الراعي يحمل اسم أزعور إلى باريس

بعد اتفاق المعارضة و«الوطني الحر» على ترشيحه للرئاسة اللبنانية

الوزير السابق جهاد أزعور (رويترز)
الوزير السابق جهاد أزعور (رويترز)
TT

الراعي يحمل اسم أزعور إلى باريس

الوزير السابق جهاد أزعور (رويترز)
الوزير السابق جهاد أزعور (رويترز)

يحمل البطريرك الماروني بشارة الراعي اسم الوزير السابق جهاد أزعور إلى باريس، حيث سيلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد غد (الثلاثاء)، مرشحاً لرئاسة الجمهورية اللبنانية، بعدما تقاطعت قوى المعارضة مع «التيار الوطني الحر» لتتوافق على ترشيحه، من غير أن يحمل الاتفاق أي تفاهمات مسبقة على المرحلة المقبلة.

ونجحت الاتصالات بين قوى ونواب المعارضة في لبنان، خصوصاً «القوات اللبنانية»، مع «التيار الوطني الحر»، في الاتفاق على ترشيح أزعور لرئاسة الجمهورية، بعد جملة اتصالات ومباحثات، لمواجهة المرشح المدعوم من «الثنائي الشيعي» (حزب الله) و(حركة أمل) للرئاسة، رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، ما يفتح الباب أمام منافسة بين فرنجية وأزعور في الجلسة المرتقبة لانتخاب الرئيس في البرلمان اللبناني.

ومهّد أزعور لهذا الترشيح بلقاءات عقدها مع ممثلي المعارضة، تضمنت لقاءات مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، ورئيس حزب «الكتائب اللبنانية» سامي الجميل، خلال الأيام الماضية، حسبما قالت مصادر حزبية مواكبة للاتصالات لـ«الشرق الأوسط»، على أن تُستكمل بلقاءات مع ممثلي كل الكتل والشخصيات المعارضة، ولن تستثني أحداً من الكتل «بغض النظر عن أحجامها»، وتشمل أسئلة عن تصوره لحل الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والسيادية.

وأكد عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب فادي كرم أن من حق النواب والكتل الوقوف على موقفه، وتوجيه الأسئلة له ليبنوا موقفهم، مشيراً إلى أن المرشح أزعور «انطلق انطلاقة كبيرة، يُستدل إليها من الارتياح الذي عبّر عنه البطريرك الراعي للالتقاء بين المعارضة والتيار الوطني الحر على ترشيحه».  

ويرفض كرم، في حديث إلى «الشرق الأوسط»، الحسم بوصول أزعور من الآن، بانتظار خطوات أخرى يجب الاتفاق عليها «من بينها التفاهم للالتزام بما جرى التوافق عليه، واستكمال جولاته على النواب والكتل التي تدعم ترشيحه، والإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم» في ظل عدم وجود تقليد في لبنان لبرنامج يطرحه مرشح رئاسي. كذلك «ينتظر الجميع مسار الأمور، ومن ضمنها موعد الدعوة للجلسة، وماذا لو لم يدعُ لها رئيس البرلمان نبيه بري، وهل سيكون هناك نصاب كامل في الجلسة الانتخابية الأولى التي تفرض حضور ثلثي أعضاء البرلمان (86 نائباً) ونصاب الجلسة الثانية».  

 

وينحصر اتفاق المعارضة مع «التيار» حتى الآن، بالتوافق على ترشيح أزعور لرئاسة الجمهورية، ويخلو في المقابل من أي تفاهمات للمرحلة المقبلة، ومن ضمنها الشخصية التي ستتولى رئاسة الحكومة، والشخص المطروح لتعيينه حاكماً لمصرف لبنان المركزي، والبرنامج مع صندوق النقد. وأكد كرم الذي كان حلقة الوصل بين «القوات» و«التيار» في المباحثات حول التوصل إلى ترشيح موحد للرئاسة: «لا سلة كاملة، ولا اتفاقات أخرى سوى التقاطع على اسمه وتوحيد الترشيح بين المعارضة والتيار»، موضحاً في الوقت نفسه أنه «لا اتفاق أصلاً بين (القوات) و(التيار)، بل الاتفاق بين قوى المعارضة و(التيار)، وهي ليست اتفاقية، بل مجرد التقاء على اسم موحد لترشيحه للرئاسة».  

ورداً على تقديرات عما إذا كان طرح الاسم مجرد مناورة ليحمله الراعي للقائه مع ماكرون هذا الأسبوع، أكد كرم أن الاتفاق «ليس مناورة، لكن جميع المتفقين هم أمام الامتحان، من يخلّ بوعده وتفاهمه، يكون قد جنى على نفسه سياسياً»، مشدداً على أنه «لا بديل عن التفاهم لإنهاء الشغور الرئاسي».  

ولا يشمل التفاهم مع أزعور، الاتفاق على برنامج صندوق النقد الدولي، كونه يشغل موقع مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي. وقالت مصادر معارضة لـ«الشرق الأوسط» إن الاتفاق بين لبنان والصندوق غير مرتبط بالتفاهمات الرئاسية، ولا تفاهم بين الأطراف والمرشح على برنامجه على هذا الصعيد. وإزاء واقع أن الكتل والشخصيات المؤيدة لأزعور، لا تتفق على الاتفاق المبدئي بين لبنان والصندوق، يترك هؤلاء ملف الصندوق للجان النيابية التي تدرس الاتفاق، وبعدها للحكومة التي سيجري تأليفها بعد انتخاب رئيس. وتقول المصادر إن الاستحقاقات متروكة لوقتها، «وتعود للكتل النيابية لجهة تسمية رئيس للحكومة في حال انتخاب الرئيس، وتشكيل الحكومة، وبعدها تأخذ الأمور مجراها». 

 

ارتياح الراعي

وأثار الاتفاق بين المعارضة ونواب مستقلين وتغييريين من جهة، و«التيار الوطني الحر» من جهة أخرى على تسمية أزعور، ارتياحاً لدى البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي قال في عظة الأحد: «نشكر الله على ما نسمع بشأن الوصول إلى بعض التوافق بين الكتل النيابية حول شخصية الرئيس المقبل، بحيث لا يشكل تحدياً لأحد، ويكون في الوقت عينه متمتعاً بشخصية تتجاوب وحاجات لبنان اليوم، وتوحي بالثقة الداخلية والخارجية». 

وأمل الراعي بأن يجري انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت «كي تنتظم المؤسسات الدستورية، وتعود إلى العمل بشكل طبيعي وسليم وفعال، وبذلك تتوقف الفوضى الحاصلة على مستويات عدة، وتتوقف القرارات والمراسيم العشوائية التي تستغيب رئيس الجمهورية وصلاحياته، وبالتالي فهي تبقى عرضة للشك والاعتراض». 

ويحمل الراعي إلى فرنسا الملف الرئاسي بعد التوافق الذي حدث بين الكتل المسيحية على اسم رئيس، وسيطلب مساعدة فرنسا في ملف النازحين، ورفض توطينهم والملف المالي، حسبما قال المتحدث باسم البطريركية المارونية وليد غياض أمس. 

 

منطق النكد

في المقابل، رأى النائب علي حسن خليل الذي تدعم كتلته (التنمية والتحرير) ترشيح فرنجية، أن «منطق النكد السياسي لا يبني وطناً، منطق أن قوى سياسية تجتمع فقط على قاعدة إسقاط المرشح الذي دعمناه أو تبنيناه وتتجمع فيه إرادات فقط من أجل التعطيل لا يمكن أن يوصل بلدنا إلى بر الأمان». ودعا «كل الكتل النيابية إلى تحمل مسؤولياتها في معالجة قضية تفصيلية تتصل بتأمين معاشات الموظفين والعسكريين والمتقاعدين». 


