اقتحامات في الضفة... و«كتائب الأقصى» تصيب جنديين إسرائيليين بمخيم طولكرم

آليات عسكرية إسرائيلية تتجول في مدينة طولكرم بالضفة الغربية (أ.ب)
آليات عسكرية إسرائيلية تتجول في مدينة طولكرم بالضفة الغربية (أ.ب)
TT
20

اقتحامات في الضفة... و«كتائب الأقصى» تصيب جنديين إسرائيليين بمخيم طولكرم

آليات عسكرية إسرائيلية تتجول في مدينة طولكرم بالضفة الغربية (أ.ب)
آليات عسكرية إسرائيلية تتجول في مدينة طولكرم بالضفة الغربية (أ.ب)

نفذت القوات الإسرائيلية، اليوم (الخميس)، عمليات اقتحام في الضفة الغربية طالت مناطق عدة، قال التلفزيون الفلسطيني إن من بينها مدينة رام الله.

ونقلت وكالة أنباء «شهاب» عن «كتائب الأقصى» القول إنها أصابت جنديين إسرائيليين في اشتباكات بمخيم طولكرم في الضفة الغربية، خلال عملية اقتحام.

وقالت الكتائب، في بيان: «تمكّن مقاتلونا من إصابة جنديين في حارة المطار داخل مخيم طولكرم، ولا يزال جنودنا يتصدون لقوات الاحتلال في جميع أرجاء المدينة»، بحسب ما ذكرته الوكالة عبر «تليغرام».

من جهة أخرى، ذكرت «وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية» أن القوات الإسرائيلية اعتقلت الليلة عدداً من عمال غزة القاطنين في بلدة فرعون جنوب طولكرم؛ ونقلت عن مصادر محلية أن القوات داهمت عمارة سكنية في الحي الشرقي للبلدة، ونفذت تلك الاعتقالات.

وأشارت الوكالة الفلسطينية إلى أن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت الليلة مدينة طولكرم من جهتها الغربية مدعومة بآليات عسكرية وجرافات وسط إطلاق كثيف للرصاص، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع المواطنين.

فلسطينيون يبكون خلال تشييع 6 أشخاص قتلوا وسط مواجهات مع القوات الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية (أ.ف.ب)
فلسطينيون يبكون خلال تشييع 6 أشخاص قتلوا وسط مواجهات مع القوات الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية (أ.ف.ب)

وقالت الوكالة إن القوات تمركزت في محيط مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي وفرضت حصاراً مشدداً عليه، ومنعت مركبات الإسعاف والطواقم الطبية من الخروج، بينما حاصرت مخيم نور شمس ونشرت قناصتها على أسطح البنايات العالية على طول شارع نابلس المحاذي لمخيمي طولكرم ونور شمس، ودفعت بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة، وسط تحليق المسيّرات في سماء المدينة.

كما اعتقلت القوات الإسرائيلية الليلة شقيقين خلال اقتحامها بلدة ترقوميا غرب الخليل، وداهمت عدداً من المنازل والمحال التجارية خلال اقتحامها المدينة، بحسب ما ذكرته الوكالة.

مسلح فلسطيني يظهر خلال تشييع 6 فلسطينيين قتلوا في عملية للجيش الإسرائيلي بمخيم طولكرم للاجئين (إ.ب.أ)
مسلح فلسطيني يظهر خلال تشييع 6 فلسطينيين قتلوا في عملية للجيش الإسرائيلي بمخيم طولكرم للاجئين (إ.ب.أ)

وأشارت «وكالة الأنباء الفلسطينية» إلى أن القوات داهمت عدداً من المنازل والمحال التجارية في المنطقة الجنوبية لمدينة الخليل، واستولت على تسجيلات كاميرات مراقبة، ومنعت تنقل المواطنين، وأوقفت مركباتهم وقامت بتفتيشها.

وفي جنين، اعتقلت قوات إسرائيلية، مساء أمس (الأربعاء)، شاباً من قرية رابا، شمال شرق المدينة، وآخر من مخيم جنين، بالتزامن مع اقتحامها قرى وبلدات في المحافظة.

