تصاعد التوتر عند الحدود اللبنانية ــ الإسرائيلية

تشييع القيادي في «حزب الله» منير عاشور ببلدة شقرا (رويترز)
تشييع القيادي في «حزب الله» منير عاشور ببلدة شقرا (رويترز)
TT

تصاعد التوتر عند الحدود اللبنانية ــ الإسرائيلية

تشييع القيادي في «حزب الله» منير عاشور ببلدة شقرا (رويترز)
تشييع القيادي في «حزب الله» منير عاشور ببلدة شقرا (رويترز)

تصاعد التوتر عند الحدود الجنوبية للبنان بين «حزب الله» وإسرائيل التي وسّعت دائرة استهدافها لتطول للمرة الأولى، منذ حرب تموز 2006، مناطق في القطاع الغربي، في وقت أعلن فيه الحزب عن تنفيذه عدداً من العمليات طالت بشكل أساسي التجهيزات الفنية لمواقع إسرائيلية، بينما عثر الجيش اللبناني على 21 منصة إطلاق صواريخ في مناطق وادي الخنساء والخريبة في حاصبيا وصور.

وأعلنت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني أنه «نتيجة عمليات المسح والتفتيش لمناطق إطلاق الصواريخ نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، عثرت وحدات من الجيش على 21 منصة إطلاق صواريخ في مناطق وادي الخنساء والخريبة - قضاء حاصبيا والقليلة – قضاء صور، واحدة منها تحمل صاروخًا معدًّا للإطلاق، وعملت الوحدات المختصة على تفكيكه».

وبعد توتر صباحي قصفت خلاله المدفعية الإسرائيلية محيط موقع الراهب في خراج بلدة عيتا الشعب ومنطقة اللبونة التي لا تزال تشهد تصاعداً للدخان الذي خلّفته القذائف في رأس الناقورة، سيطر الهدوء الحذر ساعاتٍ على طول الحدود اللبنانية الممتدة من الناقورة حتى بوابة راميا، قبل أن تعود المواجهات بين الطرفين وتشهد مناطق وبلدات جنوبية قصفاً مكثفاً.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن ثكنة برانيت الإسرائيلية استهدفت بعد الظهر بأربعة صواريخ موجهة، وسجلت إصابات مباشرة، مشيرة إلى أن المدفعية الإسرائيلية ردّت بقصف بلدتي عيتا الشعب ورامية بعدد من قذائف 155 ملم والقنابل الضوئية والحارقة. ولفتت كذلك إلى قصف مدفعي متواصل على أطراف قرى القطاع الغربي، حيث شلت حركة الناس اليوميةـ وقد طالت القذائف محيط المنازل ومحيط مركز الجيش في رأس الناقورة ومحيط مقر الـ«يونيفيل».

ومساء، أعلن «حزب الله» في 3 بيانات منفصلة عن استهدافه بالصواريخ الموجّهة موقع جل العلام في الناقورة، والتجهيزات الفنية في موقع رأس الناقورة البحري، والتجهيزات الفنية لثكنة برانيت بالأسلحة المناسبة، وتحقيقه إصابات مباشرة فيها.

وكانت الوكالة الوطنية قد أفادت بتعرض أطراف بلدات: شيحين، الجبين ومجدل زون في القطاع الغربي لقصف مدفعي مركز من قبل الجيش الإسرائيلي، وطال القصف بشكل مركز على منطقة اللبونة، حيث سجل سقوط ما يقارب الـ 50 قذيفة، ولفتت إلى «توسع القصف الإسرائيلي بعد الظهر ليطول للمرة الأولى منذ حرب الـ2006 المنطقة الواقعة بين بلدتي كفرتبنيت ومزرعة الحمرا بقذيفة مدفعية من عيار 155 ملم في أرض زراعية، كما استهدف القصف كروم الزيتون بين بلدة كفركلا وديرميماس بالقذائف الحارقة.

دخان يتصاعد من قصف إسرائيلي على الأراضي اللبنانية (أ.ف.ب)

وأشارت «الوطنية» إلى إطلاق صفارات الإنذار في مركز القوات الدولية العاملة في لبنان (اليونيفيل) في بلدة الناقورة، وسقوط قذيفة أطلقها الجيش الإسرائيلي بالقرب من منزل غرب بلدة شيحين، مشيرة كذلك إلى سقوط بعض القذائف قرب المنازل في بلدة الضهيرة، بينما نفذت مسيرة معادية غارة جوية على أحد المنازل في بلدة عيتا الشعب.

كذلك، وللمرة الأولى منذ بدء المعارك عند الحدود، سقط صاروخ في منطقة خالية بين عيناتا وكونين.

وقبل ذلك، كان «حزب الله» قد أعلن أنه استهدف مواقع المطلة ‏وبياض بليدا، بينما لفتت «الوكالة» إلى قصف إسرائيلي طال أطراف بلدة بليدا قضاء مرجعيون.

وفي موازاة ذلك، أعلن «حزب الله» عن سقوط مقاتل هو منير يوسف عاشور «أبو زينب» من بلدة شقرا في جنوب لبنان، الذي «ارتقى شهيداً على طريق القدس»، وفق البيان الصادر عنه.