مقالات ذات صلة

ردود فعل لبنانية متباينة تجاه موقف الراعي من الحوار

المشرق العربي صورة من حساب البطريركية المارونية في «إكس» للراعي (وسط) في أستراليا

ردود فعل لبنانية متباينة تجاه موقف الراعي من الحوار

ردود فعل متباينة حيال المواقف الأخيرة للبطريرك الماروني بشارة الراعي من أستراليا والتي فسرت في لبنان على أنها تهاجم المبادرة الحوارية لرئيس المجلس النيابي بري.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي مظاهرة حاشدة حمل المشاركون فيها صور ضحايا انفجار مرفأ بيروت في ذكراه الثالثة أغسطس الماضي (رويترز) play-circle 00:37

تفهّم دولي لمطلب تشكيل بعثة تقصّي حقائق في انفجار مرفأ بيروت

دعا مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، في جلسة عُقدت أخيراً بجنيف، إلى «ضرورة التحرك من أجل تحقيق دولي في انفجار مرفأ بيروت».

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي العماد جوزيف عون (قيادة الجيش)

«القوات اللبنانية» ترمي الكرة في ملعب «الممانعة»: لنفتح ثغرة بتأييد قائد الجيش إلى رئاسة الجمهورية

اقتربت المعارضة اللبنانية خطوة باتجاه تأييد وصول قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى رئاسة الجمهورية بدلاً من مرشحها جهاد أزعور.

نذير رضا
المشرق العربي صورة من حساب الحكومة اللبنانية في «إكس» لميقاتي وعباس بنيويورك

ميقاتي لعباس: ما يحصل في «عين الحلوة» إساءة للبنان

شدد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على أولوية وقف الأعمال العسكرية، والتعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية لمعالجة التوترات القائمة في مخيم «عين الحلوة».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي 
صورة من حساب الحكومة اللبنانية على «إكس» لميقاتي في نيويورك

ميقاتي لـ «الشرق الأوسط»: الحل في لبنان يبدأ بانتخاب رئيس

دعا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، القوى السياسية اللبنانية لتلبية دعوة رئيس البرلمان نبيه بري لحوار محدود بسقف 7 أيام، تعقبه جلسات متتالية لانتخاب رئيس.

علي بردى (نيويورك)

الرئيس السوري يصل إلى الصين في زيارة رسمية

صورة مركبة تجمع الرئيسين الأسد وجينبينغ (أ.ف.ب)
صورة مركبة تجمع الرئيسين الأسد وجينبينغ (أ.ف.ب)
TT

الرئيس السوري يصل إلى الصين في زيارة رسمية

صورة مركبة تجمع الرئيسين الأسد وجينبينغ (أ.ف.ب)
صورة مركبة تجمع الرئيسين الأسد وجينبينغ (أ.ف.ب)

وصل الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم (الخميس)، إلى الصين على ما ذكر الإعلام الرسمي الصيني، في أول زيارة رسمية له إلى هذا البلد في غضون عشرين عاماً تقريباً. وعرض تلفزيون «سي سي تي في» الرسمي بثاً مباشراً لوصوله إلى هانغجو، حيث سيشارك في افتتاح دورة الألعاب الآسيوية السبت مع نظيره الصيني شي جينبينغ.

ويجهد الأسد للحصول على دعم لإعادة إعمار بلاده التي دمرتها الحرب. والصين ثالث دولة غير عربية يزورها الأسد خلال سنوات النزاع المستمر في بلاده منذ عام 2011، بعد روسيا وإيران، أبرز حلفاء دمشق، واللتين تقدمان لها دعماً اقتصادياً وعسكرياً غيّر ميزان الحرب لصالحها. وتندرج هذه الزيارة في إطار عودة الأسد تدريجياً منذ أكثر من سنة إلى الساحة الدولية بعد عزلة فرضها عليه الغرب، خصوصاً بسبب قمعه الحركة الاحتجاجية في بلاده التي تطورت إلى نزاع مدمر. وبذلك، يُصبح الأسد آخر رئيس دولة، تُعدّ معزولة على نطاق واسع، تستضيفه الصين العام الحالي بعد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو والإيراني إبراهيم رئيسي. كما استضافت الصين عدداً من المسؤولين الروس. وترافق الأسد زوجته أسماء ووفد سياسي واقتصادي. وتشمل الزيارة لقاءات وفعاليات في مدينتي هانغجو وبكين. ودعمت الصين دمشق في المحافل الدولية ومجلس الأمن الدولي، فامتنعت مراراً عن التصويت لقرارات تدينها خلال النزاع، واستخدمت الـ«فيتو» إلى جانب روسيا لوقف هذه القرارات. وتفرض دول غربية عقوبات اقتصادية لطالما عدَّتها دمشق سبباً أساسياً للتدهور المستمر في اقتصادها.

«شريك موثوق»

يقول المحلّل السياسي السوري أسامة دنورة أن الصين تُعدّ «شريكاً موثوقاً»، وخصوصاً في المجال الاقتصادي وإعادة الإعمار. وعن استثمارات صينية محتملة، يقول: «الصين لديها القدرة على إنجاز البنى التحتية في الإعمار في المناطق السكنية والمدنية بسرعة استثنائية». بعد 12 سنة من نزاع مدمّر أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص وخلّف ملايين النازحين واللاجئين ودمّر البنى التحتية للبلاد، تسعى سوريا اليوم إلى الحصول على دعم الدول الحليفة لمرحلة إعادة الإعمار.

وكان الرئيس السوري أعرب في تصريحات سابقة عن أمله في أن تستثمر مؤسسات صينية في سوريا. وترى الباحثة لينا الخطيب، مديرة معهد الشرق الأوسط في مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية التابعة لجامعة لندن، أن الأسد يحاول من خلال زيارته إلى الصين إيصال رسالة حول بدء «الشرعنة الدولية» لنظامه والدعم الصيني المرتقب في مرحلة إعادة الإعمار. وتأتي زيارة الأسد في وقت تلعب بكين دوراً متنامياً في الشرق الأوسط، وتحاول الترويج لخطتها «طرق الحرير الجديدة» المعروفة رسمياً بـ«مبادرة الحزام والطريق»، وهي مشروع ضخم من الاستثمارات والقروض يقضي بإقامة بنى تحتية تربط الصين بأسواقها التقليدية في آسيا وأوروبا وأفريقيا.

وانضمت سوريا في يناير (كانون الثاني) 2022 إلى مبادرة «الحزام والطريق». وبالتوازي، تعزّز الصين حراكها الدبلوماسي، وقد استضافت خلال الأشهر الماضية قادة دول ومسؤولين يواجهون عزلة دولية بينهم البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو وممثلون عن حركة «طالبان» في أفغانستان. كما استقبلت الرئيس الفنزويلي، الذي تواجه بلاده الغنية بالنفط أزمة اقتصادية خانقة. وأعلن الكرملين، أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور الصين أيضاً في أكتوبر (تشرين الأول)، في وقت تواجه موسكو غضباً غربياً جرَّاء حربها في أوكرانيا.


«القصف أفضل من المخيمات»... سوري يحفر ملجأ تحت الصخر ليحمي عائلته

يجلس أحمد خليل مع عائلته في كهف حفره بالصخر
يجلس أحمد خليل مع عائلته في كهف حفره بالصخر
TT

«القصف أفضل من المخيمات»... سوري يحفر ملجأ تحت الصخر ليحمي عائلته

يجلس أحمد خليل مع عائلته في كهف حفره بالصخر
يجلس أحمد خليل مع عائلته في كهف حفره بالصخر

حفر أحمد خليل ملجأ في الصخر تحت منزله الواقع عند خط تماس في شمال غربي سوريا ليحمي أطفاله من الغارات والقذائف التي تكثّفت مؤخراً، وحتى لا يضطر لخوض تجربة النزوح المُرّة في مخيمات مكتظة، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال خليل (53 عاماً) لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «الوضع في المخيمات صعب، ولا توجد أماكن، ففضلتُ أن أبقى هنا في هذا الملجأ... تحت القصف».

