ميليشيات عراقية تطلق مُسيّرات على قاعدة أميركية في شرق سوريا

دورية لجنود أميركيين في 12 ديسمبر على مشارف الرميلان بالحسكة شمال شرقي سوريا التي يسيطر عليها الأكراد (أ.ف.ب)
دورية لجنود أميركيين في 12 ديسمبر على مشارف الرميلان بالحسكة شمال شرقي سوريا التي يسيطر عليها الأكراد (أ.ف.ب)
TT

ميليشيات عراقية تطلق مُسيّرات على قاعدة أميركية في شرق سوريا

دورية لجنود أميركيين في 12 ديسمبر على مشارف الرميلان بالحسكة شمال شرقي سوريا التي يسيطر عليها الأكراد (أ.ف.ب)
دورية لجنود أميركيين في 12 ديسمبر على مشارف الرميلان بالحسكة شمال شرقي سوريا التي يسيطر عليها الأكراد (أ.ف.ب)

أعلنت جماعة مسلّحة في العراق أنها استهدفت بطائرات مُسيّرة قاعدة الرميلان الأميركية في محافظة الحسكة بسوريا، وذلك غداة مقتل 25 مسلّحاً في غارات جوية يُعتقد أن طائرات إسرائيلية شنّتها على مواقع الميليشيات المُوالية لإيران.

وقالت الميليشيا، التي تسمِّي نفسها «المقاومة الإسلامية في العراق»، في بيان، إن الهجوم على القاعدة يأتي في إطار نهجها «بمقاومة الاحتلال الأميركي في العراق والمنطقة». وأضافت أن الهجوم يأتي أيضاً «ردّاً على مجازر إسرائيل بحق أهلنا في غزة». وقالت إنها ستُواصل «دكّ معاقل العدو»، وفق ما أوردت «وكالة الأنباء الألمانية».

وتُواصل جماعات مسلّحة موالية لإيران قصف القواعد العسكرية في كل من العراق وسوريا، لاستهداف القوات الأميركية، وتجاوز عدد الضربات أكثر من 100 ضربة. وفي وقت سابق، سُمع دويّ انفجارات عنيفة ناجمة عن هجوم بدفعتين متتاليتين من المُسيّرات والصواريخ، استهدف قاعدة «خراب الجير» الأميركية بريف رميلان، بشرق سوريا.

ووفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، اليوم، ردّت القوات الأميركية بالتصدي للمُسيّرات، وأسقطت عدداً منها، ولم تردْ تقارير عن وقوع خسائر بشرية، وسط تحليق للمُقاتلات الحربية، التابعة لقوات «التحالف الدولي»، في سماء المنطقة. ووفق المرصد، تعرضت القواعد الأميركية داخل الأراضي السورية، منذ 19 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لـ67 هجوماً.

وقُتل ما لا يقل عن 25 مسلّحاً من المُوالين لإيران في غارات يُعتقد أن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنّتها على شرق سوريا، بالقرب من الحدود مع العراق، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الأحد.

وقال المرصد - مقرُّه لندن - في بيان صحافي، اليوم، إن الضربات التي نُفّذت، ليل الجمعة - السبت، استهدفت «نقاطاً تابعة للميليشيات الإيرانية في المربع الأمني الإيراني، ونقاطاً في الفوج 47 في بادية مدينة البوكمال، بالإضافة إلى قافلة تابعة للميليشيات بعد دخولها الأراضي السورية قادمة من العراق، ومقرّات وشحنة عسكرية ومستودع للذخيرة وآليات في مدينة البوكمال وريفها قرب الحدود السورية العراقية».

وأشار المرصد إلى أن مِن بين القتلى 20 مقاتلاً أجنبياً (أربعة من حزب الله وستة عراقيين و10 من جنسية غير سورية)، وخمسة سوريين، لافتاً إلى أن إسرائيل استهدفت الأراضي السورية 45 مرة، منذ بدء الحرب على غزة، 17 منها استهدافات برية بقذائف صاروخية، و28 جوية. ووفق المرصد، أسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير 82 هدفاً، ومقتل 77 عنصراً عسكرياً، ومدنييْن اثنين.

وكثيراً ما تُهاجم إسرائيل مواقع في سوريا لمنع إيران من تكريس وجودها العسكري بالمنطقة المتمثل في رعاية الميليشيات. وتتعرض القواعد الأميركية في مناطق شمال شرقي سوريا، الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، لاستهداف يوميّ بواسطة القذائف الصاروخية والطائرات المُسيّرة منذ إعلان إسرائيل الحرب على غزة. وتنتشر في سوريا تسع قواعد أميركية، الأولى في منطقة التنف بريف حمص الشرقي، واثنتان في ريف دير الزور، وست في محافظة الحسكة.


