الصدر يطالب بغلق السفارة الأميركية في بغداد

استهداف قاعدة عين الأسد بطائرة مسيرة

زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر (رويترز)
زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر (رويترز)
TT

الصدر يطالب بغلق السفارة الأميركية في بغداد

زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر (رويترز)
زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر (رويترز)

طالب زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر الحكومة والبرلمان العراقيين بغلق السفارة الأميركية في بغداد، بسبب الدعم الأميركي اللامحدود لإسرائيل ضد غزة، فيما استهدفت فصائل عراقية مسلحة، الجمعة، قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار بغرب العراق بطائرة مسيرة.

وقال الصدر في تدوينة على «إكس»، إنه «من منطلق نصرة المظلومين في مشارق الأرض ومغاربها، ولا سيما نصرة لإخوائنا وأهلنا في فلسطين وغزة الحبيبة، أطالب (الحكومة العراقية) و(البرلمان العراقي) بكل فئاته وتوجهاته، ولأول مرة، ولأجل مصالح عامة لا خاصة، بالتصويت على غلق السفارة الأميركية في العراق للدعم الأميركي اللامحدود للصهاينة الإرهابيين ضد غزة، مع الالتزام بحماية أفرادها الدبلوماسيين وعدم التعرّض لهم من قبل الميليشيات الوقحة التي تريد النيل من أمن العراق وسلامته».

وأضاف: «نحن ننتظر جواب الحكومة وفعلها وتجاوبها مع هذه المطالبة (غلق السفارة الأميركية) في العراق، وإن لم تستجب الحكومة والبرلمان فلنا موقف آخر سنعلنه لاحقاً». ودعا الجميع إلى «التزام الطاعة وعدم التصرف الفردي، وتجنب استعمال السلاح مطلقاً... آملين من محبي الجهاد ومحور الممانعة عدم الممانعة لهذا المطلب بحجة الضائقة الاقتصادية بسبب الخزانة الأميركية». وختم زعيم التيار الصدري قائلاً إن «السكوت المطبق سيؤدي إلى التطبيع والشذوذ والفقر، لا سمح الله تعالى».

يذكر أن الصدر كان أطلق قبل نحو أسبوعين أكبر مظاهرة ضد إسرائيل بعد أيام من «طوفان الأقصى»، دعا خلالها إلى السماح للمتظاهرين بالذهاب إلى المناطق الحدودية المتاخمة لإسرائيل لغرض إيصال المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة. وتحركت مجاميع من العراقيين إلى الحدود العراقية - الأردنية باتجاه منفذ «طريبيل» الحدودي، إلا أن السلطات الأردنية لم تسمح لهم بالدخول. فعاد الصدر ووبخ الذين ذهبوا من أنصاره إلى هناك دون تنسيق مع مكتبه، مبينا أنه لا يريد أن يشارك الفاسدون ذلك، في إشارة إلى تحرك مجاميع من الفصائل المسلحة الذين استغلوا دعوة الصدر.

«الميليشيات الوقحة»

وعلى الرغم من أن دعوة الصدر ستلقى استجابة من الفصائل المسلحة، بدا وصفه لهم بـ«الميليشيات الوقحة» كأنه لا يريدها أن تصادر مطالبته بغلق السفارة وتنظم مظاهرات على مقربة من مقر السفارة، ما يمكن أن يعقد الأوضاع في وقت تحاول فيه الحكومة رأب الصدع في العلاقة مع الأميركيين، بعد استهداف مجاميع مسلحة قواعد يوجد فيها أميركيون في العراق، مثل قاعدتي عين الأسد في الأنبار، وحرير في أربيل.

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)

وكان وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، والدفاع لويد أوستن حثّا، في اتصالين هاتفيين مؤخراً، رئيس الحكومة محمد شياع السوداني على العمل على عدم السماح للفصائل المسلحة باستهداف المصالح الأميركية في العراق.

وبينما تبدو مهمة الحكومة أسهل فيما يتعلق بإمكانية عدم توسيع نطاق المواجهة بين الأميركيين والفصائل المسلحة الموالية لإيران في العراق، فإن المهمة مع الصدر تبدو أكثر صعوبة. فالعديد من الفصائل المسلحة هي جزء من قوى «الإطار التنسيقي» الذي شكل الحكومة الحالية، فإن الصدر ليس مشاركاً في الحكومة بعد سحبه نواب كتلته، ولكنه لم يعلن معارضته الصريحة لها طوال عام كامل من تشكيلها.

هجوم وتهديد

إلى ذلك، قالت فصائل عراقية مسلحة إنها استهدفت قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار بغرب العراق بطائرة مسيرة. وأضافت الفصائل، في بيان، أن الطائرة «أصابت هدفها بشكل مباشر». وكانت شبكة «إن بي سي نيوز» الإخبارية قالت، الثلاثاء الماضي، إن 4 عسكريين أميركيين أصيبوا بجراح طفيفة في هجومين منفصلين بمسيرات على قوات أميركية وقوات تابعة للتحالف الدولي في قاعدة عين الأسد بغرب العراق.

وفي السياق نفسه، هدد المسؤول الأمني لـ«كتائب حزب الله» العراقية أبو علي العسكري، إسرائيل بـ«حرب استنزاف طويلة»، مطالباً في الوقت نفسه تل أبيب بـ«الكف عن قتل الأبرياء في قطاع غزة، ورفع الحصار عنهم، والتخلي عن شعار التهجير».

وقال العسكري، في بيان: «مرة أخرى يؤكد الشعب العراقي أنه يقع في مقدمة الشعوب الحرة المؤمنة بحق الشعب الفلسطيني بالدفاع عن نفسه، وذلك من خلال المظاهرات والفعاليات التي انطلقت منذ بداية (طوفان الأقصى)، وكان نعم الشعب المؤازر لفلسطين ومقدساتها». وأضاف أن «كتائب حزب الله لديها القدرة لقتال الأعداء، والتنكيل بهم، بالاعتماد على القدرات الذاتية للمقاومة»، مردفاً بالقول: «جاهزون لحرب استنزاف ضد العدو تمتد لسنوات، ومؤمنون بالنصر بإذن الله». وأشار العسكري إلى أن «التصعيد ضد العدو سيكون تدريجياً، وسيأخذ مساحة أوسع وضربات أقوى»، مطالباً ما وصفهم بـ«الأعداء» بالكف عن قتل الأبرياء في غزة، ورفع الحصار عنهم، والتخلي عن شعار التهجير».

جندي أميركي في قاعدة قرب الموصل أكتوبر 2016 (أرشيفية - رويترز)

وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني حذر من توسع رقعة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وانتقاله إلى الساحة الإقليمية. وشدد السوداني، خلال تلقيه اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، على « أهمية أن تضطلع القوى العظمى والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بدورها، إلى جانب دور المجتمع الدولي بشكل عام، لوقف العنف والعدوان والانتهاكات التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، وتفادي اتساع الصراع والحرب إلى ساحات أخرى في المنطقة».

من جانبه، ثمّن كليفرلي تعامل العراق ومواقف السوداني مع الأزمة في قطاع غزّة، وعموم التوترات في المنطقة، كما توافق الجانبان على ضرورة السعي نحو وقف إطلاق النار، والإسراع بإيصال المساعدات الإنسانية إلى أبناء الشعب الفلسطيني المحاصرين في قطاع غزّة، وضرورة تطبيق القانون الدولي، من أجل الوصول إلى حلّ دائم».


مقالات ذات صلة

العراق: لا توطين للاجئين لبنانيين

المشرق العربي صورة نشرتها وزارة الهجرة لاستقبال 452 لبنانياً في منفذ القائم الحدودي مع سوريا

العراق: لا توطين للاجئين لبنانيين

قدّرت وزارة الهجرة العراقية وصول نحو 7 آلاف لاجئ لبناني إلى الأراضي العراقية، هرباً من الحرب الدائرة هناك، ونفت نية العراق «توطينهم» في البلاد.

