أميركا تلمح لإمكانية رفع العقوبات عن سوريا بشرط إحراز تقدم نحو تسوية الصراع

المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد (أ.ب)
المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد (أ.ب)
TT
20

أميركا تلمح لإمكانية رفع العقوبات عن سوريا بشرط إحراز تقدم نحو تسوية الصراع

المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد (أ.ب)
المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد (أ.ب)

قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، الخميس، إن بلادها مستعدة لبحث رفع العقوبات عن سوريا في حالة إحراز تقدم نحو تسوية الصراع.

وأضافت غرينفيلد في جلسة لمجلس الأمن حول سوريا: «حان الوقت كي يعمل النظام السوري بحسن نية مع المعارضة للتوصل لاتفاق حول المسار السياسي والعودة إلى اللجنة الدستورية». وحذرت من أن من سّمتهم «وكلاء وشركاء إيران» يسعون فقط لزعزعة الاستقرار في سوريا.

وخلال الجلسة قدم الممثل الأممي في سوريا غير بيدرسون إحاطة حول الوضع في البلاد، حذر فيها من أن «غياب عملية سياسية شاملة سيفاقم معاناة المدنيين السوريين، وقد يؤدي إلى تصعيد كبير واضطراب في المنطقة».

وقال بيدرسون في كلمته: «نحن بحاجة ماسة لوقف التصعيد على جميع جبهات الصراع السوري، ورسالتي الرئيسية اليوم هي أنه لا يمكن إدارة أو احتواء الصراعات العميقة والمعقدة إلى الأبد، ويجب أن يكون هناك أفق سياسي لحلها».

وأضاف: «السوريون أنفسهم هم من يدقون ناقوس الخطر بشأن مخاطر هذا الانقسام المترسخ وغياب عملية سياسية حقيقية».

وتابع بيدرسون: «لا يمكن لأي جهة فاعلة أن تحل الأزمة بمفردها، ولا تستطيع أي من الأطر الدبلوماسية القائمة القيام بذلك أيضاً، فالدبلوماسية الدولية البناءة بمساهمة الجميع هي السبيل الوحيد».

وأشار إلى أن حل الأزمة في سوريا «صعب، لكنه ليس مستحيلاً، وهو ضروري للغاية»، وأضاف: «ندائي للجميع هو: المشاركة والعمل معنا في هذا الطريق للمضي قدماً».

وحذر بيدرسون من أن الشعب السوري «لا يزال يرزح تحت عبء أزمة ممتدة وعميقة، تزداد وطأة بمرور الوقت، مع غياب مسار سياسي واضح لتنفيذ القرار 2254، مما يهدد باستمرار الانقسام واليأس لفترة طويلة»، وأن «كافة أنواع الاتجاهات السلبية تتفاقم في غياب عملية سياسية شاملة، مما يشكل مخاطر رهيبة على السوريين والمجتمع الدولي».

وتابع المبعوث الأممي: «إذا استمرت هذه التفاعلات، فسنشهد حتماً المزيد من معاناة المدنيين. كما يمكن أن ينجم عن ذلك تصعيد كبير والمزيد من عدم الاستقرار في المنطقة بأسرها».

ومضى يقول: «نحتاج إلى بذل جهود ملموسة لوقف التصعيد على جميع مسارح الصراع السوري، ومن البديهي أيضاً أن تكون جهود تخفيف التصعيد الإقليمية بدءاً بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، مطلباً أساسياً».

وعبر بيدرسون عن أهمية الحفاظ على وصول المساعدات الإنسانية في سوريا، وقال إن ذلك «أمر بالغ الأهمية»، سواء عبر الحدود أو عبر الخطوط.

وتطرق بيدرسون لأزمة اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة، ووصفها «بالمحنة الرهيبة»، وقال إنها «تحتاج إلى حل عاجل أكثر من أي وقت مضى».

وجدد بيدرسون موقف الأمم المتحدة حول اللاجئين السوريين، وقال إنه «واضح وثابت، وتحدده معايير الحماية الدولية ومخاوف اللاجئين».

وقال بيدرسون إن اللجوء إلى «صيغ مصطنعة مثل تحديد مناطق معينة في سوريا وتصنيفها على أنها آمنة للعودة» لن يعالج المشكلة.

