«مبادرة سنية» لا تحرك المياه الراكدة في برلمان العراق

الخنجر يعد بحل قريب لمنصب الرئيس... والحلبوسي متمسك بالوزن السياسي والانتخابي

محمد الحلبوسي متمسك بالوزن السياسي والانتخابي لحسم رئاسة البرلمان (إكس)
محمد الحلبوسي متمسك بالوزن السياسي والانتخابي لحسم رئاسة البرلمان (إكس)
TT

«مبادرة سنية» لا تحرك المياه الراكدة في برلمان العراق

محمد الحلبوسي متمسك بالوزن السياسي والانتخابي لحسم رئاسة البرلمان (إكس)
محمد الحلبوسي متمسك بالوزن السياسي والانتخابي لحسم رئاسة البرلمان (إكس)

تتعثر محاولات أحزاب سنية لحل الخلاف حول مرشح حاسم لمنصب رئيس البرلمان، وفي حين قدم زعيم حزب «السيادة» خميس الخنجر مبادرة للتسوية، يلف الغموض موقف زعيم حزب «تقدم» محمد الحلبوسي من المبادرة، ويتردد أنه يفرض شروطاً.

وتعقدت أزمة المنصب الشاغر منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023؛ بسبب فرض القوى الشيعية شبه وصاية على المرشح السني، فيما كان الحلبوسي يتمسك بالمنصب لأنه «يمتلك الأغلبية السنية».

وتعرض حزب «تقدم» لضربة كبيرة حين انشق عنه 11 نائباً، مطلع يونيو (حزيران) قبل أن يستعيد عدداً منهم الأسبوع الماضي.

وأعلن النائب زياد الجنابي، خلال مؤتمر صحافي، (الخميس)، رفقة 10 من أعضاء الحزب، انشقاقهم من «تقدم»، وتشكيل كتلة برلمانية تحمل اسم «كتلة المبادرة».

لقاء سابق بين الحلبوسي والخنجر في بغداد (أرشيفية)

وأخيراً، أطلق خميس الخنجر مبادرة للتسوية، وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في محافظة نينوى رفقة محافظ نينوى ووزير التجارة، إن «الخلافات بين الكتل السياسية والأحزاب السنية حول اختيار رئيس البرلمان مسألة طبيعية».

وتابع الخنجر: «المعضلة في طريقها للحل في قابل الأيام». وأكد أن «الهم الأكبر هو استقرار المكونات، وهذا ينعكس على الاستقرار السني والشيعي أو الكردي».

ووفقاً للخنجر، فإن القوى السنية تختلف حول مرشح رئيس البرلمان، وليس بينها خلافات، وإن «كل شيء تحت السيطرة».

وكشف الخنجر عن «جهود كبيرة يبذلها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ومسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني لحل القضية، وأن أخباراً سارة ستسمع قريباً».

موقف الحلبوسي

ولم يرد حزب الحلبوسي على مبادرة الخنجر، لكن قيادياً سنياً أبلغ «الشرق الأوسط»، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، أن «مبادرة الخنجر للترويج الإعلامي وليس لها أثر في مطبخ القرار السياسي».

وكانت منصات مقربة من حزب «تقدم» ألمحت إلى أن الحلبوسي لن يقبل أي مبادرة سياسية دون الاعتراف بأحقية حزبه في المنصب.

وعلق القيادي السني بالقول: «ما حصل لم يكن خلافاً فقط بل شبه قطيعة بين بعض القوى السنية التي باتت عينها الآن على المنصب بأي طريقة كانت، حتى لو تشجيع الآخرين على الانشقاق».

وأوضح القيادي أن «الأوزان الانتخابية اختلفت، سواء بشأن (تقدم) أو السيادة أو القوى السنية الأخرى، ما يعني حصول فراغ في الساحة السنية يتمثل بوجود 30 مقعداً برلمانياً سيكون الصراع على أشده بشأنها».

الحلبوسي كثف مؤخراً جولاته في مناطقه الانتخابية غرب العراق (إكس)

وقبل نحو شهرين كان حزب الحلبوسي يدرس 4 خيارات للتعامل مع أزمة البرلمان؛ تتمحور حول تعليق العمل في البرلمان، والانسحاب من الحكومة، أو الانسحاب من تحالف «إدارة الدولة» الذي شكّل الحكومة ويضم معظم القوى الشيعية والسنية والكردية، أو «الانسحاب من كل شيء»، على غرار ما فعله زعيم «التيار الصدري» قبل نحو عامين.

من جهته، قال مصدر مقرب من حزب «تقدم» إن «القوى السنية الآن تحولت إلى جزر منفصلة، متأثرة بتقاطع مصالح مع قوى الإطار التنسيقي»، وأشار إلى أن «الحل يبقى مرهوناً بالعودة إلى قواعد العمل التي تراعي الوزن السياسي والانتخابي».

وخلال الأسابيع الماضية نشط الحلبوسي في جولات مكوكية بين قواعده الشعبية في مدن الأنبار، في محاولة منه لتكريس زعامته في المناطق الغربية، وفقاً لمراقبين.


مقالات ذات صلة

كيف نجا العراق من «تهديد وجودي» خلال حرب إيران وإسرائيل؟

المشرق العربي مشايخ عراقيون يشاركون في مظاهرة تضامنية مع إيران على طريق مؤدٍ إلى المنطقة الخضراء حيث السفارة العراقية في بغداد (أ.ب)

كيف نجا العراق من «تهديد وجودي» خلال حرب إيران وإسرائيل؟

كشفت مصادر دبلوماسية في بغداد لـ«الشرق الأوسط» عن أن العراق نجا من «تهديد وجودي أخطر من (داعش)» كان يمكن أن يعصف به لو أنه انزلق إلى الحرب الإسرائيلية.

غسان شربل (بغداد)
المشرق العربي زعيم الحزب «الديمقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني (موقع الحزب)

بارزاني يمهل بغداد «فرصة أخيرة» لإنهاء مشكلة رواتب الموظفين

أعلن مقر زعيم الحزب «الديمقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني منح الحكومة الاتحادية في بغداد «فرصة أخيرة» لإنهاء مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان.

فاضل النشمي (بغداد)
تحليل إخباري العلمان التركي والعراقي

تحليل إخباري أنقرة وبغداد ومرحلة جديدة من العلاقات بعد إلقاء حزب العمال الكردستاني السلاح

فَتَح إعلان عبد الله أوجلان إلقاء حزبه «العمال الكردستاني» سلاحه الباب أمام مرحلة جديدة من العلاقات بين تركيا والعراق.

حمزة مصطفى (بغداد)
خاص عناصر من فصيل عراقي خلال احتفال في بغداد بالرد الإيراني على إسرائيل في أكتوبر الماضي (رويترز)

خاص كيف نجا العراق من «تهديد وجودي أخطر من داعش»؟

كشفت مصادر دبلوماسية في بغداد لـ«الشرق الأوسط»، كيف تجنب العراق «تهديداً وجودياً» بإحباط محاولات لجره إلى الحرب الإسرائيلية-الإيرانية.

غسان شربل (بغداد)
المشرق العربي الجفاف ضرب مساحات شاسعة من سهول العراق (إكس)

تحذير دولي من تصاعد وتيرة العواصف في العراق

حذَّرت الأمم المتحدة، السبت، من تصاعد وتيرة العواصف الرملية والترابية خلال السنوات القليلة الماضية في العراق والمنطقة، ودعت إلى التعاون لما فيه مصلحة المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

إسرائيل غير متحمسة لـ«تطبيع خفيف» مع سوريا

 لافتة تشير إلى اتجاهات مدن في أنحاء العالم تسرد مسافاتها من نقطة مراقبة سياحية في موقع للجيش الإسرائيلي على جبل بنتال (تل الغرام) في مرتفعات الجولان المحتلة (أ.ف.ب)
لافتة تشير إلى اتجاهات مدن في أنحاء العالم تسرد مسافاتها من نقطة مراقبة سياحية في موقع للجيش الإسرائيلي على جبل بنتال (تل الغرام) في مرتفعات الجولان المحتلة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل غير متحمسة لـ«تطبيع خفيف» مع سوريا

 لافتة تشير إلى اتجاهات مدن في أنحاء العالم تسرد مسافاتها من نقطة مراقبة سياحية في موقع للجيش الإسرائيلي على جبل بنتال (تل الغرام) في مرتفعات الجولان المحتلة (أ.ف.ب)
لافتة تشير إلى اتجاهات مدن في أنحاء العالم تسرد مسافاتها من نقطة مراقبة سياحية في موقع للجيش الإسرائيلي على جبل بنتال (تل الغرام) في مرتفعات الجولان المحتلة (أ.ف.ب)

كشفت مصادر سياسية إسرائيلية لـ«الشرق الأوسط» أن المحادثات بين إسرائيل وسوريا تكشف عن هوة كبيرة في المواقف، وأن إسرائيل لا تبدي حماسة للتطبيع، ما دامت دمشق ترفض التنازل عن فكرة الانسحاب الكامل من الجولان.

وقالت المصادر إن إسرائيل رفضت الموقف السوري بأن يكون التطبيع «خفيفاً»، يقتصر على الانسحاب الإسرائيلي من المناطق التي احتلتها بعد سقوط نظام بشار الأسد، وإنها تريد «تطبيعاً عميقاً» مقابل البقاء في قسم كبير من هذه المناطق. وأكدت أن إسرائيل تصرّ على البقاء في قمم جبال الشيخ، وكذلك في 9 مواقع احتلتها شرق الجولان.

وكانت مصادر إسرائيلية قد أكّدت أن الحكومة السورية معنية في هذه المرحلة باتفاق أمنى مع إسرائيل، يضمن «عدم الاعتداء المتبادل»، ويستند إلى اتفاقية فصل القوات بينهما الموقعة سنة 1974، والانسحاب الإسرائيلي إلى خط الحدود الذي أقرّ في تلك الاتفاقية.