«هيومن رايتس ووتش»: إسرائيل تستخدم تجويع المدنيين سلاحاً في غزة

المنظمة الحقوقية عدّته جريمة حرب

أطفال فلسطينيون ينتظرون دورهم في الحصول على طعام وسط نقص المواد الغذائية بالقطاع في مدينة رفح (رويترز)
أطفال فلسطينيون ينتظرون دورهم في الحصول على طعام وسط نقص المواد الغذائية بالقطاع في مدينة رفح (رويترز)
TT

«هيومن رايتس ووتش»: إسرائيل تستخدم تجويع المدنيين سلاحاً في غزة

أطفال فلسطينيون ينتظرون دورهم في الحصول على طعام وسط نقص المواد الغذائية بالقطاع في مدينة رفح (رويترز)
أطفال فلسطينيون ينتظرون دورهم في الحصول على طعام وسط نقص المواد الغذائية بالقطاع في مدينة رفح (رويترز)

ذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، اليوم الاثنين، أن إسرائيل تستخدم تجويع المدنيين سلاحاً في قطاع غزة، ما يشكل جريمة حرب، وطالبت الحكومة الإسرائيلية بالتوقف عن ذلك ورفع حصارها على غزة.

وأكدت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان أن الجيش الإسرائيلي يتعمّد منع إيصال المياه والغذاء والوقود، ويُعرقل المساعدات الإنسانية لغزة.

وقال عمر شاكر، مدير شؤون إسرائيل وفلسطين بالمنظمة: «لأكثر من شهرين، تَحرم إسرائيل سكان غزة من الغذاء والمياه، وهي سياسة حثّ عليها مسؤولون إسرائيليون كبار أو أيّدوها، وتعكس نية تجويع المدنيين أسلوباً من أساليب الحرب. على زعماء العالم رفع أصواتهم ضد جريمة الحرب البغيضة هذه، ذات الآثار المدمرة على سكان غزة»، وفق ما أفادت «وكالة أنباء العالم العربي».

فلسطينيون يتجمعون من أجل تسلم طعام مطبوخ من منظمة خيرية في رفح (رويترز)

وطالبت «هيومن رايتس ووتش» الحكومة الإسرائيلية بالالتزام بحظر الهجمات على الأهداف الضرورية لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة، ورفع حصارها عن قطاع غزة، وإعادة إمدادات المياه والكهرباء، والسماح بدخول الغذاء والمساعدات الطبية والوقود التي تمسّ الحاجة إليها، إلى غزة عبر المعابر، بما فيها كرم أبو سالم.

ويعيش في غزة 2.3 مليون شخص، معظمهم نزحوا من منازلهم بسبب الهجوم الإسرائيلي. وتقول السلطات الصحية في غزة إن أكثر من 50 ألف فلسطيني أُصيبوا، خلال العملية الإسرائيلية، في حين قُتل 19 ألفاً.

فلسطينيون يتجمعون لتسلم الطعام المطبوخ في رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)

ومثّل نقص الغذاء مشكلة، طيلة الحرب المستمرة منذ أكثر من شهرين من حرب إسرائيل على قطاع غزة، لكنه تفاقم منذ انتهاء الهدنة التي استمرت أسبوعاً في الأول من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بسبب تراجع عدد شاحنات المساعدات التي تدخل من مصر، وعرقلة القتال العنيف توزيعها، بما في ذلك في جنوب غزة.

وتقول وكالات إغاثية إن أعمال العنف تعوق توزيع المساعدات. وكتبت جولييت توما، مديرة الاتصالات في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين «أونروا»، على «إكس»، أمس الأحد: «لا يمكنك تسليم مساعدات تحت سماء تعجُّ بالضربات الجوية». وتقول الوكالة إن الحشود الجائعة توقف أيضاً الشاحنات عند معبر رفح مع مصر، وتأخذ المساعدات عنوة. وأخذ رجال صناديق من إحدى الشاحنات التي تخلصت من معظم حمولتها مع انطلاقها، وفق ما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

فلسطينيون ينهبون شاحنة مساعدات إنسانية أثناء عبورها إلى قطاع غزة في رفح أمس (أ.ب)

ووصف فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الظروف المعيشية في القطاع الذي يتعرض للقصف، بأنها «مُروِّعة».

وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، اليوم الخميس، إن رفح، الواقعة في جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، هي المنطقة الوحيدة في القطاع الفلسطيني بأكمله التي تلقّت مساعدات محدودة، خلال الأيام الأربعة الماضية. لكن لم يتوفر الطعام الكافي للجميع بعد.


