قلق أممي إزاء مصير المدنيين بسبب تقدم القوات الإسرائيلية نحو رفح

فلسطينيون يتفقدون سيارة دمرت في غارة جوية إسرائيلية على مخيم رفح للاجئين جنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون سيارة دمرت في غارة جوية إسرائيلية على مخيم رفح للاجئين جنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

قلق أممي إزاء مصير المدنيين بسبب تقدم القوات الإسرائيلية نحو رفح

فلسطينيون يتفقدون سيارة دمرت في غارة جوية إسرائيلية على مخيم رفح للاجئين جنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون سيارة دمرت في غارة جوية إسرائيلية على مخيم رفح للاجئين جنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء مصير السكان المدنيين، بسبب تقدم القوات البرية الإسرائيلية نحو رفح في جنوب قطاع غزة.

وقال منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث في جنيف، مساء الأربعاء، إن «ظروفهم المعيشية سيئة للغاية، فهم يفتقرون إلى الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، ويطاردهم الجوع والمرض والموت»، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

ووفقاً لأرقام الأمم المتحدة، يعيش أكثر من مليون شخص الآن في ظروف مكتظة في المدينة التي تقع على الحدود مع مصر مباشرة. وهذا هو أربعة أضعاف ما كان عليه قبل بدء العمل العسكري الإسرائيلي رداً على الهجمات التي ارتكبها المسلحون الفلسطينيون في إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

وقال غريفيث إنه وفقاً لأرقام وزارة الصحة في غزة، توفي أكثر من 27 ألفاً و500 شخص في قطاع غزة منذ ذلك الحين. ومن شأن المزيد من القتال في رفح أن يزهق المزيد من الأرواح.

ومن شأنه أيضاً أن يجعل عمليات المعونة الإنسانية الصعبة بالفعل أكثر صعوبة. وقال غريفيث: «ببساطة: هذه الحرب يجب أن تنتهي».


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 5 من جنوده في شمال غزة

المشرق العربي جنود إسرائيليون ينظرون إلى غزة وسط الصراع المستمر بين إسرائيل و«حماس» كما شوهد من جنوب إسرائيل في 12 يناير 2025 (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 5 من جنوده في شمال غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 5 جنود وإصابة 10 آخرين في شمال قطاع غزة صباح اليوم، حسبما أفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان متحدثاً في نيويورك (رويترز)

مستشار الأمن القومي الأميركي يقلل من أهمية تهديدات ترمب لـ«حماس»

قلل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان من تهديدات دونالد ترمب بإطلاق الجحيم على «حماس» إذا لم تطلق سراح الرهائن بحلول حفل تنصيبه في 20 يناير

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية مقاتلون فلسطينيون خلال الهجوم على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 (أ.ب)

قادة عسكريون إسرائيليون يحذرون من خطر هجوم مثل «7 أكتوبر»

الجيش الإسرائيلي واعٍ لهذا الخطر، وليس فقط في الجنوب بل أيضاً على بقية الحدود الإسرائيلية، في الشمال وفي الضفة الغربية وحتى على الحدود مع سوريا والأردن.

«الشرق الأوسط» (تل ابيب)
شؤون إقليمية يهودي متشدد يسير بالقدس قرب رسم غرافيتي لبعض الأسرى لدى «حماس» الاثنين (أ.ب) play-circle 00:38

التقدم الكبير في المفاوضات لا يزيل الشكوك حول نيات نتنياهو الحقيقية

وسط الحديث عن تقدُّم كبير في مفاوضات اتفاق غزة لا يستبعد كثيرون أن يقدم نتنياهو على خطوات تجهض الصفقة مرة أخرى، كما فعل في كثير من المرات السابقة.

«الشرق الأوسط» (تل ابيب)
تحليل إخباري أشخاص يحملون جثة ضحية من تحت أنقاض مبنى دمر في غارات جوية إسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري هدنة غزة: «انفراجة» تقرّب الاتفاق

انفراجة تشهدها المفاوضات التي تستضيفها الدوحة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن، وسط توقعات بصفقة وشيكة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

تباين نيابي لبناني بين حكومة «التكنوقراط» و«التوازنات السياسية»

الرئيس اللبناني جوزيف عون خلال إلقائه خطاب القَسَم بمجلس النواب بعد انتخابه (أ.ف.ب)
الرئيس اللبناني جوزيف عون خلال إلقائه خطاب القَسَم بمجلس النواب بعد انتخابه (أ.ف.ب)
TT

تباين نيابي لبناني بين حكومة «التكنوقراط» و«التوازنات السياسية»

الرئيس اللبناني جوزيف عون خلال إلقائه خطاب القَسَم بمجلس النواب بعد انتخابه (أ.ف.ب)
الرئيس اللبناني جوزيف عون خلال إلقائه خطاب القَسَم بمجلس النواب بعد انتخابه (أ.ف.ب)

منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للبنان، بدأ البحث في الكواليس السياسية بشأن شكل الحكومة العتيدة برئاسة القاضي نواف سلام، وتباينت آراء النواب بين من يفضّلها حكومة سياسية تعكس التوازنات داخل المجلس النيابي، ومن يريدها حكومة إنقاذ بعيدة عن المحاصصة، لكنّ المواقف كلّها تقاطعت على أهمية تشكيل حكومة إصلاحية متجانسة وصاحبة رؤية وأهداف تتكامل مع «خطاب القَسَم» الذي يمثل برنامج عمل الرئيس عون.

وكما حظي انتخاب الرئيس باهتمام عربي ودولي، فإن تشكيل الحكومة يقع تحت مجهر القوى الدولية المعنية بإنقاذ لبنان، وعدّ النائب المستقلّ ميشال ضاهر، أن البلد «يحتاج الآن إلى حكومة إصلاحيّة، تعطَى صلاحيات استثنائية، خصوصاً في الملفّات الاقتصادية والمالية». ودعا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى «تشكيل حكومة مستقلّة، لا حكومة محاصصة كما تعودنا في المرحلة السابقة، وأن تمثل أمام المجلس النيابي على هذا الأساس، ومن لا يعجبه ذلك، فيمكنه أن يحجب عنها الثقة ويخضع للامتحان أمام الشعب اللبناني».

النائب ميشال ضاهر (أرشيفية)

ومع تشكيل الحكومة الجديدة، ستتغيّر هوية المعارضة والموالاة، وهذا رهن مواصفات رئيسها وأعضائها. ودعا عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب جورج عقيص، الحكومة العتيدة إلى «صياغة بيان وزاري يمثل انعكاساً حقيقياً لخطاب القسم». وقال عقيص لـ«الشرق الأوسط»: «نحن مجموعة سيادية (القوات اللبنانية) نضع أنفسنا اليوم في موقع الموالاة لعهد الرئيس جوزيف عون، انطلاقاً من انتخابنا له ودعمنا المباشر لمسيرته على رأس الدولة»، ورأى عقيص أنه «ليس المهمّ أن يكون وزراء الحكومة من التكنوقراط أو من السياسيين، بل الأهم برنامجها وقدرتها على الإنجاز، فإذا عُيّن وزير تكنوقراط يتحول إلى سياسي داخل الحكومة، وإذا كان سياسياً يصبح داخل الحكومة من التكنوقراط؛ لأنه سيتعاطى مع الملفات التي تهمّ الناس».