ويأتي التصعيد في وقت لا تزال فيه الحرائق مشتعلة في الأشجار والأحراج المحيطة ببلدة الناقورة وعلما الشعب منذ الأحد، جراء القصف الإسرائيلي، ولم تتمكن فرق الإطفاء من إخمادها بسبب استمرار القصف الذي يستهدف المناطق المذكورة.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أطلق طيلة الليل القنابل المضيئة والحارقة في سماء القطاعين الغربي والأوسط لإشعال النار بالأحراج المتاخمة للخط الأزرق عند الحدود مع فلسطين المحتلة، كما عاشت هذه المناطق والقرى ليلاً متوتراً بعد توسيع رقعة القصف الإسرائيلي بالإضافة إلى الغارات التي ينفذها الطيران الحربي المعادي.


مقالات ذات صلة

ميقاتي: اللبنانيون مصرون رغم كل الظروف على إحياء ذكرى استقلالهم

المشرق العربي رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي خلال زيارته وزارة الدفاع (حسابه عبر منصة إكس)

ميقاتي: اللبنانيون مصرون رغم كل الظروف على إحياء ذكرى استقلالهم

أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن «اللبنانيين مصرون رغم كل الظروف على إحياء ذكرى استقلالهم لإيمانهم بما تحمل لهم من معاني الحرية والسيادة»

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والملك عبد الله الثاني بن الحسين ويظهر الشيخ عبد الله بن زايد وأيمن الصفدي وعدد من المسؤولين خلال اللقاء (وام)

تأكيد إماراتي أردني على أهمية تكثيف الجهود لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بحث مع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، قضايا المنطقة والعلاقات الثنائية.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
المشرق العربي مسيّرة إسرائيليّة من نوع (هرمز 450)

«حزب الله» يعلن إسقاط مسيّرة إسرائيلية من طراز «هرمز 450» فوق الطيبة

أعلنت جماعة حزب الله اللبنانية، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، أنها أسقطت مسيرة إسرائيلية بصاروخ أرض-جو في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (هرمز 450)
المشرق العربي عناصر من خدمة الطوارئ الإسرائيلية في مكان سقوط مقذوف في حيفا أطلق من لبنان (رويترز)

الجيش الإسرائيلي: سقوط صواريخ أطلقها «حزب الله» على حيفا وتضرر كنيس

أعلن الجيش الإسرائيلي تضرر كنيس في «هجوم صاروخي كبير» شنه «حزب الله» اللبناني على مدينة حيفا (شمال غرب)؛ ما أسفر عن إصابة شخصين.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي سحابة من الدخان ترتفع في سماء الضاحية الجنوبية لبيروت جراء غارات إسرائيلية (رويترز)

مقتل 6 أشخاص في بعلبك وغارة إسرائيلية «عنيفة» على الضاحية الجنوبية

أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية، مساء السبت، بأن غارة إسرائيلية وصفتها بأنها «عنيفة جداً»، استهدفت منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الصحة العالمية: مقتل 226 عاملاً صحياً ومريضاً في لبنان منذ بدء حرب 7 أكتوبر

عاملا صحة يعتنيان بمصابة جراء الحرب في أحد مستشفيات لبنان 15 يوليو 2024 (أ.ب)
عاملا صحة يعتنيان بمصابة جراء الحرب في أحد مستشفيات لبنان 15 يوليو 2024 (أ.ب)
TT

الصحة العالمية: مقتل 226 عاملاً صحياً ومريضاً في لبنان منذ بدء حرب 7 أكتوبر

عاملا صحة يعتنيان بمصابة جراء الحرب في أحد مستشفيات لبنان 15 يوليو 2024 (أ.ب)
عاملا صحة يعتنيان بمصابة جراء الحرب في أحد مستشفيات لبنان 15 يوليو 2024 (أ.ب)

قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم (الجمعة)، إن 226 عاملاً صحياً ومريضاً قُتلوا في لبنان، فيما أصيب 199 آخرون جراء الهجمات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وذكرت المنظمة في تقرير أن عدد القتلى من العاملين بالقطاع الصحي والمرضى في لبنان، منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أكبر نسبياً مقارنةً مع مستواه في غزة وأوكرانيا خلال الفترة نفسها.

وأضاف التقرير: «النظام الصحي في البلاد يعاني من ضغوط شديدة؛ حيث توقف 15 مستشفى من أصل 153 مستشفى عن العمل، أو يعمل جزئياً. وعلى سبيل المثال، فقدت محافظة النبطية، وهي واحدة من 8 محافظات في لبنان، 40 في المائة من السعة السريرية للمستشفيات».

وحذرت المنظمة من أنه «كلما كانت الضربة الموجهة إلى القوى العاملة الصحية أكبر، كانت قدرة البلد على التعافي من الأزمة وتقديم الرعاية الصحية بعد النزاع أضعف على المدى الطويل».

ووسّعت إسرائيل حربها التي تشنها على قطاع غزة لتشمل لبنان في الآونة الأخيرة، وقتلت العديد من قيادات جماعة «حزب الله» التي تتبادل معها إطلاق النار منذ أكتوبر من العام الماضي.

وتسببت الهجمات الإسرائيلية في نزوح مئات الآلاف من القرى والبلدات الواقعة على الحدود مع إسرائيل، وألحقت دماراً واسعاً في أنحاء مختلفة من لبنان.