ألمانيا: القبض على عنصر من «حزب الله» للاشتباه بارتكابه جرائم ضد الإنسانية

الجزء الخارجي من المركز الأوروبي للحوار بين الثقافات بعد أن داهمته الشرطة الألمانية للاشتباه في صلاته بجماعة «حزب الله» اللبنانية الموالية لإيران في برلين-ألمانيا 16 نوفمبر 2023 (إ.ب.أ)
الجزء الخارجي من المركز الأوروبي للحوار بين الثقافات بعد أن داهمته الشرطة الألمانية للاشتباه في صلاته بجماعة «حزب الله» اللبنانية الموالية لإيران في برلين-ألمانيا 16 نوفمبر 2023 (إ.ب.أ)
TT

ألمانيا: القبض على عنصر من «حزب الله» للاشتباه بارتكابه جرائم ضد الإنسانية

الجزء الخارجي من المركز الأوروبي للحوار بين الثقافات بعد أن داهمته الشرطة الألمانية للاشتباه في صلاته بجماعة «حزب الله» اللبنانية الموالية لإيران في برلين-ألمانيا 16 نوفمبر 2023 (إ.ب.أ)
الجزء الخارجي من المركز الأوروبي للحوار بين الثقافات بعد أن داهمته الشرطة الألمانية للاشتباه في صلاته بجماعة «حزب الله» اللبنانية الموالية لإيران في برلين-ألمانيا 16 نوفمبر 2023 (إ.ب.أ)

أصدر مكتب المدعي العام الألماني بمدينة كارلسروه أمرا بالقبض على سوري في ولاية بادن - فورتمبرغ للاشتباه في ارتكابه جرائم ضد الإنسانية.

وأوضحت أعلى هيئة ادعاء ألمانية، اليوم (الأربعاء)، أنه يُعْتَقَد أن الرجل، وهو عضو في «حزب الله» اللبناني الموالي لإيران، أساء معاملة مدنيين في سوريا، وقتل شخصا بإطلاق الرصاص عليه. وأضاف الادعاء أن الرجل صدر بحقه أمر اعتقال في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهو يقبع حاليا قيد الحبس الاحتياطي، حسبما أفادت وكالة «الأنباء الألمانية».

ويواجه الرجل الذي تم القبض عليه في منطقة راين - نيكار اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية من خلال التعذيب وسلب الحرية وارتكاب جرائم حرب. وبحسب الادعاء، وقعت الجرائم في الفترة بين عامي 2012 و2013 في منطقة بصرى الشام جنوب غربي سوريا. ويُعْتَقَد أن الرجل قام مع أعضاء آخرين من «حزب الله» بمهاجمة سكان أحد المنازل، وسرقوا العديد من المقتنيات وأمروا بإحراق المنزل.

وتابع الادعاء أن شخصا لقي حتفه جراء إصابته بطلق ناري، فيما تم القبض على مدني آخر في عام 2013 حيث تعرض للضرب وتم تسليمه مع اثنين آخرين إلى الاستخبارات السورية، وهناك تعرض الثلاثة لسوء معاملة من جانب حراس السجن.


مقالات ذات صلة

برَّاك يصل بيروت لتسلم الردّ على «الورقة الأميركية»

المشرق العربي السفير الأميركي لدى تركيا توماس برَّاك (أ.ب)

برَّاك يصل بيروت لتسلم الردّ على «الورقة الأميركية»

وصل المبعوث الأميركي توم برَّاك إلى بيروت بشكل مفاجئ يوم الأحد لتسلم الرد اللبناني على الملاحظات الأميركية على الرد اللبناني الأول على الورقة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الدخان يتصاعد جراء غارة إسرائيلية استهدفت بلدة الخيام بجنوب لبنان (متداول)

قتيلان في استهدافين إسرائيليين بجنوب لبنان... أحدهما عنصر في «حزب الله»

قُتِلَ شخصان، أحدهما عنصر في «حزب الله»، في استهدافين إسرائيليَّين منفصلين في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
تحليل إخباري المبعوث الأميركي توم براك خلال زيارته الأخيرة الى بيروت (إ.ب.أ)

تحليل إخباري توجّه لموقف لبناني متمايز عن «حزب الله» تجاه الورقة الأميركية لحصرية السلاح

رفع «حزب الله» ورقة «الخطر الوجودي» في مواجهة المطالب المحلية والدولية بحصرية السلاح في لبنان بيد الأجهزة الرسمية، مشترطاً «إزالة الخطر».

