم يقرروا فقط وقف العمل باستراتيجية وحدة الساحات، إنما باتوا يريدون وقف النار وإنهاء العمليات العسكرية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه».