يكشف فخري كريم، كبير مستشاري الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، في الحلقة الثانية من حوار «الشرق الأوسط» معه، ما دار في لقاء له مع المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني وكواليس النفوذ الإيراني في العراق.
التقى كريم، السيستاني، ثلاث مرات. قال: «خرجت بانطباع أنه متقدم سياسياً بالمعنى الوطني العراقي على كل القيادات الشيعية». ويضيف أنه تحدث مع المرجع عن الفساد «وإذ به يفاجئني بالقول: لماذا لا تأتون بوزير التجارة السابق؟»، في إشارة إلى محمد مهدي صالح الذي ابتكر نظام البطاقة التموينية في السنوات الأخيرة من عهد صدام حسين. ويكشف كريم عن ميزة أخرى للسيستاني وهي «قناعته أن العراق الجديد لا يمكن أن يُبنى على قاعدة استضعاف المكونات الأخرى، تحديداً السُنّة والأكراد».
وحول نفوذ إيران، يقول كريم إن الجنرال قاسم سليماني أصبح «لاعباً كبيراً على المسرح العراقي»، وإن دوره امتد «إلى تشكيل الحكومات». وتابع: «كان بارعاً وفعّالاً ويحاول أن يكتسب ثقة من يلتقيه وكان قادراً على الانتقال من المرونة الكاملة إلى التشدد الكامل»، كما هو الحال في الرسالة التي وجهها إلى طالباني حين قرر الأخير السير في اقتراح حجب الثقة عن حكومة نوري المالكي.