دشنت إسرائيل مرحلةً جديدةً في حربها على قطاع غزة، إذ أعلنت انتهاء عملياتها في نطاق «مجمع الشفاء الطبي» بعد إحراقه وتأكيد جيشها أنه قتل نحو مائتي شخص بداخله زعم أنهم من عناصر «حماس».
وخرج المستشفى الذي يُعد الأكبر في القطاع من الخدمة وبات معطلاً بالكامل، في وقت كشفت جولة لـ«الشرق الأوسط» في المجمع الطبي، أمس، وإفادات لشهود عيان عن وقائع مروعة وعمليات قتل ميداني وتعذيب وتنكيل بالمرضى، وانتشار للجثث في محيط المنشأة.
وتوافد المئات من أهالي المرضى والنازحين إلى «مجمع الشفاء الطبي»، في وقت مبكر من فجر أمس (الاثنين)، لتفقد المشفى ومحيطه، والبحث عن أقاربهم المرضى الذين نقلهم جيش الاحتلال داخل مبنى التنمية البشرية في المجمع الطبي الذي يعد الأكبر على مستوى قطاع غزة.
ورصد مراسل «الشرق الأوسط» تدمير مركبات كانت تصطف في ساحة المستشفى، وإغلاق البوابة الرئيسية بهياكل تلك المركبات، كما شاهد مقبرتين مجرفتين من أصل 3 مقابر جماعية استحدثت في الحرب داخل المجمع الطبي.
ورغم ذلك لم تستطع الحرب الدامية كبح الخلافات والاتهامات بين حركتي «فتح» و«حماس» ما يشير إلى خلافات أوسع محتملة. واتهمت وزارة الداخلية التابعة لـ«حماس» السلطة الفلسطينية بإرسال قوة أمنية إلى غزة بالتنسيق مع إسرائيل، مؤكدة أنها اعتقلت عدداً من أفرادها، قبل أن تنفي السلطة الفلسطينية الحادثة.
من جهة أخرى، وعلى صعيد مساعي التهدئة، أكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن عدم وصول وفد من حركة «حماس» للمشاركة في المفاوضات الجارية بالقاهرة «لا يعرقل سير المفاوضات». وتوقعت المصادر استمرار المفاوضات «عدة أيام»، مؤكدة أنه «لا سقف زمنياً محدداً لانتهائها».