تبعد قرية كنصفرة أقل من كيلومترين عن خطوط التماس مع قوات النظام السوري في محافظة إدلب التي تسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على نحو نصف مساحتها.

ولطالما تعرّضت القرية مع كل تصعيد عسكري لقصف جوي ومدفعي هدّم منازل كثيرة فيها وترك أهلها من دون ملجأ، حتى باتت أحياء عدة منها اليوم شبه خالية من السكان.

ولحماية عائلته من القصف والتهجير، حفر خليل في عام 2017 ملجأ في الصخر تحت منزله، يؤويه وزوجتيه وأولادهم السبعة في كل مرة يسمعون دوي غارة أو قصفاً مدفعياً قريباً أو حتى في كل مرة تحلق فيها طائرات الاستطلاع في سماء المنطقة.

أضاء خليل ملجأه بلمبة واحدة، وخصّص زاوية فيه لوضع المونة، وفرش الأرض بحصائر بيضاء وزرقاء اللون.

أحد أفراد عائلة أحمد خليل يرتب أوعية الطعام في كهف حفره يدوياً مع أطفاله منذ 5 سنوات (أ.ف.ب)

«أشبه بالقبر»

لم يغادر خليل قريته سوى مرّات قليلة ظنّ خلالها أن حتى هذا الملجأ لم يعد يحميه، آخرها خلال العملية العسكرية البرية التي شنتها قوات النظام السوري بدعم روسي في عام 2019 وسيطرت خلالها على نصف مساحة محافظة إدلب، حتى وصلت إلى أطراف كنصفرة.

لكنه سرعان ما عاد إلى منزله والملجأ الصخري مع انتهاء العملية. بعد فترة من الهدوء النسبي، عاد مؤخراً لاستخدام الملجأ بشكل متواصل على وقع تصعيد للقصف مستمر منذ بضعة أسابيع بين قوات النظام وروسيا من جهة وهيئة تحرير الشام من جهة ثانية.

وقال: «الحالة يُرثى لها، حتى إننا لا نستطيع الخروج لشراء الخبز لأن طائرات الاستطلاع لا تغادر المنطقة».

وتؤوي مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام في إدلب 3 ملايين شخص نحو نصفهم من النازحين الموزعين على مئات المخيمات المكتظة، خصوصاً قرب الحدود التركية في شمال إدلب، بينما وجد آخرون في أبنية مهجورة وكهوف أو حتى بين الأبنية الأثرية وفي الحافلات الصدئة ملجأ لهم.

وتفتقر المخيمات للحاجات الأساسية، ويعتمد سكانها بشكل رئيسي على مساعدات غذائية وطبية ولوجستية تقدّمها المنظمات الدولية في ظل تفشي الأمراض والفقر المتزايد والمدقع وارتفاع الأسعار بشكل كبير.

وأوضح خليل: «صحيح أن الملجأ أشبه بالقبر (...) لكن ماذا نفعل، يقولون لي إن عليّ الذهاب إلى الخيم لكن وضعها أسوأ بألف مرة».

في الملجأ الذي سارع إليه قبل أيام، يجلس خليل على الأرض، بينما تنظم زوجته برطمانات المونة، ويلعب أولاده في الزاوية بألعاب أتوا بها من المنزل.

وأضاف خليل: «أولادي يحلمون باللعب في الشارع، أن يلعبوا كرة القدم أو يركبوا الدراجات الهوائية، لكنني أحبسهم في الملجأ».

وتابع: «الحياة صعبة هنا. ليس لدينا جيران ولا أناس حولنا، نجلس وحدنا. الكل فرّ ونزح. أولادي يعيشون وحدهم، حتى إنه لا يوجد أطفال يلعبون معهم».


وزيرا خارجية مصر وإيران يبحثان في نيويورك العلاقات الثنائية بين البلدين

سامح شكري ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بمقر بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة (الخارجية المصرية)
سامح شكري ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بمقر بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة (الخارجية المصرية)
TT

وزيرا خارجية مصر وإيران يبحثان في نيويورك العلاقات الثنائية بين البلدين

سامح شكري ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بمقر بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة (الخارجية المصرية)
سامح شكري ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بمقر بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة (الخارجية المصرية)

استقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري، بمقر بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك الأربعاء، نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.

وبحسب وزارة الخارجية المصرية، تناول اللقاء قضية العلاقات الثنائية بين البلدين، واستكشاف المحددات والضوابط التي تحكمها، وبما يؤدي إلى تطويرها على النحو الذي يحقق مصالح الشعبين المصري والإيراني، تأسيساً على مبادئ الاحترام المتبادل وحسن الجوار والتعاون وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول.

من جانبه، أكد وزير خارجية إيران تطلع بلاده لتطوير علاقتها مع مصر، واستعادتها إلى مسارها الطبيعي «الذي يتسق مع الميراث التاريخي والحضاري للدولتين»، مؤكداً أن «هذا اللقاء يمثل خطوة مهمة على مسار تطبيع العلاقات».وأضاف المتحدث باسم الخارجية المصرية، أن اللقاء تطرق لاستعراض عدد من القضايا الإقليمية، حيث أكد الجانبان التطلع نحو الإسهام في تحقيق الاستقرار وتعزيز الأمن في محيطهما الإقليمي.وأشار شكري إلى أن «تشابك وتعقد أزمات المنطقة بات يلقي بظلال خطيرة على حالة الاستقرار والأوضاع المعيشية لجميع شعوبها دون استثناء، وهو الأمر الذي يقتضي تعاون جميع دول الإقليم من أجل دعم الاستقرار وتحقيق السلام والقضاء على بؤر التوتر».واتفق الوزيران على استمرار التواصل بينهما لمتابعة الحوار بشأن مختلف الموضوعات التي تهم البلدين على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي.


إطلاق نار على السفارة الأميركية في لبنان دون وقوع إصابات

صورة وزّعتها السفارة الأميركية في بيروت يونيو الماضي لمبناها الجديد (أرشيفية)
صورة وزّعتها السفارة الأميركية في بيروت يونيو الماضي لمبناها الجديد (أرشيفية)
TT

إطلاق نار على السفارة الأميركية في لبنان دون وقوع إصابات

صورة وزّعتها السفارة الأميركية في بيروت يونيو الماضي لمبناها الجديد (أرشيفية)
صورة وزّعتها السفارة الأميركية في بيروت يونيو الماضي لمبناها الجديد (أرشيفية)

قال جيك نيلسون المتحدث باسم السفارة الأميركية في لبنان، إن أعيرة نارية أطلقت على السفارة، اليوم (الأربعاء)، دون وقوع إصابات.

وأضاف: «عند الساعة 10:37 مساء بالتوقيت المحلي، تم الإبلاغ عن إطلاق نار من أسلحة خفيفة بالقرب من مدخل السفارة الأمبركية».

وأوضح المتحدث باسم السفارة الأميركية في لبنان، أنه «لم تقع إصابات، ومنشأتنا آمنة. ونحن على اتصال وثيق مع سلطات إنفاذ القانون في البلد المضيف».


بايدن يؤكد لنتنياهو ضرورة الحفاظ على حل الدولتين

TT

بايدن يؤكد لنتنياهو ضرورة الحفاظ على حل الدولتين

الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائهما في نيويورك الأربعاء (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائهما في نيويورك الأربعاء (أ.ف.ب)

ناقش الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأربعاء، «بعض القضايا الصعبة» مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وبينما أكد بايدن، في الاجتماع، أن علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل «فولاذية»، عبّر نتنياهو عن أمله في «اتفاق سلام تاريخي» مع المملكة العربية السعودية، دون أن يوضح ما إذا كان مستعداً للمضي في تسوية تؤدي إلى تحقيق المطلب الرئيسي للمجتمع الدولي والمتمثل في إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وتكون عاصمتها القدس الشرقية.

وأوضح البيت الأبيض بعد اللقاء أن بايدن أكد لنتنياهو ضرورة اتخاذ تدابير فورية لتحسين الوضع الأمني والاقتصادي بالضفة الغربية والحفاظ على حل الدولتين، مشيراً إلى أن بايدن ونتنياهو أكدا التزامهما بالتعاون الوثيق بين إسرائيل وأميركا لمواجهة جميع التهديدات التي تشكلها إيران و«وكلاؤها».

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد سعى، منذ فترة، إلى عقد لقاء مع الرئيس الأميركي، وهو ما حصل الأربعاء في نيويورك، عوضاً عن استضافته في البيت الأبيض بواشنطن العاصمة؛ حيث يُدعى الزعماء الإسرائيليون عادة. ودلّ ذلك على توتر يسود العلاقة بين الطرفين حول العديد من القضايا، لا سيما لجهة التعديلات القضائية التي يسعى إليها نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، بالإضافة إلى الخلافات بينهما حول عملية السلام في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الاعتراضات الأميركية الشديدة على الخطط الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وافتتح بايدن الاجتماع بالقول إن علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل «فولاذية». لكنه قال أيضاً إنهما سيناقشان «دعم القيم الديمقراطية التي تقع في قلب شراكتنا، بما في ذلك الضوابط والتوازنات»، مضيفاً: «سنتحدث عن بعض القضايا الصعبة». وأوضح بايدن أنه سيناقش «حل الدولتين» مع نتنياهو.

جانب من اللقاء بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك الأربعاء (رويترز)

أما نتنياهو فشدد على الأهداف المشتركة، وقال لبايدن: «تحت قيادتك رئيساً، يمكننا تحقيق سلام تاريخي بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية». وأكد أنه سيدعم القيم الديمقراطية، رغم التغييرات التي اقترحها على نظام المحاكم الإسرائيلي.

وفي وقت سابق من هذا العام، أعرب بايدن عن استيائه من الإصلاح القضائي الجاري في إسرائيل، قائلاً إن نتنياهو «لا يمكنه الاستمرار في هذه الطريق». وحضه على إيجاد حل وسط.

مخاوف أميركية

ورأى دبلوماسيون أن مجرد انعقاد هذا الاجتماع بين بايدن ونتنياهو في نيويورك وليس في البيت الأبيض في واشنطن العاصمة، يعكس التوتر القائم بينهما، علماً بأنهما التقيا للمرة الأولى منذ تولي نتنياهو منصبه على رأس حكومة اليمين المتطرف أواخر العام الماضي.

أعضاء في جماعة يهودية معارضة للصهيونية خلال احتجاج أمام الفندق الذي استضاف لقاء بايدن ونتنياهو في نيويورك الأربعاء (رويترز)

ولطالما كان نتنياهو زائراً متكرراً للبيت الأبيض طوال السنين الماضية، وعادة ما يُدعى الزعماء الإسرائيليون في غضون أسابيع من توليهم مناصبهم لزيارة واشنطن. والتزم المسؤولون الأميركيون الصمت قبل اجتماع الأربعاء، رافضين تقديم تفاصيل حول جدول أعمال بايدن للمحادثات، علماً بأن مسؤولين في الإدارة الديمقراطية عبّروا عن مخاوف من خطة نتنياهو لإصلاح النظام القضائي في إسرائيل. وإذ قللوا من شأن مكان الاجتماع، توقعوا أن يحصل نتنياهو في نهاية المطاف على دعوة من البيت الأبيض، رغم أن توقيت مثل هذه الزيارة قد يعتمد على نتيجة اجتماع الأربعاء. وتوقعوا أيضاً أن تُثار مسألة التعديلات القضائية، إضافة إلى جهود التصدي لبرنامج إيران النووي وإمكان تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية.

وأثارت التعديلات القضائية الإسرائيلية أشهراً من الاحتجاجات الحاشدة ضد حكومة نتنياهو، الذي تبعته هذه الاحتجاجات إلى نيويورك؛ حيث احتشد عدد كبير من الإسرائيليين للتظاهر في مانهاتن على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

كما أثارت معاملة الحكومة الإسرائيلية للفلسطينيين غضب الولايات المتحدة، لا سيما لجهة توسيع المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، عبر شبكة «أيه بي سي» الأميركية للتلفزيون، إن «لدينا نزاعاً مستمراً منذ عقود في الشرق الأوسط»، مشدداً على أهمية الجمع بين إسرائيل والدول العربية كون ذلك سيترك «تأثيراً قوياً على استقرار المنطقة».

وفي هذا الإطار، ذكّر دبلوماسي بما قاله وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أخيراً حول أنه «لا توجد طريقة أخرى» لحل النزاع سوى إقامة دولة فلسطينية.

إسرائيليون معارضون لسياسات حكومة نتنياهو خلال احتجاج أمام السفارة الأميركية في تل أبيب الأربعاء (إ.ب.أ)

مع زيلينسكي

وكان نتنياهو اجتمع في نيويورك مع العديد من زعماء العالم المشاركين في المناقشات الجارية ضمن الدورة السنوية الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وشملت لقاءاته الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي كتب على حسابه في منصة «إكس» (تويتر سابقاً)، أن المحادثات مع نتنياهو «تركزت حول تعاوننا، بما يشمل مجال الدفاع المدني. أبلغته عن الهجمات الروسية على مدننا وموانئنا والبنية التحتية الحيوية باستخدام طائرات مسيرة إيرانية». وأضاف أن البلدين لديهما القلق نفسه إزاء ازدياد التعاون العسكري بين روسيا وإيران.

العلاقات مع تركيا

والتقى نتنياهو الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في مؤشر على تحسن العلاقات التركية - الإسرائيلية، بعد أكثر من عقد من التوتر. وعُقد اللقاء الثلاثاء في البيت التركي بنيويورك، حيث أفاد مكتب نتنياهو بأن «الزعيمين قررا مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية في التجارة والمسائل الاقتصادية والطاقة»، كما وجها دعوات متبادلة للزيارات «قريباً». وكذلك بحثا في «القضايا الإقليمية والدولية».

وأوضح بيان للرئاسة التركية أن البحث تطرق أيضاً إلى «آخر التطورات المتعلقة بالنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني».

مع أولاف شولتس

والتقى نتنياهو أيضاً المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي عبّر مجدداً عن تأييده لجهود التوصل إلى حل وسط في الخلاف حول الإصلاحات المثيرة للجدل للنظام القضائي في إسرائيل.

وقال الناطق باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت إن المستشار أكد مدى أهمية وجود أكبر قدر ممكن من الدعم المجتمعي لمثل هذه الإصلاحات الجذرية، وأشاد بدور الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في هذه القضية.

ولم يتضح إذا كان شولتس تطرق إلى الانتقادات الإسرائيلية للسفير الألماني في تل أبيب شتيفن زايبرت الذي اشتكته الحكومة الإسرائيلية، بسبب مشاركته مشاهداً في مشاورات المحكمة الإسرائيلية العليا حول الإصلاحات القضائية.


ردود فعل لبنانية متباينة تجاه موقف الراعي من الحوار

صورة من حساب البطريركية المارونية في «إكس» للراعي (وسط) في أستراليا
صورة من حساب البطريركية المارونية في «إكس» للراعي (وسط) في أستراليا
TT

ردود فعل لبنانية متباينة تجاه موقف الراعي من الحوار

صورة من حساب البطريركية المارونية في «إكس» للراعي (وسط) في أستراليا
صورة من حساب البطريركية المارونية في «إكس» للراعي (وسط) في أستراليا

أثارت المواقف الأخيرة للبطريرك الماروني بشارة الراعي من أستراليا والتي فسرت في لبنان على أنها تهاجم المبادرة الحوارية لرئيس المجلس النيابي نبيه بري وتنسجم تماما مع موقف قوى المعارضة، ردود فعل متباينة، وفضلت بعض القوى قبل التعليق عليها انتظار عودة البطريرك من سفره للاستفسار عنها خاصة أنه خلال أقل من شهر كانت هناك مواقف مختلفة للبطريركية من موضوع الحوار الذي يسبق الانتخابات الرئاسية.

وفي مؤتمر صحافي في سيدني - أستراليا قال الراعي: «هناك لغط حول ما قلناه، وأنا دائما أقول وقبل دعوة الرئيس بري إن الحوار هو في التصويت في المجلس النيابي. الحوار هو الانتخاب، والتوافق هو الانتخاب. وأنا لم أقل إنني مع الحوار، بل قلت إذا تم الحوار بعد موافقة الجميع عليه. والمجلس النيابي اليوم في حالة انتخابية، وفي الانتخاب يتحاورون».

وينسجم موقف الراعي هذا إلى حد بعيد مع موقف قوى المعارضة وأبرزها «القوات» و«الكتائب».

ويعتبر عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب جورج عقيص أن ما صدر عن الراعي «قطع الطريق على كل من كانوا يحاولون الاصطياد بالمياه العكرة والحديث عن خلافات بين الكنيسة المارونية والمعارضة المسيحية السيادية. وقد خيب البطريرك ظن كل هؤلاء خاصة بعد ما تم تأويل كلامه في عظته ما قبل الأخيرة في لبنان وتصويره تبنيا لمبادرة الرئيس بري الحوارية». ويرى عقيص في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الصفحة يفترض أن تكون قد طويت وعلى الفرقاء الذين يدعون للحوار سواء في الداخل أو الخارج أن يفهموا أن هذا الحوار لن يحصل وإذا عُقد فسيكون بين أطراف الممانعة لأن إنقاذ هذا البلد لا يمكن أن يحصل إلا بانتظام عمل المؤسسات ولا شيء غير ذلك ومن خلال التصويت لأحد المرشحين المعلنين ونحن هنا نؤكد تمسكنا بمرشحنا الوزير السابق جهاد أزعور، أو من خلال الخيار الثالث الذي طرحه المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان في زيارته الأخيرة وهو طرح تركنا الباب مفتوحا تجاهه لكن للأسف فريق الممانعة الداعي للحوار هو الذي نسف إمكانية الذهاب حاليا لخيار ثالث معلنا تمسكه بمرشحه ناسفا بذلك جدوى الحوار الذي يدعو إليه».

عقيص: الحوار سقط كلياً

ويشدد عقيص على أن «سعي البعض لتحميل المعارضة مسؤولية التعطيل برفضها الحوار سقط كليا ولا حل إلا بالدعوة لجلسة مفتوحة لانتخاب رئيس بدورات متتالية وإلا يكون الرئيس بري هو الذي يعطل عملية انتخاب رئيس».

وعن المبادرات الخارجية لانتخاب رئيس، يذكر عقيص أنه «منذ البداية تعاطينا بحذر مع كل المهام الدبلوماسية للمساهمة في انتخاب رئيس باعتبار أن هناك رأيين الأول يقول بأن الانتخابات الرئاسية ستكون جزءا من حل كبير بين الإيرانيين والأميركيين وهذا مؤسف ونحن نعارضه لأن خطابنا منذ البداية يشدد على أن الانتخابات الرئاسية شأن داخلي لبناني، ورأي آخر يعتبر أن الوضع الحالي في لبنان والأزمات الخطيرة تستلزم أن ننفذ انتخابات رئاسية بتفاهم ما دون ربط ذلك باتفاقات دولية وبخريطة جديدة للمنطقة»، مضيفا: «بلحظة من اللحظات كانت الحظوظ متساوية بين الرأيين. ثم تقدم الرأي الثاني مع مهمة لودريان قبل أن يتقدم اليوم الرأي الأول وهذا خطير جدا». 

«الثنائي الشيعي»

في المقابل، استغربت مصادر «الثنائي الشيعي» المواقف المتناقضة للراعي بخصوص الحوار لافتة إلى أن «بعض المعطيات تتحدث عن تحوير لحديثه وعن سياق معين دفعه لقول ما قاله، ما يستوجب انتظار عودته إلى لبنان للاستفهام منه حول موقفه الحقيقي». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «بنهاية المطاف البطريرك ليس رئيس كتلة نيابية وفي حال تأمنت أكثرية من النواب والكتل الذين سيلبون دعوة الرئيس بري فستنعقد جلسات الحوار الشهر المقبل».

من جهتها، أكدت مصادر الرئيس بري تمسكه بمبادرته «باعتبارها أصلا المبادرة الوحيدة الجدية القائمة في الداخل والخارج أضف أن فريقا وازنا من اللجنة الخماسية يدعم هذه المبادرة والحوار لانتخاب رئيس»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى «جهد مضاعف يبذل اليوم لإنجاز هذا الحوار الذي سيديره رئيس المجلس النيابي إلى جانب نائبه». وتضيف المصادر: «أما بخصوص الآلية، فسيتم ضمان تمثيل كامل للكتل والطوائف. أضف أن جدول الأعمال كما بات معلوما يتضمن بندا واحدا هو الانتخابات الرئاسية والمدة الزمنية لن تتجاوز الـ7 أيام على أن تليها جلسة مفتوحة لانتخاب رئيس بدورات متتالية». وأوضحت المصادر أنه إذا قبل السواد الأعظم من الكتل المشاركة بالحوار أي إن نحو 100 نائب وافقوا على الحوار فعندها لا شك سينعقد.

وتبني المصادر بحديثها عن دعم فريق وازن من «الخماسية» للحوار على ما نقل عن نائبة وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند بعد لقائها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مؤخرا وتأكيدها أن «واشنطن تدعم أي حوار لبناني- لبناني لانتخاب رئيس».

موقف «التيار»

ولا يزال موقف «التيار الوطني الحر» غير محسوم فيما يتعلق بالمشاركة بحوار بري. إذ أعلنت الهيئة السياسية للتيار الأربعاء ترحيبها بالحوار «من أجل الوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية، على أن يتم حصره بموضوع الانتخابات الرئاسية وبرنامج العهد ومواصفات الرئيس وبفترة زمنية ومكان محددين، وأن يكون غير تقليدي ومن دون رئيس ومرؤوس بل بإدارة محايدة ويأخذ شكل مشاورات وتباحث ثنائي وثلاثي ومتعدّد الأطراف، بين رؤساء الأحزاب أصحاب القرار للوصول إلى انتخاب رئيس إصلاحي على أساس البرنامج الإصلاحي المتّفق عليه، على أن يلي ختام الحوار عقد جلسة انتخابية مفتوحة بمحضر واحد يتم فيها إما انتخاب الشخص المتّفق عليه أو التنافس ديمقراطياً بين المرشحين المطروحين». ويبدو هذا الموقف أقرب إلى موقف المعارضة التي تدعو لحوارات ثنائية وثلاثية لا حوارا موسعا برئاسة بري.

بدوره اعتبر عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق أن «مبادرة الرئيس بري شكّلت فرصة حقيقية لإنقاذ البلد وإنقاذ الاستحقاق الرئاسي وهم يتفاخرون بالعمل على إفشالها».

وقال إن «إفشال المبادرات الخارجية والداخلية ليس إنجازاً يا جماعة التحدي والمواجهة إنما إدانة وخطيئة وطنية».


تفهّم دولي لمطلب تشكيل بعثة تقصّي حقائق في انفجار مرفأ بيروت

TT

تفهّم دولي لمطلب تشكيل بعثة تقصّي حقائق في انفجار مرفأ بيروت

مظاهرة حاشدة حمل المشاركون فيها صور ضحايا انفجار مرفأ بيروت في ذكراه الثالثة أغسطس الماضي (رويترز)
مظاهرة حاشدة حمل المشاركون فيها صور ضحايا انفجار مرفأ بيروت في ذكراه الثالثة أغسطس الماضي (رويترز)

جمود التحقيق القضائي في جريمة انفجار مرفأ بيروت المستمرّ منذ نحو عامين، خرقه الحديث عن توجّه دولي لتشكيل بعثة تقصّي حقائق دولية، لكسر الحلقة المفرغة في هذا الملفّ، وإعطاء الأمل مجدداً لأهالي الضحايا بإمكان كشف الحقيقة ومعرفة الأسباب التي أدت إلى هذه الكارثة.

ودعا مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، في جلسة عُقدت أخيراً بجنيف، إلى «ضرورة التحرك من أجل تحقيق دولي في انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس (آب) 2020»، منددّاً بـ«غياب المساءلة اللبنانية عن المتورطين في هذه القضية».

فولكر تورك (رويترز)

وبالتزامن مع أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها الـ78، وقّع 67 نائباً لبنانياً عريضة موجهة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية وجمعيات حقوقية، تطالب الأمم المتحدة بمساعدة لبنان وتشكيل لجنة تقصّي حقائق في جريمة 4 آب، ولاقاهم في هذه الخطوة، قيام لجنة أهالي الضحايا بتسليم سفراء الدول الكبرى عريضة تطالب بتسريع خطوات إنشاء هذه اللجنة.

ويتولّى وفد من أهالي ضحايا المرفأ بالتعاون مع المحامي كميل أبو سليمان، إجراء مروحة اتصالات خارجية مع سفراء الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن؛ للدفع بتشكيل لجنة بعثة حقائق وتقديم العريضة التي وقّعها أكثرية أعضاء البرلمان اللبناني. وفي اتصال أجرته «الشرق الأوسط» مع المحامي أبو سليمان، أوضح الأخير أنه «لمس تقبلاً للذهاب بهذا المنحى». وأشار إلى أنه «يمكن تشكيل هذه البعثة عبر وسائل عدّة، سواء بقرار من الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش)، أو عبر مجلس الأمن الدولي أو الجمعية العمومية للأمم المتحدة».

وقال أبو سليمان: «بدأت الاجتماعات مع سفراء الدول الدائمة العضوية ولمسنا نظرة مختلفة عن السابق لدى الدول المهتمّة، بعدما أدركوا أن التحقيق اللبناني لم يصل إلى نتيجة». ورأى أنه «بعد أن أعطت الدول الفرصة الكافية للتحقيق اللبناني، وبعد ثلاث سنوات لم يتحقق شيء، أضحت فكرة بعثة تقصّي الحقائق مقبولة أكثر من أي وقت مضى، وباتت قيد الدرس الجدّي».

من المبكر التنبؤ بالمهمة التي ستوكل إلى البعثة الدولية في حال تمّ تشكيلها وما هي صلاحياتها، إلّا أن المحامي أبو سليمان أكد أن «العريضة الموقّعة من النواب اللبنانيين، طلبت تسليم نسخة إلى البعثة فور تأسيسها، عن المستندات الموجودة في التحقيق اللبناني، سواء من قاضي التحقيق أو من الحكومة أو من الضابطة العدلية؛ حتى لا تعود بالتحقيق إلى نقطة الصفر». وذكّر بأن «بعثة التقصّي مختلفة كلياً عن المحكمة الدولية، ولن تكلّف الدولة اللبنانية أي مبلغ مالي». وعمّا إذا كانت صلاحياتها شاملة وتسقط أمامها الحصانات السياسية وغير السياسية، رأى أبو سليمان أن الأمر «يتوقّف على نوع القرار الذي سيصدر عن مجلس الأمن وما إذا كان ملزماً للبنان، والأرجح أنه سيكون ملزماً». وشدّد على أن «العدالة التي نريدها ويريدها اللبنانيون أهم بكثير من الحصانات وأي شيء آخر».

ولا يبدو أن قرار إنشاء البعثة الدولية سيصدر تحت الفصل السابع؛ إذ أفاد مصدر قضائي لبناني بأن النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، سبق وأعطى موافقة على تشكيل بعثة تقصي الحقائق. وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن لبنان «يرحّب بـ(تقصّي الحقائق)، إذا كان هدفها فك أسر التحقيق اللبناني». ولم يستبعد أن «تتحرى البعثة عن الأسباب التي جمّدت التحقيق وكفّت يد المحقق طارق البيطار لترفع توصية إلى مجلس الأمن الدولي». وقال المصدر القضائي: «ليس معروفاً ما مدى صلاحية لجنة تقضي الحقائق وما إذا ستعطى مهام تحقيقية». وأمل في «ألّا يشكل دورها أي تعدٍ على السيادة اللبنانية»، عادّاً أن «ما يوقف التحقيق اللبناني ليس دعاوى الرد والمخاصمة، بل الأمر رهن ما يقرره القاضي حبيب رزق الله الذي عيّن كقاضي تحقيق للنظر في ادعاء القاضي عويدات ضد البيطار، فإذا تبين أن الأخير انتحل صفة محقق عدلي، عندها تجري إقالته وتعيين محقق آخر، وإذا ثبت أنه لم ينتحل صفة محقق عدلي يستأنف البيطار تحقيقاته وينطلق مسار العدالة من جديد».

مشهد للدمار الهائل في مرفأ بيروت بعد الانفجار (أرشيفية - أ.ف.ب)

النجاح في تأسيس البعثة الدولية لتقصّي الحقائق، ستكون له انعكاسات مهمّة، وهي ستكون بمثابة رسالة للأطراف اللبنانية التي تعطّل ملفّ المرفأ، وكل الملفات القضائية ذات البعد السياسي، ورأى رئيس مؤسسة «جوستيسيا» الحقوقية المحامي الدكتور بول مرقص، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تشكيل بعثة تقصّي الحقائق، مهمة جداً في مسار العدالة الجنائية الدولية وهي تؤسس لإمكانية إجراء تحقيق إضافي وصولاً إلى المحاكمة على المستوى الدولي». وأشار إلى أنه «إذا لم يقترن ذلك بقرار لمجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع، فلا شيء يلزم الدولة اللبنانية التي تتذرع دائماً بالسيادة الوطنية وتجابه الإجراءات الدولية وتتملص منها».

قد يكون مفيداً التوفيق بين المسار القضائي اللبناني وبين المهمّة التي ستتولاها اللجنة الدولية، واقترح مرقص أن يصار إلى «رفد التحقيق اللبناني بتحقيقات دولية والإبقاء على صلاحية المجلس العدلي اللبناني في المحاكمة؛ ما يؤدي إلى دفع التحقيق قدماً للوصول إلى نتائج، وتصبح هذه النتائج على طاولة المجلس العدلي، فلا يكون بذلك انتقاص من السيادة اللبنانية». وشدد مرقص على أن «تعزيز التحقيق اللبناني بخبرات دولية سيوصل العدالة بقضية انفجار المرفأ إلى خواتيمها المرجوة، وينزع الذرائع من يد المنادين بالسيادة الوطنية، والتي باتت مطلب حق يراد به باطل».


«القوات اللبنانية» ترمي الكرة في ملعب «الممانعة»: لنفتح ثغرة بتأييد قائد الجيش إلى رئاسة الجمهورية

العماد جوزيف عون (قيادة الجيش)
العماد جوزيف عون (قيادة الجيش)
TT

«القوات اللبنانية» ترمي الكرة في ملعب «الممانعة»: لنفتح ثغرة بتأييد قائد الجيش إلى رئاسة الجمهورية

العماد جوزيف عون (قيادة الجيش)
العماد جوزيف عون (قيادة الجيش)

اقتربت المعارضة اللبنانية خطوة باتجاه تأييد وصول قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى رئاسة الجمهورية بدلاً من مرشحها جهاد أزعور، إذ قال عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب فادي كرم إن «القوات اللبنانية» لا تمانع وصول العماد عون في حال قربت الممانعة باتجاه تفاهم لفتح ثغرة بالملف الرئاسي، رامياً الكرة في ملعب «قوى الممانعة».

فالخيارات في المواجهة الرئاسية أصبحت محصورة بين رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية وقائد الجيش الذي يتردد على الساحة السياسية أيضاً أن بعض أعضاء «اللجنة الخماسية» (السعودية ومصر وقطر وفرنسا والولايات المتحدة) التي تتابع الملف اللبناني، يدعمون وصوله للرئاسة، ما يعني عملياً انتهاء ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور بشكل نهائي، والانتقال إلى مرحلة جمع توافق لتأمين تعديل دستوري يسمح لقائد الجيش بالوصول إلى سدة الرئاسة.

حراك «جدي»

ويأتي ذلك في ظل حراك دبلوماسي «جدّي» لإنهاء الشغور الرئاسي، يواكبه تحرك داخلي بين القوى الحليفة، ولا يتخطاها إلى محادثات ثنائية بين المنقسمين سياسياً على الخيارات الرئاسية. وتقول مصادر نيابية مواكبة للاتصالات الأخيرة وحركة الزوار الخارجيين إلى لبنان، إن هذا الحراك «هو الأكثر جدية منذ أشهر»، نظراً إلى ضرورة إنهاء الشغور للمضي في الإصلاحات ومواكبة عملية التنقيب عن النفط والغاز في المياه الاقتصادية اللبنانية، لرفدها بالتشريعات والقرار الحكومية.

وبدأت التلميحات إلى تأييد المعارضة لقائد الجيش، كخيار بديل عن أزعور، في الأسبوع الماضي، حينما قال النائب أشرف ريفي إن المعارضة ستقترع، إذا ما عاد المجلس النيابي لعقد جلسات انتخاب متتالية، في الدورة الانتخابية الأولى لأزعور، بينما ستقترع في الثانية لصالح قائد الجيش.

ويعزز هذا الانطباع مخرجات اجتماعات الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في بيروت الأسبوع الماضي، حيث طرح مع نواب التغيير ونواب معارضين البحث عن خيار رئاسي ثالث، من دون أن يسمي أي مرشح، حسبما قالت مصادر نيابية شاركت في الاجتماعات. لكن آخرين يعتبرون أن العماد عون قد يكون الأكثر قدرة على حشد تأييد دولي لوصوله، وعلى تأييد قوى في الداخل، بينها المعارضة، وتتخطاها إلى مستقلين، بالنظر إلى أنه شخصية غير محسوبة سياسياً على أحد، وقامت بإنجازات على صعيد تمكين المؤسسة العسكرية للصمود في ظل الأزمة المعيشية التي تضرب لبنان منذ ثلاث سنوات.

كلام قائد الجيش

وفي ظل هذا الواقع، قال قائد الجيش أمام وفد نقابة الصحافة برئاسة عوني الكعكي الاثنين الماضي عن ملف رئاسة الجمهورية: «لا يهمني ولا يعنيني ولم يبحثه أحد معي ولم أبحثه مع أحد».

كرم و«جو الخماسية»

النائب فادي كرم (تويتر)

ولم يخفِ النائب كرم، في تصريح إلى «الشرق الأوسط» أن الخيارات تكاد تنحصر بفرنجية وقائد الجيش، وذلك استناداً إلى نتائج لقاءات لودريان مع الشخصيات اللبنانية، وجو «اللجنة الخماسية»، والحث غير المباشر على الانتقال من مرحلة المواجهة بين مرشحين إلى تسوية شاملة على قائد الجيش.

وأوضح كرم أن هذا الطرح «سهّل له لودريان عندما قال لا للطرفين المطروحين» في إشارة إلى فرنجية وأزعور. وكشف كرم عن وجود وفد قطري في لبنان «يجري لقاءات غير علنية مع كل الأطراف، للوصول إلى تفاهم على ترشيح قائد الجيش».

لكن هذا الطرح لا يزال غير ناجز، حسبما أكد كرم، بالنظر إلى أن «حزب الله» و«حركة أمل» وفريق «الممانعة» لا يزالون مستمرين في دعم فرنجية، مشدداً على أن هذا الطرح «توافقي، وهو (قائد الجيش) ليس مرشح طرف أو فريق»، إذ «يدفع أفرقاء في الداخل والخارج نحو التفاهم عليه لانتخابه من دون معركة انتخابية»، وهو الطريق الأساسي لانتخابه بالنظر إلى أن ترشيحه يحتاج إلى تعديل دستوري كونه موظفا فئة أولى.

وعن موقف «القوات اللبنانية»، بصفتها أكبر قوة في المعارضة، من هذا الطرح، قال كرم: «المعارضة لا تعارض هذا الطرح إذا كان يقرّب المسافة نحو إنهاء الشغور الرئاسي. نحن متجاوبون مع الطرح إذا قربت الممانعة باتجاه تفاهم لفتح ثغرة بالملف الرئاسي، لكن الأمر لا يزال حتى الآن متعثراً، ولم يصل إلى هذه المرحلة في ظل تمسك الممانعة بفرنجية، وضربها محاولة التوافق، بالإصرار على بدعة الحوار».

ورأى كرم أن فريق الممانعة «يدرك مسبقاً أنه لا تفاهم على اسم مرشحهم، لكنه يصرّ على الحوار بهدف ضرب أي محاولة تأتي من اللجنة الخماسية التي تعارض وصول مرشحي الممانعة إلى الرئاسة».

«التيار» و«حزب الله»

ويعارض «التيار الوطني الحر» الذي تضم كتلته النيابية 17 نائباً على الأقل، ترشيح العماد عون، كما يعارض في الوقت نفسه ترشيح فرنجية، ويخوض مباحثات مع «حزب الله» تتصل بالملف الرئاسي وبإقرار اللامركزية الموسعة والصندوق الائتماني، وقد عيّن الطرفان لهذه الغاية نائبين ممثلين عنهما لدراسة مشروع اللامركزية الموسعة.

 

وإضافة إلى «الوطني الحر»، يتمسك «حزب الله» و«حركة أمل» بترشيح فرنجية. وفي ظل رفض الأطراف الثلاثة وحلفائهم، كل من موقعه وموقفه، للعماد عون، فإن انتخابه لن يكون يسيراً، كونه يحتاج إلى 86 نائباً لإقرار تعديل دستوري يتيح انتخابه، ما يعني أنه يحتاج إلى توافق واسع.

ويبدو التوافق على أي شخصية متعذراً حتى هذا الوقت، في ظل الانقسامات العمودية، وتعذر المشاركة في الحوارات التي دعا إليها رئيس البرلمان نبيه بري، وحضّ لودريان اللبنانيين على المشاركة فيها. وتطالب المعارضة بعقد جلسات متتالية في البرلمان لإنهاء الشغور.

ولاقى موقف المعارضة دعماً من البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي أكد أنه «لا يوجد أي مبرر ألا يكونوا قد انتخبوا رئيساً الجمهورية منذ الماضي عملاً بالمادة 73 من الدستور»، مجدداً دعوته للمجلس النيابي إلى «عقد جلسات متتالية وفقاً للدستور ودون تعطيل النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية».


