سموتريتش: لن نُبرم صفقة ونُحرّر «السنوار التالي»

هدّد بإسقاط حكومة نتنياهو... واتهم قادة الجيش بتجاوز «الخطوط الحمراء»

بنيامين نتنياهو وسموتريتش (رويترز)
بنيامين نتنياهو وسموتريتش (رويترز)
TT

سموتريتش: لن نُبرم صفقة ونُحرّر «السنوار التالي»

بنيامين نتنياهو وسموتريتش (رويترز)
بنيامين نتنياهو وسموتريتش (رويترز)

في الوقت الذي يتطلّع فيه إسرائيليون إلى احتمال استئناف المفاوضات، الرامية إلى إبرام صفقة مع حركة «حماس»؛ لتبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين، تعهّد وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش رئيس حزب «الصهيونية الدينية»، أمام قادة اليمين المتطرف، أن يضع «خطوطاً حمراء»، لمنع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من إبرام اتفاق لوقف الحرب وتبادل الأسرى.

وذكّر سموتريتش في أحاديث مغلقة، نُشرت (الاثنين)، في وسائل إعلام عبرية، بصفقات التبادل السابقة مع كيانات فلسطينية، ومنها صفقة الجندي الإسرائيلي الذي اختطفته «حماس» جلعاد شاليط؛ التي أُبرمت عام 2011، وتضمّنت الإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينين، على رأسهم قائد «حماس» في غزة، يحيى السنوار.

وأضاف الوزير الإسرائيلي: «حرّرنا في مرة واحدة يحيى السنوار، ونحن نرى ما الذي تلقيناه، بأي منطق نحرّر (يحيى السنوار التالي)، ونُعرّض للخطر آلافاً آخرين من الإسرائيليين؟! سأعارض هذا، ولن أكون هناك، حتى لو كلفني ذلك إنهاء حياتي السياسية».

وشدّد سموتريتش على أنه «مُصِرّ على موقفه (الرافض للصفقة)، حتى لو أدّى الأمر إلى تفكيك الحكومة»، وبحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام فإنه قال: «حتى قبل مسألة وقف الحرب، فإن تحرير مخرّبين (يقصد الأسرى الفلسطينيين) حدثٌ لا يمكنني أن أتعايش معه، وسيؤدي بي حتماً إلى الخروج من الحكومة، فهذا أمر فظيع ورهيب، ولن أسمح به، فإذا حصل رغم أنفي لن أكون هناك».

سموتريتش استعرض كذلك، أمام زعماء اليمين المتطرف، وجهة نظره بشأن الصفقات السابقة، التي أبرمتها إسرائيل مع كيانات فلسطينية مختلفة، على مدار العقود الماضية، ومنها ما يُعرف بـ«صفقة جبريل»، في إشارة إلى اسم أحمد جبريل، المؤسس البارز لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة»، التي تمت منتصف الثمانينات، وأُفرج فيها عن أكثر من 1000 أسير فلسطيني.

وحذّر سموتريتش قادة اليمين المُضي قُدماً في صفقة، وقال: «قبل 4 سنوات عارضت إدخال حزب منصور عباس (الحركة الإسلامية) إلى الحكومة، فراحوا يهاجمونني، ويتهمونني بالتطرف، حتى في صفوف رفاقي في اليمين، وبعد ذلك رأى الجميع أنني كنت محقاً، إذا لم تكن لك خطوط حمراء، فليس لك حق بالوجود في السياسة».

منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة (يمين) يوقع اتفاق ائتلاف حكومي مع يائير لبيد (يسار) ونفتالي بنيت في رامات غان قرب تل أبيب يونيو 2021 (أ.ف.ب)

المعروف أن سموتريتش يشغل منصب وزير ثانٍ في وزارة الدفاع أيضاً، ويفترض أنه ينسق مواقفه مع الجيش وغيره من أجهزة الأمن، لكنه خرج بحملة تحريض على الجنرالات، وقال: «لقد قرّر جهاز الأمن السير نحو صفقة سائبة بأي ثمن. يتحدثون عن صفقة تُعيد 20 مخطوفاً وتترك لمصيرهم كل الباقين، وتُوقف الحرب، لا توجد عندهم خطوط حمراء، وليس هذا فحسب، بل إنهم يحاربون كل من يعترض».

وهاجمت وسائل إعلام عبرية سموتريتش بعد تصريحاته، التي اعتبرها البعض «محاولة تخريب». وحاول داني ألجرت، شقيق الأسير لدى «حماس»، إيتسيك، الوصول إلى «الكنيست» للقاء سموتريتش وغيره من وزراء ونواب اليمين المتطرف، الذين يسعون لعرقلة الصفقة، حتى يشرح لهم معاناته هو وبقية عائلات الأسرى، ويقنعهم بتغيير مواقفهم، إلا أن حرس «الكنيست» منعوه من الدخول، فقرّر الاعتصام على بوابة المقر، وبعد 3 ساعات تجمّع حوله عدد من المواطنين والنواب من المعارضة، وسُمح له بلقاء مدير عام «الكنيست».

يُذكر أن إسرائيل تروّج أنباءً عن قرار قيادة حركة «حماس» وقف المفاوضات بشأن الصفقة، رداً على محاولة اغتيال قائد «كتائب القسام» الجناح العسكري لـ«حماس» محمد الضيف، والمجزرة التي رافقتها في المواصي، قرب خان يونس.

لكن القيادي البارز في «حماس»، خليل الحية، قال إن حركته «لا تنوي منح نتنياهو هدية كهذه، وأكّد أن الحركة تواصل المفاوضات، لكنها تنتظر ردود إسرائيل».

وأعلن في تل أبيب أن رئيس فريق التفاوض دافيد بارنياع، سيصل إلى الدوحة في أي لحظة لاستئناف المفاوضات، ومعه ممثّلو الجيش والمخابرات العامة».


مقالات ذات صلة

مصدر من «حماس»: سيكون لنا فعل قوي إذا طبق ترمب خطته

خاص علم فلسطيني منصوب يوم الثلاثاء فوق بناية دمرتها الغارات في رفح جنوب غزة (رويترز)

مصدر من «حماس»: سيكون لنا فعل قوي إذا طبق ترمب خطته

رد مصدر من حركة «حماس» على تلويح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالسيطرة على غزة، وقال إن الحركة الفلسطينية «ستكون لها كلمة قوية وفعل أقوى إذا طبق خطته».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية وزيرا الخارجية المصري بدر عبد العاطي والتركي هاكان فيدان خلال مؤتمر صحافي في ختام مباحثاتهما في أنقرة... الثلاثاء (إ.ب.أ)

مصر وتركيا تؤكدان تطابق مواقفهما بشأن قضايا المنطقة... واستمرار تعزيز علاقاتهما

أكدت مصر وتركيا اتفاقهما على تعزيز العلاقات الثنائية، والعمل بشكل وثيق ومنسق؛ لضمان استدامة وقف إطلاق النار في غزة، ووقف الاشتباكات في السودان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان والمصري بدر عبد العاطي خلال مؤتمر صحافي مشترك في أنقرة الثلاثاء (إ.ب.أ)

تركيا تدعم مصر في رفض تهجير الفلسطينيين من غزة

أعلنت مصر وتركيا رفضهما أي خطة لتهجير الشعب الفلسطيني واقتلاعه من أرضه، وشددتا على تنفيذ حل الدولتين بوصفه الطريق لحل النزاع العربي الإسرائيلي وإحلال السلام

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي رئيس الوزراء محمد مصطفى خلال الاجتماع اليوم (الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء الفلسطيني على فيسبوك)

مجلس الوزراء الفلسطيني يقرر تشكيل لجنة عمل لإدارة شؤون غزة

أعلن مجلس الوزراء الفلسطيني اليوم الثلاثاء أنه قرر تشكيل لجنة عمل لإدارة شؤون قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
تحليل إخباري منظر عام لمحور فيلادلفيا على الحدود بين جنوب قطاع غزة ومصر (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «محور فيلادلفيا»... كيف تواجه مصر احتمالية الرفض الإسرائيلي للانسحاب؟

تساؤلات بشأن موقف مصر من تسريبات إسرائيلية جديدة تتحدث عن احتمال عدم التزام بلادها بتنفيذ بند الانسحاب من «محور فيلادلفيا» الحدودي مع مصر ضمن اتفاق «هدنة غزة»

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

أورتاغوس تختتم زيارتها للبنان بتأكيد دعم واشنطن للعهد والحكومة

رئيس البرلمان اللبناني يستقبل نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس (رويترز)
رئيس البرلمان اللبناني يستقبل نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس (رويترز)
TT

أورتاغوس تختتم زيارتها للبنان بتأكيد دعم واشنطن للعهد والحكومة

رئيس البرلمان اللبناني يستقبل نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس (رويترز)
رئيس البرلمان اللبناني يستقبل نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس (رويترز)

أكدت نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، في ختام زيارتها إلى لبنان، دعم الولايات المتحدة للعهد وللحكومة، مشددة على أهمية المضي قدماً في تنفيذ الإصلاحات المالية والقضائية والإدارية، فيما شدد رئيس البرلمان، نبيه بري، خلال استقبالها على أن «استمرار احتلال الأراضي اللبنانية يستوجب المقاومة»، مشيداً بدور الجيش اللبناني وحرفيته بانتشاره وفقاً لما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، قائلاً إن «إسرائيل شر مطلق».

واستكملت أورتاغوس في اليوم الثاني لزيارتها إلى بيروت جولتها على المسؤولين اللبنانيين، والتقت، السبت، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، الذي جدد مطالبة واشنطن بضرورة إتمام الانسحاب الإسرائيلي من أراضي جنوب لبنان بحلول 18 فبراير (شباط) الحالي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بعد تمديده.

وأضاف ميقاتي في بيان أنه طالب أيضاً بوقف «التدمير (الإسرائيلي) الممنهج للبلدات والقرى، والشروع في تطبيق القرار 1701 بحرفيته، وحل الخلافات الحدودية على الخط الأزرق (الحدودي)». كما شدد رئيس الحكومة على أن «الالتزام بتطبيق القرارات الدولية سيؤدي إلى استقرار الوضع في المنطقة والجنوب بشكل خاص».

أورتاغوس خلال لقائها مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي (إ.ب.أ)

كما استقبل رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، أورتاغوس، وأكدت دعم الولايات المتحدة للعهد وللحكومة المرتقبة، مشددة على أهمية المضي قدماً في تنفيذ الإصلاحات المالية والقضائية والإدارية التي تشكل أساس رؤية الرئيس المكلف، معربة عن أملها في أن يتم تشكيل الحكومة قريباً لمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالبلاد.

من جانبه، شدد سلام على ضرورة ممارسة الضغط الدولي على إسرائيل لضمان انسحابها الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة بحلول الموعد المحدد في 18 فبراير الحالي، دون أي تأخير أو مماطلة. وأكد أن هذا الانسحاب يشكل استحقاقاً وطنياً يجب أن يتم وفق القرارات الدولية.

كما ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون بين لبنان والولايات المتحدة والمجتمع الدولي لمساعدة لبنان على تجاوز أزمته الاقتصادية، والنهوض بعملية إعادة الإعمار، وتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي بالبلاد في ظل الأوضاع الإقليمية المتوترة.

سلام مستقبلاً أورتاغوس في منزله (إ.ب.أ)

والتقت أورتاغوس رئيس مجلس النواب، نبيه بري، الذي أكد أن إسرائيل «شر مطلق واستمرار احتلالها للأراضي اللبنانية يستوجب مقاومته»، مشيداً «بدور الجيش اللبناني وحرفيته بانتشاره وفقاً لما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار»، بحسب بيان لمجلس النواب اللبناني. وذكر البيان أن الجانبين بحثا الأوضاع العامة في لبنان لاسيما الوضع الميداني في الجنوب «على ضوء إمعان إسرائيل جرياً على عادتها في خرق القرار الأممي 1701 واتفاق وقف إطلاق النار عبر استمرارها احتلال أجزاء من الأراضي اللبنانية».

وشدد بري أمام الموفدة الأميركية على «وجوب أن تلزم إدارتها ضامنة للاتفاق إسرائيل تطبيقه كاملاً، كما بنود القرار الأممي 1701 وفي مقدمها الانسحاب من كامل التراب الوطني اللبناني».

وكانت أورتاغوس بدأت، الجمعة، زيارة إلى بيروت، التقت خلالها الرئيس اللبناني جوزيف عون، ودعت خلالها معارضتها لتمثيل «حزب الله» في الحكومة، وقالت إنه انتهى، معربة عن امتنانها لإسرائيل لإنهاء الحزب.

وجالت أورتاغوس في المنطقة الحدودية مع إسرائيل، الجمعة، والتقت ممثلين عن اللجنة الخماسية المراقبة لوقف إطلاق النار، و«اليونيفيل». وقالت إن بلادها ملتزمة بدفع إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية في 18 فبراير الحالي.