وستلقي التوازنات داخل البرلمان بثقلها على شكل الحكومة، إلا إن النائب ميشال ضاهر تمنّى «لو أن نذهب إلى انتخابات نيابية مبكرة تعيد رسم التوازنات داخل المجلس النيابي». وسأل: «هل تعلم الطبقة السياسية أنه لن يأتي دولار واحد للبنان، قبل إجراء الإصلاحات المطلوبة في مؤسسات الدولة بدءاً من القضاء؟». وقال: «الدول العربية الشقيقة، والأصدقاء الدوليون، سيقفون إلى جانب الدولة لدعمها وليس لدعم الأحزاب ومنظومة الحكم السابقة، لكن ما لم نشهد إصلاحات حقيقية، فلن يكون هناك دعم ولا استثمارات». وطالب بـ«فتح صفحة المحاسبة، ورفع السرية المصرفية عن كلّ من تسلّم مركزاً في الدولة». وشدد على ضرورة «تشكيل حكومة تشبه (رئيس الجمهورية) جوزيف عون وتطبّق خطاب القسم». وختم النائب ضاهر: «كنت السبّاق في ترشيح العماد جوزيف عون للرئاسة؛ ليس حبّاً في شخصه فحسب، بل لأنه شخصية تملك الإرادة والعزيمة والتصميم على بناء الدولة».

وعمّا إذا كان حزب «القوات اللبنانية» يرغب في الاشتراك بالحكومة، أجاب النائب جورج عقيص: «نحن بصفتنا فريقاً سياسياً نعتبر أننا ضمن فريق عمل العهد، فإذا كان الاتجاه حكومة تتمثل فيها القوى السياسية؛ فبطبيعة الحال سنتمثّل بها وسنكون ضمن فريق عمل العهد لدعمه وإنجاحه، وإذا لم تتمثل الأحزاب فلا مشكلة»، مشيراً إلى أن «قوى المعارضة ستستكمل مشاوراتها خلال الساعات المقبلة وتتخذ موقفاً موحداً».

عضو كتلة «القوات» النائب جورج عقيص (أرشيفية)

وعلى أثر انتهاء الاستشارات النيابية الملزمة التي تفضي إلى تسمية رئيس الحكومة المكلّف، يُجري الأخير استشارات نيابية غير ملزمة، اعتادت الكتل فيها طلب تمثيلها في الحكومة وعرض رؤيتها لمهامها، ورأى عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب محمد خواجة، أنه «قبل النظر فيما إذا كانت الحكومة سياسية أم من التكنوقراط، فإنه يجب أن تكون حكومة إصلاحية متجانسة، تمتلك الرؤية والخطط لترجمة مشروعات النهوض بالبلد»، داعياً إلى «وضع معايير لهذه الحكومة قبل اختيار شكلها وأعضائها». وأكد خواجة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «ليس كلّ سياسي فاشلاً، وليس كل تكنوقراط ناجحاً، لكن من المفضّل أن يكون الوزير صاحب خبرة ومجرّب في العمل العام ويتميّز بالكفاءة ونظافة الكفّ». وأمل في «طي المرحلة الماضية وما حملت من مآسٍ للشعب اللبناني، وفتح مرحلة جديدة تغلّب فيها مصلحة لبنان واللبنانيين».

رئيس الجمهورية جوزيف عون مجتمعا مع النائبة بولا يعقوبيان خلال الاستشارات النيابية الملزمة (أ ف ب)

لا يختلف الجميع على أن انتخاب رئيس الجمهورية بعد أكثر من 26 شهراً من الشغور في «قصر بعبدا»، وضع البلاد أمام فرصة الخروج من الأزمات، وشدد خواجة على أهمية «تلقّف فرصة احتضان الأشقاء العرب والأصدقاء الدوليين، وأن يتحّلى المسؤولون بالحسّ الوطني للنهوض بالبلد».

عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب محمد خواجة (أرشيفية)

وأكد أن «المسؤولية الملقاة على الحكومة العتيدة كبيرة جداً، وأهمها ترسيخ الوحدة الوطنية ودولة القانون، ومعالجة المشكلات الحياتية للناس، وأن تتعهّد بتأمين التيار الكهربائي وإعادة هيكلة المصارف؛ إذ لا اقتصاد من دون مصارف وحماية أموال المودعين».