في «اليوم العالمي للاجئين»... أكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني مهجّر

تضاعف عدد الفلسطينيين نحو 10 مرات منذ النكبة

فتيات يرتدين الوشاح الفلسطيني يحضرن فعالية في مخيم عين الحلوة بصيدا جنوب لبنان الثلاثاء (أ.ب)
فتيات يرتدين الوشاح الفلسطيني يحضرن فعالية في مخيم عين الحلوة بصيدا جنوب لبنان الثلاثاء (أ.ب)
TT

في «اليوم العالمي للاجئين»... أكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني مهجّر

فتيات يرتدين الوشاح الفلسطيني يحضرن فعالية في مخيم عين الحلوة بصيدا جنوب لبنان الثلاثاء (أ.ب)
فتيات يرتدين الوشاح الفلسطيني يحضرن فعالية في مخيم عين الحلوة بصيدا جنوب لبنان الثلاثاء (أ.ب)

أظهرت بيانات نشرها الجهاز المركزي للإحصاء في «اليوم العالمي للاجئين»، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2000، أن أكثر من 6.4 مليون لاجئ فلسطيني مسجلون في سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ما زالوا يعانون اللجوء، بسبب تهجيرهم من أراضيهم قسراً إبان نكبة عام 1948.

يحملان الأعلام الفلسطينية خلال اعتصام باليوم العالمي للاجئين أمام مكتب الأونروا في بيروت (أ.ب)

وقال الجهاز إن «أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير شكلت مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، لما مثلته وما زالت هذه النكبة من عملية تطهير عرقي، حيث تم تدمير وطرد شعب بكامله، وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه، وتشريد ما يربو عن 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1300 قرية ومدينة فلسطينية».

وسيطر الاحتلال الإسرائيلي خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، تم تدمير 531 منها بالكامل، وما تبقى تم إخضاعه إلى كيان الاحتلال وقوانينه، وقد رافقت عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين.

مؤتمر صحافي في بيروت لمديرة العلاقات الخارجية والاتصالات في «الأونروا» تمارا الرفاعي والمفوض العام فيليب لازاريني ورئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني باسل الحسن (أ.ف.ب)

واليوم بعد 74 عاماً على النكبة، تشير سجلات وكالة «الأونروا»، إلى أن عدد اللاجئين المسجلين، في ديسمبر (كانون الأول) لعام 2020، حوالي 6.4 مليون لاجئ فلسطيني، يعيش 28.4 في المائة منهم في 58 مخيماً رسمياً تابعاً لوكالة الغوث، تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.

وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين، باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب يونيو (حزيران) 1967 (حسب تعريف الأونروا)، ولا يشمل أيضاً الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلاً.

استراحة على أكياس مساعدات غذائية من «الأونروا» في مخيم الشاطئ بغزة 5 يونيو (أ.ف.ب)

وبشكل عام بلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم في نهاية عام 2021، حوالي 14 مليون نسمة، ما يشير إلى تضاعف عدد الفلسطينيين نحو 10 مرات منذ أحداث نكبة 1948، حوالي نصفهم (7 ملايين نسمة) في فلسطين التاريخية (1.7 مليون في المناطق المحتلة عام 1948).

وتشير التقديرات السكانية إلى أن عدد السكان بلغ نهاية 2021 في الضفة الغربية (بما فيها القدس) 3.2 مليون نسمة، وحوالي 2.1 مليون نسمة في قطاع غزة.

لاجئون فلسطينيون يحملون لافتات وأعلاماً خلال اعتصام أمام مكتب «الأونروا» في بيروت اليوم (رويترز)

وبناءً على هذه المعطيات، فإن الفلسطينيين يشكلون 49.9 في المائة من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، فيما يشكل اليهود ما نسبته 50.1 في المائة من مجموع السكان ويستغلون أكثر من 85 في المائة من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية (البالغة 27.000 كم2).

وقالت حركتا «فتح» و«حماس»، في بيانين منفصلين بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، إن حقّ اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض لن يسقط بالتقادم، والمشروعات التصفويّة لحقوق شعبنا التاريخيّة سيكون مآلها الفشل.

وقالت حركة «فتح» إن حق العودة والتعويض ضمنه القرار الدولي رقم 194 وغيره من القرارات التي صدرت بموجب الشرعيّة الدولية، مؤكّدةً أن محاولات منظومة الاحتلال اختلاق حقائق ديمغرافيّة وجغرافيّة، من خلال التوسُّع الاستيطانيّ، واستجلاب المستوطنين، باعتبارهم المادة البشريّة للمشروع الإسرائيلي، ستبوء بالفشل.

وقالت حركة «حماس»، إنه «لا تنازل عن حقّ عودة جميع اللاجئين من أبناء شعبنا إلى ديارهم التي هجّروا منها قسراً، ونرفض كل الحلول الرّامية لإسقاط هذا الحقّ المقدّس، وسيواصل شعبنا مقاومته الشاملة حتى انتزاع حقوقه كافة وإنهاء الاحتلال الصهيوني الفاشي».


مقالات ذات صلة

«الشرق الأوسط» تنفرد بمذكرات الحجيلان: ترجمة لقاء للملك المؤسس أول درس تلقيته

خاص الحجيلان مترجماً خلال لقاء الملك عبد العزيز ووزير الخارجية الإسباني في أبريل 1952 play-circle 01:12

«الشرق الأوسط» تنفرد بمذكرات الحجيلان: ترجمة لقاء للملك المؤسس أول درس تلقيته

لأكثر من عشر سنوات، ظلت الأوساط الثقافية والإعلامية السعودية والعربية تتداول قرب صدور مذكرات رجل الدولة السعودي الشيخ جميل الحجيلان. «الشرق الأوسط» تنفرد بها.

بندر بن عبد الرحمن بن معمر (الرياض)
يوميات الشرق الرسّام والفنان التشكيلي الفلسطيني سليمان منصور ولوحة بعنوان «القدس» (إنستغرام الفنان)

من النكبة إلى غزة... سليمان منصور يؤرّخ لفلسطين بألوان الأرض والدم

«الشرق الأوسط» تحاور الرسّام الفلسطيني سليمان منصور الذي كرّس فنّه ولوحاته منذ أكثر من 50 عاماً، لسَرد حكاية وطنه، بأجمل ما استطاعت ريشته.

كريستين حبيب (بيروت)
خاص يحيى السنوار متحدثاً إلى وسائل الإعلام في غزة 28 أكتوبر 2019 (رويترز) play-circle 16:46

خاص يحيى السنوار... حكاية «الرقم 1» يرويها «رفاق الزنزانة»

لشهر أكتوبر (تشرين الأول) في فصول حياة يحيى السنوار «أبو إبراهيم»، الذي أعلنت إسرائيل قتله، قصة خاصة.

بهاء ملحم (لندن)
المشرق العربي فلسطينيون يحملون مفاتيح رمزية خلال مسيرة في مدينة رام الله بالضفة الغربية الأربعاء لإحياء الذكرى السادسة والسبعين لـ«النكبة» التي أدَّت إلى نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين عام 1948 (أ.ف.ب)

الفلسطينيون بين نكبتين: 76 عاماً من التهجير

أحيا الفلسطينيون الذكرى 76 للنكبة، التي انتهت بقتل إسرائيل نحو 15 ألف فلسطيني وعربي (عام 1948)، وتهجير 950 ألفاً، وهم يعيشون الآن نكبة ثانية في غزة.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)

إردوغان يعتبر «حماس» خط دفاع عن الأناضول

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن أطماع إسرائيل لا تقف عند غزة أو الأراضي الفلسطينية المحتلة لكنها ستمتد إلى منطقة الأناضول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

غزة: نفاد الأكسجين والمياه من مستشفى كمال عدوان

دمار لحق بسيارات إسعاف بمستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة يوم 26 أكتوبر 2024 وسط الحرب الدائرة بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف.ب)
دمار لحق بسيارات إسعاف بمستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة يوم 26 أكتوبر 2024 وسط الحرب الدائرة بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف.ب)
TT

غزة: نفاد الأكسجين والمياه من مستشفى كمال عدوان

دمار لحق بسيارات إسعاف بمستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة يوم 26 أكتوبر 2024 وسط الحرب الدائرة بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف.ب)
دمار لحق بسيارات إسعاف بمستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة يوم 26 أكتوبر 2024 وسط الحرب الدائرة بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف.ب)

قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم (الجمعة)، إن مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع صار دون أكسجين أو ماء؛ نتيجة القصف الذي شنّته إسرائيل في الليلة الماضية.

وأوضحت الوزارة، في بيان، أن القصف «أدى إلى تدمير المولد الكهربائي الرئيس بالمستشفى، وثقب خزانات المياه، ليصبح المستشفى من غير أكسجين ولا مياه، الأمر الذي ينذر بالخطر الشديد على حياة المرضى والطواقم العاملة داخل المستشفى».

وذكر البيان أن المستشفى به 80 مريضاً، وأن هناك 8 مرضى في العناية المركزة، لافتاً إلى أن القصف أسفر عن إصابة 6 أفراد من الطواقم الطبية العاملة بالمستشفى، بينهم حالات خطرة.

كانت «وكالة الأنباء الفلسطينية» أفادت بأن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، أمس (الخميس)، أسفر عن مقتل 90 شخصاً على الأقل، مشيرة إلى أن طائرات مسيّرة إسرائيلية ألقت قنابل على ساحة مستشفى كمال عدوان.