«مسودة قرار» أميركي تغضب حكومة نتنياهو

إسرائيل تتمسك باجتياح رفح رغم تصاعد التحذيرات الدولية والإقليمية


فتاة فلسطينية حاملة طفلاً تطل على مخيم للنازحين في رفح جنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
فتاة فلسطينية حاملة طفلاً تطل على مخيم للنازحين في رفح جنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

«مسودة قرار» أميركي تغضب حكومة نتنياهو


فتاة فلسطينية حاملة طفلاً تطل على مخيم للنازحين في رفح جنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
فتاة فلسطينية حاملة طفلاً تطل على مخيم للنازحين في رفح جنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

أعربت مصادر سياسية مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن غضبها وإحباطها من مضمون المسودة الأخيرة لمشروع القرار الأميركي الذي يفترض أن يتم تقديمه، قريباً، إلى مجلس الأمن الدولي، ويطالب صراحةً، ولأول مرة، بـ«وقف فوري ودائم للنار» في غزة. وقالت إنها «صُدمت بالمضمون الحاد لمسودة مشروع القرار الأميركي، ضد حكومة نتنياهو».

وأوضحت المصادر أن المسؤولين الإسرائيليين الذين اطلعوا على نص المشروع رأوا أنه «كُتب بلهجة حادة ضد اجتياح رفح، وطالب بوقف القتال في غزة فوراً ولفترة طويلة، مؤكداً أن هذا الاجتياح سيؤدي حتماً إلى المساس بأعداد كبيرة من المدنيين، وإلى خرق القانون الدولي». وعدّ المسؤولون أن نصّ المسودة مناهض للسياسة الإسرائيلية «بشكل غير مسبوق» منذ بداية الحرب.

من جانبها، نقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أن الأميركيين أبلغوا إسرائيل بأنهم لن يجروا أي تعديلات على النص، وسيطرحونه على مجلس الأمن، وسيسعون لتمريره في التصويت في أسرع وقت ممكن. وأضافت المصادر أنه في كل الأحوال سيكون «مجرد طرح المشروع بنصه الجديد بمثابة صفعة لنتنياهو»، نظراً إلى أن واشنطن استخدمت في السابق حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة مشروعات قرارات لمجلس الأمن؛ بسبب تضمينها الدعوة لـ«وقف فوري ودائم لإطلاق النار».

في الأثناء، أكد نتنياهو، في بداية اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي، أمس، أن الضغوط الدولية والإقليمية لإنهاء الحرب تتصاعد على حكومته، غير أن ذلك لن يمنع الجيش من دخول منطقة رفح في غزة. وقال نتنياهو: «سندخل رفح، وسيستغرق الأمر أسابيع قليلة».


مقالات ذات صلة

تصريحات أميركية عن «بلاد الشام» تربك لبنان

المشرق العربي وزير العدل عادل نصار خلال لقائه برئيس البرلمان نبيه بري السبت (رئاسة مجلس النواب)

تصريحات أميركية عن «بلاد الشام» تربك لبنان

سعى الموفد الأميركي إلى سوريا ولبنان، توماس برّاك، أمس، إلى إزالة الارتباك الذي أثارته تصريحاته حول «عودة لبنان إلى بلاد الشام»، وحذَّر فيها من أن لبنان إذا لم

«الشرق الأوسط» ( بيروت)
المشرق العربي بكاء ونحيب خلال تشييع فلسطينيين أمس غداة مقتلهم في ضربات إسرائيلية بخان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)

موجة غارات عنيفة على شمال غزة

أعلنت إسرائيل شن موجة غارات عنيفة بعد ظهر أمس على بيت حانون شمال قطاع غزة، مشيرة إلى أن عشرات الطائرات أغارت على ما لا يقل عن 35 هدفاً لحركة «حماس».

كفاح زبون ( رام الله)
شؤون إقليمية المرشد الإيراني علي خامنئي مستقبِلاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بطهران في يوليو 2018 (موقع المرشد)

تباين روسي ــ إيراني حول «صفر تخصيب»

تباينت المواقف بين موسكو وطهران بشأن مصير البرنامج النووي الإيراني، عند مسألة خلافية تتعلق باستمرار تخصيب اليورانيوم.

«الشرق الأوسط» ( لندن)
شؤون إقليمية إردوغان يُحيِّي قيادات وأعضاء حزب «العدالة والتنمية» في مستهلّ اجتماع استشاري بأنقرة (الرئاسة التركية)

تركيا لإدماج «الكردستاني» تدريجياً

تتحرك تركيا، تدريجياً وبحذر، لإدماج مقاتلي حزب «العمال الكردستاني» الذي ألقى سلاحه في خطوة رمزية، عدها الرئيس رجب طيب إردوغان «انتصاراً طوى صفحة إرهاب».

سعيد عبد الرازق ( أنقرة)
الولايات المتحدة​ ترمب يتحدث للصحافيين في حديقة البيت الأبيض أول من أمس (رويترز)

ترمب يصعّد المواجهة مع أوروبا بـ30 % رسوماً

صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب في حربه التجارية مع أبرز الشركاء الاقتصاديين للولايات المتحدة، بإعلانه فرض رسوم جمركية بنسبة 30 في المائة على واردات من دول

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بارزاني يمهل بغداد «فرصة أخيرة» لإنهاء مشكلة رواتب الموظفين

زعيم الحزب «الديمقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني (موقع الحزب)
زعيم الحزب «الديمقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني (موقع الحزب)
TT

بارزاني يمهل بغداد «فرصة أخيرة» لإنهاء مشكلة رواتب الموظفين

زعيم الحزب «الديمقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني (موقع الحزب)
زعيم الحزب «الديمقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني (موقع الحزب)

أعلن مقر زعيم الحزب «الديمقراطي الكردستاني»، مسعود بارزاني، منح الحكومة الاتحادية في بغداد «فرصة أخيرة» لإنهاء مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان.

ولم تصل المرتبات إلى مستحقيها منذ نحو 70 يوماً، من دون أي إشارة إلى إمكانية صرفها في القريب العاجل؛ نتيجة الخلافات العميقة حول مجمل القضايا المالية بين بغداد وأربيل، ما يُعرّض سلطات الإقليم لحرج شديد أمام مواطنيها الذين يعانون منذ سنوات نتيجة تلك الخلافات.

ويأتي «التهديد» الجديد لزعيم الحزب «الديمقراطي» بعد بضعة أيام من تبادل بغداد وأربيل ورقتين لحل المشكلات المزمنة التي تتعلق بموارد وأموال النفط، ورواتب موظفي الإقليم.

وصَدَر «التهديد» الأخير عن مقر بارزاني، وهو مكتبه الخاص ولا يمثل بالضرورة المكتب السياسي للحزب. ويؤشر البيان إلى «حالة الغضب الشديدة وعدم الرضا بخصوص مسألة تأخر رواتب الموظفين»، بحسب مصدر كردي مسؤول.

وطبقاً للبيان، فإن وزير الخارجية بالحكومة الاتحادية فؤاد حسين، وهو كردي وأحد المقربين من بارزاني، أبلغ المسؤولين في المقر بأن حل قضية المستحقات المالية سيكون «خلال الأيام القليلة المقبلة».

وتتحدث مصادر كردية عن أن بعض القيادات السياسية في قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، خصوصاً رئيس ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي، ورئيس منظمة «بدر» هادي العامري، لا يرغبون في «إحداث قطيعة شاملة مع إقليم كردستان قد تؤدي إلى انهيار العملية السياسية».

ويشير بيان المقر إلى أنه، وبناء على ما ورد إليه والطلبات والوعود التي تلقاها من شخصيات في بغداد، ومن أجل مواصلة الحوار في أجواء يسودها الهدوء ومراعاة للوضع والمصلحة العامة، «ارتأينا أن نمنح الحكومة العراقية الاتحادية في بغداد فرصةً أخيرة لإيجاد مخرج يكفل تسوية هذه المشكلة».

انسحاب شامل

وحول طبيعة «الفرصة الأخيرة» المذكورة، لا يستبعد كفاح محمود، المستشار الإعلامي لزعيم الحزب «الديمقراطي الكردستاني»، أن تصل حد «الانسحاب الكامل من العملية السياسية».

ويرى محمود في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن كل الإشكاليات مع بغداد يمكن حلها عبر التفاوض حتى لو استغرق هذا وقتاً طويلاً، «لكن الأمر مختلف تماماً حين يتعلق بأرزاق ومعيشة ملايين المواطنين». وأضاف أن ذلك «يُشعرهم بالإيذاء المتعمد والحصار الخانق».

ويعتقد محمود أن الإقليم يملك أوراق ضغط كثيرة، خصوصاً مع حالة الاتفاق بين القوى الكردية على ضمان حقوق مواطني الإقليم، ومن بين تلك الأوراق «الانسحاب كلياً من العملية السياسية، وعدم المشاركة بالانتخابات العامة المقبلة؛ وهذا يعني فشل الانتخابات، وتالياً سقوط الحكومة الاتحادية واستقالتها».

ومن بين الأوراق الأخرى التي يمكن الضغط من خلالها، على حد قوله: «مقاطعة بغداد بشكل كامل والاعتماد على الذات، خصوصاً وأن لدى الإقليم تجربة في تسعينات القرن الماضي، حيث ظل منعزلاً عن بغداد بين الأعوام 1991 و1995، وقد عمل الموظفون دون مرتبات وصبروا ولم يقدموا أي تنازل، وأتصور أنهم قادرون اليوم على فعل الأمر ذاته إذا تطلب الأمر».

اعتقالات بالسليمانية

من جهة أخرى، أفادت أنباء واردة من محافظة السليمانية بإقليم كردستان، التي يهيمن عليها حزب «الاتحاد الوطني» بقيادة بافل طالباني، بالإفراج عن السياسي والأستاذ الجامعي صباح برزنجي بعد أقل من يوم على اعتقاله لأسباب لم يعلن عنها.

وبرزنجي عضو سابق في برلمان إقليم كردستان على قائمة «جماعة العدل» الإسلامية الكردية.

وكانت الجماعة قد أعلنت، في مطلع مايو (أيار) الماضي، انسحابها من برلمان إقليم كردستان ومجالس المحافظات والحكومة المحلية في السليمانية.

ونقلت وسائل إعلام كردية عن «شبكة تحالف 19» المعنية بالدفاع عن الحريات ومناهضة الاعتقالات أنها تواصلت مع قيادي بارز في «جماعة العدل» لمعرفة أسباب اعتقال برزنجي، غير أن الجماعة تحفظت عن الإدلاء بتصريحات حول الظروف والملابسات، واكتفت بقول إن جهات أمنية اعتقلته «واستلمنا تطمينات بالإفراج عنه اليوم (الأحد)».