استنفار حوثي للتجنيد وملاحقة الفارّين من خطوط التماس

250 عنصراً هربوا من 4 جبهات خلال أسبوعين

عربة حوثية تقل مسلحين جلهم أطفال إلى إحدى الجبهات القتالية (إكس)
عربة حوثية تقل مسلحين جلهم أطفال إلى إحدى الجبهات القتالية (إكس)
TT

استنفار حوثي للتجنيد وملاحقة الفارّين من خطوط التماس

عربة حوثية تقل مسلحين جلهم أطفال إلى إحدى الجبهات القتالية (إكس)
عربة حوثية تقل مسلحين جلهم أطفال إلى إحدى الجبهات القتالية (إكس)

استنفرت الجماعة الحوثية في الأسابيع الأخيرة طاقتها كافة من أجل الحشد والتعبئة واستقطاب المجندين، بالتزامن مع فرار المئات من عناصرها من جبهات الضالع وتعز ومأرب والجوف، لعدم صرف مكافآتهم الشهرية، وعمليات التمييز العنصرية.

وأفادت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» بوجود تنامٍ في حالات الفرار الجماعي لعناصر الجماعة الحوثية بأسلحتهم، يرافق ذلك قيام ما يسمى بجهاز «الأمن الوقائي» باستحداث نقاط أمنية على مقربة من عدة جبهات لمنع عمليات الفرار.

وأوضحت المصادر أن الجماعة أطلقت حالة الاستنفار القصوى في صنعاء بعد تلقيها بلاغات تفيد بفرار ما يزيد على 250 عنصراً خلال أسبوعين من جبهات متعددة، وذلك بالتوازي مع استمرارها في الحشد والتعبئة.

وسجلت جبهات «الفاخر» و«محور بتار» في محافظة الضالع - وفق المصادر - أعلى معدل في حالات الفرار للعناصر الحوثية، بواقع 72 عنصراً، تلتها جبهات «الفراوش» و«الجيرات» و«مقبة» و«البرح» في محافظة تعز بعدد 57 حالة فرار، ثم جبهات «رغوان» و«العبدية» و«صرواح» و«المزاريق» بمحافظتي مأرب والجوف بـ41 حالة، تليها جبهات عدة في الساحل الغربي بنحو 28 حالة فرار، فيما توزعت الحالات الأخرى على جبهات أخرى.

مسلح حوثي يراقب تجمعاً لرجال القبائل في صنعاء (إ.ب.أ)

وتُركز معظم حملات التعقب الحوثية ضد الفارين من الجبهات على محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، حيث أفادت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»، بشن عربات تتبع «جهاز الأمن الوقائي» حملات استهدفت مسلحين عائدين إلى مناطقهم وقراهم بطرق سرية من عدة جبهات تتبع محافظتي الضالع وتعز المتصلتين بمحافظة إب. وأشارت المصادر إلى رفض أعداد كبيرة من المقاتلين الحوثيين الفارين من خطوط التماس، على الرغم من حجم التهديدات الانقلابية الموجهة لهم ولذويهم بالاعتقال والسجن، واتهامهم بـ«الخيانة».

تعليمات عاجلة

نظراً للتصاعد المستمر في أعداد الفارين من الجبهات الحوثية، أفادت المصادر في صنعاء بأن كبار قادة الجماعة الأمنيين أصدروا تعليمات عاجلة لأتباعهم في بقية المحافظات تحت سطوتهم، تحض على التحرك في أوساط السكان لمعرفة العناصر التي فرت والقبض عليهم، ثم التوجه بهم إلى صنعاء.

وبموجب تلك التعليمات، طلب مسؤولو الأحياء والموالون للجماعة من السكان في المدن والقرى الخاضعة تحت قبضة الحوثيين بالإبلاغ عن أي أشخاص فارين من الجبهات.

مسلحون حوثيون في ساحة أحد مساجد صنعاء (إ.ب.أ)

وفي سياق ذلك، كثف معممو الجماعة في المساجد، من دعوات التحريض على العنف، والالتحاق بالجبهات، وتجريم كل من يَفر من الجبهات بعد الانضمام إليها، بزعم أنها تعد «الأماكن الوحيدة التي يمكن لليمنيين أن ينالوا شرف المرابطة فيها»، وفق ما ذكره سكان لـ«الشرق الأوسط».

وليست هذه هي المرة الأولى التي تنفذ فيها الجماعة الحوثية حملات تعقب ومطاردة بحق أتباعها الفارين من الجبهات، إذ سبق لها أن نفذت خلال عام سابق أكثر من ثلاث حملات استهداف مماثلة طاولت العشرات من أتباعها بعد عمليات هروب جماعية من مختلف الميادين.

وأكدت المصادر أنّ زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي كان قد وجه قبل عدة أشهر بتشكيل فرق ميدانية من جهاز أمنه المعروف بـ«الأمن الوقائي»، وتكليفها بمهام تعقب وملاحقة الفارين، لا سيما من جبهات مأرب، إلى جانب مهام اعتقال المشرفين الذين يرفضون حشد المجندين والتوجه معهم إلى الجبهات.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يرسم صورة قاتمة للتصعيد الحوثي ويحذر من انهيار التهدئة

العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن قلق من التصعيد الحوثي الإقليمي والمحلي (الأمم المتحدة)

غروندبرغ يرسم صورة قاتمة للتصعيد الحوثي ويحذر من انهيار التهدئة

خلال إحاطة أمام مجلس الأمن الأربعاء رسم المبعوث الأممي هانس غروندبرغ صورة قاتمة عن تدهور الوضع في اليمن بسبب التصعيد الحوثي على المستويين المحلي والإقليمي

«الشرق الأوسط» (عدن ـ نيويورك)
العالم العربي السفينة اليونانية «ماجيك سيز» لحظة تفجيرها من قِبَل الحوثيين في البحر الأحمر (إ.ب.أ)

غرق سفينة يونانية ثانية غداة هجمات حوثية... وجهود لإنقاذ طاقمها

وسط تنديد أميركي بتصعيد الحوثيين ضد السفن، أفادت مصادر ملاحية غربية بأن سفينة يونانية غرقت في البحر الأحمر إثر هجمات حوثية، وسط جهود لإنقاذ طاقمها.

علي ربيع (عدن)
خاص اليمن يطالب الأمم المتحدة بفتح تحقيق عاجل لسيطرة الحوثيين على السفينة «نوتيكا» play-circle

خاص اليمن يطالب الأمم المتحدة بفتح تحقيق عاجل لسيطرة الحوثيين على السفينة «نوتيكا»

تعتزم الحكومة اليمنية التقدّم بطلب رسمي إلى الأمين العام للأمم المتحدة لفتح تحقيق عاجل بشأن استيلاء جماعة الحوثي الإرهابية على ناقلة النفط البديلة «نوتيكا»

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي سفينة شحن في البحر الأحمر هاجمها الحوثيون العام الماضي (إعلام حوثي)

هجوم حوثي يقتل بحارَين ويهدد بإغراق ثاني سفينة خلال يومين

دخل تصعيد الحوثيين البحري منعطفاً دامياً مع مقتل بحارين اثنين، وإصابة آخرين جراء هجوم جديد في البحر الأحمر استهدف سفينة شحن يونانية وسط مخاوف من غرقها.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون على متن عربة عسكرية خلال تجمع في صنعاء (رويترز)

توثيق مئات الانتهاكات الحوثية في صنعاء خلال نصف عام

كشفت تقارير حقوقية يمنية عن توثيق مئات الانتهاكات الحوثية في صنعاء وريفها خلال النصف الأول من العام الحالي، وسط دعوات إلى تحرك دولي يضع حداً لهذه الجرائم.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

نقص الوقود يهدد بتحويل أكبر مستشفى في غزة إلى مقبرة

جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)
جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)
TT

نقص الوقود يهدد بتحويل أكبر مستشفى في غزة إلى مقبرة

جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)
جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)

يهدِّد نقص إمدادات الوقود بغرق الأطباء والمرضى في أكبر مركز طبي بغزة في الظلام قريباً، وهو ما يقول الأطباء إنه قد يتسبب في إصابة مستشفى الشفاء بالشلل التام، مع استمرار إسرائيل في حملتها العسكرية.

وفي الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يناقش مصير الرهائن الإسرائيليين في غزة مع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في واشنطن، حذَّر الأطباء في مستشفى الشفاء من خطر وشيك يحدق بالمرضى.

وقال مدير عام وزارة الصحة في غزة، منير البرش، لوكالة «رويترز» إن التهديدات «ليست قذيفة ولا صاروخاً، بل حصار يمنع دخول الوقود، ليحرم هؤلاء من حقهم في العلاج، ويحوِّل المستشفى إلى مقبرة صامتة».

وأضاف: «في قلب مدينة غزة، حيث ينهش الموت كل شيء، يشهد مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في القطاع، ساعات فاصلة بين الحياة والموت».

أثَّرت الغارات الجوية الإسرائيلية والقصف المتواصل بشدة على المستشفيات في قطاع غزة، وهو شريط صغير من الأرض كان تحت حصار طويل تقوده إسرائيل، حتى قبل اندلاع الحرب بينها وبين حركة «حماس»، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ويتهم فلسطينيون وعاملون في المجال الطبي الجيش الإسرائيلي بمهاجمة المستشفيات، وهي اتهامات ينفيها.

وتتهم إسرائيل «حماس» بالعمل انطلاقاً من منشآت طبية وإدارة مراكز قيادة تحتها، وهو ما تنفيه الحركة.

لكن مَن يدفع الثمن هم المرضى الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية والغذاء والماء.

وأفادت «منظمة الصحة العالمية» بوقوع أكثر من 600 هجوم على المرافق الصحية منذ بدء الصراع، دون أن تحمل أي جهة مسؤولية ذلك. وقالت إن القطاع الصحي في غزة «يعاني من الانهيار»، مع نقص الوقود والإمدادات الطبية، ووصول الضحايا بأعداد كبيرة بشكل متكرر.

وبحسب المنظمة التابعة للأمم المتحدة، فإن نصف المستشفيات العامة البالغ عددها 36 مستشفى في غزة تعمل بصورة جزئية.

وحذَّر مدير مستشفى الشفاء، محمد أبو سلمية، من كارثة إنسانية، بسبب أزمة الوقود التي تشكل تهديداً مباشراً للعمل بالمستشفى ومحطات التحلية وشبكة توزيع المياه.

واتهم إسرائيل بأنها تزوِّد مستشفيات غزة بالوقود بشكل متقطِّع.

ولم تردّ بعد وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي وكالة تابعة للجيش الإسرائيلي تتولى تنسيق المساعدات، على طلب للتعليق على نقص الوقود في المرافق الطبية في غزة والمخاطر التي يتعرض لها المرضى.