مستشفيات غزة تحتضر... وإسرائيل تسابق «الضغوط»

السعودية تجدد المطالبة بوقف فوري للحرب... وعبور عشرات الجرحى والأجانب من رفح... والأردن يحذّر من «إعادة الاحتلال»


طبيب في مستشفى ناصر في خان يونس يسعف واحداً من الأطفال الذين أصيبوا بالقصف الإسرائيلي (رويترز)
طبيب في مستشفى ناصر في خان يونس يسعف واحداً من الأطفال الذين أصيبوا بالقصف الإسرائيلي (رويترز)
TT

مستشفيات غزة تحتضر... وإسرائيل تسابق «الضغوط»


طبيب في مستشفى ناصر في خان يونس يسعف واحداً من الأطفال الذين أصيبوا بالقصف الإسرائيلي (رويترز)
طبيب في مستشفى ناصر في خان يونس يسعف واحداً من الأطفال الذين أصيبوا بالقصف الإسرائيلي (رويترز)

تحتضر مستشفيات مدينة غزة المحاصرة وسط احتدام المعارك حولها، فيما تحاول إسرائيل تسريع السيطرة عليها خشية تصاعد الضغط العالمي أمام مشاهد بحر الدماء الذي يسيل فيها بسبب الهجمات الإسرائيلية المتواصلة منذ 38 يوماً.

وفيما سجلت أعنف الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي و«كتائب القسام» في محيط عدد من المستشفيات، لا سيما «الشفاء» و«القدس»، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن كل المستشفيات في شمال غزة أصبحت الآن خارج الخدمة، وأن أطفالاً خدجاً ومرضى في قسم العناية المركزة في مستشفى «الشفاء» قضوا بسبب انقطاع الكهرباء والقصف والحصار المحكم.

ومع انتهاء اليوم الـ38 من الحرب، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارة جنود على حدود غزة: «هذه ليست مجرد عملية، إنها حرب، ولن يكون هناك وقف لإطلاق النار الآن».

وجاءت تصريحاته فيما قال وزير خارجيته إيلي كوهين إن الوقت السياسي للقتال في غزة بدأ ينفد. وقال كوهين: «نحن ندرك أن الضغوط المتزايدة قد بدأت على إسرائيل. أقدّر أن النافذة الزمنية تتراوح من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حتى يبدأ الضغط الدولي الثقيل».

وجددت السعودية، أمس، مطالبتها بوقف فوري لإطلاق النار في غزة. وأكد الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع السعودي، في اتصال هاتفي مع ريتشارد مارلز نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الأسترالي، ضرورة الوقف الفوري للعمليات العسكرية في غزة، وحفظ أرواح الأبرياء، وإدخال المساعدات الإنسانية.

وفي عمّان، حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أمس، من إن «أي سيناريو أو تفكير بإعادة احتلال أجزاء من غزة أو إقامة مناطق عازلة فيها سيفاقم الأزمة. هذا أمر مرفوض ويعد اعتداءً على الحقوق الفلسطينية».

على صعيد آخر، واصل معبر رفح استقبال المغادرين من قطاع غزة، وكذلك دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، حيث دخل نحو 500 من الأجانب وحاملي الجنسيات الأجنبية والمزدوجة إلى مصر، فضلاً عن عبور 97 شاحنة مساعدات إلى غزة.


مقالات ذات صلة

المشرق العربي جنود إسرائيليون يتخذون مواقعهم بجوار مدخل نفق يستخدمه مسلحو «حماس» في جنوب قطاع غزة (أ.ب)

إسرائيل تفرج عن 9 معتقلين من غزة

أفرجت السلطات الإسرائيلية، اليوم (السبت)، عن 9 فلسطينيين من قطاع غزة، ممن اعتقلوا خلال الحرب المتواصلة على القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله (الشرق الأوسط)

وزير الخارجية السعودي يشارك في اجتماع حول غزة بمدريد

وصل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى مدريد للمشاركة في الاجتماع الوزاري للتنسيق حول أوضاع غزة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
المشرق العربي الطفل الفلسطيني محمود يوسف عجور (رويترز)

بعد إجلائه إلى قطر... طفل غزّي مبتور الذراعين يحلم بأن يصبح طياراً

بعد إجلائه إلى قطر من غزة لا يزال الطفل الفلسطيني محمود يوسف عجور (9 أعوام) يحلم بأن يصبح طياراً ذات يوم على الرغم من بتر ذراعيه بعد إصابته في هجوم إسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (الدوحة )
المشرق العربي مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (إ.ب.أ)

بوريل: نتخوف من التصعيد الإقليمي بسبب حرب غزة

أعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم (الخميس)، عن تخوفه من مزيد من التصعيد الإقليمي؛ بسبب الحرب في غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

غوتيريش: لا شيء يبرر العقاب الجماعي للفلسطينيين

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ف.ب)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ف.ب)
TT

غوتيريش: لا شيء يبرر العقاب الجماعي للفلسطينيين

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ف.ب)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ف.ب)

شدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يوم الاثنين، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية على أنّ «لا شيء يبرّر العقاب الجماعي» الذي تنزله إسرائيل بسكان غزة الذين يعانون على نحو «لا يمكن تصوره».

ووجّه غوتيريش انتقادات حادة للطريقة التي تدير بها الدولة العبرية حربها في القطاع الفلسطيني المدمّر والتي تدخل الشهر المقبل عامها الثاني.

وقال غوتيريش الذي يشغل منذ العام 2017 منصب الأمين العام للأمم المتحدة «إنه أمر لا يمكن تصوّره، مستوى المعاناة في غزة، ومستوى الموتى والدمار لا مثيل له في كل ما شهدته منذ أن أصبحت أميناً عاماً».

وأضاف «بالطبع، ندين كل هجمات (حركة) حماس الإرهابية، وكذلك احتجاز الرهائن الذي هو انتهاك مطلق للقانون الإنساني الدولي».

لكن في معرض وصفه لما يشهده القطاع المحاصر من قتلى ودمار وجوع وأمراض، لفت إلى أنّ «الحقيقة هي أنّ لا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، وهذا ما نشهده على نحو دراماتيكي في غزة».

واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته «حماس» على جنوب إسرائيل وتسبّب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة.

وخُطف خلال الهجوم 251 شخصاً، لا يزال 97 منهم محتجزين، بينهم 33 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.

وردّت إسرائيل بحملة قصف وهجوم بري على غزة، مما أسفر عن سقوط 41 ألفاً و226 قتيلاً على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس». وتؤكد الأمم المتحدة أنّ غالبية القتلى من النساء والأطفال.

وتسبّبت الحرب بدمار هائل في القطاع المحاصر وأوضاع كارثية لسكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.