وأوضحت الوكالة الفلسطينية أن القوات الإسرائيلية اقتحمت قرى وبلدات سيلة الظهر والعطارة وعرانة والجلمة وفقوعة والعرقة وزبوبا، وسيرت آلياتها في شوارعها، دون أن يبلغ عن أي اعتقالات.

وقالت الوكالة إن طفلاً يبلغ من العمر 16 عاماً قُتل وأصيب مواطنان برصاص القوات الإسرائيلية خلال اقتحامها بلدة يعبد جنوب غرب جنين.

سيارة مدمرة بعد عملية للجيش الإسرائيلي في مخيم طولكرم للاجئين بالضفة الغربية (إ.ب.أ)
سيارة مدمرة بعد عملية للجيش الإسرائيلي في مخيم طولكرم للاجئين بالضفة الغربية (إ.ب.أ)

وفي شرق بيت لحم، اقتحمت قوة إسرائيلية مكونة من 4 دوريات مساء أمس قرية الرشايدة وتمركزت وسطها، ونصبت حاجزاً عسكرياً، بحسب ما ذكرته «وكالة الأنباء الفلسطينية»، التي أشارت أيضاً إلى اعتقال مواطن في منطقة البقعة بعيداً عن القرية أطلق سراحه لاحقاً.


مقالات ذات صلة

«هدنة غزة»: تصعيد إسرائيلي يهدد جهود الوسطاء للتهدئة

شمال افريقيا امرأة وطفل يبكيان بجوار جثامين أقربائهما الذين قتلوا خلال غارة إسرائيلية في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

«هدنة غزة»: تصعيد إسرائيلي يهدد جهود الوسطاء للتهدئة

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأربعاء، في بيان، توسيع نطاق العملية العسكرية في غزة بشكل كبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي مبنى متضرر جراء غارة جوية إسرائيلية على خان يونس بغزة (د.ب.أ) play-circle

بينهم ضحايا لاستهداف عيادة.. عشرات القتلى جراء القصف الإسرائيلي في أنحاء غزة

أفادت مصادر طبية بمقتل عشرات المواطنين إثر غارات إسرائيلية على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، منذ فجر اليوم (الأربعاء)، وفق إعلام فلسطيني.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي 
فلسطينيون يعاينون  أمس موقعاً استهدفه قصف إسرائيلي في خان يونس (رويترز)

مخابز غزة بلا طحين... وبوادر مجاعة

توقَّف عمل جميع المخابز في مناطق وسط قطاع غزة وجنوبه، أمس، بينما يُنتظر توقف عملها شمالاً، اليوم (الأربعاء)، وارتفعت التحذيرات من بوادر مجاعة تلوح للغزيين.

«الشرق الأوسط» (غزة)
تحليل إخباري فلسطيني يحمل طفليه وسط أنقاض منزل دمَّرته غارة إسرائيلية في خان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «هدنة غزة»: سياسة «الضغوط القصوى» الإسرائيلية هل تقود إلى تنازلات جديدة؟

قصف وإخلاءات إسرائيلية تطول مناطق كثيرة في قطاع غزة، وتأكيدات لاستمرار تنفيذها ضمن سياسة «الضغوط القصوى» التي أعلنتها حكومة بنيامين نتنياهو.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي فلسطينيون يتجمعون لتلقي مساعدات الطعام في جنوب قطاع غزة (رويترز) play-circle

إسرائيل قصفت 60 تكية طعام ودمرت 1000 مسجد و3 كنائس في غزة

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن الجيش الإسرائيلي قصف أكثر من 60 تكية طعام ومركزاً لتوزيع المساعدات وأخرجها عن الخدمة.