وأشار بيدرسون إلى أن هناك العديد من «الأفكار المحددة والملموسة المطروحة على الطاولة بشأن تدابير بناء الثقة»، من أجل عودة اللاجئين، وقال إنها جاهزة للنقاش.

وتطرق بيدرسون للجنة الدستورية السورية، وقال إن استئناف عملها «من شأنه أن يعيد الأطراف السورية إلى الطاولة نفسها لمعالجة العديد من القضايا الأساسية التي تحرك هذا الصراع».

وقدم المنسق الأممي للإغاثة مارتن غريفيث أيضاً إحاطة خلال جلسة مجلس الأمن حول سوريا، قال خلالها إن الاستجابة الإنسانية في سوريا منذ بداية 2024 لا تتعدى 9 في المائة، لافتاً إلى أن هذا هو أدنى مستوى لتمويل الخطة.

وأشار غريفيث إلى أن الاستجابة الإنسانية في سوريا «ضرورية لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة، رغم أنها ليست حلاً للأزمة».


مقالات ذات صلة

حملات أمنية في حمص واللاذقية بحثاً عن فلول وأسلحة

المشرق العربي من حملة للأمن العام في حي المهاجرين بحمص (إدارة الأمن العام)

حملات أمنية في حمص واللاذقية بحثاً عن فلول وأسلحة

أعلنت إدارة الأمن العام في محافظتَي حمص واللاذقية إلقاء القبض على عنصر بخلية إرهابية في حمص وتحييد متزعّم مجموعة من فلول النظام مع عدد من معاونيه.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي مقاتل من الفصائل السورية الموالية لتركيا يحمل راجمة صواريخ قبل الإطلاق على مواقع لـ«قسد» شمال سوريا خلال أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)

فصائل سورية موالية لأنقرة تسحب حواجزها من عفرين شرط بقاء مقارها

سحبت فصائل سورية موالية لأنقرة حواجزها من عفرين ذات الأغلبية الكردية شمال سوريا، وهي المنطقة التي تسيطر عليها منذ عام 2018، مقابل إبقائها على مقارها العسكرية.

«الشرق الأوسط» (دمشق - لندن)
المشرق العربي أحد عناصر السلطة السورية داخل مصنع لحبوب «الأمفيتامين» المعروفة باسم الكبتاغون في دوما على مشارف دمشق 13 ديسمبر (أ.ب)

ورش عشوائية على أنقاض مصانع «كبتاغون الأسد»

بدأت القصة حين حوّل النظام السوري السابق أقراص الكبتاغون المخدرة إلى «عملةٍ دمويةٍ» لتمويل نفسه وآلة حربه، فتحوّلت هذه الحبوب إلى سيلٍ جارفٍ يجتاح الشوارع.

أحمد الجوري (دمشق)
خاص صورة نشرتها صحيفة «بيرم فيستي» لشباب من حزب «روسيا الموحدة» يستقبلون لاجئين سوريين في محطة بيرم في الأورال

خاص مصدر روسي لـ«الشرق الأوسط»: روسيا تستقبل دفعات من اللاجئين السوريين لـ«أسباب صحية»

نفى مصدر دبلوماسي روسي، تحدث إلى «الشرق الأوسط»، وجود أي «دلالات سياسية» لنقل بعض العائلات السورية التي يعاني أفرادها أوضاعاً صحية متدهورة.

رائد جبر (موسكو)
العالم العربي شاحنات قرب مَنفذ جابر الأردني في طريقها نحو العاصمة السورية ضمن الجسرين الجوي والبري (واس)

«يد العون» السعودية تواصل التخفيف من معاناة فلسطين وسوريا

سجّلت الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة رقماً جديداً مع تجاوز حجم التبرّعات 714 مليون ريال سعودي.

غازي الحارثي (الرياض)

«حماس» تطالب الحكومة البريطانية برفعها من قائمة المنظمات الإرهابية

عناصر من حركة «حماس» خلال عرض عسكري في غزة (أرشيفية - رويترز)
عناصر من حركة «حماس» خلال عرض عسكري في غزة (أرشيفية - رويترز)
TT
20

«حماس» تطالب الحكومة البريطانية برفعها من قائمة المنظمات الإرهابية

عناصر من حركة «حماس» خلال عرض عسكري في غزة (أرشيفية - رويترز)
عناصر من حركة «حماس» خلال عرض عسكري في غزة (أرشيفية - رويترز)

قدمت حركة «حماس» طلباً قانونياً لشطبها من قائمة المملكة المتحدة للجماعات الإرهابية المحظورة.

ووفق تقرير نشرته صحيفة «الغارديان»، تؤكد «حماس»، التي نفذت هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على جنوب إسرائيل، أنها ليست جماعة إرهابية بل «حركة تحرير ومقاومة فلسطينية هدفها تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني».

وجاء هذا التأكيد في إفادة شاهد عيان لموسى أبو مرزوق، رئيس العلاقات الدولية في «حماس» ومقدم الطلب إلى وزيرة الداخلية البريطانية إيفات كوبر، ونشرها موقع «دروب سايت نيوز».

وأضاف أبو مرزوق، في بيانه، أن «قرار الحكومة البريطانية بحظر (حماس) جائر، ويُجسّد دعمها الثابت للصهيونية والفصل العنصري والاحتلال والتطهير العرقي في فلسطين لأكثر من قرن»، مشيراً إلى أن «(حماس) لم تُشكّل تهديداً لبريطانيا، على الرغم من تواطؤها (بريطانيا) المستمر في إبادة شعبنا».

وقالت وزارة الداخلية إنها لا تعلق على مسائل الحظر.

تم حظر الجناح العسكري لحركة «حماس» من قبل المملكة المتحدة في عام 2001، وفي العام نفسه تم حظر الجناح السياسي الذي يدير غزة أيضاً؛ حيث وصفت الحكومة البريطانية التمييز بين الجناحين السياسي والعسكري بأنه «مصطنع» ووصفت «حماس» بأنها «منظمة إرهابية معقدة ولكنها واحدة».

وفي وثيقة قدمت إلى موقع «دروب سايت نيوز»، ورد أن الفريق القانوني للحركة قال إنه يمثل المجموعة مجاناً لأن قبول الدفع سيكون غير قانوني. ونقلت عن المحامين قولهم: «لا تنكر (حماس) أن أفعالها تندرج ضمن التعريف الواسع للإرهاب بموجب قانون الإرهاب لعام 2000، ومع ذلك، تشير إلى أن التعريف يشمل أيضاً جميع الجماعات والمنظمات في جميع أنحاء العالم التي تستخدم العنف لتحقيق أهداف سياسية، بما في ذلك القوات المسلحة الإسرائيلية والجيش الأوكراني وحتى القوات المسلحة البريطانية».

يُعرَّف الإرهاب في القانون بأنه استخدام أو التهديد بعمل، بما في ذلك العنف الخطير ضد شخص أو الإضرار بالممتلكات؛ حيث يكون «مصمماً للتأثير على الحكومة أو منظمة حكومية دولية أو لتخويف الجمهور أو قطاع من الجمهور، ويجب أن يتم القيام به لغرض تعزيز قضية سياسية أو دينية أو عنصرية أو آيديولوجية».

تمثل حركة «حماس» شركة «Riverway Law». ويقول المحامون: «بدلاً من السماح بحرية التعبير، شنّت الشرطة حملة ترهيب سياسي واضطهاد للصحافيين والأكاديميين ونشطاء السلام والطلاب بسبب دعمهم المزعوم لـ(حماس). يجب أن يتمتع الناس في بريطانيا بحرية التعبير عن (حماس) ونضالها لاستعادة حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير».

ويقولون إن الحظر يتعارض مع التزامات بريطانيا بموجب القانون الدولي لمنع الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للأراضي الفلسطينية. وتقول إن «حماس» هي «القوة العسكرية الوحيدة الفعالة التي تقاوم» مثل هذه الأعمال.

قالت بريتي باتيل، وزيرة الخارجية في حكومة الظل: «(حماس) منظمة إرهابية شريرة مدعومة من إيران، تختطف وتعذب وتقتل الناس، بمَن فيهم مواطنون بريطانيون. إنهم يشكلون تهديداً مستمراً لأمننا وللسلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ولديهم أسلحة ومرافق تدريب تُعرّض الأرواح للخطر وتهدد مصالحنا. إنهم لا يُظهرون أي احترام لحقوق الإنسان والحياة والكرامة، وقد ظلوا يضطهدون سكان غزة لفترة طويلة جداً».