«النواب اللبناني» يبحث اقتراحات قوانين في غياب بعض أعضاء المعارضة

أعضاء مجلس النواب اللبناني خلال جلسة انتخاب الرئيس الأربعاء الماضي (د.ب.أ)
أعضاء مجلس النواب اللبناني خلال جلسة انتخاب الرئيس الأربعاء الماضي (د.ب.أ)
TT

«النواب اللبناني» يبحث اقتراحات قوانين في غياب بعض أعضاء المعارضة

أعضاء مجلس النواب اللبناني خلال جلسة انتخاب الرئيس الأربعاء الماضي (د.ب.أ)
أعضاء مجلس النواب اللبناني خلال جلسة انتخاب الرئيس الأربعاء الماضي (د.ب.أ)

عقدت جلسة تشريعية في مجلس النواب اللبناني، اليوم الاثنين، لمناقشة مشاريع واقتراحات قوانين؛ منها اقتراح قانون لفتح اعتمادات في موازنة عام 2023 قبل إقرارها، وذلك لدفع أجور القطاع العام.

وانعقدت الجلسة برئاسة رئيس المجلس؛ نبيه بري، بعد تأمين نصابها، (65 نائباً) مع غياب عدد من نواب المعارضة ونواب «التغيير»، الذين أعلنوا مقاطعتهم الجلسة بوصفها «غير دستورية، حيث لا يمكن لمجلس النواب عقد جلسات تشريعية في ظل الشغور الرئاسي، إذ يعدّ المجلس النيابي هيئة ناخبة حصراً».

وأكد 29 نائباً من نواب قوى المعارضة ونواب «التغيير»، في بيان اليوم الاثنين، أن موقفهم «المتمثل في عدم حضور جلسات تشريعية، نابع من منطلق مبدئي ودستوري»، مشيرين إلى أنه لا يمكن إقرار اعتمادات إضافية في ظل غياب موازنة 2023.

كان المجلس قد فشل للمرة الثانية عشرة في انتخاب رئيس يخلف ميشال عون الذي انتهت ولايته منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


مقالات ذات صلة

تنديد أممي بـ«الهجوم المدمر» على بلدية النبطية في جنوب لبنان

المشرق العربي تصاعد أعمدة الدخان جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على مدينة النبطية في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

تنديد أممي بـ«الهجوم المدمر» على بلدية النبطية في جنوب لبنان

ندّد منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان، عمران ريزا، في بيان، الأربعاء، بـ«هجوم مدمر» على بلدية النبطية في جنوب لبنان، خلال اجتماع لفريق الإغاثة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي (أ.ف.ب)

ميقاتي: مساعدة المجتمع الدولي تشكل أولوية في الظرف الراهن

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن المساعدة المقدمة من المجتمع الدولي للبنان تشكل أولوية في الظرف الراهن.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي لبنانيون أمام مبنى وزارة الداخلية ينتظرون استصدار وثائق من مديرية الأحوال الشخصية (الشرق الأوسط)

النازحون اللبنانيون يتهافتون على جوازات السفر

منذ اليوم الأول للحرب، تكتظ مراكز الأمن العام بالنازحين، الذين قدِموا من الجنوب والبقاع، لإصدار جوازات سفر جديدة، علّهم يتمكنون من السفر خارج البلاد.

حنان حمدان (بيروت)
المشرق العربي تجميع المساعدات السعودية في مستودع «الهيئة العليا للإغاثة» تمهيداً لتوزيعها (الشرق الأوسط) play-circle 00:58

مستودعات الهيئة العليا للإغاثة تمتلئ بالمساعدات السعودية تمهيداً لتوزيعها

امتلأت مستودعات الهيئة العليا للإغاثة في لبنان، بمئات الأطنان من المساعدات السعودية التي تصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي صورة أرشيفية لعنصر أممي يراقب المنطقة الواقعة بين الجولان وإسرائيل (رويترز) play-circle 01:13

«حزب الله» يقابل مساعي الحكومة لوقف إطلاق النار بتأكيد ربط جبهة الجنوب بغزة

وضع نائب الأمين العام لـ«حزب الله»، نعيم قاسم، عراقيل إضافية أمام مساعي الحكومة اللبنانية لإنجاز وقف لإطلاق النار بضغط أميركي على إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

جعجع لـ«الشرق الأوسط»: لن نقبل بعد الحرب بعودة «دويلة حزب الله»

جعجع (القوات اللبنانية)
جعجع (القوات اللبنانية)
TT

جعجع لـ«الشرق الأوسط»: لن نقبل بعد الحرب بعودة «دويلة حزب الله»

جعجع (القوات اللبنانية)
جعجع (القوات اللبنانية)

حذر رئيس حزب «القوات اللبنانية»، الدكتور سمير جعجع، من سلوك السلطة اللبنانية «المتعامي» عن المخاطر الناجمة عن الحرب الإيرانية - الإسرائيلية التي تجري فصولها على أرض لبنان، مشدداً على ضرورة «اتخاذ موقف تاريخي يعيد الاعتبار لمفهوم الدولة ويمهد لوقف النار»، معتبراً أن «مفهوم الدويلة التي كان يمثلها أداء (حزب الله) أوصل لبنان إلى الوضع القائم»، منبهاً إلى أننا «ذاهبون إلى المزيد من القتل والموت والكوارث». موضحاً أن «لبنان بات كسفينة من دون ربان ومن دون دفة في بحر هائج».

ويأخذ جعجع على السياسيين والمسؤولين اللبنانيين، أنهم لا يعرفون حقيقة ما يجري الآن، ويقول: «هناك حرب طاحنة تدور رحاها في المنطقة، وما يجري في لبنان هو أحد فصولها. الحرب قائمة بين إيران وأذرعها في المنطقة من جهة، وبين إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة، ومن خلفهما كل أوروبا ودول أخرى. وبدلاً من أن نبذل كل الجهد الممكن لإخراج لبنان من هذه الحرب، نتصرف وكأن شيئاً لم يكن». ويضيف: «المسؤولون اللبنانيون، يتصرفون انطلاقاً من اعتباراتهم الضيقة، وتحولوا إلى (لجنة إغاثة). واليوم إذا أردنا أن نلخص نوع السلطة القائمة في لبنان، نستطيع أن نقول إنها (لجنة إغاثة) وليست حكومة أو دولة».

نصر الله... والقرار اللبناني

ويلاحظ جعجع بـ«أسف»، كيف تغيرت أمور «حزب الله» بعد اغتيال أمينه العام حسن نصر الله. ويقول: «عندما كان السيد حسن موجوداً، كنت أعتبر أنه في مكان ما كان هناك رأي لبناني فيما يجري يعبر هو عنه، وأن له (نصر الله) كلمة في القرار الإيراني، لكن الآن، فالقرار بات إيرانياً بالكامل، والمجموعات القتالية المتبقية من (حزب الله) تقاد عبر ضباط إيرانيين، وبالتالي قرار إيراني كامل، وتخوض من خلاله الحرب وفقاً للمصلحة الإيرانية الكاملة».

ويعتبر جعجع أن «حزب الله» لم ينهر تنظيمياً، رغم كل الضربات، مشيراً إلى أن «المجموعات القتالية للحزب في الجنوب تقاتل بقرار غير مركزي، وقسم كبير منها لا يزال موجوداً، ولا يجب أن ننسى أن العلاقة وثيقة مع الضباط الإيرانيين، والعقيدة الدينية، ولهذا ستكمل إيران القتال حتى آخر مقاتل».

جعجع (القوات اللبنانية)

وفي المقابل، يشير إلى أن بنية الحزب العسكرية تضررت كما هو ظاهر، فوفقاً للدراسات التي أجريت في مراكز أوروبية، وحتى إسرائيلية، كان يفترض أن يطلق الحزب ما بين 2000 إلى 3000 صاروخ يومياً على إسرائيل، ولكننا نرى أن هذا لا يحصل. للأسف هناك ميزان قوى معروف وواضح. والإيرانيون سوف يكملون القتال بمن تبقى على أرض لبنان وبشباب لبنان. المواجهة الآن تقودها إيران، والدليل أن وزير خارجية إيران ورئيس برلمانها زارا لبنان خلال أسبوع واحد، وكأنهما هنا للإشراف على المعركة.

كارثة على كل المستويات

ويعود جعجع مجدداً إلى الأداء السياسي للسلطة القائمة، آخذاً على القائمين عليها «أننا أمام كارثة على كل المستويات، والمسؤولون يتصرفون وكأن لا دخل لهم في كل ما يجري». ويقول: «في الصيف الماضي، عندما كان المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكستين يأتي إلى لبنان، ويطرح تنفيذ القرار 1701، كان المسؤولون (يفقون بزر) ويتخلون عن مسؤولياتهم. وأنا شخصياً تحدثت مع أكثر من مسؤول، وكنت أنبههم إلى أن الأمور ذاهبة في الاتجاه الذي نراه اليوم، لكنهم لم يتجاوبوا».