لجنة «السلم الأهلي» في طرطوس تقدم التعازي بضحايا مجزرة حرف بنمرة

انتشار قوات الأمن في قرية حرف بنمرة (وسائل الإعلام الرسمية)
انتشار قوات الأمن في قرية حرف بنمرة (وسائل الإعلام الرسمية)
TT
20

لجنة «السلم الأهلي» في طرطوس تقدم التعازي بضحايا مجزرة حرف بنمرة

انتشار قوات الأمن في قرية حرف بنمرة (وسائل الإعلام الرسمية)
انتشار قوات الأمن في قرية حرف بنمرة (وسائل الإعلام الرسمية)

في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني يعبّر عن تعزز الآمال برفع العقوبات عن سوريا مع «تزايد الدعم الدولي الواسع للحكومة السورية الجديدة»، كانت لجنة «السلم الأهلي» في طرطوس تقدم التعازي بضحايا مجزرة قرية حرف بنمرة، التي وقعت أول أيام عيد الفطر؛ لتؤكد للأهالي أن «الجميع متساوون أمام القانون» وستتم محاسبة الجناة.

وتسعى لجنة «السلم الأهلي» لاحتواء تداعيات جريمة القتل التي نفذها مسلحون في قرية حرف بنمرة بريف بانياس، وقضى فيها ستة أشخاص، أربعة من عائلة واحدة بينهم طفل (12 عاماً)، ومختار القرية ورجل ذو إعاقة.

وقدمت اللجنة واجب العزاء للضحايا، الأربعاء، وفق وسائل الإعلام الرسمية السورية. وخلال مجلس العزاء، أكد عضو اللجنة، الشيخ أنس عيروط، التزام الجهات المختصة بمحاسبة الجناة، وقال: «كلنا متساوون تحت سقف الدولة والقانون»، موضحاً أن «السلم الأهلي» لا يعني تجاوز العدالة ومسامحة المجرم، وإنما هي «نزع فتيل الطائفية وطمس بذور الفتنة» التي هي مهمة اللجنة، متعهداً بأن «الدماء مصونة والأموال والأعراض مصونة أيضاً» وأنه «لا يجوز الاعتداء على أي نفس بشرية إلا بالحق»، وأن «من يقوم بهذا الحق هو الدولة ولا ينبغي لأي شخص أن يأخذ الحق بنفسه».

من زيارة لجنة قرية بارمايا بريف بانياس مارس الماضي (المكتب الإعلامي لمدينة بانياس)
من زيارة لجنة قرية بارمايا بريف بانياس مارس الماضي (المكتب الإعلامي لمدينة بانياس)

وكانت الرئاسة السورية قد حددت مهام «لجنة للحفاظ على السلم الأهلي» التي شكلتها في مارس (آذار) الماضي، عقب الأحداث الدموية التي شهدتها مناطق الساحل، بالتواصل المباشر مع الأهالي في الساحل السوري والاستماع إلى مطالبهم. وتقديم الدعم اللازم لضمان حماية أمنهم واستقرارهم. وتعزيز الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الحساسة. وذلك في إطار جهود الدولة لضمان الاستقرار في مختلف المناطق. وتألفت اللجنة من الشيخ أنس عيروط، وحسن صوفان وخالد الأحمد.

انتشار قوات الأمن السوري في قرية حرف بنمرة (وسائل إعلام رسمية)
انتشار قوات الأمن السوري في قرية حرف بنمرة (وسائل إعلام رسمية)

وفي سياق متصل، ظهر المسؤول الأمني في بانياس مجدداً بتسجيل مصوَّر، الأربعاء، أكد فيه إلقاء القبض على الجناة في حادثة قرية حرف بنمرة، وصرح بأنه بعد التحري «أفاد شهود بأن شخصين يرتديان لباساً عسكرياً، قاما بإطلاق النار على تجمع للأهالي ولاذا بالفرار إلى منطقة الديسنة. عندها، توجهت دوريات الأمن العام على الفور إلى منطقة الديسنة للتحري عن المشتبه بهما، حيث وجدت مجموعة مسلحة، وعند السؤال عن تبعيتهم أفادوا بأنهم أتوا مؤازرةً لوزارة الدفاع عند ورود أنباء عن تحرك فلول النظام، وبأن لهم أقارب قُتلوا في الحملة السابقة عند تحرك فلول النظام في المنطقة» مارس الماضي. وبعد التعرف على هوية الجناة جرى توقيفهما وفي التحقيق الأولي، اعترفا بما نسب إليهما، وقد تحويلهما إلى القضاء، مؤكداً على «محاسبة أي شخص يقوم بأفعال تخل بالسلم الأهلي».

