الأسرى الفلسطينيون يقررون الإضراب عن الطعام منتصف الشهر الحالي

وقفة تضامنية في غزة مع الأسرى بالسجون الإسرائيلية (أ.ف.ب)
وقفة تضامنية في غزة مع الأسرى بالسجون الإسرائيلية (أ.ف.ب)
TT

الأسرى الفلسطينيون يقررون الإضراب عن الطعام منتصف الشهر الحالي

وقفة تضامنية في غزة مع الأسرى بالسجون الإسرائيلية (أ.ف.ب)
وقفة تضامنية في غزة مع الأسرى بالسجون الإسرائيلية (أ.ف.ب)

أعلنت لجنة الطوارئ للأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل، اليوم (الأحد)، الإضراب المفتوح عن الطعام يوم الخميس 14 من الشهر الحالي.

وقالت اللجنة، في بيان صحافي، تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) نسخة منه، إن الإضراب يستهدف المطالبة بـ«وقف كل القرارات والسياسات المتخذة من أجل التضييق على الأسرى وعلى شروط حياتهم، وإعادة كل ما تم سلبه من حقوقهم خلال الفترة الماضية».

وأكد بيان اللجنة رفض قرار وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الذي أعلنه قبل أيام بشأن تقليص الزيارات العائلية للأسرى إلى مرة كل شهرين بدلاً من مرة كل شهر.

وأضافت: «حقوقنا التي نعيش في ظلها انتزعناها بدمائنا. هي ليست محل تفاوضٍ أو تنازلٍ عنها»، مشددة على أن «المعركة مع هذا المحتل معركة مفتوحة لا نكاد نطوي صفحة حتى نفتح أخرى، فالجاهزية والاستنفار هما خيارنا الثابت ما دام الاحتلال قائماً على أرضنا وصدورنا».

يأتي ذلك فيما قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية اليوم (الأحد)، إن 4 أسرى يواصلون الإضراب المفتوح عن الطعام «احتجاجاً على انتهاكات إدارة سجون الاحتلال والقرارات التعسفية الإدارية الصادرة بحقهم».

وذكرت الهيئة، في بيان صحافي، أن اثنين من الأسرى مضربان عن الطعام منذ 32 يوماً، فيما الثالث مضرب منذ 25 يوماً، والأخير منذ 12 يوماً، علماً بأن جميعهم من سكان الضفة الغربية.

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، إن إدارة السجون الإسرائيلية شرعت صباح اليوم بنقل 120 أسيراً، من ذوي المحكوميات العالية، ومن قادة الحركة الأسيرة من سجن «نفحة» إلى قسم عزل جماعي في سجن «عوفر» أقامته خصيصاً للأسرى الذين تصنفهم بالخطيرين أمنياً.

وتعتقل إسرائيل أكثر من 5 آلاف أسير فلسطيني، بينهم عشرات أمضوا أكثر من 20 عاماً قيد الاعتقال، بحسب إحصاءات فلسطينية حقوقية.


مقالات ذات صلة

متحدث باسم نتنياهو: السلطة الفلسطينية لن تحكم قطاع غزة

المشرق العربي الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال مؤتمر صحافي في جامعة الدول العربية بالقاهرة 12 فبراير 2023 (أ.ب)

متحدث باسم نتنياهو: السلطة الفلسطينية لن تحكم قطاع غزة

قال أومير دوستري، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، إن السلطة الفلسطينية لن تحكم قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي مقاتلو «حماس» خلال عملية تبادل سادسة لرهائن إسرائيليين في خان يونس (أ.ب) play-circle

«مواقف حمساوية متضاربة» إزاء مستقبل غزة تُربك جهود الوسطاء

ألقت حالة من الغموض بظلالها على إمكانية صمود وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بعد صدور إشارات متضاربة عن موقف الحركة من إدارة غزة.

هشام المياني (القاهرة)
المشرق العربي مسلحين من «كتائب عزالدين القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس» خلال تسليم الرهائن الإسرائيليين للصليب الأحمر في خانيونس بقطاع غزة (إ.ب.أ) play-circle

تقرير: «حماس» تؤكد التزامها بعدم المشاركة في إدارة قطاع غزة

أفاد تلفزيون «القاهرة الإخبارية» نقلاً عن مصدر مصري مطلع بأن حركة «حماس» أكدت عدم مشاركتها في إدارة قطاع غزة خلال المرحلة المقبلة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال كلمته أمام القمة الأفريقية الـ38 المنعقدة في أديس أبابا (أ.ف.ب) play-circle

عباس: واهم مَن يعتقد أن بإمكانه فرض «صفقة قرن جديدة» أو تهجير شعبنا

جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم السبت، رفضه المطلق لأي دعوات تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من وطنه، والتي من شأنها إبقاء المنطقة في دائرة العنف.

«الشرق الأوسط» (رام الله )
شؤون إقليمية قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم «نور شمس» للاجئين بالقرب من طولكرم بالضفة الغربية (إ.ب.أ)

مسعى في «الكنيست» لاستبدال «يهودا والسامرة» باسم الضفة

سارع حزب «الصهيونية الدينية» برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى طرح عدد من القوانين التي تنظم أو تمهد لتغيير اسم الضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

«حزب الله» مرتبك وخطابه السياسي دون التحولات في لبنان

متظاهرون يرفعون أعلام «حزب الله» وصورة أمين عام الحزب السابق حسن نصر الله خلال اعتصام على طريق المطار رفضاً لمنع هبوط طائرة إيرانية في بيروت (د.ب.أ)
متظاهرون يرفعون أعلام «حزب الله» وصورة أمين عام الحزب السابق حسن نصر الله خلال اعتصام على طريق المطار رفضاً لمنع هبوط طائرة إيرانية في بيروت (د.ب.أ)
TT

«حزب الله» مرتبك وخطابه السياسي دون التحولات في لبنان

متظاهرون يرفعون أعلام «حزب الله» وصورة أمين عام الحزب السابق حسن نصر الله خلال اعتصام على طريق المطار رفضاً لمنع هبوط طائرة إيرانية في بيروت (د.ب.أ)
متظاهرون يرفعون أعلام «حزب الله» وصورة أمين عام الحزب السابق حسن نصر الله خلال اعتصام على طريق المطار رفضاً لمنع هبوط طائرة إيرانية في بيروت (د.ب.أ)

يعرف أصدقاء «حزب الله» في لبنان قبل خصومه أن قيادته لم تتمكن حتى الساعة من الخروج من الصدمة التي حلت به باغتيال أمينه العام السابق حسن نصر الله، وتواجه صعوبة في إعادة ترتيب أوضاعه الداخلية. وهذا ما أوقعها في حالة من الارتباك لم تعد خافية على حاضنته الشعبية، وبدأت تظهر للعيان من خلال تعاطيها مع تسارع الأحداث، وكان آخرها الصدام الذي حصل بين مجموعات، قيل: إنها «غير منضبطة» تدين بالولاء له، والجيش اللبناني قامت بتنظيم تجمُّع على طول الطريق المؤدي إلى مطار رفيق الحريري الدولي احتجاجاً على منع طائرة إيرانية من الهبوط على أرضه.

فـ«حزب الله» الذي يقف حالياً على رأس قيادته أمينه العام الشيخ نعيم قاسم لا يزال يمر بحالة من الارتباك، وهو يحاول ملء الفراغ الذي أحدثه اغتيال نصر الله لأنه لم يقرر حتى الساعة التكيف مع التحولات التي شهدتها المنطقة وكان لها وقعها على المشهد السياسي في لبنان بانتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية وتشكيل حكومة برئاسة القاضي نواف سلام، ما يعني حكماً أنه يدخل في مرحلة سياسية جديدة تستدعي من الحزب الانصراف إلى تقييم علاقاته بشركائه في الوطن لتحديد أين أصاب وأين أخطأ عندما قرر منفرداً إسناده لغزة، وما ترتب عليه من جر البلد إلى مواجهة غير متوازنة مع إسرائيل ناجمة عن سوء تقديره لرد فعلها.

ومع أن الحزب بلسان قاسم بادر إلى تطويق ذيول الندوب السياسية التي أصابته من جراء الصدام الذي وقع بين مجموعات «غير منضبطة» والجيش اللبناني، وخلّف اعتداء على قوات الطوارئ الدولية «يونيفيل»، فإنه في المقابل لم يكن مضطراً للهجوم على الحكومة واتهامها بتنفيذ أوامر أميركية بمنع الطائرة الإيرانية من الهبوط في المطار.

نعيم قاسم الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني خلال إلقاء خطاب تلفزيوني (لقطة من فيديو)

وفي هذا السياق، يقول صديق مقرب من الحزب، فضّل عدم ذكر اسمه: إنه لم يكن مضطراً للهجوم على الحكومة والجيش. ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن هجومه ليس في محله، وإلا لماذا لم يبادر إلى سحب الوزيرين المحسوبين عليه من الحكومة وهي تستعد للمثول أمام البرلمان طلباً لثقته؟

ويلفت الصديق المقرب إلى أن مشكلة الحزب تكمن في عدم إطلالته على جمهوره واللبنانيين بخطاب سياسي يأخذ في الاعتبار التحولات التي يشهدها لبنان استعداداً للدخول في مرحلة سياسية جديدة، خصوصاً أن أحداً من خصومه لا يتنكر لحجمه السياسي، شرط أن يعترف بأن استثناء سلاحه لتطبيق القرار 1701 لم يعد قابلاً للصرف بالمفهوم السياسي للكلمة، وأن المطلوب منه أن يتموضع تحت سقف حصر احتكار السلاح بالدولة.