الإطار التنسيقي «سعيد جداً» بدعوة البيت الأبيض… وينتظر تخفيف القيود على الدولار

صورة نشرتها رئاسة الوزراء العراقية من مشاركة السوداني في أعمال قمّة أهداف التنمية المستدامة  في نيويورك
صورة نشرتها رئاسة الوزراء العراقية من مشاركة السوداني في أعمال قمّة أهداف التنمية المستدامة في نيويورك
TT

الإطار التنسيقي «سعيد جداً» بدعوة البيت الأبيض… وينتظر تخفيف القيود على الدولار

صورة نشرتها رئاسة الوزراء العراقية من مشاركة السوداني في أعمال قمّة أهداف التنمية المستدامة  في نيويورك
صورة نشرتها رئاسة الوزراء العراقية من مشاركة السوداني في أعمال قمّة أهداف التنمية المستدامة في نيويورك

ثمة أصوات تُسمع من مكاتب «الإطار التنسيقي» الحاكم في العراق؛ «وأخيراً السوداني يسافر إلى البيت الأبيض ويلتقي الرئيس جو بايدن»، بعد شهور من الاعتقاد بأن حكومة تسيطر عليها أحزاب مقرّبة من إيران لن تعترف بها الولايات المتحدة.

حتى القوى المتشددة، المعروفة برفضها للنفوذ الأميركي في العراق، بعضها هدد قبل سنوات بهجمات ضد قواعد عسكرية وبعثات دبلوماسية، تتراجع اليوم إلى أقصى حدود التهدئة، إلى درجة أن أعضاءً في «الإطار» عدّوا التسوية المالية الأخيرة مع إقليم كردستان، وقبلها الحكم بالسجن المؤبد على قَتَلة المواطن الأميركي ستيفن ترول «بادرة حسن نية لقطع تذكرة السوداني إلى واشنطن».

ولم تأتِ الدعوة الأميركية لزيارة البيت الأبيض ولقاء بايدن، إلا بعد أن وصل السوداني في زيارة عمل بروتوكولي إلى نيويورك، الاثنين الماضي، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها الثامنة والسبعين.

والتقى السوداني بوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الذي أشاد «بالتزام حكومة بغداد باستقلال القضاء في إدانة العراق الأخيرة، والحكم على عدة أفراد بتهم الإرهاب، فيما يتعلق بمقتل المواطن الأميركي ستيفن ترويل»، وفقاً لبيان أميركي.

وحث بلينكن الحكومة العراقية على «مواصلة تعاونها مع حكومة إقليم كردستان لتعزيز استقرار حكومة الإقليم»، بينما نقل دعوة من الرئيس بايدن إلى رئيس الوزراء لزيارة البيت الأبيض قريباً».

والحال أن المواقف الأميركية المعلَنة هذا الأسبوع، التي يبدو أنها مهَّدت للدعوة، كانت تركز كثيراً على التسوية المالية بين بغداد وأربيل، إذ رحب مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، بالحوار البنّاء الذي أجري الأسبوع الماضي بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان، والذي يهدف إلى حل القضايا العالقة بما يتناسب مع الدستور العراقي»، مشيراً إلى أن واشنطن «دعمت جهود الحكومة العراقية وقرارها بإرسال أموال إضافية إلى حكومة إقليم كردستان للمساعدة في ضمان تسليم رواتب الموظفين وتعزيز الاستقرار والنمو الاقتصادي».

كما أثنت السفيرة الأميركية، آلينا رومانسكي، في منشور على منصة «إكس»، على قرار الحكومة العراقية تحويل المدفوعات خلال الأشهر المقبلة، وقالت إنها تتطلع إلى مواصلة الحوار للوصول إلى حل أكثر ديمومة لما يصبّ في مصلحة الشعب العراقي بأكمله.

في النهاية، تبدو الدعوة الأميركية مهمة لـ«الإطار التنسيقي»، ليس فقط لإنهاء التردد الأميركي في التعاطي مع حكومة تضم فصائل شملتها واشنطن بالعقوبات، بل لأن بغداد تدرك تماماً أن «أزمات مستعصية، مثل مبيعات الدولار، لن تُحسم إلا بقناة مفتوحة ومباشرة مع الرئيس الأميركي»، كما يقول عضو في «الإطار التنسيقي».

وقال قيادي في ائتلاف «دولة القانون» إن «الإطار التنسيقي» بدَّل كثيراً من استراتيجيته في التعامل مع واشنطن، تحت تأثير عاملين أساسيين؛ أولهما الوضع الدقيق والحساس للحكومة الحالية، التي تحتاج دون شك إلى ضبط التوازن بين إيران وأميركا، وثانيهما أن إيقاع المفاوضات بين هذين البلدين يفرض نفسه على التكتيك السياسي لبغداد، وهو الآن يتطلب حفظ التهدئة وفتح قنوات طبيعية للعلاقات.

لكن أهمية زيارة السوداني تعني شيئاً آخر لـ«الإطار التنسيقي»، الذي تؤرقه منذ شهور أزمة صرف الدولار، وشح السيولة النقدية المحلية، بعدما أقر البرلمان العراقي موازنة انفجارية بنحو 450 مليار دولار لثلاث سنوات.

وانخفضت مبيعات «البنك المركزي» للدولار، بعدما فرضت واشنطن قيوداً عليها، بسبب شكوك بأن جهات عراقية تهرّب العملة الصعبة إلى دول الجوار، على رأسها إيران، بغطاء سياسي من فصائل متنفِّذة، لكن العراق بحاجة إلى سيولة أكبر من الدينار العراقي لتأمين متطلبات الموازنة، وهو بحاجة إلى رفع سقف مبيعات الدولار.

وليس لدى فريق السوداني ضمانات بأن لقاءه المحتمل مع بايدن سيغير من قواعد اللعبة المالية، ويمنح وزارة الخزانة الأميركية الضوء الأخضر لتخفيف القيود، إلا إذا حدث «متغير جوهري في المفاوضات بين واشنطن وطهران»، وفقاً للقيادي في «دولة القانون» الذي أشار بوضوح إلى أن الحالة العراقية ليست نموذجاً مستقلاً في السياسة الدولية، بقدر ما هي انعكاس لتقلبات النزاع الإقليمي بين إيران وأميركا.


ميقاتي لعباس: ما يحصل في «عين الحلوة» إساءة للبنان

صورة من حساب الحكومة اللبنانية في «إكس» لميقاتي وعباس بنيويورك
صورة من حساب الحكومة اللبنانية في «إكس» لميقاتي وعباس بنيويورك
TT

ميقاتي لعباس: ما يحصل في «عين الحلوة» إساءة للبنان

صورة من حساب الحكومة اللبنانية في «إكس» لميقاتي وعباس بنيويورك
صورة من حساب الحكومة اللبنانية في «إكس» لميقاتي وعباس بنيويورك

شدد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على أولوية وقف الأعمال العسكرية، والتعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية لمعالجة التوترات القائمة في مخيم «عين الحلوة» للاجئين الفلسطينيين الواقع جنوب لبنان.

وخلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في سياق مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، جدّد التأكيد على أن «ما يحصل لا يخدم على الإطلاق القضية الفلسطينية، ويشكل إساءة بالغة إلى الدولة اللبنانية بشكل عام، خصوصاً إلى مدينة صيدا التي تحتضن الإخوة الفلسطينيين، والمطلوب في المقابل أن يتعاطوا مع الدولة اللبنانية، وفق قوانينها وأنظمتها والحفاظ على سلامة مواطنيها».

من جهته، أكد الرئيس الفلسطيني أنه أعطى توجيهاته لإنهاء هذه الأحداث ووقف الاقتتال والالتزام بالقانون اللبناني والتنسيق مع الدولة اللبنانية.

ويشهد المخيم هدوءاً منذ منتصف الشهر الجاري، بعد جولتين من القتال العنيف بين حركة «فتح» ومجموعات متشددة، ما أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى.