إدانات واسعة لاستهداف حقل غاز شمال العراق... والحكومة تحقق

بارزاني قال إن الهجمات تنفَّذ من منطقة مجاورة لإقليم كردستان

لقطة شاشة من كاميرا مراقبة وزعتها وسائل إعلام كردية تظهر اقتراب المسيّرة المفخخة من حقل «كورمور» الغازي شمال العراق.
لقطة شاشة من كاميرا مراقبة وزعتها وسائل إعلام كردية تظهر اقتراب المسيّرة المفخخة من حقل «كورمور» الغازي شمال العراق.
TT

إدانات واسعة لاستهداف حقل غاز شمال العراق... والحكومة تحقق

لقطة شاشة من كاميرا مراقبة وزعتها وسائل إعلام كردية تظهر اقتراب المسيّرة المفخخة من حقل «كورمور» الغازي شمال العراق.
لقطة شاشة من كاميرا مراقبة وزعتها وسائل إعلام كردية تظهر اقتراب المسيّرة المفخخة من حقل «كورمور» الغازي شمال العراق.

تحقق السلطات العراقية في ملابسات الهجوم على حقل غازي شمال العراق، أسفر عن مقتل عمال أجانب وعراقيين، وتوقف إمدادات محطات الكهرباء في إقليم كردستان، وسط إدانات محلية ودولية لـ«العمل التخريبي» الذي طال الحقل، ليل الجمعة.

وتضاربت الأنباء بشأن الهجوم وجنسيات الضحايا، وقيل إن الاستهداف نُفذ بطائرتين مسيّرتين، رغم أن البيانات الرسمية تحدثت عن مسيّرة واحدة.

لقطة شاشة من كاميرا مراقبة للحظة انفجار الطائرة المسيّرة في حقل «كورمور» الغازي شمال العراق (إعلام كردي)

وقالت قيادة العمليات المشتركة، السبت، إنها شكّلت لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات الهجوم على حقل كورمور الغازي بالسليمانية.

وذكرت خلية الإعلام الأمني في بيان صحافي: «بناءً على توجيهات القائد العام للقوات المسلحة شكّلت قيادة العمليات المشتركة لجنة تحقيق فنية لمعرفة ملابسات الهجوم التخريبي الذي جرى تنفيذه بواسطة طائرة مسيّرة، واستهدف حقل كورمور الغازي في ناحية قادر كرم بمحافظة السليمانية، وتسبب بوفاة شخصين، وإصابة اثنين آخرين جميعهم يحملون الجنسية الآسيوية».

وكانت حكومة إقليم كردستان قد طالبت الحكومة الاتحادية بالقبض على منفذي هجوم حقل كورمور الغازي في السليمانية. وذكرت حكومة الإقليم أن جهوداً كبيرة بُذلت في الماضي بهدف تحسين قطاع الطاقة والبنية التحتية الاقتصادية في العراق، خصوصاً في كردستان، وبينما «يجري اتخاذ الخطوات اللازمة لحل القضايا، عاد الأشرار إلى استهداف حقل غاز كورمور في عمل إرهابي أدى للأسف إلى مقتل 4 موظفين من الجنسية اليمنية».

ولفت بيان الحكومة إلى أن الحقل تعرض لأضرارٍ بالغة، مبينة أنه ذلك «سيؤثر في نقص الطاقة الكهربائية بشكل كبير». وندد رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، بالهجوم، وأرسل التعازي للضحايا، مشدداً على قيام حكومة بغداد بواجبها في منع تكرار هذه الهجمات، وملاحقة الجناة ومعاقبتهم.

ودعا نائب رئيس حكومة الإقليم قوباد طالباني، الحكومة العراقية والأطراف المعنية في كردستان إلى إطلاق تحقيق شامل فوراً في الهجوم على الحقل. وقال رئيس حكومة الإقليم، مسرور بارزاني، في بيان صحافي، إنه «بناءً على المعلومات الأولية فإن هذه الهجمات تُنفَّذ من منطقة مجاورة للإقليم ضمن الأراضي العراقية». وأوضح بارزاني أن «استهداف منشآت الطاقة التي تزود ملايين المواطنين في كردستان ومحافظات العراق بالكهرباء عمل إجرامي لا مبرر له».

جنود وضباط من قوات البيشمركة يصلون حقل «كورمور» شمال العراق (إعلام كردي)

تنديد غربي

واستنكرت السفيرة الأمريكية لدى العراق إلينا رومانوسكي، استهداف الحقل، وطالبت بتحقيق عاجل في الهجوم، مؤكدة استمرار دعم واشنطن لأمن واستقرار العراق وكردستان، بينما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، في بيان، دعم العراق وإقليم كردستان وحماية الاستقرار والسيادة، وقال إن الهجوم انتهاك للسيادة العراقية، مطالباً السلطات بالتحقيق، وتقديم المهاجمين إلى العدالة.

كما أدان السفير البريطاني لدى العراق ستيفن هيتشن الهجوم، وقال إنه محاولة لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية من خلال العنف، بينما أكد ضرورة محاسبة المسؤولين.

وبعد ساعات من إعلان حالة الطوارئ لإصلاح الحقل، أعلنت وزارة الكهرباء في كردستان، السبت، استعادة إنتاج 1600 ميغاواط من حقل «كورمور» الذي تعرض للقصف.

وقالت الوزارة في بيان صحافي، إنها «استغرقت ساعات الليلة الماضية للحد من آثار الهجوم، لتتمكن من تعويض جزء كبير من الانخفاض في إنتاج الكهرباء».

وتسبب الهجوم على الحقل الغازي بتعليق الإنتاج وخفض الكهرباء بمقدار 2500 ميغاواط، بينما شهدت مدن متفرقة في الإقليم «إطفاءً تاماً»، وفقاً لمصادر وشهود.

وكان هجوم سابق قد استهدف الحقل، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أدى إلى فقدان 2800 ميغاواط من حجم إنتاج الكهرباء.

وحينها، وجَّه رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، بفتح تحقيق بشأن الحادث، لكن الحكومة لم تعلن النتائج حتى الآن.

ينفق العراق نحو 25 مليار دولار سنوياً على دعم الطاقة الأولية يذهب منها نحو 6 مليارات لاستيراد الغاز الإيراني (أ.ف.ب)

ما حقل «كورمور»؟

هو حقل غاز طبيعي حر، اكتُشف عام 1930، وكان اسمه حقل «الأنفال» قبل أن يتغير الاسم عام 2003.

وحتى عام 2022، كان احتياطي الحقل 8 تريليونات و200 ملیار قدم مكعبة، وإنتاجه اليومي من الغاز الطبيعي 452 مليون متر مكعب، وإنتاجه اليومي من متكثف الغاز 22 ألف برميل، تنقل عن طريق الصهاريج، وتخلط مع النفط المصدر إلى الخارج.

و«كورمور» من أكبر حقول الغاز في إقليم كردستان، يتزود به لتشغيل الكهرباء، ولتوفير حاجة السكان من غاز الطبخ والتدفئة.

وكان السوداني يرغب في الاستفادة من غاز حقل كورمور لسد حاجة محطات إنتاج الكهرباء في المنطقة الشمالية.


مقالات ذات صلة

خطة لتطوير حقل الغاز القبرصي «أفروديت» بـ4 مليارات دولار

الاقتصاد حقل «أفروديت» البحري للغاز (أ.ف.ب)

خطة لتطوير حقل الغاز القبرصي «أفروديت» بـ4 مليارات دولار

قالت شركة «نيوميد إنرجي» الإسرائيلية، إن الشركاء بحقل «أفروديت» البحري للغاز الطبيعي، قدموا خطة للحكومة القبرصية لتطوير المشروع بتكلفة تبلغ 4 مليارات دولار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد شعار بنك التنمية الجديد (رويترز)

«بنك التنمية الجديد» يوافق على إقراض جنوب أفريقيا مليار دولار

أعلن «بنك التنمية الجديد»، السبت، الموافقة على قرض جديد بقيمة تصل إلى مليار دولار لتمويل مشروعات للمياه والصرف الصحي للمناطق الأكثر فقراً في جنوب أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (كيب تاون)
الاقتصاد منصات حقول النفط يوهان سفيردروب التابعة لشركة «إكوينور» في بحر الشمال بالنرويج (رويترز)

«إكوينور» النرويجية قد تعيد النظر في الاستثمار بقطاع النفط البريطاني

قال مسؤول تنفيذي كبير في شركة «إكوينور» النرويجية إن الشركة ربما تعيد النظر في الاستثمار في النفط والغاز في بريطانيا، إذا غيّرت حكومة حزب العمال النظام المالي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مصفاة «بي سي كيه» لتكرير النفط في مدينة شفيت الألمانية (رويترز)

قطر تجري محادثات لشراء حصة مملوكة لـ«روسنفت» الروسية في مصفاة ألمانية

ذكرت تقارير أن قطر تجري محادثات مع الحكومة الألمانية لشراء حصة مملوكة لمجموعة «روسنفت» الروسية للطاقة بمصفاة «بي سي كيه» شفيت الألمانية كانت قد صادرتها سابقاً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد منصة غاز تابعة لشركة «إكوينور» في بحر الشمال - النرويج (رويترز)

أسعار الغاز في أوروبا ترتفع بسبب أعمال صيانة بالنرويج

واصلت أسعار الغاز في أوروبا اتجاهها الصعودي، الأربعاء، مع بدء أعمال الصيانة السنوية في النرويج هذا الأسبوع، في حين تخشى السوق تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

غالانت: سنواصل ضرب «حزب الله» حتى إعادة سكان الشمال

سيدات يقفن إلى جانب أحد المنازل المدمرة في بلدة الخيام (أ.ف.ب)
سيدات يقفن إلى جانب أحد المنازل المدمرة في بلدة الخيام (أ.ف.ب)
TT

غالانت: سنواصل ضرب «حزب الله» حتى إعادة سكان الشمال

سيدات يقفن إلى جانب أحد المنازل المدمرة في بلدة الخيام (أ.ف.ب)
سيدات يقفن إلى جانب أحد المنازل المدمرة في بلدة الخيام (أ.ف.ب)

جدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تأكيده على مواصلة المواجهات مع «حزب الله» حتى إعادة سكان الشمال إلى منازلهم، في وقت ساد فيه الهدوء الحذر على جبهة جنوب لبنان، الأحد، بعد توتّر شهده مساء السبت.

وقال غالانت، في تصريح له عند الحدود الشمالية: «الثمن الذي ندفعه لن يذهب سدى، وسنواصل ضرب (حزب الله) حتى نعيد سكان الشمال».

ومساءً، ذكرت وسائل إعلام أن رشقة صاروخية كبيرة أطلقت من جنوب لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية، مع تسجيل انفجار صواريخ اعتراضية في أجواء القطاع الغربي.

وكان قصف متقطع سجل على بلدات جنوبية عدة؛ ما أدى إلى سقوط 4 جرحى، فيما نفذ «حزب الله» عملية مستهدفاً «التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا»، و«دورية للجيش الإسرائيلي قرب حاجز كفريوفال»، و«انتشاراً لجنود إسرائيليين في محيط موقع المرج بالأسلحة الصاروخية».

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن مسيّرة شنت غارة استهدفت بلدة عيتا الشعب؛ ما أدى إلى سقوط 4 جرحى، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية.

وأفادت الصحة أيضاً بأن "الغارة الإسرائيلية المعادية التي استهدفت بلدة بيت ليف، أدت إلى استشهاد شخص وإصابة شخصين بجروح، ومن بين الجريحين سيدة جروحها بليغة".

وأشارت «الوطنية» إلى أن درون إسرائيلية ألقت قنابل 4 مرات، الأحد، بالقرب من الجدار الحدودي في بلدة كفركلا.

وأضافت «الوطنية» أن مسيّرة إسرائيلية ألقت مواد حارقة بالقرب من بلدية العديسة، بالتزامن مع قصف مدفعي على البلدة وعلى أطراف بلدة الوزاني.

وكان مساء السبت شهد توتراً على الجبهة؛ حيث تعرضت أطراف يحمر الشقيف ومجرى النهر عند الأطراف الجنوبية فيها لقصف مدفعي، تسبب في اندلاع النيران التي امتدت إلى مشارف المنازل.

وأفادت «الوكالة» أيضاً بأن مسيّرة إسرائيلية ألقت قنبلة حارقة على أحراج العديسة وأخرى قرب البلدية؛ مما تسبب باندلاع النيران فيها، وللسبب نفسه، تحركت سيارات إطفاء لإخماد حريق كبير شبّ في أطراف بلدة الناقورة جراء إلقاء طائرة درون مواد حارقة في المنطقة، حسب «الوطنية».

ومع ارتباط جبهة الجنوب بالحرب على غزة ومسار مفاوضات الهدنة، يعدُّ رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - أنيجما» رياض قهوجي الوضع بجبهة الجنوب في هذه المرحلة كما كان عليه منذ أن فتح «حزب الله» جبهة الإسناد في 8 أكتوبر (تشرين الأول)، مع تراجع في مستوى تهديدات «حزب الله». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «الاختلاف اليوم هو أن سقف تهديدات قادة (حزب الله) بات أكثر محدودية مع اقتناعهم بأن التصعيد لم يردع إسرائيل بل كان يوفر الذرائع لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لجر الحزب لحرب واسعة لا تريدها إيران».

وفي حين يلفت إلى أن «الرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر لم يكن بمستوى التهديدات والتوقعات وسبقه ضربات استباقية عنيفة من جانب إسرائيل»، يشير إلى «الغارات الجوية اليومية للطيران الإسرائيلي وعمليات الاغتيال المستمرة مقابل ضربات للحزب محصورة بمنطقة جغرافية وعدد من المواقع الإسرائيلية قرب الحدود».

جانب من الدمار الذي لحق بمباني ميس الجبل في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

من هنا يرى أن هذا الواقع سيستمر على ما هو عليه بانتظار حل دبلوماسي، تسعى إليه قوى مثل أميركا وفرنسا، سيأتي بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكن السؤال يبقى، حسب قهوجي «ماذا سيفعل الحزب إن تمكنت إسرائيل من اغتيال شخصية قيادية جديدة للحزب أو إذا أصرت إسرائيل على تغيير الواقع العسكري في جنوب لبنان بشكل كبير؟».