«التحالف الدولي» يعزز قواعده شمال شرقي سوريا

تركيا تواصل التصعيد في مناطق «قسد»... وحزب معارض يعلن تمديد إرسال قوات إلى سوريا

تدريبات مشتركة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» وقوات «التحالف الدولي» ضد «داعش» في ريف الحسكة (أرشيفية - أ.ف.ب)
تدريبات مشتركة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» وقوات «التحالف الدولي» ضد «داعش» في ريف الحسكة (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT
20

«التحالف الدولي» يعزز قواعده شمال شرقي سوريا

تدريبات مشتركة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» وقوات «التحالف الدولي» ضد «داعش» في ريف الحسكة (أرشيفية - أ.ف.ب)
تدريبات مشتركة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» وقوات «التحالف الدولي» ضد «داعش» في ريف الحسكة (أرشيفية - أ.ف.ب)

واصلت تركيا قصفها مواقع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال شرقي سوريا في إطار ردها المتواصل على الهجوم على وزارة الداخلية في أنقرة في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، الذي تبناه حزب العمال الكردستاني. وتزامن ذلك مع دفع «التحالف الدولي للحرب على داعش»، بقيادة أميركا، تعزيزات إلى قواعده في محافظة الحسكة (شمال شرقي سوريا) التي تشهد تصعيداً كبيراً من القوات التركية عبر الضربات الجوية والاستهدافات البرية منذ الخميس الماضي.

واستمراراً للتصعيد، استهدفت طائرة تركية مسيَّرة، الأربعاء، منطقة في قرية الفجة التابعة لناحية الهول بريف الحسكة الشرقي.

جاء ذلك بعد مقتل 4 جنود أتراك في استهداف صاروخي نفذته قوات «مجلس تل العسكري» التابعة لـ«قسد» على قاعدة الدوادية التابعة للقوات التركية في ريف الحسكة ضمن ما يعرف بمنطقة «نبع السلام» الخاضعة لسيطرة تركيا وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لها. 

كما قتل 3 عناصر من فصيل «أحرار الشرقية» باستهداف بري لقوات المجلس لقرية مشعفة بريف تل تمر، أصيب 6 آخرون بجروح خطيرة، تم نقلهم إلى مستشفيات في تركيا للعلاج. 

منشأة الزربة بالحكسة تشتعل بعد قصف شنته تركيا يوم الخميس (أ.ف.ب)
منشأة الزربة بالحكسة تشتعل بعد قصف شنته تركيا يوم الخميس (أ.ف.ب)

وأحصى «المرصد السوري لحقوق الإنسان» 90 استهدافاً جوياً لمسيَّرات تركية على مناطق «قسد» في شمال وشمال شرقي سوريا، منذ مطلع العام الحالي، أسفرت عن مقتل 76 شخصاً، وإصابة أكثر من 80 آخرين بجروح متفاوتة. 

ومع ارتفاع حدة التصعيد التركي على مدى الأسبوع الأخير، لا سيما في الحسكة،  جلبت قوات «التحالف الدولي للحرب على داعش»، رتلاً عسكرياً جديداً من إقليم كردستان العراق من خلال معبر الوليد، مؤلفاً من 30 شاحنة تحمل صهاريج وقود ومعدات لوجيستية باتجاه قواعد التحالف في الحسكة. 

وحذر التحالف الدولي، منذ أيام، من التصعيد الذي قد يؤثر على القوات المنضوية تحته، التي تواصل علمياتها لمكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي. 

وكانت الولايات المتحدة، التي تقود التحالف، أعلنت أن مقاتلات «إف 16» أسقطت طائرة مسيَّرة تركية اقتربت من إحدى مناطق تمركز قواتها في الحسكة، الخميس الماضي، داعية تركيا إلى الالتزام ببروتوكولات منع الاشتباك. 

وعد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، في تصريحات الثلاثاء، أن حادثة إسقاط المسيرة التركية ستظل محفورة في الذاكرة الوطنية لتركيا وسيتم اتخاذ ما يلزم في الوقت المناسب. 

رتل عسكري تركي متوجه إلى إدلب (أرشيفية - الأناضول)
رتل عسكري تركي متوجه إلى إدلب (أرشيفية - الأناضول)

وهاجمت رئيسة حزب «الجيد» التركي القومي المعارض، ميرال أكشنار، الولايات المتحدة بسبب إسقاط المسيرة التركية. وقالت، في كلمة أمام اجتماع مجموعة حزبها بالبرلمان التركي الأربعاء: «لا أستطيع أن أصدق ذلك، إنها حالة ذهنية غريبة وبعيدة كل البعد عن الجدية، ما نحتاج حقاً إلى التساؤل عنه هو ليس مدى قرب طائرتنا من القاعدة الأميركية، وإنما عما تفعله القواعد الأميركية في مناطق يسيطر عليها التنظيم الإرهابي (وحدات حماية الشعب الكردية أكبر مكونات (قسد) التي تصنفها تركيا تنظيماً إرهابياً)». 

وأضافت أكشنار: «إذا كانت الدولة الأميركية غير مرتاحة لوجود تركيا في هذه الجغرافيا، فيجب عليها إخلاء قاعدة إنجرليك الواقعة على الأراضي التركية على الفور. دعونا نعرف من هو الصديق ومن هو العدو... وفي الوقت نفسه، يجب على أميركا أن تدفع لتركيا التعويضات اللازمة عن الطائرة المسيرة التي أسقطتها». 

