قبيلة عراقية تغلق دوائر حكومية في ديالى

احتجاجاً على عدم تعيين أحد أفرادها محافظاً

مدخل مركز شرطة المقدادية بديالى بعد إغلاقه (إكس)
مدخل مركز شرطة المقدادية بديالى بعد إغلاقه (إكس)
TT

قبيلة عراقية تغلق دوائر حكومية في ديالى

مدخل مركز شرطة المقدادية بديالى بعد إغلاقه (إكس)
مدخل مركز شرطة المقدادية بديالى بعد إغلاقه (إكس)

أغلق محتجون من قبيلة تميم دوائر حكومية في محافظة ديالى بشرق العراق احتجاجاً على عدم تعيين أحد أفرادها محافظاً.

واختار مجلس المحافظة عدنان الجاير الشمري محافظاً عن حركة «البشائر» المنضوية في ائتلاف «دولة القانون»، بزعامة نوري المالكي.

واندلعت احتجاجات، ليل الثلاثاء - الأربعاء، في مناطق متفرقة بمشاركة العشرات من «تميم» وأنصار المحافظ السابق، مثنى التميمي، وعمدوا إلى إغلاق دوائر بضمنها مراكز للشرطة، وعلّقوا على أبوابها لافتات كُتب عليها «مغلق بأمر الشعب».

وأظهرت مقاطع فيديو تجمعاً كبيراً لقبيلة «بني تميم»، وهي تطالب رئيس الجمهورية، عبد اللطيف رشيد، بعدم التوقيع على مرسوم تعيين المحافظ الجديد.

وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»، إن بعقوبة مركز المحافظة لم تشهد احتجاجات مثلما حدث في مدينتي بلدروز والمقدادية معقل بني تميم. وأكدت المصادر، أن «الهدوء يسود المحافظة بعد ليلة عاصفة، لكن بعض الجماعات ما زالت تهدد بمظاهرات كبيرة، وتلوّح بقطع الطرق».

إلى ذلك، أفيد بأن وزارة الداخلية فتحت تحقيقاً يقوده ضباط من بغداد لمحاسبة الجهات المقصرة في حماية المؤسسات الحكومية.


مقالات ذات صلة

الغرب يحذر إيران من مهاجمة إسرائيل

شؤون إقليمية باقري كني يصل إلى اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي في مدينة جدة الأربعاء (أ.ف.ب)

الغرب يحذر إيران من مهاجمة إسرائيل

حذرت دول غربية عدة، أمس، إيران من عواقب ردها المحتمل على إسرائيل في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران، ما يفاقم المخاوف من

كفاح زبون (رام الله) أسماء الغابري (جدة) «الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية الدخان يتصاعد جراء غارة جوية استهدفت بلدة كفركلا بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

إسرائيل تضم قرى لبنانية جديدة إلى «ساحة الحرب»

وسّع الجيش الإسرائيلي دائرة القصف إلى بلدات جديدة في جنوب لبنان، واقعة على الخط الحدودي الثاني مع إسرائيل، وضمّها إلى دائرة الاستهداف المكثف، في ظل غارات جوية

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية وزير العدل الأميركي ميريك غارلاند يتحدث خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ب)

واشنطن تكشف عن إحباط مخطط اغتيالات إيراني «انتقاماً لسليماني»

أعلنت واشنطن أنّها أحبطت هجوماً دبّره باكستاني، مرتبط بطهران، لاغتيال مسؤولين حكوميين بالولايات المتّحدة انتقاماً لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني بغارة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا جانب من المواجهة بين متظاهرين وأفراد من الشرطة في بريستول 3 أغسطس (أ.ف.ب)

الشرطة البريطانية تتصدى لـ«اتساع الشغب»

كثّفت الشرطة البريطانية، أمس الأربعاء، عملياتها من أجل التصدي لاتساع أعمال الشغب ضد الجاليات المسلمة، وذلك بعدما تعهدت جماعات يمينية متطرفة استهداف مراكز لجوء