ولا يتفق جعجع مع الرأي القائل «بعجز الحكومة والدولة عن القيام بأي شيء يخرج لبنان من المأزق»، وقال: «السلطة السياسية نسيت، وأنستنا معها، أنها قادرة على القيام بكل شيء. على الحكومة أن تجتمع وتقول إنها لا تقبل باستمرار ما يجري، وأن تتخذ قراراً بنشر الجيش وإعلان نيتها تطبيق القرار 1701، بمعزل عن الموقف الإسرائيلي، لأنه يجب البدء من مكان ما. عليها تقديم إعلان نوايا جدي، وأنا لا أقول إن الحكومة يجب أن تطلب من الجيش الصدام مع (حزب الله)، لكن يجب البدء من مكان ما... وهذا يجب أن يبدأ من قرار، لأن أصحاب القرار تخلوا عن قرارهم، ورأينا بماذا تسبب». وشدد على ضرورة «قيام الحكومة بالاجتماع فوراً واتخاذ القرارات المناسبة، ولا بد أن يجتمع البرلمان ويتخذ توصية لدعم الحكومة في موقف استعادة القرار اللبناني».

1559... بينما الحرب لا تزال قائمة

ويرد جعجع على بعض الانتقادات التي طالته لمطالبته بتنفيذ القرار 1559 الذي ينص على تجريد الميليشيات المسلحة. ويقول: «هذا هو منطقنا منذ 20 سنة، وليس منطقاً مستجداً. المسؤولون عن الدولة هم من تأخروا في تبني هذا الخطاب. لقد قدمنا طرحنا لوقف الحرب، فلم يعجبهم. فليقدموا لنا طرحهم. حتى الآن لا يوجد مبعوث دولي في لبنان لبحث كيفية إنهاء الحرب، ولهذا علينا نحن أن نتحرك في محاولة لوقف هذه الحرب المدمرة».

وأكد جعجع أنه غير خائف على السلم الأهلي «لأنني لا أرى نية لدى أي طرف لبنان»، لكن «هذا لا يمنع حصول بعض المشاكل، خصوصاً أن نحو نصف الشعب اللبناني في دائرة النزوح، لكن هذا أمر يستطيع الجيش وقوى الأمن ضبطه ومنعه»، ويرى أن «اللجوء الحالي ليس مثل عام 2006 أبداً، هذه الأزمة قد تستمر أشهراً، وستنتج بالتالي أزمة اجتماعية خانقة».

ولا يخشى جعجع «ارتداداً للحزب إلى الداخل بعد نهاية الحرب». وقال: «ليس وارداً بعد نهاية الحرب، كيفما انتهت إليه، أن نعود إلى الوضع الذي كان قائماً في لبنان قبل الحرب. لقد رأينا أين أوصلتنا هذه الحال، ولا يمكن أن نقبل باستمرارها». ويحدد جعجع مقصده بشكل أوضح، بأن «قصة جيش شعب مقاومة (وهو التعبير المستخدم في البيانات الوزارية لإضفاء الشرعية على سلاح «حزب الله») وغياب الدولة لصالح دويلة (حزب الله) التي كانت تمتص قدرات الدولة. لا يمكن أن نقبل بهذه الوضعية الغامضة، القرار خارج الدولة و(حزب الله) يأخذ قرارات السلم والحرب. لقد رأينا أين أوصلتنا».

الرئاسة الشاغرة

وفي ملف الرئاسة الشاغرة منذ نحو عامين، يقول جعجع إن هناك إمكانية لحصول خرق ما، «شرط أن يفرج الرئيس بري عن مجلس النواب». ويضيف: «لقد كان الرئيس بري من هذا الرأي، لكنه غيّر رأيه بعد وصول الإيرانيين، وبات الكلام الآن عن أنه لا يجوز أن ننتخب رئيساً قبل وقف إطلاق النار».

ويحدد جعجع «الشروط التي يجب أن تقوم عليها الانتخابات»، جازماً بأن «أي مرشح لا بد أن يلتزم باتفاق الطائف أولاً، والقرارات الدولية ثانياً. لم يعد مقبولاً التشاطر والتذاكي»، مكرراً أن «أسرع طريقة لوقف إطلاق النار هي انتخاب رئيس».