هدنة غزة... مشاورات من دون حسم

«القسام» تفاجئ إسرائيل بقصف كرم أبو سالم


فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على منزل في رفح جنوب قطاع غزة الأحد (رويترز)
فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على منزل في رفح جنوب قطاع غزة الأحد (رويترز)
TT

هدنة غزة... مشاورات من دون حسم


فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على منزل في رفح جنوب قطاع غزة الأحد (رويترز)
فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على منزل في رفح جنوب قطاع غزة الأحد (رويترز)

رغم «تفاؤل» ساد التصريحات خلال الأيام الماضية بشأن قرب إتمام تهدئة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، فإن إفادات الطرفين، حتى مساء أمس، لم تحسم مصير المشاورات المتعثرة على صخرة بند «إنهاء الحرب» الذي تتمسك به «حماس»، وترفضه تل أبيب.

وفي حين تم الإعلان عن مغادرة وفد «حماس» القاهرة، مساء أمس، بعد تسليم رده على بنود المقترح المصري للهدنة، شدد رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، إسماعيل هنية، على أن «الحركة لا تزال حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ومترابط لإنهاء الحرب، وضمان الانسحاب الإسرائيلي من غزة».

لكن في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، إن إسرائيل «لا يمكنها أن تقبل» بشرط «حماس» إنهاء الحرب للموافقة على مقترح الهدنة. ورأى أن «الاستسلام» لمطالب «حماس» سيكون بمثابة «هزيمة مروعة» لإسرائيل.

وحمّلت واشنطن وتل أبيب، خلال الفترة الماضية «حماس» مسؤولية تأخر الاتفاق، بينما عَدّ هنية، أمس، أن «نتنياهو يريد اختراع مبررات دائمة لاستمرار العدوان، وتوسيع الصراع».

واستضافت القاهرة جولة جديدة من المحادثات بين وفد من حركة «حماس»، وممثلين عن دول الوساطة (مصر وقطر والولايات المتحدة)، بينما لم ترسل إسرائيل وفداً.

على الصعيد الميداني، فاجأت «كتائب القسام» (الجناح العسكري لـ«حماس») القوات الإسرائيلية المتمركزة عند موقع كرم أبو سالم العسكري شرق مدينة رفح، برشقة صاروخية، ما تسبب في إصابة نحو 10 إسرائيليين بجروح. وقال مصدر أمني مصري إن الجانب الإسرائيلي أبلغ السلطات المصرية بإغلاق معبر كرم أبو سالم وتوقف دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة عبر المعبر لأجل غير مسمى.

إسرائيلياً، ساد الانقسام في أوساط الحكومة بين فريق يضم وزراء «المعسكر الوطني»، بقيادة بيني غانتس، الذي قاطع الجلسة الأسبوعية، وجانب يضم ثلث أعضائها (13 وزيراً) خرج من الجلسة وانضم إلى مظاهرة ضد الحكومة تدعوها إلى رفض الصفقة مع «حماس» ومواصلة الحرب واجتياح رفح، وفريق أخير حضر الجلسة، لكنه انشغل بقرار إغلاق مكاتب قناة «الجزيرة» القطرية، الذي اتخذه «بالإجماع»، وبدأت السلطات في تنفيذه.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تستعد لـ «رد قاسٍ» على إيران

شؤون إقليمية دمار في أحد شوارع حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية بعد غارة إسرائيلية أمس (إ.ب.أ)

إسرائيل تستعد لـ «رد قاسٍ» على إيران

يستعد الجيش الإسرائيلي لـ «رد جاد وقاسٍ» على الهجوم الباليستي الإيراني، إذ أكدّت قيادته أن الضربة التي شنتها طهران «لن تبقى دون رد». جاء ذلك في وقت قال رئيس

كفاح زبون (رام الله) علي بردى (واشنطن) «الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي السوداني في اجتماع لـ«الإطار التنسيقي» في بغداد (إكس)

انزعاج عراقي من «تملص» إيران عن كبح الفصائل

قال مسؤول عراقي إن إيران تتنصل كلما طُلب منها كبح الفصائل عن التورط في حرب لبنان.