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي مناصرتان لـ«حزب الله» تسيران إلى جانب الركام الناتج عن القصف الإسرائيلي في بلدة كفر كلا الحدودية مع إسرائيل في فبراير الماضي (أرشيفية - رويترز)

دعاوى قضائية تلاحق مسؤولي «حزب الله»

تلاحقُ الدعاوى القضائية مسؤولي «حزب الله»، وفي مقدمتهم أمينُه العام نعيم قاسم، في المحاكم اللبنانية، بتهمة «تعريض أمن لبنان للخطر» و«تهديد اللبنانيين بالقتل»،

يوسف دياب ( بيروت)
المشرق العربي الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم

قاسم: «حزب الله» لن يتخلى عن قوته... وإسرائيل لن تتسلّم منه السلاح

أعلن الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم، مساء اليوم الجمعة، أن الحزب لن يتخلى عن قوته، وأن إسرائيل لن تتسلّم منه السلاح.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

دير البلح تدخل دائرة الإخلاء... هل تهدف إسرائيل لشق محور جديد؟

جثث فلسطينيين قُتلوا وهم في انتظار دخول شاحنات مساعدات إلى شمال غزة عبر موقع زيكيم يوم الأحد (أ.ب)
جثث فلسطينيين قُتلوا وهم في انتظار دخول شاحنات مساعدات إلى شمال غزة عبر موقع زيكيم يوم الأحد (أ.ب)
TT

دير البلح تدخل دائرة الإخلاء... هل تهدف إسرائيل لشق محور جديد؟

جثث فلسطينيين قُتلوا وهم في انتظار دخول شاحنات مساعدات إلى شمال غزة عبر موقع زيكيم يوم الأحد (أ.ب)
جثث فلسطينيين قُتلوا وهم في انتظار دخول شاحنات مساعدات إلى شمال غزة عبر موقع زيكيم يوم الأحد (أ.ب)

في منطقة كانت تُصنَّف من قبل بأنها إنسانية، حيث دعت القوات الإسرائيلية سكان غزة بالنزوح نحوها مراراً، فوجئ سكان دير البلح بطلب الجيش الإسرائيلي إخلاء الأجزاء الجنوبية الغربية منها، بحجة وجود أنشطة لفصائل فلسطينية.

في الوقت ذاته، سقط، يوم الأحد، أكثر من 70 قتيلاً فلسطينياً في شمال غربي قطاع غزة، بعدما تجمعوا للحصول على الدقيق (الطحين)، في أعقاب السماح بدخول 8 شاحنات منه لأول مرة منذ أكثر من أسبوع، عبر منطقة موقع زيكيم العسكري.

كما ذكرت مصادر طبية أن ما لا يقل عن 10 فلسطينيين قُتلوا في انفجار طائرات مسيرة انتحارية بخيام النازحين في مواصي خان يونس بجنوب القطاع.

أوامر الإخلاء

في بيان إلكتروني، تبعه إلقاء منشورات، طالب الجيش الإسرائيلي بإخلاء أجزاء من دير البلح كلياً، بما في ذلك خيام النازحين، قائلاً إن الهدف هو «العمل بقوة كبيرة لتدمير قدرات العدو، والبنى التحتية الإرهابية» في المنطقة.

وهذه المرة الأولى التي يعمل فيها الجيش الإسرائيلي بتلك المنطقة منذ بداية الحرب، مستخدماً ذات الذرائع التي استخدمها لتنفيذ عمليات مماثلة في أماكن أخرى بالقطاع، ودعا السكان للنزوح جنوباً إلى المواصي.

فلسطينيون ينقلون قتلى وجرحى سقطوا خلال محاولة الحصول على مساعدات إنسانية في قطاع غزة يوم الأحد (أ.ف.ب)

ويوجد في تلك المناطق ما يقرب من 100 ألف فلسطيني، بعضهم ممن نزحوا من جنوب القطاع إلى وسطه.

وتقع المربعات السكنية التي طلب الجيش الإسرائيلي إخلاءها في منطقة تفصل ما بين دير البلح وسط قطاع غزة وخان يونس جنوباً، وبها أكبر محطة لتحلية المياه يدعمها الاتحاد الأوروبي، وقد توقفت عن العمل قبل أشهر، بعدما أوقفت إسرائيل خط الكهرباء المخصص لها.

وفي حال سيطرت القوات الإسرائيلية على تلك المنطقة براً، فإن ذلك يعني حرمان سكان قطاع غزة من جزء جديد من الأراضي الزراعية في شمال المواصي. الأمر الذي سيفاقم من ظروف مجاعة قاسية بالفعل.

محور جديد!

تُقدّر مصادر ميدانية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» أن الهدف من هذه العملية هو شقّ محور جديد يفصل خان يونس عن مناطق وسط القطاع، مشيرةً إلى أن القوات الإسرائيلية تسعى باستمرار لفصل المناطق بعضها عن بعض، وإلى أن إسرائيل فعلت هذا من قبل، حين فصلت رفح عن خان يونس.

وتوقعت المصادر تكرار نفس الأمر ما بين خان يونس ومناطق الوسط.

وأشارت إلى أن القوات الإسرائيلية قد تلتف من المنطقة الشمالية لخان يونس لاقتحام المناطق الجنوبية الغربية من دير البلح، وبذلك تقطع أوصال المنطقة عن مناطق أخرى من المدينة، كما فعلت بتقطيع أوصال وسط وشرق خان يونس عن غربها، من خلال شقّ ما يُعرف باسم محور «ماجين عوز».

تزاحم للحصول على طعام من تكية خيرية في النصيرات بوسط قطاع غزة يوم الأحد (رويترز)

ولا تستبعد المصادر في ظل عدم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، أن تسعى القوات الإسرائيلية للسيطرة الكاملة على محور نتساريم، بما يفصل مناطق وسط القطاع عن شماله.

وهي تسيطر حالياً على الجزء الشرقي من ذلك المحور، في حين أنها تترك، منذ وقف إطلاق النار السابق في يناير (كانون الثاني) الماضي حتى بعد انتهائه في 18 مارس (آذار)، الجزء الغربي من شارع الرشيد مفتوحاً للتحرك ما بين شمال ووسط وجنوب القطاع.

وفي حال قسمت إسرائيل مناطق القطاع إلى عدة مناطق منفصلة بعضها عن بعض، فستكون قد أحكمت بذلك سيطرتها الكاملة على مختلف المناطق، وزجَّت بالسكان في مناطق ضيقة، غالبيتها ستكون على أجزاء من الشريط الساحلي.

وترى إسرائيل في خطواتها على الأرض أنها تهدف للضغط عسكرياً على حركة «حماس»، لدفعها لتقديم مزيد من التنازلات، في إطار المفاوضات غير المباشرة الجارية في قطر.

استمرار المجازر

مع تفاقم الجوع الذي بات يفتك بمن في القطاع، صغاراً وكباراً، هرول كثيرون صوب نقاط قريبة من موقع زيكيم العسكري انتظاراً لشاحنات طحين، هي الأولى منذ أكثر من أسبوع.

لكن القوات الإسرائيلية باغتتهم بالقصف المدفعي وإطلاق النار من الطائرات المسيرة. الأمر الذي أدّى إلى مقتل العشرات وإصابة ما يزيد عن 150 بجروح متفاوتة، غالبيتهم من الشبان والفتية والأطفال، وبعضهم من النساء.

فلسطينيات يحاولن الحصول على طعام من تكية خيرية في النصيرات بوسط قطاع غزة يوم الأحد (رويترز)

وقالت وزارة الصحة بغزة، في بيان، إن عدد من وصل للمستشفيات من منتظري المساعدات منذ فجر الأحد «بلغ 73 شهيداً، منهم 67 شهيداً في شمال قطاع غزة»، في حين تجاوز عدد المصابين 150، منهم حالات «خطيرة جداً».

وبذلك يكون أعداد الضحايا من منتظري المساعدات، وكذلك من قتلوا عند نقاط توزيع المساعدات المدعومة أميركياً، قد بلغ أكثر من ألف شخص منذ نهاية مايو (أيار) الماضي، حين بدأت هذه النقاط بالعمل.

وبينما لم تعقب إسرائيل على سقوط هذا العدد الكبير من القتلى، الذي جاء بعد يوم واحد من مقتل 30 آخرين جنوب قطاع غزة، صباح السبت، اعتبرت حركة «حماس» ما حدث بمثابة «إمعان في حرب الإبادة الوحشية، واستخدام المساعدات والتجويع لاستدراج الأبرياء وقتلهم والتنكيل بهم».

وقالت: «️إن ما يجري في قطاع غزة هو جريمة كبرى يُستخدم فيها القتل والتجويع والتعطيش أداة للتطهير العرقي والإبادة الجماعية، ما يستدعي من العالم التحرك الفوري لوضع حدّ لهذه المأساة الإنسانية».

أم تحتضن يوم الأحد جثمان رضيعها ذي الثلاثة أشهر الذي توفي نتيجة سوء التغذية في خان يونس (رويترز)

يأتي هذا في خضم وضع إنساني صعب وظروف قاسية، عادت فيها المجاعة بشراسة إلى القطاع، وزادت أعداد الوفيات بفعل سوء التغذية بشكل ملحوظ في الأيام الماضية، حيث توفي 7 أطفال في غضون نحو 3 أيام.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن 18 فلسطينياً توفوا بسبب المجاعة في القطاع خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.