مقالات ذات صلة

هل يكسر موقف الأسد إلحاح إردوغان على لقائه ويحطم دوافعه للتطبيع؟

المشرق العربي لقاء رجب طيب إردوغان وبشار الأسد في دمشق خلال مايو 2008 (أ.ب)

هل يكسر موقف الأسد إلحاح إردوغان على لقائه ويحطم دوافعه للتطبيع؟

روسيا تريد دفع تركيا إلى انفتاح سريع على الأسد من دون حديث عن ضمانات، عبر إيجاد صيغ أخرى للقضاء على مخاوف تركيا من قيام «دولة كردية» على حدودها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي نساء وأطفال ورجل عجوز ضمن موجة النازحين السوريين الأخيرة إلى الأراضي اللبنانية (الشرق الأوسط)

تردُّد الوزراء يعوق تفعيل لجنة التنسيق اللبناني - السوري في ملف النازحين

رغم مرور نحو شهرين على توصية البرلمان بتفعيل عمل اللجنة الوزارية لوضع برنامج زمني وتفصيلي لإعادة النازحين، لم تفعّل حتى الساعة هذه اللجنة أو تشكَّل لجنة جديدة.

بولا أسطيح (بيروت)
أوروبا تتهم النيابة العام الاتحادية المشتبه بهما بالانتماء لتنظيم «داعش» وارتكاب جرائم حرب (متداولة)

تحريك دعوى قضائية ضد سوريين اثنين بتهمة الانتماء لتنظيمين «إرهابيين» في ألمانيا

من المنتظر أن يمثل قريباً أمام المحكمة الإقليمية العليا في مدينة ميونيخ جنوب ألمانيا رجلان سوريان يشتبه في انتمائهما لتنظيمي «لواء جند الرحمن» و«داعش».

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)
المشرق العربي مدخل دير الزور (مواقع التواصل)

قتلى وجرحى في اشتباكات عشائرية بريف دير الزور الغربي

أفاد «مركز دير الزور الإعلامي»، باقتحام مهنا الفياض شيخ قبيلة «البوسرايا» مركز المحافظة بالسلاح الثقيل «بسبب الانتخابات».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي صورة نشرها «المرصد السوري» للسيارة المستهدفة

مقتل رجل أعمال سوري بغارة إسرائيلية عند الحدود اللبنانية

قُتل شخصان في غارة إسرائيلية استهدفت سيارتهما مساء الاثنين على الحدود اللبنانية - السورية، وفق ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

«هيومن رايتس» تتهم «حماس» بارتكاب جرائم حرب في 7 أكتوبر

المنظمة قالت إن الرد الإسرائيلي «لم يكن متناسباً» (إ.ب.أ)
المنظمة قالت إن الرد الإسرائيلي «لم يكن متناسباً» (إ.ب.أ)
TT

«هيومن رايتس» تتهم «حماس» بارتكاب جرائم حرب في 7 أكتوبر

المنظمة قالت إن الرد الإسرائيلي «لم يكن متناسباً» (إ.ب.أ)
المنظمة قالت إن الرد الإسرائيلي «لم يكن متناسباً» (إ.ب.أ)

خلص تقرير لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» إلى أن فصائل مسلّحة بقيادة «حماس» «ارتكبت العديد من جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية بحق مدنيين في أثناء هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) على جنوب إسرائيل». ووثقت المنظمة ما قالت إنه انتهاكات ارتكبتها الفصائل المسلّحة لقوانين الحرب ترقى إلى جرائم حرب، كما رأت في المقابل أن رد الفعل الإسرائيلي لم يكن متناسباً، عادّة أن «الفظائع لا تبرر ارتكاب فظائع».

ودعت المنظمة في تقرير رفعت عنه السرية، صباح الأربعاء، الحكومات ذات النفوذ على الفصائل الفلسطينيّة المسلّحة إلى الضغط من أجل الإفراج العاجل عن جميع الرهائن المدنيين. وقالت إنّ الجناح العسكري لـ«حماس»، (كتائب القسّام)، وما لا يقل عن أربعة فصائل فلسطينيّة مسلّحة أخرى ارتكبت العديد من جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية بحق مدنيين في أثناء هجوم 7 أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل.

إسرائيليون يطلقون بالونات ملونة بمناسبة يوم ميلاد أحد المحتجزين لدى «حماس» (رويترز)

وكانت المنظمة وثقت في تقرير حمل عنوان «لا أستطيع محو كل تلك الدماء من ذهني» هجوم الفصائل الفلسطينيّة المسلّحة على إسرائيل في 7 أكتوبر، في 236 صفحة، وقالت: «عشرات حالات الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي التي ارتكبتها الفصائل الفلسطينيّة المسلّحة في جميع المواقع المدنيّة تقريباً التي هاجمتها يوم 7 أكتوبر، وشملت جرائم حرب والجريمتين ضدّ الإنسانية المتمثلتين في القتل العمد وأخذ الرهائن، وجرائم خطيرة أخرى».