وأكدت أكشنار أن مكافحة جميع المنظمات الإرهابية، التي تشكل تهديداً للوحدة الوطنية والوحدة الإقليمية للدولة التركية هي أمر مبرر ومشروع. 

وقالت إن حزبها يدعم جميع العمليات العسكرية ضد هذه التنظيمات الإرهابية سواء العمال الكردستاني أو الوحدات الكردية أو غيرها في شمالي سوريا والعراق. 

وأكدت أن حزبها سيواصل هذا الدعم من خلال الموافقة على المذكرة المقدمة من الحكومة إلى البرلمان بطلب تمديد صلاحيتها لإرسال قوات إلى سوريا والعراق لمدة عامين إضافيين. 


مقالات ذات صلة

الشرع يصدر قراراً رئاسياً بتشكيل مجلس الأمن القومي في سوريا

المشرق العربي الرئيس السوري أحمد الشرع (أ.ب)

الشرع يصدر قراراً رئاسياً بتشكيل مجلس الأمن القومي في سوريا

أعلنت الرئاسة السورية، اليوم (الأربعاء)، تشكيل مجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس أحمد الشرع، بهدف تنسيق وإدارة السياسات الأمنية والسياسية في البلاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية جندي إسرائيلي عند معبر القنيطرة في مرتفعات الجولان (أرشيفية - رويترز)

كاتس: إسرائيل مستعدة للبقاء في الجنوب السوري «لفترة غير محدودة»

أكّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، مجدداً عزم بلاده على احتلال مساحة من الأراضي السورية الواقعة خارج حدود إسرائيل الشمالية «لفترة غير محدودة».

«الشرق الأوسط» (القدس)
المشرق العربي مزارع درزي يسير في حقل بالقرب من قرية مجدل شمس الدرزية في مرتفعات الجولان (أ.ف.ب)

توقعات بزيارة قيادات من دروز سوريا لهضبة الجولان

توقع دروز سوريون أن تزور مجموعة تضم نحو 100 شخصية كبيرة من الطائفة هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، يوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي مدينة بصرى الشام بريف درعا تظاهرت رفضاً لتصريحات نتنياهو (درعا 24)

تصدٍّ أهلي للتحركات الإسرائيلية في جنوب سوريا

أقامت اسرائيل موقعين للجيش الإسرائيلي على قمة جبل الشيخ في الجولان الأربعاء، ومصادر تتحدث عن نصب كمائن في حوض اليرموك جنوب سوريا

سعاد جروس (دمشق)
المشرق العربي مسعفو الهلال الأحمر السوري ينقلون مصاباً خارج القاعدة الجوية الروسية في «حميميم» الثلاثاء أثناء إجلائهم جرحى من الطائفة العلوية لجأوا إلى هناك في أعقاب أعمال العنف الأخيرة (إ.ب)

مراسم عزاء لضحايا الساحل السوري في محافظة اللاذقية

تُقيم محافظة اللاذقية، مراسم عزاء لثلاثة أيام، تكريماً لضحايا الأحداث الدموية التي شهدها الساحل السوري في الأيام الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (دمشق - بروكسل)

إحباط هجوم لـ«فلول النظام» على ثكنة باللاذقية واعتقال 4

قوات الأمن السورية تفرض سيطرتها في منطقة الساحل بعد أحداث اللاذقية وطرطوس (د.ب.أ)
قوات الأمن السورية تفرض سيطرتها في منطقة الساحل بعد أحداث اللاذقية وطرطوس (د.ب.أ)
TT
20

إحباط هجوم لـ«فلول النظام» على ثكنة باللاذقية واعتقال 4

قوات الأمن السورية تفرض سيطرتها في منطقة الساحل بعد أحداث اللاذقية وطرطوس (د.ب.أ)
قوات الأمن السورية تفرض سيطرتها في منطقة الساحل بعد أحداث اللاذقية وطرطوس (د.ب.أ)

قال مصدر في وزارة الدفاع السورية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس إنه تم القبض على أربعة من مجموعة مسلحة من «فلول النظام السابق» حاولت مهاجمة ثكنة عسكرية في ريف اللاذقية على الساحل الغربي للبلاد.

ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر بوزارة الدفاع قوله «بعد اشتباكات تمكن عناصر حراسة الثكنة من إفشال هجومهم وإلقاء القبض على 4 منهم». وقال مصدر أمني في طرطوس، الواقعة على ساحل البحر المتوسط في غرب سوريا أيضا، للوكالة الرسمية يوم الأربعاء إنه تم العثور على جثامين تسعة من أفراد قوات الأمن العام والشرطة قرب بلدة بارمايا في ريف طرطوس «بعد أن غدرت بهم فلول النظام البائد وقاموا بتصفيتهم ميدانيا».

ولقي المئات حتفهم، ومعظمهم من المدنيين، خلال الأيام القليلة الماضية في واحدة من أسوأ موجات العنف في سوريا بين قوات الأمن التابعة للسلطة الجديدة في البلاد ومقاتلين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد في بلدات ومدن ساحل البحر المتوسط. وأعلنت الرئاسة السورية تشكيل لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي، وقالت إنها ستكون منوطة بالتواصل مع السوريين في منطقة الساحل في غرب البلاد.