«الشرق الأوسط» ( لندن)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

بوتين يندد باستفزاز أوكراني «واسع النطاق»

ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، بـ«استفزاز واسع النطاق» تقوم به أوكرانيا في منطقة كورسك الحدودية التي شهدت توغلاً لقوات كييف منذ الثلاثاء. وأكد

«الشرق الأوسط» (كييف – لندن)

«قواعد الاشتباك» بين «حزب الله» وإسرائيل تتساقط… والرد على شكر يحدد مصيرها

مناصرون لـ«حزب الله» خلال المشاركة في ذكرى أسبوع على اغتيال القيادي فؤاد شكر (أ.ب)
مناصرون لـ«حزب الله» خلال المشاركة في ذكرى أسبوع على اغتيال القيادي فؤاد شكر (أ.ب)
TT

«قواعد الاشتباك» بين «حزب الله» وإسرائيل تتساقط… والرد على شكر يحدد مصيرها

مناصرون لـ«حزب الله» خلال المشاركة في ذكرى أسبوع على اغتيال القيادي فؤاد شكر (أ.ب)
مناصرون لـ«حزب الله» خلال المشاركة في ذكرى أسبوع على اغتيال القيادي فؤاد شكر (أ.ب)

رغم تمسّك «حزب الله» بمعادلة «الردود المدروسة» التي تندرج ضمن قواعد الاشتباك التي سبق أن وضعها، تعكس المواجهات مع إسرائيل وتصاعدها منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) سقوطاً تدريجياً لهذه القواعد، في وقت يسود الترقب لما ستكون عليه ردّة فعل «حزب الله» على اغتيال الرجل الثاني فؤاد شكر في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، بعدما كان قد أعلن أمينه العام، حسن نصر الله، أن الضاحية مقابل تل أبيب.

وفي حين يرى البعض أن قواعد الاشتباك لم تعد موجودة، أو لا يمكن الحديث عنها أساساً بين الطرفين، هناك من يعدّ أنها لم تسقط، وإنما باتت على المحك، ومصيرها يتحدد وفق الرد الذي سيقوم به «حزب الله» في ثأره لاغتيال شكر، وما سيليه من رد فعل عليه، بعدما أعلن نصر الله أن الرد سيكون «مدروساً قوياً وفاعلاً».

مع العلم بأن معادلة «الضاحية - تل أبيب» لم تنفذ عند اغتيال القيادي في حركة «حماس» صالح العاروري في الضاحية الجنوبية، حين ردّ الحزب بقصف جبل ميرون، برشقات صاروخية، في موازاة تجاوز القصف الإسرائيلي مسافة بعيدة في العمق اللبناني، وملاحقة عناصر وقياديي «حزب الله» في مختلف المناطق. وإضافة إلى ذلك، فإن تهديد «حزب الله» أن الدم بالدم، والمدنيين مقابل مدنيين، لا تبدو مفاعيله كبيرة على الأرض؛ انطلاقاً من العدد الكبير للقتلى المدنيين في لبنان مقابل عدد محدود في إسرائيل، بحيث تشير الأرقام إلى سقوط أكثر من 116 مدنياً في لبنان، و25 في إسرائيل.

الردّ على اغتيال شكر يحدد مصير «قواعد الاشتباك» المهتزة

ويعدّ العميد المتقاعد، الخبير العسكري، حسن جوني، أنه لا يمكن القول إن قواعد الاشتباك سقطت كلياً، لكنها لم تعد كما كانت عليه منذ بداية الحرب، مع تسجيل اختراقات كبيرة، بحيث سيتحدد مصيرها بشكل نهائي في نوعية رد «حزب الله» على اغتيال شكر وطبيعته، ليظهر عما إذا كانت هذه القواعد، ولا سيما بعناوينها العريضة، لا تزال موجودة أو سيجري الخروج عنها.

ويعدّ جوني في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن اغتيال شكر لم يكن استهدافاً عسكرياً للضاحية، إنما استهداف لشخص معين سمحت الثغرة الأمنية باغتياله في هذه المنطقة، «وبالتالي لا نعرف كيف سيتعاطى (حزب الله) معها، بحيث سيستهدف تل أبيب انطلاقاً من المعادلة التي وضعها أم لا».

ويشير جوني إلى اختراقات إسرائيلية كبيرة في «قواعد الاشتباك»، ترتبط باستهداف عمق جنوب لبنان من دون أن يكون في المقابل استهداف للعمق الإسرائيلي بالمستوى نفسه، إضافة إلى أن قوّة تأثير الاستهداف الإسرائيلي في البيئة العسكرية لـ«حزب الله» هي أقوى بكثير من قوة الردود.

وعن معادلة مدني مقابل مدني، كما اغتيال قياديين في «حزب الله»، يقر جوني بأن الخسائر في لبنان أكبر من تلك التي تُسجل في إسرائيل، ويوضح: «يحاول الحزب المحافظة على هذه المعادلة بقصف مستوطنات مدنية رداً على استهداف المدنيين، لكن لا شك في أن الأضرار ليست بالمستوى الذي ينتج عن الاعتداءات الإسرائيلية في لبنان، في حين تستمر تل أبيب باغتيالاتها، ولم تردعها الردود التي ينفذها (حزب الله)». وانطلاقاً من كل ذلك، يرى جوني «أن المعركة غير تقليدية بين الطرفين، لأن القتال هو بين جيش تقليدي ومجموعات مسلحة مقاومة مع اختلاف في التوازنات، وبالتالي مهما كان الرد لا بد أنه سيكون مؤثراً...».

لا تنطبق على المواجهة بين الطرفين وإيران تحاذر الاشتباك الكبير

في المقابل، يؤكد الخبير العسكري، العميد الركن المتقاعد خالد حمادة، أنه في المصطلحات الأكاديمية لا يوجد ما يمكن تسميته بـ«قواعد اشتباك» بين عدوّين، إنما قواعد الاشتباك تكون بين جيشين حليفين أو صديقين يؤديان مهمة مشتركة، وهي عبارة عن مجموعة قواعد وإجراءات بهدف تسهيل تنفيذ المهام العسكرية، بأفضل الممكن، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك قواعد اشتباك بين الجيش اللبناني و(قوات اليونيفيل)، كما أن القرار 1701 الذي صدر إثر حرب يوليو (تموز) 2006، هو يعني لبنان و(قوات اليونيفيل) وإسرائيل، و(حزب الله) ليس طرفاً فيه».

أما لجهة المواجهة الميدانية القائمة، فيرى حمادة، أن «إسرائيل تعتمد في مناورتها على مهاجمة مواقع وأهداف عسكرية، وتغتال قياديين من (حزب الله) بطريقة انتقائية من الصف الثاني والثالث، مستخدمة الأسلحة النوعية والتكنولوجية من ملاحقة الاتصالات والتشويش والتصوير الجوي، إضافة إلى اعتماد على العملاء في الداخل، وقد تمكنت في الاعتداء الأخير من اغتيال فؤاد شكر، القيادي في الصف الأول، في المقابل، تقوم مناورة (حزب الله) على إطلاق صواريخ تقليدية، تستهدف مراكز عسكرية وجنوداً لا يمثلون قيمة عسكرية، من دون أن تؤدي إلى خسائر كبيرة، مقارنة بتلك التي يتكبدها لبنان و(حزب الله)». من هنا، يعد حمادة، أن كل ذلك يثبت أن «إيران تحاذر الاشتباك الكبير والمواجهة الفاصلة مع إسرائيل، لامتناعها عن وضع الأسلحة الذكية والمتطورة التي تمتلكها بتصرف (حزب الله)».