مقالات ذات صلة

السعودية ترحب باتفاق وقف النار في غزة

الخليج السعودية تأمل في أن ينهي الاتفاق بشكل دائم الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة (رويترز) play-circle 00:55

السعودية ترحب باتفاق وقف النار في غزة

رحبت السعودية باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مثمنة الجهود التي بذلتها دولة قطر، ومصر، والولايات المتحدة بهذا الشأن.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري رد فعل امرأة وهي تتفقد الدمار الذي خلفته غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين وسط غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري هل تكون خطة «اليوم التالي» في غزة «نقطة خلاف» جديدة؟

وسط جهود مكثفة نحو تنفيذ هدنة جديدة في قطاع غزة، تزايد الحديث عن خطة «اليوم التالي» لانتهاء الحرب، كان أحدثها تصريحات أميركية شملت تفاصيل، بينها وجود أجنبي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترمب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - أ.ب)

عندما قال ترمب لنتنياهو: أريدك رجلاً

الاتفاق الذي يتبلور حول الصفقة بين إسرائيل و«حماس» هو نفسه الذي كان مطروحاً ومقبولاً في شهر مايو (أيار) الماضي. فلماذا فشل في حينه، وها هو ينجح اليوم؟

نظير مجلي (تل ابيب)
تحليل إخباري فلسطينية تنتحب يوم الثلاثاء بعد مقتل أقاربها في غارة إسرائيلية على دير البلح (أ.ف.ب) play-circle 01:49

تحليل إخباري 8 ملفات إشكالية خيمت على اتفاق غزة... ما هي؟ وكيف ستُحل؟

بعد أكثر من 15 شهراً من الحرب، تستعد إسرائيل و «حماس» لإعلان اتفاق مرتقب على وقف إطلاق النار في غزة، فما الملفات المهمة التي خيمت على المفاوضات؟ وكيف سيتم حلها؟

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية إسرائيلي يشارك باحتجاج قرب مكتب نتنياهو بالقدس للمطالبة بالعمل على تحرير الأسرى الثلاثاء (رويترز)

نتنياهو يستطيع تمرير«اتفاق غزة» ولو عارضه بن غفير وسموتريتش

تمرير صفقة اتفاق غزة سيكون سهلاً على بنيامين نتنياهو عبر حكومته، ولا توجد أخطار تهددها، بل سيكون لها تأييد شعبي واسع.

نظير مجلي (تل أبيب)

استهداف إسرائيلي للسلطة الجديدة في سوريا

 الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لدى استقباله وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في أنقرة (سانا)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لدى استقباله وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في أنقرة (سانا)
TT

استهداف إسرائيلي للسلطة الجديدة في سوريا

 الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لدى استقباله وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في أنقرة (سانا)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لدى استقباله وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في أنقرة (سانا)

قُتل 3 أشخاص جراء قصف للجيش الإسرائيلي في قرية غدير البستان التابعة لمحافظة القنيطرة جنوب غربي سوريا، مستهدفاً قوات الإدارة الجديدة للمرة الأولى، حسبما أفادت مصادر طبية في المنطقة و«المرصد السوري لحقوق الإنسان». وتزامنت الضربة مع «إجراء إدارة العمليات العسكرية حملة أمنية في البلدة بحثاً عن السلاح».

وأعلنت إسرائيل، أمس (الأربعاء)، الاستيلاء على أكثر من 3300 قطعة عسكرية من سوريا، بينها دبابات للجيش وصواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون. ولم يحدد الجيش الإسرائيلي مواقع ولا تواريخ الاستيلاء على هذه القطع العسكرية السورية.

وفي أنقرة، استبق الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات وفد الإدارة السورية بالإعلان أنها ستُركز على سُبل دعم سوريا وإعادة الإعمار.

وقال أمام البرلمان، صباح أمس: «يجب على إسرائيل أن توقف فوراً الأعمال العدائية على الأراضي السورية؛ وإلا فإن النتائج سيكون لها تأثير سلبي على الجميع». وتابع إردوغان، في كلمة أمام المجموعة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم: «لن نسمح بحدوث أي شكل من أشكال الفوضى في سوريا، ولن نسمح بزرع بذور الفتنة بيننا وبين الشعب السوري»، محذراً إسرائيل من مغبة مواصلة الأعمال العدائية على الأراضي السورية.