فاضل النشمي (بغداد)
شمال افريقيا نقل صناديق الاقتراع داخل أحد مراكز العاصمة تونس (إ.ب.أ)

تونس تنتخب رئيسها اليوم

يتوجّه التونسيون اليوم إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد، بعد نحو 3 أسابيع من انطلاق حملة المترشّحين للرئاسة.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا دخان يتصاعد في سماء الخرطوم إثر مواجهات مسلحة خلّفت عشرات القتلى والجرحى (أ.ف.ب)

مجزرة في شمال دارفور

قتل وأصيب مئات السودانيين جراء قصف الطيران الحربي السوداني أمس، لمناطق مليط وود أبو صالح شمال ولاية شمال دارفور، وأم ضوا بان في الخرطوم.

أحمد يونس (كمبالا)
الولايات المتحدة​ هاريس تلقي خطاباً انتخابياً في فلينت بميشيغان يوم 4 أكتوبر (أ.ف.ب)

هاريس تغازل الناخبين العرب في ميشيغان

تسعى نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة إلى تكثيف اتصالاتها بالجالية العربية والمسلمة، المعترضة على مواقف

إيلي يوسف (واشنطن)

الجيش الإسرائيلي يقصف «مجمع قيادة» داخل مدرسة شمال غزة... ومقتل 17 فلسطينياً

فلسطيني يحمل طفله وأغراضه على كرسي متحرك بعد إخلائه منزله في جباليا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل طفله وأغراضه على كرسي متحرك بعد إخلائه منزله في جباليا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يقصف «مجمع قيادة» داخل مدرسة شمال غزة... ومقتل 17 فلسطينياً

فلسطيني يحمل طفله وأغراضه على كرسي متحرك بعد إخلائه منزله في جباليا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل طفله وأغراضه على كرسي متحرك بعد إخلائه منزله في جباليا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلن الدفاع المدني في غزة، اليوم (الأحد)، أن غارات إسرائيلية على منطقة جباليا في شمال القطاع الفلسطيني أدت إلى مقتل 17 شخصاً على الأقل بينهم تسعة أطفال.

بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق صواريخ من شمال غزة في اتجاه جنوب الدولة العبرية. وقال الجيش إنه «تم رصد عدة قذائف صاروخية أطلقت من شمال قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وتم اعتراض قذيفة واحدة، في حين سقطت الأخريات في مناطق مفتوحة».

كما أعلن الجيش مقتل ضابط برتبة رائد احتياط متأثراً بجراح أصيب بها في معارك شمال غزة في يونيو (حزيران) الماضي.

وأفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل وكالة الصحافة الفرنسية بـ«استشهاد 17 شخصاً بينهم تسعة أطفال من عائلة واحدة» جراء الغارات على جباليا.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أن قواته «تطوّق» جباليا بعد تقييم يفيد بأن حركة «حماس» تعيد بناء قدراتها فيها بعد أشهر من القتال والغارات الجوية.

قافلة من المدرعات الإسرائيلية تشق طريقها إلى شمال قطاع غزة حيث تقع منطقة جباليا (إ.ب.أ)

وقال الجيش الإسرائيلي، الأحد، إنه شنّ غارة على ما وصفه بأنه «مجمع قيادة وسيطرة في منطقة استُخدمت سابقاً مدرسة خليفة بن زايد في شمال قطاع غزة».

وأوضح أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في منشور على منصة «إكس»، أن الغارة أتت «بدقة وبتوجيه استخباراتي من هيئة الاستخبارات العسكرية والشاباك والقيادة الجنوبية».

وتابع: «استُخدم مجمع القيادة والسيطرة من قِبل (حماس) لتخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية»، مؤكداً أنه قبل شن الغارة «اتخذت عدة خطوات لتقليل احتمالية إصابة المدنيين، بما في ذلك استخدام ذخائر دقيقة، ومراقبة جوية، ومعلومات استخباراتية إضافية».

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، في منشور عبر منصة «إكس»: «بدأت قوات الفرقة 162، الليلة الماضية، العمل في منطقة جباليا، بعد ورود معلومات استخبارية مسبقة، وبعد تقييم وضع مستمر، وأعمال القوات في الميدان التي دلّت على وجود مخرّبين وبنى إرهابية في المنطقة، إلى جانب محاولات لترميم بنى إرهابية من قِبل (حماس)».

واندلعت الحرب بقطاع غزة، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، على أثر هجوم غير مسبوق شنته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل.

وأدت الحرب التي بدأتها إسرائيل على قطاع غزة، عقب الهجوم، إلى مقتل أكثر من 41 ألف شخص، وإصابة نحو 100 ألف جريح، منذ 7 أكتوبر 2023، وتدمير واسع النطاق لقطاع غزة.