إسرائيليون يشاهدون وثائقياً حول هجوم 7 أكتوبر عنوانه «صرخات قبل الصمت» (رويترز)

وقالت آيدا سوير، مديرة قسم الأزمات والنزاعات في «هيومن رايتس ووتش»: «توصّلت أبحاث هيومن رايتس ووتش إلى أنّ الهجوم الذي قادته حماس يوم 7 أكتوبر كان يهدف إلى قتل المدنيين وأخذ أكبر عدد ممكن من الرهائن. الفظائع التي حصلت ذلك اليوم يجب أن تؤدّي إلى نداء عالمي من أجل القضاء على الانتهاكات ضدّ المدنيين في إسرائيل وفلسطين».

وأعلنت المنظمة أنها قابلت بين أكتوبر 2023 ويونيو (حزيران) 2024، 144 شخصاً، منهم 94 إسرائيلياً ومواطنون من جنسيات أخرى شهدوا هجوم 7 أكتوبر، وأفراد من عائلات الضحايا، ومسعفون، وخبراء طبيون. كما تحقق الباحثون من أكثر من 280 صورة وفيديو وحللوها، وقد تم تصويرها في أثناء الهجوم ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي أو مشاركتها مع «هيومن رايتس ووتش» مباشرة.

وأشارت المنظمة في تقريرها إلى أنه «في العديد من مواقع الهجمات، أطلق المقاتلون الفلسطينيون النار مباشرة على المدنيين، من مسافة قريبة في كثير من الأحيان، في أثناء محاولتهم الفرار، وعلى أشخاص يقودون سياراتهم في المنطقة. ألقى المهاجمون قنابل يدويّة، وأطلقوا الرصاص إلى داخل الملاجئ، وأطلقوا قذائف صاروخيّة على المنازل. كما أضرموا النار في منازل أخرى، ما تسبب في احتراق الناس واختناقهم وأجبر آخرين على الخروج، فأطلقوا عليهم النار أو أسروهم. أخذوا عشرات الرهائن وقتلوا آخرين بإجراءات موجزة».

ورأت أن هذا الهجوم الواسع «كان موجهاً ضد مجموعة من السكان المدنيين. كان قتل المدنيين وأخذهم رهائن من الأهداف المركزية للهجوم المخطط له، وليس حدثاً طرأ لاحقاً، أو انحرافاً عن الخطة، أو أفعالاً معزولة. توصّلت هيومن رايتس ووتش إلى أنّ القتل المخطط له الذي طال المدنيين وأخذ الرهائن يُشكّلان جريمة ضدّ الإنسانية». وقالت إنه يجب إجراء المزيد من التحقيقات في جرائم أخرى محتملة ضدّ الإنسانية، منها اضطهاد أيّ مجموعة يمكن تحديدها على أسس عرقية أو قومية أو إثنية أو دينية؛ والاغتصاب وغيره من أعمال العنف الجنسي ذات الخطورة المماثلة.

وقالت المنظمة إن سلطات حماس ردت على أسئلة وجهتها إليها «هيومن رايتس ووتش»، مصرّحة بأنّ قواتها تلقت تعليمات بعدم استهداف المدنيين والالتزام بالقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. لكن المنظمة عدّت أنه «في حالات عدة، توصلت تحقيقات هيومن رايتس ووتش إلى أدلّة على عكس ذلك». وخلصت إلى أن «روايات الناجين، إضافة إلى صور وفيديوهات تم التحقق منها، تدور حول بحث المقاتلين الفلسطينيين عن المدنيين وقتلهم في مواقع الهجوم منذ البداية، ما يُشير إلى أنّ القتل العمد واحتجاز المدنيين رهائن كانا أمراً مخططاً له وعلى درجة عالية من التنسيق».

في المقابل، وثق التقرير قيام السلطات الإسرائيلية بقطع الخدمات الأساسيّة عن سكّان غزة ومنع دخول جميع المساعدات باستثناء قدر قليل من الوقود والمساعدات الإنسانيّة، ما يرقى إلى العقاب الجماعي – وهو جريمة حرب – ويؤدّي إلى تفاقم تأثير الحصار الإسرائيلي غير القانوني منذ 17 عاماً، وجريمتي الفصل العنصري والاضطهاد اللتين ترتكبهما ضدّ الفلسطينيين.

قطعت إسرائيل الخدمات الأساسية عن سكان غزة وفقاً لتقرير المنظمة (أ.ف.ب)

كما أوضحت أنه «مباشرة بعد الهجمات التي وقعت على جنوب إسرائيل، بدأت القوات الإسرائيلية قصفاً جوياً مكثفاً، ثم نفذت توغلاً برياً ما يزال مستمراً. بين 7 أكتوبر و1 يوليو (تموز)، قتل أكثر من 37.900 فلسطيني، وفقاً لوزارة الصحة في غزة. كما حوّلت القوات الإسرائيلية أجزاء كبيرة من غزة إلى أنقاض، وهجّرت الغالبية العظمى من السكان وعرّضتهم للأذى».

وقالت سوير: «الفظائع لا تبرّر الفظائع. لوقف الانتهاكات التي تدور في حلقة مفرغة في إسرائيل وفلسطين، من الضروري معالجة الأسباب الجذريّة ومحاسبة مرتكبي الجرائم الخطيرة. وهذا يصبّ في مصلحة الفلسطينيين والإسرائيليين على حدّ سواء».