رفض حزب «القوات اللبنانية» ما أعلنه المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سامويل ويربيرغ حول الظروف غير المؤاتية لعودة النازحين السوريين (من لبنان) إلى بلادهم، مؤكداً أن الشعب اللبناني «لا يمكنه انتظار الحل السياسي في سوريا للبدء بإعادة السوريين».
المتحدث باسم الخارجية الاميركية واربغ للـLBCI: لا يمكن الفرض على اللاجئين السوريين العودة من دون الظروف المناسبة #LBCINews https://t.co/synj07gv8k
— LBCI Lebanon News (@LBCI_NEWS) September 18, 2023
وقال «القوات» في بيان صادر عن جهاز العلاقات الخارجية فيه: «بعد توقف المعارك الحربية على مجمل الأراضي السورية وبعد الفرز الواضح بين مناطق خاضعة للنظام السوري أو لحلفائه ومناطق خاضعة للمعارضين أو أخصام النظام، باتت الإمكانية متوافرة لعودة السوريين الموجودين في لبنان إلى واحدة من هذه المناطق». ولفت إلى أن «عدد اللاجئين السوريين الفعليين والخائفين على حياتهم من النظام بات يعد بالآلاف مقارنة مع عدد المهاجرين السوريين غير الشرعيين والوافدين الجدد الذين بات مجموع عددهم يناهز المليون ونصف المليون سوري وموجودين على الأراضي اللبنانية بشكل غير قانوني وغير شرعي».
وأضاف: «لا يمكن الشعب اللبناني انتظار الحل السياسي في سوريا للبدء بإعادة السوريين إلى بلادهم، فالبنى التحتية معدومة والوضع السياسي والاقتصادي والمعيشي والديموغرافي يرقى إلى أزمة لبنانية وجودية كيانية حقيقية».
اقرأ أيضاً
وفي السياق نفسه، طالب النائب رازي الحاج (القوات اللبنانية) البلديات بـ«اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد النازحين غير الشرعيين»، مذكراً بأن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل كان قد «رفض تنظيم وجود السوريين على الحدود في بداية الأزمة السورية بذريعة ألا يكونوا كالفلسطينيين».
وتوجه الحاج إلى البلديات قائلاً: «القانون يتيح لكم إصدار تنظيم لمعالجة معضلة النازحين واتخاذ الإجراءات اللازمة، وهي تشمل ترحيل الداخلين خلسة وتنظيم وجود من لديهم إجازة عمل ضمن شروط».
وقال رازي في حديث إذاعي: «رئيس النظام السوري بشار الأسد لا يريد عودة السوريين وهو يبتز المجتمع الدولي، باعتراف سياسي بنظامه، ولكي يحصل على التمويل لإعادة الإعمار والمجتمع الدولي يحق له التحفظ لكن ليس على حسابنا»، كاشفاً أن «هناك تحذيرات عدة أمنية وصلتنا خصوصاً بوجود فريق لا يؤمن بالديمقراطية، وكل جريمة لا تصل إلى نهايتها بكشف الجناة هي جريمة سياسية بامتياز ويحق لنا اتهام (الحزب) بهذه الجرائم».
«سيد الجبل»
من جهته، تطرق «لقاء سيدة الجبل» في اجتماعه الدوري إلى هذا الموضوع، واعتبر في بيانه بعد اجتماعه الدوري، أن «النزوح السوري يشكل اليوم، بعد عام 2011، مشكلة أساسية يعاني منها لبنان على الصعيدين الاجتماعي والأمني في ظل غيابٍ متعمد لكل السلطات المحلية المعنية، السياسية والعسكرية والأمنية»، وطالب بذلك رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ومجلس النواب مجتمعاً بتشكيل خلية أزمة وطنية لمعالجة التداعيات كافة، وعدم الاكتفاء بطلب المساعدة من المجتمع الدولي.
ويأتي ذلك في وقت لم يعلن عن أي خطوات عملية في السياسة، في قضية أزمة النزوح السوري، باستثناء ما تقوم به القوى الأمنية والجيش اللبناني عند الحدود السوري، حيث يتم توقيف مئات الهاربين غير الشرعيين إلى داخل لبنان. مع العلم بأن حكومة تصريف الأعمال كانت قد أعلنت عن إجراءات لمواجهة أزمة النزوح السوري وقررت تشكيل وفد وزاري لزيارة سوريا لمتابعة ملف النازحين برئاسة وزير الخارجية عبد الله بو حبيب.
وشملت تلك القرارات ضبط الحدود البرية والبحرية وإجراء مسح فوري للنازحين السوريين القاطنين في النطاق البلدي، وتكوين قاعدة بيانات عنهم، وإزالة التعديات والمخالفات على البنى التحتية الموجودة في أماكن إقامة النازحين.