تحديات بناء الدولة

ولا يزال تحدي ضبط الأمن وتعزيز السلم الأهلي، أبرز ما يواجه جهود الدفع نحو إعادة بناء الدولة، مع تواصل وقوع حوادث أمنية وجرائم ذات طابع انتقامي، في مناطق متفرقة من البلاد، تؤجج خطاب الكراهية وإشاعة الخوف وتعميق غياب الثقة بين مكونات المجتمع السورية، وذلك رغم تشكيل لجان «سلم أهلي» محلية، في مناطق التوتر عملت خلال الفترة الماضية، قبل أن تشكل الرئاسة السورية، «لجنة سلم أهلي» على مستوى حكومي بعد أحداث الساحل في مارس الماضي.

يقول الناشط في قضايا السلم الأهلي والباحث في قضايا الهوية والحوكمة، زيدون الزعبي، لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك مشكلة كبيرة تواجه عملية «السلم الأهلي»، تتمثل في الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها السلطة السورية من حاضنتها الشعبية الداعمة، بينها نخب محسوبة على السلطة، ترى ما يحصل أمر طبيعي، حيث «تلعب دورا سلبيا بعدم تفهمها لضرورة تحقيق السلم الأهلي»، على حد تعبيره، وأخرين ليس لديهم الصبر الكافي، حتى انطلاق مسار العدالة الانتقالية واسترداد حقوقهم، ويريدون استردادها بأيديهم، وهو أمر يمكن أن يؤدي إلى وأد الدولة، التي تسعى السلطة إلى بنائها.

الزعبي الذي يعد من أوائل الذين دعوا إلى تعزيز السلم الأهلي في الساحل السوري، بعد سقوط النظام، عبر لقاءات مع النخب في اللاذقية، دعا إلى تسريع إنشاء «هيئة للعدالة الانتقالية» بغرض مواجهة النزعة الانتقامية، وتعزيز التعاون بين اللجنة التي شكلتها السلطات من جهة، ولجان السلم الأهلي المحلية والمبادرات الأهلية لضبط الأمن من جهة أخرى، محملاً مسؤولية كبح الخطاب التحريضي المتفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعية، للنخب السياسية والثقافية؛ فهي مطالبة أكثر من غيرها للعمل على تحقيق السلم الأهلي.

وتتطلع السلطة السورية الجديدة إلى الحصول على الدعم الدولي لتخفيف العقوبات الاقتصادية التي تعد العائق الأكبر لعملية الانتعاش الاقتصادي وإعادة الإعمار. حيث لا تزال الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية، تربط قرار رفع عقوباتها على سوريا، بشروط سياسية تتعلق بـ«تمثيل الأقليات» و«وقف الانتهاكات» وملفات حقوقية أخرى. لكن كل ذلك يحتاج إلى مجتمع طبيعي بمؤسساته المتعددة لمواجهة الاضطرابات، لكن العقوبات الدولية تمنع الأموال عن سوريا وتجعل السلطات من دون ذراع مالية تساعدها في تسيير أعمالها وتخفيف الاحتقانات في المجتمع.

وجاء الترحيب الواسع على المستويين العربي والدولي، بتشكيل الحكومة الجديدة ليعزز الآمال برفع العقوبات، وفق وزير الخارجية أسعد الشيباني، الذي غرد على حسابه في منصة (إكس)، الأربعاء، بالقول: «مع تزايد الدعم الدولي الواسع للحكومة السورية الجديدة، تتعزز الآمال برفع العقوبات الجائرة، وتحسين الأوضاع المعيشية للشعب السوري، وفتح آفاق جديدة لإعادة الإعمار، وتحقيق الانتعاش الاقتصادي، وتعزيز الشراكات السياسية».