فاضل النشمي (بغداد)
العالم خلال إقلاع طائرة تابعة لشركة «إير فرنس» الفرنسية (رويترز - أرشيفية)

شركة «إير فرنس» تحقق في تحليق طائرة فوق العراق خلال هجوم إيراني على إسرائيل

قالت شركة «إير فرنس»، الأربعاء، إنها فتحت تحقيقاً داخلياً بعد أن حلقت إحدى طائراتها فوق العراق في أول أكتوبر (تشرين الأول)، خلال هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني (رويترز)

الحكومة العراقية ترفض «الإساءة الإسرائيلية» إلى السيستاني

قالت الحكومة العراقية، الأربعاء، إنها ترفض بشدة الإساءة إلى المرجع الديني علي السيستاني.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي دائرة الهجرة في صلاح الدين تسجّل وصول لبنانيين إلى المحافظة (إعلام حكومي)

العراق يستقبل 7 آلاف لبناني... والهجرة تنفي مزاعم «التوطين»

قدّرت وزارة الهجرة العراقية وصول نحو 7 آلاف مواطن لبناني إلى الأراضي العراقية هرباً من الحرب الدائرة هناك.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي الحكومة العراقية تحاول كبح الفصائل المسلحة عن حرب لبنان (إعلام حكومي)

العراق يرفض «تخوين الأشقاء» في حرب غزة ولبنان

شددت الحكومة العراقية على أنها تحتكر القرار والموقف السياسي بشأن التصعيد في لبنان وغزة، وقالت إنها ترفض «خطاب التخوين والإساءة» الموجّه إلى دول شقيقة وصديقة.

حمزة مصطفى (بغداد) فاضل النشمي (بغداد)

العراق: لا توطين للاجئين لبنانيين

صورة نشرتها وزارة الهجرة لاستقبال 452 لبنانياً في منفذ القائم الحدودي مع سوريا
صورة نشرتها وزارة الهجرة لاستقبال 452 لبنانياً في منفذ القائم الحدودي مع سوريا
TT

العراق: لا توطين للاجئين لبنانيين

صورة نشرتها وزارة الهجرة لاستقبال 452 لبنانياً في منفذ القائم الحدودي مع سوريا
صورة نشرتها وزارة الهجرة لاستقبال 452 لبنانياً في منفذ القائم الحدودي مع سوريا

قدّرت وزارة الهجرة العراقية وصول نحو 7 آلاف لاجئ لبناني إلى الأراضي العراقية، هرباً من الحرب الدائرة هناك، ونفت نية العراق «توطينهم» في البلاد.

وقال المتحدث باسم وزارة الهجرة، علي عباس جهانكير، لـ«الشرق الأوسط»، إن «إجمالي عدد اللبنانيين الواصلين إلى العراق ما زال غير دقيق؛ لكون المنافذ البرية والجوية، مثل منطقة القائم ومطارَي النجف وبغداد، لم ترسِل إحصاءات كاملة».

ويضيف جهانكير: «الإحصاءات المتوفرة لدينا تشير إلى وجود 4600 نازح، ونتوقع وجود 7 آلاف نازح، استناداً إلى الأرقام الأولية التي وصلتنا من العتبات الدينية والمنافذ الحدودية».

ونفى جهانكير مزاعم الرغبة في توطين النازحين اللبنانيين في العراق، وذكر أن «القصة لا تتعلق بالتوطين، إنما هناك مدن للزائرين وفنادق استوعبتهم في كربلاء والنجف، لكن بعض العائلات فضّلت الذهاب إلى أقارب وأصدقاء في بعض المحافظات العراقية».

وكان ناشطون عراقيون تحدّثوا عن محاولات سياسية لتوطين اللبنانيين في مدن عراقية، وسرّب بعضهم تسجيلات لم يتسنّ التأكد من صحتها بأن محافظة ديالى واحدة من المواقع المرشّحة لاستقرارهم.