ويؤكد أنه لم يعد من خيار أمام الحزب سوى الإقلاع عن المكابرة والعناد لإنتاج خطاب سياسي يكون على مستوى التحديات التي تفرض نفسها على الداخل اللبناني، ويقول: إن الحزب يقف حالياً أمام استرداد معظم حلفائه وأصدقائه الذين نأوا بأنفسهم للدفاع عن إسناده لغزة، ولم يحرك ساكناً لفتح نافذة سياسية للحوار مع خصومه.

لبننة الحزب

ويسأل: ما الذي يمنع الحزب من لبننة مواقفه أسوة بحليفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي تمايز عنه في عدد من المواقف، رغم أنه كان فوّضه للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الجنوب تمهيداً لتطبيق القرار 1701، خصوصاً أنه قام بدور الإطفائي لتنفيس الاحتقان في الشارع، وخفض منسوب التوتر الذي تسبب به الحزب في أبرز المحطات السياسية التي مر بها البلد منذ أن انخرط منفرداً في مواجهة طاحنة مع إسرائيل على خلفية إسناده لغزة؟

ويقول: إن التمايز بين الحزب وحركة «أمل» بقيادة بري أطل برأسه من الحرب المشتعلة في الجنوب، ليس من خلال تصديهما المشترك للعدوان الإسرائيلي، وإنما في نعيها للذين سقطوا طوال فترات الحرب، حيث إن الحزب يستخدم في نعيه لمقاتليه عبارة «ارتقوا شهداء على طريق القدس» بخلاف «أمل» في نعيها لمقاتليها بأنهم «ارتقوا شهداء على طريق الدفاع عن لبنان».

ويضيف الصديق المشترك أن «أمل» تجنبت في مواقفها الإشارة إلى إسناد غزة وربط الجنوب بها، بخلاف الحزب. ويؤكد أن بري لعب دوراً رئيساً في تطويق ذيول ردود الفعل على قيام مجموعات «غير منضبطة» من الحزب بتسيير مسيرات بدراجات نارية في أحياء بيروت احتفالاً بدخول الجنوبيين إلى بلداتهم، مع أن بعضها كان لا يزال تحت الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى سقوط نحو 30 شهيداً.

كما أن بري، بحسب الصديق المشترك، لم يتردد في اتخاذ موقف حاسم من خلال «أمل» رداً على الاعتداء الذي استهدف عناصر من «يونيفيل» وهم في طريقهم إلى المطار، وتعاطت معه على أنه اعتداء على الجنوب، داعيةً للضرب بيد من حديد على المعتدين، وإحالتهم للقضاء، ومحاكمتهم.

فـ«أمل» لم تتردد في رفع الغطاء السياسي عن المعتدين، فيما رأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» برئاسة بري النائب هاني قبيسي أن «أزمة الطائرة الإيرانية لا تحل في الشارع، ولا بالفوضى، ولا تعبّر عن رأينا».

الجيش اللبناني يطلق الغاز المسيل للدموع بعد الاعتداء عليه في الاعتصام الذي دعا إليه «حزب الله» رفضاً لمنع هبوط طائرة إيرانية في بيروت (أ.ف.ب)

لذلك فإن «أمل» أرادت التمايز عن الحزب في تعاطيها مع حادثة الطائرة الإيرانية، انطلاقاً من حرصها على توفير الحماية السياسية لـ«يونيفيل» التي تؤازر الجيش اللبناني لتطبيق القرار 1701، وهذا ما يدعو الحزب لتحسين سلوكه حيالها مع وقوف الجنوب على مشارف انسحاب إسرائيل محتفظةً باحتلالها لعدد من المواقع التي تشكل انتكاسة للحكومة في انطلاقتها، كما أبلغ بري رئيس لجنة الرقابة المشرفة على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز.

ويبقى على «حزب الله» أن يقرأ جيداً التحولات التي أدت إلى تفكيك محور الممانعة بقيادة إيران، ومحاصرته، وشل قدرته على التأثير في المنطقة، وأن يحذو حذو بري ويبادر إلى تجنب أي تحرك من شأنه أن يؤدي إلى تطييف الشارع واحتقانه مذهبياً إفساحاً في المجال أمام حكومة الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان.