تحركت الحكومة اللبنانية دبلوماسياً من «أصدقاء لبنان» لوقف التصعيد العسكري على أثر رد «حزب الله» على اغتيال إسرائيل قائده العسكري فؤاد شكر قبل نحو أسبوعين في الضاحية الجنوبية لبيروت، في حين أعلنت الأمم المتحدة أنها تجري اتصالاتها لحض الجميع بقوة على خفض التصعيد.
وأعلن «حزب الله» أنه نفّذ هجوماً على إسرائيل في إطار «ردّ أولي» على اغتيال شكر، في حين أعلنت إسرائيل إحباط الهجوم عبر تنفيذ «ضربات استباقية» استهدفت منصات إطلاق صواريخ ومسيّرات داخل الأراضي اللبنانية.
وعلى الفور، ترأّس رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، اجتماعاً وزارياً في دارته لمتابعة التطورات الميدانية الأخيرة في الجنوب، وبحث المجتمعون الوضع في الجنوب والخدمات الطارئة على الصُّعد الصحية والإيوائية والتموينية والغذائية والمحروقات وجهوزية خلايا الطوارئ في المناطق، إضافة إلى نتائج الاتصالات مع المنظمات الدولية المعنية وهيئات المجتمع الأهلي الشريكة في تنفيذ خطة الطوارئ.
وأكد ميقاتي خلال الاجتماع أنه «أجرى سلسلة من الاتصالات مع (أصدقاء لبنان) لوقف التصعيد». وأكد أن «المطلوب هو وقف العدوان الإسرائيلي أولاً، وتطبيق القرار 1701». كما أكد «موقف لبنان الداعم للجهود الدولية التي يمكن أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة».
الأمم المتحدة
وفي سياق المساعي للتهدئة، قالت «اليونيفيل» ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، في بيان مشترك: «في ضوء التطورات المقلقة على طول الخط الأزرق منذ الصباح الباكر، يدعو مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان و(اليونيفيل) الجميع إلى وقف إطلاق النار، والامتناع عن مزيد من التصعيد».
وأثّرت الضربات على حركة الملاحة في مطار بيروت، إذ ألغت شركات طيران رحلاتها إلى بيروت الأحد، أو أعادت جدولتها، ما تسبّب في تأخير مسافرين انتظروا ساعات في المطار.
مطار بيروت
في قاعات المطار الوحيد في لبنان والواقع قرب ضاحية بيروت الجنوبية، ظهرت على الشاشات الإلكترونية مواعيد رحلات تم تأخيرها وأخرى جرى إلغاؤها، في حين كانت قاعات الوصول شبه خالية.
وقبل وقت قصير من موعد إقلاع طائرتها على الخطوط الأردنية في طريقها إلى الولايات المتحدة صباحاً، تبلّغت المسافرة إلهام شقير، أن رحلتها أُلغيت. وقالت لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» في حين كانت تنتظر قرب حقيبتها: «أتينا منذ الرابعة والنصف فجراً، وكانت طائرتنا مقررة إلى عمان قرابة الثامنة. انتظرنا وكان كل شيء على ما يرام قبل أن يبلغونا بإلغاء الرحلة».
وقالت إلهام شقير إنها اضطرت إلى شراء بطاقة سفر جديدة بتكلفة مرتفعة، عبر شركة «طيران الشرق الأوسط» اللبنانية، في رحلة مقررة، مساء الأحد، إلى عمان، آملةً في أن تتمكّن من مواصلة رحلتها إلى الولايات المتحدة. وأعلن مطار بيروت مواصلة نشاطه، إلا أن شركات طيران عدّة أعلنت وقف رحلاتها اليوم إلى بيروت.
وأكدت المديرية العامة للطيران المدني اللبناني في بيان أن «المطار يعمل بشكل طبيعي». وأعلنت أن «هناك تأجيلاً لبعض الرحلات».
وقالت ديالا حاطوم، التي كانت تنتظر وابنتها موعد رحلتها الجديد عبر الخطوط القطرية إلى الدوحة: «تأجلت رحلتنا حتى الخامسة عصراً... ونحن الآن ننتظر». وأعلنت شركة «إير فرنس» الفرنسية تعليق رحلاتها إلى بيروت، وكذلك تل أبيب حتى يوم غد الاثنين «على الأقل».
وأفاد الرئيس التنفيذي لشركة «الخطوط الملكية الأردنية»، سامر المجالي، الأحد، عن تعليق جميع الرحلات الجوية «من وإلى العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك نتيجة الوضع الراهن». وأعلنت شركة «طيران الاتحاد»، ومقرها أبو ظبي، إلغاء رحلاتها من وإلى بيروت، وكذلك تل أبيب الأحد.
وكانت «لوفتهانزا»، كبرى شركات الطيران الأوروبية، قد أعلنت الجمعة أنها ستُمدّد تعليق رحلاتها إلى بيروت حتى 30 سبتمبر (أيلول) المقبل، وإلى تل أبيب وطهران حتى الثاني من سبتمبر، تجنباً لمخاطر تفاقم الصراع في المنطقة.